أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جلال غانم - تشافيز مُتمردا














المزيد.....

تشافيز مُتمردا


جلال غانم

الحوار المتمدن-العدد: 4026 - 2013 / 3 / 9 - 22:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



أي عالم عبثي هذا الذي نعيش فيه ..!
أي فاجعة نتقبلها ونصحو على رحيل بعض الرائعين كــ هوجو تشافيز زعيم الحركة الثورية البوليفارية والقائد الاشتراكي المحنك , الوريث اللاتيني للبطل (سيمون بوليفار) ...!
من يمنحنا بعد اليوم على شاشات التلفزة نجمة حمراء لــ جبهة بطل بحجم شافيز , فأي مرارة أن تُصاب أعماقنا بنزيف يستشري بين الوريد والخاصرة المُضمخه من ذُهول وهول الفاجعة ...!
من يشهر سيفه بعد اليوم في وجه العدالة الدولية , من يقول لكُل سياسات الغطرسة لا , ومن يُنادي بعدالة قضية العرب بفلسطين , ومن يبحث عن يسار عالمي قوي لا يتهاوى تحت ضربات الرأسمال ..!
وكيف لنا أن نرى بعد اليوم فيدل كاسترو يصحو كسير الخاطر والجناح , ومن يبحث عن بدائل الاستفراد بحُكم العالم خارج مقصلة الشيوعية غير الواقعية والرأسمالية الوحشية !
كيف لنا أن نرى بعد اليوم شافيز ببزته العسكرية الكاكية , بوجهة الممتلئ وضحكته المُتزنة ..!
فمن منا ليرى بعد هذا اليوم عالم مُقتدر , تسوده روح الثورة والتغيير والعطاء , من منا ليرى شعارات إنسانيه تتجاوز دراكولا الموت الُممتد بين الأمريكتين ليؤسس لدولة الدولارات العُظمى , ليبني أوطان تقوم على الدم , ومن منا ليرى ثورة لاتينية اشتراكية بحجم ابن كاراكاس تشافيز .
شافيز هو تشافيز , والتاريخ لا ينصف من يحط رقبته على المقصلة , وأن بُناة الغد لا يتصالحون مع جلاديهم , وأن حُرية الشعوب لا تُُقاس بحجم الحصار , بحجم الدمار , بحجم الموت , بل بقُدرة هذه الشُعوب على ترديد نشيد الحُرية تحت كُل الظروف .
تشافيز من هُواة القراءة إلى رجل عسكري إلى قائد ثورة وانقلاب وتصحيح في مسار العبث بـــ برامي النفط الوطني إلى رُوح صارخة , إلى مُتمرد وهاوي جديد .
عليكم أبهاء الرائعون أن تصمتوا بعد اليوم في عالم قميء , عالم رقمي غير قابل إلا للقراءات القاتلة , عليكم أبهاء العرب أن تعوا أن دُروس الحُرية غير قابلة للمُزايدة , وأن ثوراتكم التي لم تخلق أي حراك اجتماعي سوف تتحول في زمن قادم إلى سُم زُعاف , سم قادم لتبدءا بتأسيس دولة المشاريع الطائفية والجهوية لـــ تنتهي بلُغات العُنف والبارود وطلقات الرصاص .
رُبما تكون أجمل الأحلام التي لم تتحقق بعد , لكن في المُقابل اسواء الفجائع هي التي لم نراها بعد فهل بين كُل حُلم وفجيعة فيصل حقيقي قابل للقراءة , قابل للفهم والإستعياب ؟
فقد كان درويش مُحقا عندما قال :
(أيها الحاضر تحملنا قليلا , فلسنا سوى عابري سبيل ثُقلاء الظل )
فلتتحملنا أيها الزمن برثائنا لموتانا , لمناضلينا الإنسانيين , ولتتحمل حُزننا كي نعتذر لك في زمن آخر .
فعندما نتلقى خبر فاجع بحجمك يا رفيق (تشي تشافيز) في مساء نصطلى ونكتوي فيه بأخبار علي مُحسن والمخلوع وبيت الأحمر والحوثيين واكتشافات الزنداني الجينية والثورة الغارقة في برك من الدم , في موائد الأقوياء كي تبدءا تمثيلية المسرحية الهزلية على شعب أعزل أسمة الشعب اليمني القابل للتشريح والقتل ومُمارسة كُل المشاريع الدينية الكاذبة على جُمجمته لـــ نتلقى رحيلك بدم بارد كي نبداء يوم آخر مليء بروائح الساسة الثوريين الجُدد كما يسموهم هُنا .
تشافيز المُتمرد , والقادم من أقاصي الأمريكيتين يُقدم للعالم اليوم عزاء ومأساة جديدة برحيله كي نُودع اليوم تشي جيفارا آخر , ورجل فضل الابتعاد عن الأضواء كي تتسنى له القُدرة على بناء وطن بحجم فنزويلا .
إن هذا العالم بات لا يتقبل إلا السيئين , وأن الموت لا يأخذ في طريقة إلا النُبلاء وأصحاب القضايا والمواقف الإنسانية المُثلى .
وأنك يا تشافيز أصبحت تعتلي الهامات وتجاوزت كُل رجال ديننا الذين تربعوا على إمبراطوريات الفتاوي , على خداع الشُعوب بالفضيلة والرذيلة , وأنك يا سيدي سوف تظل الحليف والرفيق لكل الضعفاء وسوف يشعر من وقف أمامك يوما ما أنه مهزوم في هذه اللحظات ورُبما نرى خطاب آخر وجديد من على البيت الأبيض ينعي رحيلك ليبحث عن تصالح وفتح ورقة وصفحة جديدة مع شعب رائع كالشعب الفنزويلي .

جلال غانم

[email protected]



#جلال_غانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأجلك تدمع العين شُكري بلعيد !!!


المزيد.....




- م.م.ن.ص// هل كان ممكناً ألا تسمع اصواتهم؟ ...انتفاضة العاملا ...
- عمر محمد علي يقضي عيد ميلاده العاشر خلف القضبان
- الهدنة تعيد الجنوبيين إلى قراهم اللبنانية
- مكافحة الإرهاب في لندن: ستة أشخاص رهن الاعتقال بسبب صلاتهم ب ...
- مسلمو بريطانيا قلقون من اليمين المتطرف
- العاصمة مغلقة والإنترنت مقطوع وسط اشتباكات بين متظاهرين والش ...
- النهج الديمقراطي العمالي يساند ويدعم النضالات والاحتجاجات ال ...
- أهالي بلدات وقرى جنوب لبنان يسارعون للعودة إلى مساكنهم رغم ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- كلمة عمال وعاملات شركة سيكوم/سيكوميك بمناسبة اليوم العالمي ل ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جلال غانم - تشافيز مُتمردا