أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدرعاشور - قصة قصيرة














المزيد.....

قصة قصيرة


حيدرعاشور

الحوار المتمدن-العدد: 4028 - 2013 / 3 / 11 - 11:42
المحور: الادب والفن
    


سلطة الوهم
كل شيء في حياته من صنع الخيال ،دائم الحلم ويعطي لنفسه ألقابا ومسميات ،ويتحدث على لسان القادة والمسؤولين وكأنهم أصدقائه المعتمدين عليه في صنع القرارات .. كل صعاليك المنطقة تعرفه جيدا لأنه يفرغ همومه وجيوبه يوميا على طاولات الشوارع والأرصفة.. تعرفه المكتبات لأنه الوحيد الذي يقتني الكتب والصحف كل يوم ليتحدث عن الملوك والفترة التي حكم فيها الهاشميون يرددها لكل من يرغب في الحديث عن العولمة وعلم اللاهوت ... النهر يجري بتيارات متذبذبة نحو الأمام ليصب في محيطات كبيرة ويمر بأطوار عديدة فمسيرته بناء وزراعة .. وهو يسير عكس التيار بلا حواصل منفعية أو قيمة مستقبلية ،أيامه متشابهات منذ طلاقه وتركه لولد وبنت في حجر من نفرته من كثرة الخيال المصطنع للفوقيات السلطة الوهمية،وسارت الحياة معه دون ان تعطيه غير منطقة واحدة ومحيط بكون واحد يحلق بهما كيفما يشاء ويدور بكل الأزقة تعرفه البواب والمحلات والفنادق وحتى الرصيف ينطق باسمه حين يثمل .. ففي كل ضغطت قدم يطلق صوت من الأرض يعلن اسمه (ماجد ... ماجد ... ماجد ......) وهو يصدق الأصوات ويتحدث معها ويشرح الالمه لها حتى يصل غرفته وهي قصره القديم وعبارة عن متحف لكل شيء أكل الدهر عليه وشرب ... جلس في دائرته يصارع الماضي بالحاضر متذكرا ماقدمه لهذه الأرض من كلام صادق لإنسان واهم بالوطنية .حين كان يمثل بلده مقاتلا على جبهات القتال لمنع الاسرائليين من احتلال لبنان وسوريا ...وكان فتى صغيرا بين مقاومين أشداء .. بقيت هذه الذاكرة الوحيدة وسام شرف يحمله أينما يذهب...وهو في خياله المعمق سمع صوت احدى قريباته من امه تسأل عنه ... تعجبت دائرته لهذا الحدث المهم ..أول مرة منذ عشرين سنه مضت يسأل عن ماجد بهذه ألهفة والود والمعروف عنه يتعاط كل المحرمات من اجل لحظة نسيان ... هم واقفا واخذ يتفرس الموقف فتذكرها واخذ يعانقها بحرارة ويسأل عن أمه واخوته
فهذه الفتاة كانت الوحيدة كحلقة وصل بينه وبين عائلته وهي من أجمل ما أنجبته أخته الكبيرة .. نظرت اليه بعطف وحنان وأغرقت عيونها بالدموع وكادت تصرخ بأعلى صوتها .. وهي تعلن حزنها بابتسامة رقيقة مع احمرار واصفرار وجها الشبيه بوردة عباد الشمس وهي تعانق الشمس وجها لوجه .. خاف كثيرا وبدا يقرا عيونها وهو يقول أمي رحلت :
-لا من قال ذلك.. العمر الطويل لجدتي
- إذن ماذا بك ؟
-عندي هدية لك قاتلت حتى تراك وهي معي الان
- لا تمزحي معي انا تركت الزواج والى الأبد واكره جميع النساء ولولا معزتك لكنت تصرفت معك غير هذا التصرف ... خذيها وارحلي يكفيني أمري لوحدي مع وحدتي القاتلة وان سعيد بها طالما انا بعيد عنكم .
هنا تقدمت فتاة صغيرة بعمر الزهور ترتدي من أجمل الثياب ومعطر بعطر يحبه شخصيا شم العطر وكاد يبكي وهو يقول لبنت أخته اخرجوا رجاءا ... جاءه الصوت الملائكي بثقله وهمه وآلامه وهي تقول له .
-هل عرفتني كي تطردني .
وقف كالتمثال الرخامي الذي تركه نحاته زمنا ولكنه حافظ على نقاوة جماله ودقت فنه ... تفحصها وسيل من الدموع تهطل على وجنتيه واخذ يشهق بالبكاء .. تجمهرت الموظفات حولهما وهن يبتسمن لحاله وينظرن اليها كعشيقة أرسلتها السماء لهذا المنفلت في كل شيء في حياته .. ازداد ألمه الداخلي وانفجر حاضننا للفتاة وهو يصيح رسل ابنتي حبيبتي كم كبرت .. هي صورتك في قلبي لم تبارحيه أبدا وسقط على الأرض مغشيا عليها بعد أن أبكى الجميع وفاق من النوم في حالة يرثى لها من الذعر يلتفت حول نفسه عسى ان يشاهد رسل الى جانبه .



#حيدرعاشور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد عاصمة للثقافة
- خط احمر
- بوح القصة وبلاغة المعنى
- هل السياسي بريء؟
- صاحب الأذرع الطويلة
- سلامًا أيها الخفاجي المكابر ابداعًا.. سلامًا لروحك
- قلق عراقي
- (سقوف ) هادي الناصر الباحرة في عالم الخوف والرعب والوجع..!
- قصة قصيرة جدا
- حوار مع الصحفي والقاص حيدرعاشور
- قصة قصيرة .....الحريق الصامت
- خدعة صديق
- كواليس
- ثقافة احترام المواعيد
- مؤامرة الغرفة
- ادباء على فراش المرض
- ادراك الشامل .. في قصائد الخزعلي
- تحت شعار : (بغداد ملتقى شاشات العالم)
- مسرحية (الحسين الآن) ولكن ؟
- في الثقافة الموسيقية


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدرعاشور - قصة قصيرة