أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عادل محمد - البحرين - المعارضة البحرينية تكرر أخطاء المعارضة الإيرانية قبل الثورة















المزيد.....


المعارضة البحرينية تكرر أخطاء المعارضة الإيرانية قبل الثورة


عادل محمد - البحرين

الحوار المتمدن-العدد: 4028 - 2013 / 3 / 11 - 17:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


قبل الدخول إلى صلب الموضوع أدعو القراء الأعزاء إلى قراءة مقتطفات من المقالات التالية التي أعتبرها شهادة على ما أكتبه عن تنظيمات المعارضة البحرينية التابعة لنظام ولاية الفقيه، وحزب الله اللبناني وقائده المرتزق والمجرم حسن نصر الله:-
"ايران تقتل أتباعها" بقلم الكاتب العراقي ابراهيم الزبيدي، "لماذا على المعارضة في البحرين أن تبحث عن حل؟" بقلم الكاتب الكويتي محمد الرميحي، "ممثلو الصوت الواحد كيف يتحاورون؟" بقلم الكاتب البحريني عبد الله خليفة، "الشيخ صبحي الطفيلي نموذج مختلف عن وعاظ السلاطين" بقلم الكاتب الفلسطيني أحمد أبو مطر.
***************
مقال "ايران تقتل أتباعها"
"صرنا عندما نتلقى خبرا عن تظاهرة أو هجوم مسلح أو اغتيال أو تهريب مال أو سلاح أو ذخيرة ويتأكد لنا أن إيران وراءها نترحم على القائمين بها، حتى قبل أن يقتلوا أو ُيلقى القبض عليهم ويصبحوا في يد العدالة، وذلك لأننا صرنا متيقنين من أن لعنة إيران سوف تصيبهم وتعجل بنهاياتهم عما قريب.

ومردُ هذه النادرة إلى كون إيران، بسياساتها العدوانية الاستفزازية المشاكسة العدوانية التسلطية التي تمارسها ضد ثلاثة أرباع دول العالم، مكروهة، وبالتالي، وبالضرورة أيضا، يصبح من يأتمر بأمرها وينخرط في طوابيرها مكروها معها، وممجوجا مثلها، وهدفا سهلا لأعدائها وخصومها الكثيرين.

ولنأخذ مثلا جماعات المعارضة البحرينية ومعاناتها ومأزقها واستمرار خساراتها التي لا تنتهي. فبالرغم من أنها على حق في عدد كبير من مطالبها، إلا أن تبنيها من قبل إيران، وحماسة حزب الله والأحزاب الدينية الحاكمة في العراق في دعمها وتأييدها أفرغها من مضمونها الإنساني ومن طبيعتها الوطنية البحرينية الخالصة، وجعل منها تحرشات إيرانية سياسية توسعية، وحركة طائفية ضيقة، وأدخل المعارضين البحارنة في خانة الطوابير الخامسة التي تحركها إيران، هنا وهناك، عند الحاجة وحسب الظروف.

بعبارة أخرى، لقد ألب النظام الإيراني على المعارضين البحارنة جميع خصوم إيران وأعدائها. وبدخول السعودية إلى البحرين بجيشها، بموجب اتفاقيات مجلس التعاون الخليجي، أصبحت معارضة البحرين كناطح صخرة يوماً ليوهنها * فلم يُضرْها وأوهى قرنَه الوعلُ.

فلا حكومة البحرين ستسقطها القناني الحارقة، ولا المعارضة سوف تخالف إيران فتجنح إلى السلم والتفاهم والحوار. بل سيبقى الولي الفقيه يزج باليافعين والنساء والشيوخ من شيعة البحرين في معارك خاسرة، فيفسدون حياتهم، وقد يخسرونها، ويشغلون حكومتهم وشعبهم بما لا يجدي ولا ينتهي".
