|
يوم المرأة العالمي 2013
فهد المضحكي
الحوار المتمدن-العدد: 4027 - 2013 / 3 / 10 - 18:42
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
احتفلت المرأة البحرينية مع جميع النساء في العالم العربي والعالم باليوم العالمي للمرأة. وفي هذا اليوم الذي أضحى رمزاً لوحدة نضال النساء في كل مكان من أجل انتزاع حقوقهن السياسية والاجتماعية والاقتصادية وخلق المجتمع الذي تزول فيه أسباب ومبررات تمييز المرأة عن الرجل واضطهادها نهنئ المرأة في بلادنا وفي كافة أنحاء العالم بهذه المناسبة السعيدة. ورغم الإنجازات السياسية والاقتصادية التي حققتها المرأة البحرينية منذ بداية تدشين الميثاق الوطني فإن تحقيق حقوقها كاملة أسوة بالرجل مرتبط أشد الارتباط بتطور وعيها السياسي والمجتمعي ولاسيما في هذه المرحلة الراهنة التي يمر فيها مجتمعنا بانقسامات طائفية وبالترويج لثقافة الكراهية والعنف الذي يتحمل مسؤوليتها أطراف متنفذ’ وجمعيات سياسية دينية طائفية ولائية أو تلك التي تدعو الى الحاكمية وقوى لا مصلحة لها في الإصلاح والتغيير ومرتبط أيضاً بالمزيد من نضالها والدعم والتضامن من الرجل المستنير والتيار الوطني الديمقراطي عموماً هذا التيار الذي نأمل أن يستعيد دوره بعد أن تاه بين أروقة الشعارات المغامرة الطائفية الأمر الذي أفقده بوصلته وموقعه التقدمي على صعيد الممارسة والفكر!! وفي ظل هذه الأجواء التي يستمر فيها تكريس تلك الثقافة التي ينصب اهتمامها على إقصاء وتخوين وتكفير الرأى الآخر وتهميش المرأة عبر قوانين مجحفة ووصايا ظلامية تعتبر تطورها وتحررها عن سلطة الرجل والمجتمع رجساً من عمل الشيطان وبالتالي فهي عورة ورمز للغواية أو كما يقول أحد رموز التخلف والظلام زيدان عبدالباقي «المرأة ليست سوى الصورة أي ليست انساناً وإنما هي مخلوقة حقيرة على استعداد لبيع نفسها لأول عابر سبيل اذا غفل الرجل لحظة واحدة عن حراستها. فالمرأة بدون رجل مال سايب.. وللتصدي لهذه الرؤية الاستبدادية لابد من النهوض بالمرأة أو كما يقول الباحث المغربي محمد محفوظ في بحثه المرأة والإصلاح السياسي والاجتماعي «إن نهوض المرأة في مجتمعاتنا مرهون الى حد بعيد بتحرر مبادئ الدين وقيمه من أسر الجمود واليباس والقراءات التاريخية المطلقة من عصور التخلف والانحطاط.. وأن عقلية الجمود وثقافة عصور التخلف والانحطاط هما اللتان تمنعان المرأة باسم الدين من القيام بأدوارها الطبيعية والإنسانية.. ولذلك لا يمكن أن يتطور وضع المرأة في مجتمعاتنا إلا بتحريره من قيم الجمود واليباس والقراءات الجامدة والحرفية للدين». إذاً فالحرية السياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية وكسر قيود التخلف والاستبداد والدفع بالمرأة والرجل نحو الحفاظ على المكتسبات السياسية وتعميقها عبر مشروع ديمقراطي متكامل بعيداً عن المحاصصة الطائفية يكون المستقبل فيه أكثر إشراقاً وتفعيل العديد من القوانين وفي مقدمتها قانون الأحوال والأسرة عموماً وبعيداً أيضاً عن طمس دور النساء الوطني والديمقراطي من خلال مشاريع طائفية تقودها قوى سياسية جوهرها ديني طائفي عقائدي لاعلاقة لها لا بتطور المرأة ومساواتها مع الرجل ولا بالديمقراطية والتقدم الاجتماعي. كل ذلك يُعد رافعة أساسية وقاعدة صلبة تنطلق منها لنيل حقوقها وهذا بطبيعة الحال يتطلب كما اوضحنا سلفاً التحرر من قوانيين الجاهلية وتحمل المرأة والرجل مسؤوليتهما واتساع رقعة الديمقراطية وحقوق الانسان لان كلما كان هامش الديمقراطية اوسع كلما نالت المرأة حقوقها كمواطنة لها نفس حقوق وواجبات الرجل بدون استثناء أو تمييز، هذه إحدى المهام التي يجب أن تنال اهتماماً كبيراً من قبل المرأة والرجل المستنير والمجتمع بجانب قضايا العنف المتعددة من بينها التحرش الجنسي الذي أصبح ظاهرة تعاني منها المرأة في الدول العربية وخاصة في دول «الربيع العربي» وفي مقدمتها مصر وتونس وليس خافياً في كلتا الدولتين كم عانت النساء الناشطات سياسياً في السجون وفي الميادين التي شهدت مسيرات وتظاهرات! في هذا العيد هنيئاً للمرأة البحرينية ونساء كل العالم. وليس هناك من شك في أن مساهمة المرأة في بلادنا في المطالبة بحقوقها سوف تزداد كلما أدركت أن حقوقها لا تتحقق كاملة الا بالانخراط في التحرك الوطني الديمقراطي وليس الطائفي والمذهبي الذي تتصدره الجماعات المتأسلمة بمختلف تلاوينها وأطيافها!!
#فهد_المضحكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شكري بلعيد.. ضحية قدر المتأسلمين
-
أوسكار نيماير
-
تسييس الدين وتديين السياسة!
-
رسالة من امرأة إلى رجل متأسلم
-
الربيع العربي: الاتجاه نحو ردة فعل رجعية
-
كيف السبيل؟
-
اختطاف الثورة المصرية والتونسية!!
-
مذكرات
-
الربيع العربي مرة أخرى...
-
مخالفات وتهديدات !!
-
المطلوب صوت العقل
-
هل أفسد «الربيع السوري» على المرشد ليلته؟
-
هل للديمقراطية من جدوى في عالمنا العربي؟ (1)
-
ليكن حوارنا وإن اختلفنا من أجل الوطن
-
نعم .. نخاف على بلادنا
-
الدين والفضائيات
-
البرلمان الديمقراطيون والليبراليون
-
حول ثروة المرأة الخليجية والمشاركة السياسية
-
لماذا التقدمي؟!
-
الليبرالية والتطرف الديني
المزيد.....
-
خليل الحية: أسرى الاحتلال لن يعودوا إلا بوقف العدوان على غزة
...
-
كيف تباين موقف ترامب وهاريس من الإجهاض والرعاية الصحية؟
-
النساء في ريف مصر.. عمل بدون أجر مقابل “اللقمة”
-
ماذا لو شدّ شخص ما غطاء رأسك؟ هكذا تدرب امرأة في دبي النساء
...
-
حقق حلمك بالزواج.. قرض الزواج من بنك التنمية بتمويل يصل إلى
...
-
-ملكة جمال السباحة- تتلقى عرضا مثيرا من شركة دمى جنسية (صور)
...
-
ما هي طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائر
...
-
حياتك هتتغير للأفضل.. طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة ف
...
-
عبر موقع الوكالة الوطنية للتشغيل.. طريقة التسجيل في منحة الم
...
-
بعد مزاعم عن وقوع جريمة اغتصاب.. طلاب يتظاهرون في باكستان و
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|