أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جوري الخيام - من يوميات نهد لا يحتفل ...














المزيد.....

من يوميات نهد لا يحتفل ...


جوري الخيام

الحوار المتمدن-العدد: 4028 - 2013 / 3 / 11 - 16:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


فتحت مذكراتي فخرجت من بين الصفحات فتاة سمراء البشرة ,اقتربت منها و أزلت الوشاح لأكشف ما يخبئه, ففوجئت بوجه يغير ملامحه في كل لحظة...

من أنت وفي أي قصيدة تسكنين؟
"أنا مزيج من عطرك وحكايا باقي النساء"

خلعت جلبابها الأبيض , قصت ضفيرتها البنية الطويلة ودفنتها و جلست عارية القرفصاء أمامها تغني و تمشط ما تبقى من شعرها ,أخرجت من قلب الورق نعناعا ,شايا وسكر ..قامت ومشت نحوي وكلما اقتربت مني كلما صار وجهها يشبهني أكثر... مسحت صفحة وجهي بكلتا يديها مستخلصة مني بعض الدموع الحارقة و أضافتها إلى النعناع والشاي والسكر ...سكبت لي شايا "على حْقُو و طْريقُو" و شربناه سويا دون أن أحاول أن أفهم كيف يصنع الشاي خارج الإبريق و لا كيف يشرب بلا كأس!

"أتتذكرين أمينة ؟"
لم أعرف في حياتي أية أمينة حتى أنهت أمينة الفيلالي حياتها ...فكيف أنساها؟
"لازال كل شئ على ما هو عليه...لازالت تنورة المغتصبة هي الجانية !"
إلى متى تبقى صغيراتنا ضحايا كبتهم ؟إلى متى سنبقى نحن و حقوقنا والمتعة أشياء تخص الرجل؟

ظلت تمشي بخطى متسارعة وأنا حافية القدمين أهرول وراءها فوق قمم الحروف وبين السطور الوعرة وهي تقلب الصفحات المنسية وتبللها بدموع فضية تتحول إلى حروف مستاءة كلما جفت ...

و حين يبست كل العبَرات قرأت:

( أنا امرأة تعيش في عالم صممه وألف قصصه رجل وجعلها كلها تنتهي نفس النهاية.... أنا إمرأة تعبت و انتفخت رئتاها من تنفس التيستوسترن الذي يملأ كل ذرة في الهواء.... أنا إمرأة تعبت من تكرار هذا اليوم السخيف الذي يحمل رقم 8 مرفقا بإسمي "إمرأة " ...سنة بعد سنة دون أن يتغير أي شئ ...أنا إمرأة تستنكر أن لا تتساوى الرواتب رغم تساوي المجهودات والعقول...أنا إمرأة هلكت من العقلية الذكورية التي تقر أن فرق تسد واحمل السلاح لتكون على حق....أنا إمرأة فهمت من نتاج البشرية أن الإنسان هو أغبى وأقسى الكائنات .....لكن غطرسته ولسانه الناطق يصوران له عكس ذلك...أنا إمرأة تعبت من سلبية وصمت الأخريات...أنا إمرأة تعتبر الثامن وباقي أيام مارس أياما شديدة الذكورة كباقي الأيام ...

الثامن من مارس إذا لم يكن أبدا ولن يكون عيدي بل هو عيد سلطة الرجل على مجتمع هو صانعه بكل طبقاته ودياناته وطوائفه وحروبه ...وإني بفخر أقول أن المرأة بريئة من هذا الحمام الدموي النووي المريض المعوج الذي رسم ونفذ معماره رجال مريضو العقول لا ضمائر لهم يسمونهم في التاريخ عظاما من رسل وملوك وقادات الحروب و رجال يعبدون المصالح وتقسيم الأراضي والثروات ...لكن هيهات أن يكون عظيما من خطط للخراب و أمر بسفك الدماء لأي سبب كان!

الثامن من مارس يوم يحزنني كل سنة أكثر كواقعنا المتحجر ...لأني أعرف أن هذه السنة ككل السنوات ماضية أو قادمة سيشربون ويحتفلون وسيكلموننا عن أميرات العرب وباقي الجميلات و الناجحات ليوهمونا بأننا رغم زواج القاصر و مصير المغتصبة وحال النساء في أسفل طبقات المجتمع وحتى أعلاها لازلنا بخير نحتفل ومعظمنا يصدق ... نساؤنا يصدقن رغم أن مدوناتنا تتكلم عن حالة المرأة ...نصدق رغم أننا أمامهم عراة نمشي صراطا مستقيما لاحق لنا في الخطأ أو في حقوقنا لأنها حرية ولأننا حرية المرأة قبح ورجس من عمل الشيطان....

نحن لم نعد نريد يوما في السنة ,نحن نستحق سنة مليئة بالحقوق الشرعية!
إمرأة من زمن الذكور )



#جوري_الخيام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات أنثى في مدينة الرجال...
- حلاوة روح...
- بلاستِك ...
- ما لم يقال في شهر حزيران!
- لادوس
- أندرينا
- إسئلوا العرب عن عيد الحب !
- رصاصتي الخائنة
- اميرة يناير
- الرقص فوق ظلال الحضور
- وللحرية في بلادنا ما لك يا زانية!
- غدا ألقاك...
- شقفة من روحي أنادي...
- أبغض البنات عند أبي (المطلقات)
- نفسي الأمَارة بالهوى...
- كيميستري...
- حتى نلتقي ...
- إدمان من نوع آخر
- جماعة مرسي وصلاحيات الكرسي!
- أما بعد,


المزيد.....




- بي بي سي 100 امرأة 2024: من هن الرائدات من المنطقة العربية ع ...
- البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال ...
- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جوري الخيام - من يوميات نهد لا يحتفل ...