|
رسالة انترنيت الى القديس البابا يوحنا الثاني
نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1159 - 2005 / 4 / 6 - 12:08
المحور:
الادب والفن
بمناسبة رحيلك الأبدي حولت راتبي الشهري إلى شمعدان للقداس وأجلت رغبة أبنائي بشراء ملابس فصل الصيف . أذن سيظل الشتاء في بيتنا لأنك غادرت على ظهر براق من فضة . أيها القديس المزين بخضرة قصب الأهوار وذاكرة إبراهيم السومرية وطقوس الليالي الجبلية .يا موسيقى الثلج ومشاحيف الجنة . لك تمشي الأناجيل بعجلات من برتقال ولكن يصفق الحواريون الأثني عشر ولك أمي تنسج بردة من دموع الفقر وتصلي في حافلة الضوء بعد عودتها من زيارة الأربعين وربما من أجلك تشاغل عولمة جنرال موتورز وتربي في باحة شوقها نعاجا ليسوع الراعي في مرعى الحب يتأمل في ليل أكد أحلام الفلاحين وأشواق الصيادين وجنود الحد الفاصل بين الدير وشظايا المصير لتأتي أنت . تبتسم بكاثوليكية حلوة وترد على صمت الريح وقنبلة الحرب سلاما لنسمة تمشي بعكازين من بنجوين حتى روما . سلاما لأمي وهي تزور الفاتيكان وبجواز لجوء صادر من مقبرة السلام في النجف لتنشد مع القديسات نشيد الفتح الروحي لشوبان وترتل مع المرتلات بنود موت الفقر الأفريقي وتوقع مع الموقعات على ميثاق صناعة الورد وآية الحمد وسرور المندائيات بيحيا القادم من قلب يسوع يشارك حزن مسيحي العالم بموت يوحنا الثاني .. قلبك مثل حقيبة كافافي . قلبي مثل الخبز الحافي قلب أمي مثل قناديل الضوء بنافذة جوليت لكم جميعا شكسبير يؤلف سونيتا المودة لجان بول والملك لير سيغادر قصره في أرض الشطرة ويشارك كل ملوك الدنيا قراءة حلم العرافين بدلهي أن عمر البابا سيذهب إلى ثمانين شدة ورد أمزونية ثم يغادرنا إلى روح المعنى هناك سيكتب ذكريات الأرض بلاتينية زرقاء فيما نكتب حلم الأرض بلغة أهل الصين فهم مليار كونفشيوس والبابا سقراط واحد يده تصل الهملايا وشفتيه تقبل قاع البحر ويقولون أن عيناه صارت مرآة مشطت عليها بنات بغداد فرحة العيد وذهاب المحتل بعيدا .. أشتاق لأمل يقودني إلى إيطاليا لأحمل رغبة المعري إلى دانتي بالتعارف ولقراءة الفاتحة السمحاء على روح البابا أمي في شوقها الأوري تقول : الموز لا يشبه الجوز لكن رحيل البابا خلق في قلوبنا لحن العتابا نبكي ونمرح نبكي ونسرح أيها القديسون أفيقوا لصباح الخميس واكتبوا ببابلية نقية عهدا جديدا كل أسفاره هي أحلام خضر تمشي بعجلات من فضة على ذهب قلوبنا نحن عرفاء العالم وعاشقي فلسفة غاستون باشلار الجمالية سيحتج جوميسكي غير إن التوراة المبتسمة ستقول له أمريكا في كل أراضي الجغرافيا فيما البابا في كل أراضي القلوب في حقيبة كافافيس وجدت روحك تكتب الشعر ووجدت أهل الكهف يطبخون عصيدة الصيام أما حبيبتي فاطمة فرأيتها بشبكة من خيوط النايلون تصيد سمك الشبوط لفطور البابا الطيب هناك في الهور المتمدن بذاكرة التأريخ صنعنا قرامطة ومتصوفة وثوار من ضوء وهناك بنينا قصة للحضارة تنحني لكل الديانات فعندما تصنع من الحب دمية أطفال الكون كله يصبحون ببطاقة أحوال مدنية واحدة جان بول . من نافلة القول أن عيون القديسة جان دارك أضاءت في سوباط القلب الروحي بذاكرة الشعراء فتمدنوا بطيبتك ولبسوا طاقيتك فصارت لديهم طاقيتان واحدة منك وأخرى من الجواهري .. ـــــــــــــــــــــــــــــ قلبي سرير