***************
مقال "لماذا على المعارضة في البحرين أن تبحث عن حل؟
المتابع للحراك السياسي في البحرين يلاحظ أنه يدور في حلقة مفرغة.. أسباب الدوران في المكان متعددة، منها الفهم الخاطئ من جانب المعارضة لقراءة تداعيات الربيع العربي على أنها تلقائية تحدث في أي مكان وبنفس الطريقة وتصل إلى نفس النتائج، مهما اختلفت الظروف وتلونت الوسائل. ومن الفهم الخاطئ أن النتيجة يجب أن تكون صفرية والتصرف كأقلية لها مطالب معزولة عن المجتمع ككل. البدايات الخاطئة قادت إلى صيرورة خاطئة حتى الساعة، رغم المحاولات التي قام بها البعض من أجل الوصول إلى تقارب بين السقف المطلوب من المعارضة والممكن من الدولة..
قد يقول البعض إن هناك بعض العناصر من الطائفة السنية في حراك البحرين، وهذا صحيح، ولكن الأصح أن تلك العناصر تمثل نفسها لا طائفتها الأوسع. الزواج الشرعي هو التوافق على أجندة وطنية واسعة تمثل الولوج إلى العصر الحديث، كون البشر مواطنين، لا كونهم أتباع مذهب! الملمح الثالث هو استمرار استخدام العنف في الشارع، وهو ملمح يقلل من تعاطف النسيج الاجتماعي ويبعث الخوف في قطاع واسع من النسيج المواطني، كما يقلل التعاطف الخارجي الحقيقي لا المؤدلج.
القطبة المغلقة والخفية في حراك البحرين هي التدخل الخارجي، خاصة الإيراني، الذي كشف عنه أكثر من مرة، آخرها تصريح وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، الذي لا لبس فيه ولا مراء. المناقشة في هذا الأمر حساسة، فالبعض يستند إلى قراءة متعجلة لتقرير «بسيوني» الذي بدا للبعض من عباراته أن «يبرئ» إيران من التدخل، لكن التقرير لمح في أكثر من مكان إلى ذلك التدخل «غير المباشر» ربما بصياغة كلمات لها معنى وقتها لدى كتابة التقرير، ولكن هناك ثلاث حقائق ربما حري بقيادة المعارضة أن تنظر إليها بعمق؛ الأول هو الإشارات في تقرير بسيوني حول التدخل، والثانية الحديث العلني للسلطة الإيرانية الموثق، والتي ربطت مؤخرا بين حل في سوريا بحل «في البحرين» ولا يتسع المجال هنا لإشارات مفصلة، ولكنها لمن يريد، فالتصريحات موثقة «صوتا وصورة» كما يقال، وتلك التصريحات بقدر ما يراها قائلوها أنها تشد من عضد فئة في البحرين، تراكم مخاوف أكبر وأعظم لدى فئة أخرى، تضغط بقوة على تفسيرات متشككة بأن الحراك هو ليس باسم الإصلاح، بل باسم التبعية. أما الثالثة فهي خطأ البدايات في الحوار، الذي رفع فيه البعض عناوين مثل «ولاية الفقيه، والجمهورية الإسلامية»، وهي شعارات لم تستطع القوى الأكثر عقلانية في المعارضة الوقوف ضدها علنا، بل عدتها وسائل ضغط إضافية، إلا أن النتائج غير المحسوبة لتك المواقف جاءت بعكس ما أراد العقلاء (في بعض الأحيان العقلاء أيضا يخطئون)، ولعل من الجوامع كذلك ما لدى المعارضة من مخزون مستند إلى أفكار دينية، وهو يتعارض متعاكسا مع أي أفكار ليبرالية تقود إلى هيكلة الدولة الحديثة التي تخدم المواطنين جميعا، وهي - أي المعارضة - بين نارين، إن اقتربت من الأفكار الليبرالية (الدولة الحديثة بمؤسساتها) التي تلوح لها في الإعلام الغربي، تبتعد في نفس الوقت عن المنطلقات المذهبية التي تعتمد عليها في الحشد والمناصرة والحراك في الشارع، وإن اقتربت من مطالب لها نكهة طائفية ترضي المتشددين عندها ولكنها في نفس الوقت تؤسس لمتشددين مضادين في الطائفة الأخرى، تحت معادلة «التشدد يفرز التشدد
***************
مقال "كيف يستطيع المتماثلون اجتماعياً أن يتحاوروا؟
ممثلو الرأسماليات الشرقية المختلفون المتماثلون كيف يمكن أن يفهموا قضية الديمقراطية وأن يدركوا الواقعَ المتحركَ المضطرب غير الديمقراطي التحديثي حتى الآن في المنطقة؟
تحدث الصراعاتُ بين ممثلي الطوائف المحافظة، مع تغييب مناهج البحث فيجري فصل البناء التحتي عن البناء الفوقي، وفصل القضايا السياسية عن جذورها، وعزل تكويناتها التي تشكلت في هذه الرأسماليات الحكومية، وبفصل الوطن عن التاريخ، وبفصل التيارات عن تواريخها، وبفصل البلد عن المنطقة، وبفصل المنطقة عن العالم الديمقراطي الحديث.
