نصيف الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 4029 - 2013 / 3 / 12 - 19:17
المحور:
الادب والفن
فزعنا من الشيخوخة ..
تنفتحُ ظلمة ناضجة على الخليقة ، وتتشابك في شطآن العالم
جذور الشرّ التي تُفسد الحلم في تحويمه على ندى عظامنا . ليل
يتضاءل في رهبته ، ولا يلين للنجوم . زهرة اللوتس ، قرينة
الموت ، تورثنا في صفيرها تحت ثقل الريح ، وطأة المأساة ،
ونحنُ لا نملك في سهرنا بين الكثبان إلاّ ميتة واحدة . الأيّام
المريرة التي تغلغلت في البئر ، ينقضّ عليها فراء فزعنا من
الشيخوخة . جروح كثيرة نطرحها شاحبة في ما يتعذّر العيش
معه ، ونفسح ضياء الصباح لمرور النعوش التي تتقصَّد إهانتنا .
نجذّف غرباء في ذرفنا للدموع على ميتتنا المطواعة ، ولا بشارة
ننتظرها قبل تأهبنا لصعود المراكب . الثمرة المُفجعة التي تُلطّخنا
عصارتها ، تشحذ نفسها آيلة للتضحية بنا في كلّ حين ، ونحنُ
لا يمكننا التخلّي عن حملها في صواري كواهلنا الموثقة الى
العدم . ندافع عن الصديق الذي يرفع غطاء حياته ويغيب ، ونبني
موانىء مغموسة بعويلنا ، للحظة التي تعتم على جمال المرأة في
نزولها الى الزمن المُهيب للقبر . محارة يعلوها القوس الذهبي
للحلزون ، نطيعها ونكبح إجرامها وتعانقنا شاخصة الى الجفاف .
الشعراء الأسخياء في حمقهم ..
يُدشّن الشعراء الأسخياء في حمقهم وكراهيتهم لنا ، قبورهم
ويطلونها بثغاء أكثر شيوعاً من دراهم الشحّاذ المصعوقة .
يغلق المُتباهي بحنقه وكلمته العُصابية ، الخرائب على نفسه
ويشيخ مع المساجين الذي سطوا على شحرور القطّة . تقديسنا
للكلمة وازاحة ما علق بها من صدأ ، تُحتّم علينا لجم الفم
الأصهب للمغني المعتوه الذي ينقضّ بقصبه على الأفياء التي
نتوسد تحتها شهد العسل . ينساق الشخص المُجندل في غفوته
المريبة ، مع التكشيرة الرعناء واللدغة الطويلة للكذب ،
وما يهمنا في السكن الى جواره ، محو الإنشادات التي تطلق
النصل والحضائن . الأفعال الظمأى الى الحسن والخيّر في
الكلمة الجوفاء والقاحلة ، تجبرنا على تلقي غدق كثير للهلع .
11 / 3 / 2013
#نصيف_الناصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