شه مال عادل سليم
الحوار المتمدن-العدد: 4024 - 2013 / 3 / 7 - 22:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في خطوة غير مسبوقة تناقلت وسائل الإعلام الكردية بكثافة خبر تخصيص رئيس حكومة إقليم كردستان السيد نيجيرفان البارزاني (35 مليون دولار) من أموال عائدات النفط والغاز لدعم مؤسسة (رووداو) الإعلامية التابعة له والمتكونه من قناة (فضائية و جريدة و موقع ألكتروني),و دون علم البرلمان والرجوع اليه , والاكثر من هذا تم دفع وصرف مبالغ مالية طائلة للصحفيين والاعلاميين الكردستانيين الذين ابدوا استعدادهم والتحقوا بالعمل في المؤسسة المذكورة ...!!
والأمرالجدير بالتنويه إليه هنا هو : أن ممارسة الحكومة لأساليب (الاحتواء الناعم) للسيطرة على الإعلاميين يعود إلى زيادة حاجة الحكومة والجهات المعنية والشخصيات المتنفذة في الاقليم إلى احتواء واحتكار الإعلام وتوظيفه لصالح سياساتهم من جهة , ولكسب تأييد الصحفيين والإعلامين( وخاصة المستقلين ) لتفادي مواقفهم الانتقادية والسيطرة عليهم واسكاتهم ,كأحد اشكال التضييق على الحريات الإعلامية من جهة اخرى .... !!
نعم ..فلأمر هنا يدعو الى الحيرة والاستغراب والاشمئزاز من هذه القرارات الارتجالية والعشوائية والتي لا تقوم على دراسة علمية و لاتخدم مصلحة الشعب الكردستاني اطلاقأ , والاكثر من هذا ان هذه القرارات الأرتجالية غير مدروسة العواقب التي تصدر بين فينة واخرى من قبل رئاسة الاقليم ورئيس الحكومة والجهات المعنية في الاقليم تؤكد ايضأ على وجود ضعف كبير في دور البرلمان الكردستاني ...
فبدل أن يكون البرلمان ممثلا للشعب الكردستاني و مرجعا للقوانين و منها المصيرية ، اصبح مكانأ لتجمع النواب ولرفع الايادي ولجدالات بيزنطية فقط ...ولهذا نرى بان رئيس الاقليم ورئيس الحكومة والجهات المعنية الاخرى في الاقليم يقررون ويحسمون جميع الامور المهمة والمصيرية خارج قبة البرلمان وفي مطابخ وورش حزبية خاصة بهم ....!!
و يرى اغلب المراقبين للشأن الكردي بان دور البرلمان أصبح ضعيفأ نتيجة لما يجري داخل قبة البرلمان .... والذي هو انعكاس لما يجري خارجه من الهيمنة الحزبية والاقصاء والتهميش في ظل مبدأ (فخ الاستحواذ والاحتواء الناعم على حرية الصحافة لكسب تأييد الصحفيين والإعلامين لتفادي مواقفهم الانتقادية والسيطرة عليهم واسكاتهم , والهيمنة والتقاسم السلطات ( فيفتي .. فيفتي )بين الحزبين المتنفذين ( الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني) منذ عام 1991 ولحد يومنا هذا ...
اخيرأ ...لم يبقى لي الا ان اقول : بان الشعب يصنع الرئيس ويجعل منه فرعونأ لعدم استعداده بل، عجزه عن إثبات وجوده كشعب له الحق فى إبداء رأيه ومعارضته للحكومة دون قلق أو خوف كباقي شعوب العالم ....
نعم ...ان الشعب يصنع دكتاتورأ بصمته وتخاذله وتنازله عن حقوقه الشرعية والقانونية والعرفية....!!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الخبر : http://www.awene.com/article/2013/03/05/19845
مقاطعة أوتاوا
اذار الامل والعمل
#شه_مال_عادل_سليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