جعلتهم تجارب الرأسماليات الحكومية البيروقراطية أصحاب ثقافة سياسية جزئية، غير قادرين على الارتفاع نحو سمات الديمقراطية العصرية، وكلٌ يقارب أجزاء من طائفته وجماعته ومصالحه.
مشكلاتُ العالم العربي الإسلامي مشكلةُ بُنى ما قبل رأسمالية حرة. ممثلو الدولة والتيارات مرتبطون بدول رأسمالية حكومية سابقة وراهنة على مقاربات متعددة من أزمة الرأسمالية الحكومية الشرقية لكنهم جميعاً تحت تأثيرها، غير قادرين على إعادة النظر في رؤاهم المرتبطة بدول وتاريخ وعلاقات سياسية متشابكة داخلية وخارجية. لهذا لا يستطيعون أن يكونوا ممثلي طبقات بل ممثلي طوائف أو أجزاء من طوائف.
الطائفتان المختلفتان وطنياً نتاجَ تمزق عربي إيراني، سني شيعي، تحديثي قاصرٌ وعسكري مغامر متدخل، لكنها متفقة على النظرة الجزئية واللاعلمانية والإدارات البيروقراطية والليبرالية المحدودة، ووضع الديني قبل الاقتصادي، ووضع المذهبي قبل الوطني.
***************
مقال "الشيخ صبحي الطفيلي نموذج مختلف عن وعاظ السلاطين":-
"اشتهر الشيخ صبحي الطفيلي بمواقفه الإنسانية المؤيدة للطبقات الفقيرة المهمّشة المحرومة، ومن هذه المواقف إعلانه العصيان المدني على الدولة اللبنانية بسبب ما أسماه تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشيعة اللبنانيين، وهو الموقف الذي أدّى لفصله من حزب الله في يناير 1998، ودارت إثر ذلك اشتباكات مسلحة بين مؤيديه وقوات الحزب، سقط فيه العديد من القتلى والجرحى. المقصود من هذا التعريف هو التوضيح أن الشيخ صبحي الطفيلي ليس شخصية عادية بل هو مرجعية شيعية لبنانية وعربية، وإلا ما كان سيتوصل ليكون أول أمين عام لحزب الله اللبناني. وقد عرف بمواقفه الجريئة التي هي غالبا عكس التيار، هذه المواقف التي لو صدرت عن شخصية عادية لقوبلت بانتقادات حادة ربما تصل لحد القتل، ولكن لأنها صادرة من شخصية في مقام الشيخ صبحي الطفيلي فقد تعامل معها المعنيون بالاحترام والتقدير أو السكوت، لعدم قدرتهم الردّ عليها أو مناقشتها لاعتمادها على حقائق غالبا من القرآن الكريم والسنّة النبوية أو الوقائع التي تراعي مصلحة الشعوب لا الحكام المستبدين ووعاظهم فاقدي الحس الإيماني المراعي لتعليمات الله وتوجيهاته. ومن أهم أفكاره السابقة التي أحدثت جدلا واسعا رفضه لنظرية ولي الفقيه التي اعتبرها لا أساس لها في القرآن والسنّة النبوية و أصول الفكر الشيعي.
وكذلك جرأته الشجاعة في اعتباره
- حرب تموز2006 بين حزب الله والجيش الإسرائيلي قرارا إيرانيا مئة بالمئة، ومما قاله في لقاء تلفزيوني مع قناة "الآن" بهذا الخصوص: (حقيقة حرب تموز غير مشرفة)، (ما في حدا بيشن حرب من أجل أسير)، (هل حررنا القدس في تموز؟). وفي مقابلة أخرى قال حرفيا: (من يقول في لبنان أنّ إيران لا تتدخل كاذب، القرار ليس في بيروت وإنما في إيران )، وهذا يعيدنا لما ورد حرفيا في البيان التأسيسي لحزب الله الصادر في شهر فبراير من عام 1985: ( هدفنا الاستراتيجي إقامة جمهورية إسلامية في لبنان مرجعيتها الفقهية في قم بإيران). وأنّ الحزب ( يلتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتجسد في ولاية الفقيه وفي آية الله الخميني)، ولقد كرّر إبراهيم الأمين أحد قادة الحزب ذلك بصيغة أكثر استفزازية عندما قال ( نحن لا نقول إننا جزء من إيران، نحن إيران في لبنان).
أما مواقفه الجديدة بنفس مستوى الصراحة الإيمانية:
1 . تأكيده أنّ قوات حزب الله تقاتل في سوريا، مما يعني أنّها تقاتل ضمن صفوف قوات بشار الوحش النظامية ضد ثوار الشعب السوري المطالبين بالحرية والديمقراطية وإزاحة حكم عائلة متسلطة على سوريا شعبا ووطنا وثروة منذ ما يزيد على 42 عاما.
2 . رأيه أو فتواه ﺑ ( أنّ من يقتل من حزب الله في سوريا ذاهب إلى جهنم ولا يعتبر شهيدا). وهذا هو المنطق الإلهي الإيماني فكيف يكون شهيدا من يقاتل دعما لبقاء طاغية قتل منذ عامين ما يزيد على 80 ألفا من الشعب السوري نسبة عالية منهم من الأطفال والنساء، وشرّد حتى الآن قرابة مليون إلا ربع لاجيء سوري، بالإضافة للسجناء والمفقودين بعشرات الآلاف، وسرقة ثروة الشعب السوري هو وإمبراطورية أخواله الاقتصادية آل مخلوف. ويؤكد الشيخ صبحي الطفيلي أنّ (حزب الله يتحمل مسؤولية كل قتيل شيعي في سوريا ).
3 . إعلانه الصريح الشجاع ﺑ (أن الشيعة في سوريا ليسوا بحاجة لمن يدافع عنهم ونحن مَنْ سبّب لهم المشاكل، فالسيدة زينب ليست بحاجة لمن يحميها لأنها أيضاً محبوبة من الطائفة السّنية، لكن كل ما يحصل هناك هو الدفاع عن النظام وعن الإجرام وقتل شعبه وهو لم يقصف فلسطين يوماً)، يقصد قصف الاحتلال الإسرائيلي الذي كان وما يزال هذا النظام المتوحش يمنع إطلاق أية رصاصة على الاحتلال من الحدود السورية. مستنكرا إرسال حزب الله شبابه للقتال مع وحش سوريا بدلا من المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. مطالبا بضرورة التحرك للوقوف إلى جانب المظلومين في سوريا، وأنّه سيفعل كل ما بوسعه لمنع الفتنة السنية الشيعية.
4 . أما عن الوضع الداخلي اللبناني فقد انتقد الشيخ صبحي الطفيلي ما يشبه غياب الدولة اللبنانية، حيث (لا أخلاق ولا محرمات وكل شيء مستباح ولا أمل بالسياسيين في لبنان بل بالناس) أي الشعب اللبناني الذي حسب تجربتي ومعيشتي لسنوات في لبنان لم يكن يعرف أية تفرقة بين سنّي و شيعي وماروني قبل ظهور حزب الله التابع علانية للولي الفقيه الإيراني الذي لا يهمه سوى نشر نظريته التي لا أساس لها في الفكر الشيعي الصحيح الذي نحترم ونقدّر، ولا أحد من هذا النظام الإيراني يستطيع أن يزايد علينا في محبة وتقدير الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكافة آل البيت الكرام رضي الله عنهم. ولن أنسى أنّه في مصر زوار مسجد الإمام الحسين والمصلين فيه هم السنّة المصريون وكذلك مقام السيدة زينب في القاهرة ودمشق. فليسكت نهائيا النافخون في نار الفتنة الطائفية، فكلنا عباد الله تعالى، وهو المسؤول عن حسابنا وثوابنا".
***************
منذ نشر مقالي "حسن نصر الله بطل من صنع الجمهورية الإسلامية" في موقع "آفاق" بكاليفورنيا في 22 نوفمبر 2007، والذي أثار غضب أحد الكتاب وبعض السياسيين البحرينيين . حتى وقت قريب لم أرى أي تحوّل أو تغيير في مواقف السياسيين البحرينيين المخضرمين الذين يعتبرون حسن نصر الله بطل و"روبن هود" العرب. "روبن هود هو شخصية إنجليزية برزت في الفلكلور الإنجليزي وهي تمثل فارساً شجاعاً، طائشاً وخارجاً عن القانون، عاش في القرون الوسطى وكان يتمتع ببراعة مذهلة في رشق السهام".
في حين أن كثير من السياسيين والساذجين كانوا يعتقدون بأن حسن نصر الله كان يقود ميليشيات حزب الله في رشق الإسرائيليون بالصواريخ في حرب يونيو 2006، كما كان روبن هود يرشق السهام في العصور الماضية، لكن اتضح فيما بعد بأن عناصر من "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني هم الذين كانوا يدربون ميليشيات حزب الله وكانوا متواجدين في مقدمة صفوف عساكر حزب الله وكانوا يقودون عمليات إطلاق الصواريخ نحو الجنود الإسرائيلين. معظم المهتمين بالشؤون السياسية من جانب ومعظم الشعوب العربية المغلوبة على أمرها من جانب آخر كانوا يعتقدون بأن حزب الله اللبناني انتصر على الإسرائيليين في حرب 2006 بقيادة روبن هود العرب حسن نصر الله، و اتضح العكس فيما بعد إثرهزيمة البطل الكرتوني حسن نصر الله الملقب ﺑ "خطيب السرداب" وزمرته وتدمير أجزاء كبيرة من لبنان، وجاءت تصريحات الشيخ صبحي الطفيلي عن حرب 2006 شهادة على أقوالي.
أمّا إحتجاجات المعارضة البحرينية التي بدأت يوم 14 فبراير 2011، فقد تابعتها عن كثب ما أفرزته من تطورات ميدانية وسياسية وكنت على اتصال مع أحد النشطاء لهذه الحركة في دوار اللؤلؤة وكنت حينها مثل غيري من المتعاطفين مع بعض مطالب التغيير إلى أن إنكشف غطاء الطبخة السياسية مع تصريحات زعيم "حركة حق" المتطرفة حين أعلن عن ان البحرين جمهورية إسلامية!، وبعدها إنكشفت اسرار اخرى بتعليق اللافتات المهينة للبحرين ورفع شعارات إسقاط وتغيير النظام في البحرين، كما كنا جميعاً على إضطلاع تام بمسلسل الإهانات المفتعلة عبر الإيميل لرموز الدولة! كانت توصلني عبر الإيميل عشرات الكاريكاتيرات المسيئة لسمو رئيس وزراء البحرين، التي لم أشاهد مثيل لها في عمرالحركات الاحتجاجية في العالم،و خلال مسيرتي السياسية التي بدأت مع انضمامي إلى جبهة التحرير الوطني عام 1961.
بعثت برسالة قصيرة عبر الإيميل إلى صاحبي الذي كان من الزوار الدائمين لدوار اللؤلؤة وكتبت له بأنني استنكر بشدة تصريحات زعيم حركة حق المتطرفة، وإنني ضد الكاريكاتيرات المهينة لسمو رئيس الوزراء، وضد تغيير النظام في البحرين، وذكرت له بان المطالبة بتغيير النظام سيدخل البحرين إلى نفق مظلم ومستقبل مجهول.
الحركة الاحتجاجية في البحرين تذكرنا بالأحداث الإيرانية عشية الثورة الخمينية عام 1979، حيث أن تضامن الأحزاب الوطنية واليسارية التي شاركت في الثورة مع الرموز الدينية السياسية مهّد الطريق أمام الدجال الخميني وزمرته ليسرقوا الثورة ويكونوا العصابات التي قمعت بشدة كل من يعارضها وليكون اليسار أول الضحايا لتتحول الثورة لخدمة عصابات الفتنة والدجل الخميني وإلى يومنا هذا. واليوم تكرر المعارضة الوطنية واليسارية البحرينية نفس أخطاء المعارضة الإيرانية قبل الثورة وتتجاهل أو لا تكترث بمسلسل الجرائم التي ارتكبت بحق المعارضة الإيرانية بأمر الخميني وأعوانه، كما أنها تلهث خلف جمعية الوفاق العميلة لنظام ولاية الفقيه وتؤيدها في مخططها لزج ميليشياتها في الحركات الاحتجاجية والأعمال التخريبية وتشترك معها في النفاق السياسي الذي ترفع فيه شعارات الوطنية والديمقراطية من ناحية وتدعو إلى الحوار مع الجمعيات والدولة من ناحية أخرى .
