داود ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 1158 - 2005 / 4 / 5 - 10:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نعم ...فرغم كل النفاق..والمراوغة التي يراوغها بني البشر...فان المال هو هوية الجهد الإنساني...ويسعى الكل للحصول عليه هو...لا على الجهد...؟؟
أليست هذه حقيقة.....مغيبة عن العوام....فالإنسان يجب أن يسعى للجهد...يسعى للمكابدة التي يمكن تعريفها بالمال ، لكن ، ديدن الإنسان هو الوهم.....ويسود التصور بان المال وكسبه...هو طريق الحقيقة المشروع.......فكيف يكون هناك وجه واحد للحقيقة ... ؟
ربما لا تعلم يا سيدي العزيز...إن منهج أرسطو ومنطقه العلمي كان أساسا لانطلاق الفكر البشري بأسره....مثل اختراع المال....لكن عصرنا الراهن يؤكد...إن السفسطة التي حاربها أرسطو...هي حقيقة الحقائق.....فهيجل أكد بان التناقض أصيل في طبيعة الكون ..وألبرت اينشتاين أكد بان كل المقاييس نسبية ... ولا توجد حقيقة مطلقة كما أظهرت الفيزياء بازدواج خصائص الفوتون بين الموجية والجسمية...وما اكتشفه هايزنبرك من هندسة الاحتمالات في المصفوفات ( MATRIX ) كلها تؤكد على إن المقاييس نسبية...ونحن بأمس الحاجة إلى عهد جديد من عهود السفسطة ؟؟؟
لا أستطيع حتى تخيل...كيف يمكن أن يفكر من يقول إن الحقائق في الوجود يمكن أن تستوحى من خلال نافذة واحدة.....؟؟
كيف يمكن أن يصدر هذا التصريح من عقل يدعي الرقي والعلمنة؟
على ما يبدو....فان عصرنا...بحاجة...إلى تغيير عام في المقاييس الذهنية التي يجري عليها المرء في تفكيره ....علينا أن نجدد نظام حكمنا على الأشياء ... ونحن بحاجة ماسة بالفعل إلى تأمل الكون والطبيعة .. وما يجري من تطورات وأحداث في الكون والمجتمع تدعونا بالفعل إلى ( الخروج ) والتحرر عن طرقنا الكلاسيكية القديمة في التفكيرلكي ندخل بسلام الى عصر الدجتال ......
ومسالة العلمانية..وصراعها مع التطرف يجب أن نفهمها يا سادة...يا علمانيين... من نوافذها المتعددة....يجب علينا التسليم ...بان واقع الإسلام مفروض علينا.. وعلينا توخي الحرص الشديد في التعامل مع قضيتنا المركزية...فصل الدين عن السياسة...على شرط عدم المساس بحرمة الدين أو التعدي عليه وعلى رموزه..حتى ولو لاحظنا بان هذه الرموز تستحق النقد..علينا أن نفهم بان الرموز أصبحت ملكا للشعب والتاريخ..ولا تنفع محاكمتها بعد كل هذه السنين علينا أن نبدأ بداية جديدة يا علمانيين ....بكل ما هو مقدس استحلفكم.....يا من تمكنتم من قتل.... الدين...والأنبياء في قلوبكم...آن الأوان كي تقتلوا أرسطو ..وفلسفته القديمة...فمن كان يعبد أرسطو....فان أرسطو قد مات...ومن كان يعبد الحقيقة...فإنها حية ٌلا تموت ...؟؟
#داود_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