من خشب الصاج قلبك في صدري باج يحق لي فيه حضور القداس إذا كانت الريح بفلورسنا تركب في جندول وتذهب إلى الحاضرة العلية فالريح هنا تركب دمعة فراشة وتذهب بقطار طوروس إلى الحاضرة الروحية في الطريق سيسمعنا يشار كمال قصصه وناظم حكمت سيروي شوق العشق السيبيري ونحن نغفوا بعيدا عنهم مدركين أن الوائلي قد أنهى محاضرته وأن ركعتي الفجر بانتظارنا وأن البابا يفتح جفنيه للمرة الأخيرة ليجد قلوب العاشقين وقد تحولت إلى كمانات في ذاكرة كارمن لوركا سيكتب قصيدة للصليب المشحون بشوق سفير الحلم الشرقي بن فضلان ودول البلطيق ستلبس حزن البطريق أما أور الحاضرة المستورة فستلبس صاية جدي وتغني موالا أمميا أويلاه.. يموت البابا ولازال الوطن يحتاج إلى ابتسامته كي يغادرنا فجر الجيوش المتحالفة ريتسوس شاعر عذب واليونان بلد جميل وقبرص منشطرة نصفين وكنائس البصرة تسمع قصائد السياب باستحياء فيما مندي صابئة الناصرية يبقى مستيقظا حتى فجر أبريل يوزع بركات النسطورين وأهل النور وطيبة عمتنا روحية بنت حام صائغ الذهب والمودة الجنوبية البابا الطيب في إغفاءته الأخيرة أمي تنظر أليه بشغف وتفكر في تأليف أوبرا لقيامة العصافير وهي تزقزق في صباح أور يولد القمر في العين الضاحكة ويولد يوحنا المعمدان في كأس النذر يسوع سيكتب بحروف النور مفردات قراءتنا الخلدونية وحتما سيشاركه في ذلك القداس نبينا ومعهم من منبر الحق علي سيتحدث عن حب الدين لناصري الحسين فيما أهل بلاد السين يعيدون ترديد كلمات هيجو: في نوتردام وجد الأحدب حبيبته وقرعت أجراس الكنائس عشقه المسكين فلتباركه عذراوات حدائق بولونيا وأهل الحبشة سيبدأون مواسم الهجرة إلى الشمال بقداسات مختلطة ومعهم سينحني أكراما لذاكرة الدين يهود الفلاشا .. البابا نائم الآن سأقدم الفطور لأمي النائمة بعد أن تحرك جفنها الماسي باتجاه روما سائس العربة السويسري ينظر إلى ساعته الناقوس يقرع وحتما دافنشي يخلد المشهد البابوي بلوحة رائعة ستجد نفسها على جدران اللوفر في الأسبوع القادم كل مدارس أطفال العالم ستنشد في الدرس الأول يوم الخميس الأبريلي وداع بابا يوحنا الثاني
أور السومرية في 3 ابريل 2005
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
.. بابا من الورد ..بابا من الآس ..بابا من خبز العباس
-
كيف تولد الأعنية .. الطور الصبي أنموذجاً
-
أغنية البرتقالة ومدينتنا العزيزة دبي
-
مكاشفة الروح الكبيرة للروح الصغيرة..ايها الولد للآمام الغزال
...
-
!تضاريس وجه المونليزا ..( مقاربة حسية مع وجه الوردة )..ا
-
.. بعد فيلم آلام المسيح لبيل جيبسن..من أصلح لعمر الشريف ..دو
...
-
الفنان أحمد زكي ذاكرة مصر السمراء وفرعونيتها المدهشة
-
الشعر يرثي مشهد قتل وردة ..
-
ذكريات رواقم حوض بنجوين
-
أور المدينة التي ولد فيها إبراهيم الخليل ع
-
المقهى السومرية والخوذة الأيطالية
-
التأريخ السومري بين غبار الألواح وغبار اليورانيوم
-
ونفشيوس وأمي والهدهد
-
الطريق الى حلبجة
-
ثقافة الجنوب العراقي فيدراليا
-
زيارة مسائية لعزيز السيد جاسم
-
بورشيا محتجزة في معتقل أم قصر
-
الجواهري العظيم أستعادة لثلاثة مشاهد
-
ليلة تحت سقف النجوم في قرية بعاذرا الكردية
-
الفرق بين جرنيكا والأباتشي
المزيد.....
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|