لقد بات واضحاً لشعوب العالم بأن عصابات المافيا التي تحكم ايران بواسطة القوة العسكرية البوليسية الرهيبة وتحتجز الشعب الإيراني كرهينة، تسعى إلى السيطرة على بعض الدول العربية من خلق العملاء والتخفي وراء الجمعيات والأحزاب الشيعية العميلة لها. وعلى سبيل المثال فإن أحزاب مثل حزب الدعوة وحركة الصدريين في العراق وحزب الله في لبنان وجمعية الوفاق في البحرين تتحرك جميعها حسب أجندات نظام ولاية الفقيه وتنفذ برنامج سياسي متفق عليه وفي نفس التوقيت! من أجل تسهيل مخططات إيران للسيطرة على المنطقة. أما في البحرين فالخلايا الإرهابية النائمة التابعة لجمعية الوفاق تتحول بسرعة البرق إلى أعمال الميليشيات الإرهابية المدربة على جميع وسائل حرب المدن والعصابات وبتدريب عالي الجودة أخذ يهدد حياة العشرات من المواطنين والأجانب وتمر الأيام لتكشف أجهزة الدولة عن المزيد من هذه المؤامرات والمتآمرين الإرهابيين الذين يهدوون سلامة المجتمع ويحلمون مع أسيادهم الإيرانيين بتغيير النظام في البحرين .. ولكن أين هي المعارضة اليسارية والوطنية والعلمانية البحرينية!؟ التي تتظاهر بانها لا تعلم بمخططات وأجندات حكام ايران أو تتجاهل عن عمد كل هذه الحقائق بل وتنفيها وتمضي و تجامل وتساير جمعية الوفاق وتسير خلفها لأنها تشكل الأكثرية (الكثرة تغلب الشجاعة) وتسيطر على الشارع في البحرين. بإمكانكم زيارة بعض المجالس الشعبية لترون وتسمعون الأحاديث والمناقشات عن ما يجري في البحرين. على سبيل المثال تتجمّع النخبة السياسية البحرينية في مجلس أحد السياسيين المخضرمين وتناقش في الأمور السياسية والقضايا البحرينية الملحة، لكنها تتجنب الحديث عن ما يجري في ايران، حتى لا يثير ذلك غضب أعضاء جمعية الوفاق الذين يتواجدون في هذا المجلس الذي يشبه "سوق المقاصيص*"، حيث بعض زواره يفتقرون إلى المعرفة والتجربة السياسية ويعرضون بضاعتهم السياسية البالية، وأحد هؤلاء الذي لا خبرة له في الأمور السياسية تراه يعربد بدل النقاش ويؤذي مسمع الآخرين ويجبر البعض على ترك المجلس.
بعض من زوار مجلس سوق المقاصيص ينتقلون إلى مجلس آخر الذي يسيطر عليه بعض من المنافقين، وأحد هؤلاء الذي يعتبر نفسه سياسي مخضرم وخبير الشؤون العمالية، لكنه في الواقع سياسي مفلس وفاشل في حياته السياسية وغير السياسية، ويحقد على الذين يكتبون في الأمور السياسية، ويغير من أحد الكتاب ويقول عنه ( من هذا الذي يُنشر مقالاته في المجالس وماذا يريد؟!) (لا يرحم ولا يخلي رحمة الله تنزل).
