نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 4026 - 2013 / 3 / 9 - 23:30
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
سوريا كما تخيلها هيرقليطس
نعيم عبد مهلهل
1
كُنْ انتَ لحنيَ أيها العصفورْ ..فمن سواك يكون صوت أمي.
على المرء أن يتخيل الشام بعد عام وحتما سيترحم على قصيدة اليوت ..
سوريا أيتها الأرض الممهورةً بأحلام فيالقَ الآلهة ..وعساكر رهبان مائدة العشاء الرباني ..
هو قدر النبؤات أن لايكون هناك دائماً برتقالاً وجعة وامكنةَ صلاة ..
أو كما فكرَ في القادم اليكِ حين رآك هيرقليطس اولَ مرة :
سيكون المكان فرنا لشواء الحمائم ...
وستأتي من أمي رسالة في بريد الهوتميل :
هاجرْ منها الى منفى آخر يا ولدي...
البلادُ ..
شام خدكِ .
خرائبَ معرة النعمان قدر الاعمى فيها قصيدة وقنبلة دبابة ..
وسيكون ابن لادن هناك ..
يحاجج برهان غليون بفتوى انه اكثر حماسا في معرفة النبي ثائرا ويعشقهُ ابن تيمة ..
ولأن باريس لاتعرف سوى غراميات مونليزا ومزاح ديغول وتواريخ الباستيل بطريقة كاثوليكية ..
سيقول: لنا الشام المدني ولكم الريفي المصلي ..
وهكذا ستتحقق نبؤة هراقليطس وتُقسمْ التفاحة.!
2
مقهى الروضة ..
شارع العابد ..
بيتنا قرب زقورة أور..
دار نشر نينوى مقابل المركز الثقافي الفرنسي ..
أيمن الغزالي ..
مصطفى طلاس ..
ميادة حناوي ...
وسوسن حلبي التي تصمم أغلفة كتبي..
ورقية بنت الحسين في منطقة الامويين..
بائع عرق السوس..
وبطاقات شحن الموبايل التي يملكها رامي مخلوف..
ومطعم الباجة الموصلية في باب سريجة..
ونادي البيرة الباردة في باب توما ..
وقبر ابن العربي في سفح قاسيون..
الزمن كله هناك..
وانا هنا اتخيل الدبابات والمعارضة ..
وسوريا التي تهرب من خريطتها الآلهية.....!
3
صوت أمي..
معصرة الزيتون التي باعها بورخيس لرسامةٍ من أهل حلب..
يتفاجيء..المي بأن شركات الطيران لم تعد تذهب الى الشام عبر غليون اتاتورك ..
الترانسيت غير ممكن ..
والحجوزات مستحيلة .
وانا من يحب دمشق.
سأبقى مصراً على جعلَ قلبي تذكرةَ أير باص..!
4
سنفقدُ من ذاك الهوى عطر قهوة مطحونة بغزلِ شابيكَ بيوت اليهود ..
بيوت الشراكسةِ والازبك والعلويينواهل الطريقة وشوام من ذائقة مروان وسيف صلاح الدين...
سنفقد المؤجر المسيحي الطيب..
والدرزي القابع في دفيء الليرة..
وسيكون الشاي مع ابو حالوب غير ممكناً في مساءات الدوشش..!
وحتما ستكون الفيزا صعبة الى السيدة زينب..
ليس بفعل الهاجس الطائفي ...
بل بفعل أن ريف دمشق ربما دولة اخرى.!
5
اعتقد...
وكما تعتقد طرطوس والحسكة واكراد ماردين..
أن هيرقليطس لم يقنعنا بحقيقة نبؤته ..
لقد قالها وهو ثمل ...
ونحن بفضل كل الذي كتبهُ حنا مينا ..
نعرف جيدا ..
أن سوريا ..
مثل قيصر ..
وصباح فخري ...
صاحيةً دوما.....!
دوسلدورف 9 مارس 2013
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