عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .
الحوار المتمدن-العدد: 4026 - 2013 / 3 / 9 - 00:03
المحور:
الادب والفن
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ؛ أهدي هذه القصة القصيرة إلى أمي، وأختاي، وإلى أستاذاتي العزيزات على رأسهن : الأستاذة سعاد عزيزي ؛ حكيمة لعلا ؛ نوال السعداوي ؛ و إلى كل النساء المناضلات في العالم دفاعا عن الحق في المساواة.
وقدمت هذه القصة القصيرة بثانوية ابن سينا - ببني ملال بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
-1-
بأسمال بالية، ووجه مكدر، وعيون دامعة.
-2-
تجري الأغنام ؛ تختفي ؛ سرعان ماتظهر، لكنها تظهر بعيدة ؛ تظهر ثاوية خلف الأدغال، حيث هناك الخنازير والذئاب.
-3-
تتوقف لحظة ؛ خائفة ؛ مرتعدة ؛ آه لقد اختفت الشمس ؛ الحلكة تملأ كل مكان.
-4-
ماذا سأقول له : " إنه وحش ؛ إنه نسر منقاره حاد ؛ انظري يا مريم إلى الندوب التي لازالت مرتسمة على جسدك الغض "
-5-
تصمت لحظة، ثم تقول : " علي أن أذهب مهما كلفني الأمر "، لكنها تراجعت.
-6-
تقول مريم : " غدا ؛ ماذا سأقول له ؛ إنه وحش آخر ؛ يصفعني ؛ يوبخني ؛ يقول لي : " أنت كسولة ؛ أنت متخلفة ؛ لأنك لم تراجعي دروسك ؛ أنت سترسبين "
-7-
تجلس مريم قرب دومة ؛ يتراءى لها كل شيء مظلم ؛ ينتابها خوف من كل شيء ؛ تراه جاثما عليها ؛ تراه يصفعها بقوة، بقوة...
-8-
تبكي ؛ تخاف أن تسمعها الذئاب تبكي ؛ تبكي بهدوء ؛ سرعان ما يتحول إلى نشيج.
-9-
من أعلى الصخرة تسمع صوتا جهنميا ؛ تنهض من مكانها ؛ سرعان ما ينتابها خوف ؛ تهم بالذهاب نحوه ؛ سرعان ما تتراجع ؛ آه إنها حائرة ؛ رجعت إلى الدومة ؛ جلست لحظة، ثم أمسك بها وحش بشري ؛ ماذا فعل بها ؟ لقد كنس بها الأرض، ومسك بها من شعرها، رفعها عاليا، وهوى بها نحو الأرض بقوة.
-10-
يأخذها من جديد، يرفسها.
-11-
تنبطح أرضا ؛ يأمرها بالوقوف، غير أنه يأخذ عصا، فيصفعها في كل نواحي جسدها.
-12-
تبكي ؛ تتقطع نعالها ؛ تخترق الأشواك جسدها الطري.
-13-
آثار وعويل ؛ ندوب وأنين .
-14-
تئن مريم ؛ يقمعها طالبا إياها بالسكوت ؛ تبكي بكاءا داخليا ؛ يجري في أوصالها ؛ في عروقها .
-15-
تقول مريم : " لم هذه الوحوش تخيفني ؟ لم هذه القطعان تقيدني ؟ لم هذه الأسمال تحول دون هروبي ؟
-16-
آه لقد عرفت : " هل لأنني صغيرة ؟ هل لأنني ضعيفة ؟ "
-17-
كلا ؛ كلا، حينما سأكبر ؛ سأنتقم من هذه الأوغاد ؛ إنها أوغاد حقيرة ؛ لا تؤمن إلا بالعنف ؛ إنني أكره هذا الإسم بمجرد سماعه، فما بالك بممارسته.
عبد الله عنتار- ثانوية ابن سينا - بني ملال- الجمعة 08-03-2013
#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