مع اعتذاري للقراء الأعزاء والشعب البحريني وخصوصاً أعضاء جمعية الإخاء البحرينية، أريد أن أتطرّق إلى الحقيقة المرة والمؤلمة، وهي حقيقة حقد وكراهية معظم البحارنة للعجم في البحرين المشكلة التي لها جذور تاريخية، فشعور العجم و إحساسهم بالخوف من هذه الظاهرة التي لا يتجرأ أحد إلى التطرق إليها . وهنا أود أن أقدم لكم بعض القرائن على أقوالي. أحد الأشخاص سأل العجمي المعروف وعضو في جمعية الوفاق "ماذا يقول الوفاقيون عن قانون التجنيس إذا حكموا البحرين؟"، رد قائلاً: " يمزحون ويقولون إذا استولينا على الحكم سنطرد العجم من البحرين. أظن بأنهم في الظاهر يمزحون ولكنهم في الباطن جادين فيما يقولون". وأحد العجم المتقاعدين يقول "الله خلق "آل خليفة" ليحموا العجم من البحارنة؟!". وأحد السياسيين المخضرمين يقول للعجمي الذي بدل اسمه الشيعي إلى غير الشيعي: "لماذا بدلت اسمك، يمكن في المستقبل البحارنة يحكمون البحرين، وما كان هناك داعي أن تغير إسمك؟!".
جميع الشرفاء البحرينيين الذين يعرفونني من بعيد أو قريب يعلمون جيداً بأنني ضد التفرقة المذهبية والطائفية وكنت البحريني الوحيد الذي وقف ضد السلفيين السنة الذين بعثوا رسائل التهديد إلى الشيعة الساكنين في مدينة الحد عام 2007، وقمت بتوزيع نسخ من رسائل التهديد وأرسلت نسخ منها إلى جريدة الوقت وبعض المجالس الشعبية ومجلس المنافقين الذين رفضوا استلام الرسالة مني، فكتبت مقال عن "رسالة التهديد" بعنوان: "الطائفية والعنصرية وجهان لعملة واحدة" ونشرته في موقع آفاق بكاليفورنيا في 16 يوليو 2007، كما قمت بتوزيعه في بعض المجالس. وقد كتبت مراراً عن مواقفي الصريحة عن هذه القضايا التي تشغل بال المواطن البحريني، وبكل فخر واعتزاز أقول بأنني من عائلة بحرينية نموذجية والتي تتشكل من الشيعة والسنة والعرب والبحارنة والعجم. لذا أنصح أعضاء جمعية الإخاء وكل بحريني مخلص لوطنه بعدم المشاركة في المسيرات والاحتجاجات وأعمال الشغب والابتعاد عن اللعبة السياسية القذرة التي ستدخلهم في المتاهات وارتكاب الأعمال الإرهابية التي ستضر بمصالح البحرين وشعبها.

* سوق المقاصيص = سوق المفلسين الذين يبيعون البضائع المستعملة.



#عادل_محمد_-_البحرين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجاهل وسكوت المعارضة البحرينية عن ما يجري في ايران
- أيها التقدميون والديمقراطيون -الكثرة تغلب الشجاعة-
- أحمدي نجاد وصمة عار في جبين المرشد الغدار
- المرشد المرتبك المحتار يريد إنقاذ السفاح بشار
- دور الولايات المتحدة في بروز الحكومات الإسلامية الحديثة
- حكاية الفيلم الوثائقي -من طهران إلى القاهرة-
- المرشد الروحي للرئيس، هل سيصبح ميدفيديف ايران؟!
- تفتقد شروط القيادة، وعليك الإستقالة!
- بين إهدار دم الكاتب سلمان رشدي .. والسكوت عن أقوال الدكتور ع ...
- من تشرنوبيل إلى بوشهر.. كارثة نووية في انتظارنا
- حسن نصر الله بطل من صنع الجمهورية الإسلامية
- البحرين بين نارين
- تكرار سيناريو الثورة الإيرانية
- ايران في دائرة الضوء
- خزعبلات أحمدي نجاد في الأمم المتحدة
- هيئة الإتحاد الوطني
- المنافقون والجبناء الذين يخشون الحقيقة
- الكفار يواصلون الإكتشافات والإختراعات... والمسلمون المتطرّفو ...
- دور الإستعمار البريطاني في توطين سلالة الخميني في إيران
- أتحدّى المغرضين والمتربصين بالأدلة والبراهين


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عادل محمد - البحرين - المعارضة البحرينية تكرر أخطاء المعارضة الإيرانية قبل الثورة