كيري.. كيري.. آه يا سيد كيري !...

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4024 - 2013 / 3 / 7 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كــيــري.. كــيــري.. آه يا سيد كيري...
السيد كيري.. السيد كيري وزير الخارجية الأمريكية الجديد (المعتدل).. نعم المعتدل كما ظننا, يريد إعطاء اسلحة (معتدلة) غير فتاكة.. للمقاتلين (المعتدلين) لتغيير نظام الحكم بشكل معتدل في ســـوريـا... وهل تبقى بعد هذا من يفهم السياسة الأمريكية؟؟؟... وهل نفهم العربان (الغنم) الذين يتبعون هذه السياسة, ويبذلون مليارات واردات نفط شعوبهم, لتنفيذ هذه السياسة الجديدة التي لا تكلف الحكومة الأمريكية المهترئة اقتصاديا واجتماعيا سنتيما واحدا.
والمقاتلون الغير معتدلين من شيشان وأفغان وتونسيين وليبيين وأتراك وكوسوفار.. وغيرهم وغيرهم من جهاديي الإسلام المعتدل وغير معتدل من مرتزقة الأرض وطالبي الاستشهاد والوصول إلى الجنة وحورياتها وقاطعي رؤوس الكفار الآخرين الغير معتدلين.. من يضمن أن هذه الأسلحة الغير فتاكة لن تصل إلى أيديهم, فينتشرون بها بشكل معتدل في سوريا والدول المجاورة لسوريا مفجرين حارقين الأخضر واليابس, بشكل معتدل غير فتاك يا مسيو كــيــري؟؟؟!!!... آه ثم آه ما أذكى اعتدالك...وكل من لم يعد يؤمن أن هناك مؤامرة لتفتيت هذا البلد وتجزئته وإنهاكه وحرقه.. أما غــبــي.. في منتهى الغباء... أو شـريـك واضح أو متخفي, في حبك خيوط هذه المؤامرة الإجرامية الكاملة على سيادة دولة وعلى شعب... كما حيكت المؤامرة على فلسطين, وما رأينا من نتائجها منذ سنة 1948 حتى هذا المساء. والنكبة الفلسطينية, والهجرة الفلسطينية, وانقسام المقاومة الفلسطينية, وانعدام أي أمل للعودة... مسطرة كاملة لما سيصيب سوريا في الأيام القادمة, إذا تمت المؤامرة التي يشترك فيها العربان الغنم, تنفيذا للمخطط الأمريكي ـ الإسرائيلي ضد سوريا, والكيان السوري والدولة السورية, وبالتالي ضد الشعب السوري بكامله... وبعدها ضد المنطقة بكاملها... حسب مخطط إســـرائــيــل الكبرى... ومن يستطيع مقاومة هذا المشروع الإجرامي العالمي اليوم.. إن سقطت سوريا.. مدينة إثر مدينة.. بفعل مقاتلي الإســـلام اليوم.. وتحت راية تكبير..والله أكبر.. الله أكبر!!!......وخلال سنوات معدودة وبعد رئاسة أبن عمنا المسلم المعتدل باراك حسين أوباما, يستلم مكانه السيد كــيــري المعتدل سدة الرئاسة, لمكافأته على تفكيك الدولة السورية, ومنح أراضيها لدولة إسرائيل الكبرى, ولتركيا الأردوغانية.
بينما العرب ـ الغنم نائمون.. يقتتلون.. يتذابحون.. إسرائيل تتوسع.. تركيا تتوسع... بينما سوريا المحترقة.. تموت وتنسى... أو تجمع لها الأموال استدانة من دول المصارف.. لإعادة إعمار بضعة باندوستانات مهترئة ميتة.. بلا جيش.. بلا أمن تديرها عصابات طالبانية إسلامية.. تجارتها الوحيدة واقتصادها الوحيد : التهريب والحشيش!!!............
*******
مـؤامرة.. نعم إنها مـؤامرة.. تشترك فيها جميع الأطراف المتناحرة على السلطة في هذا البلد. أول مسؤوليها السلطة الرسمية.. وجميع الأطراف التي تقاتل ضدها.. على الأرض أو خارج البلد... لأن النتيجة واحدة... سنتان من القتال والحرق والتقتيل... مئات آلاف الضحايا.. وملايين المشردين... والمدن تحترق وتسقط وتسقط وتحترق.. كــر.. وفــر... تحرر المدن ثم تحتل.. وتحرر وتحتل... لا رابح ولا خاسر... سنتان... نصف مدة الحرب العالمية الثانية... مصانع حديثة كاملة تفكك وتنقل إلى تركيا عابرة مئات الكيلومترات... كيف تــم كل هذا... كيف تــم كل هذا الــفــك والنقل والتركيب.. أين كانت السلطة.. وما هو دور المقاتلين المعارضين في هذا التدمير الشللي الاقتصادي.. وما دور كل من السلطة والمعارضة في هذا العمى السياسي المؤامراتي؟؟؟... كل هذا ألا يدعو إلى التفكير : مؤامرة؟؟؟ أو لا مؤامرة؟؟؟... ولحساب من ؟؟؟!!!... وما دور العرب ــ الغنم في كل هذا... ولماذا لا تصرخ شعوبهم كفا... إذا لم يكونوا غنما مثل من يحكمونهم؟؟؟!!!...
انظروا إلى العالم العربي.. إلى ما تسمونه العالم الإسلامي, كيف يتفكك باسم ما سمي ألف مرة خطأ الربيع العربي.. وما من أحد يصرخ وعيا يـا عرب... وعيا يا مسلمين... إنــكــم تشبهون الأفعى التي تأكل ذنبها... فترقص آكلة مأكولة على صوت المزمار الأمريكي ــ الصهيوني... بالعة مصيرها الأسود.
أعرف أن كلماتي هذه ضائعة.. ضــائــعــة... وأن الكلمة تموت كل يوم ألف مرة.. ولكنني لا أستطبع خنقها.. أنها تخرج كلما رأيت صورة.. وكلما رأيت باطلا وعمى وإجراما يتدفق ويغلي.. والغباء يزداد ويـزداد.. والإعلام.. إعلام العالم كله خــاضـع كليا لخيوط هذه المؤامرة.
هل سيستيقظ السوريون داخل سوريا وخارج سوريا...لاستعادة بلدهم... من يدري؟؟؟... من يدري؟؟؟...
بــــالانــــتــــظــــار... مرة أخــرى...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي ومحبتي وصداقتي.. وأطيب تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ــ ليون فــرنــســا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات