أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الكبير الداديسي - هل اقتربت ساعة الأغنية المعصرية في المغرب














المزيد.....

هل اقتربت ساعة الأغنية المعصرية في المغرب


الكبير الداديسي
ناقد وروائي

(Lekbir Eddadissi)


الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 17:06
المحور: الادب والفن
    


هل اقتربت ساعة الأغنية المغربية العصرية
بقلم ذ. الكبير الداديسي
إن المتمعن في الفضاء الغنائي المغربي يدرك بسهولة يتميز المغرب عن باقي الدول العربية بغنى وتنوع موروثه الموسيقي، الإيقاعي والغنائي المتباين حسب المناطق والجهات ( العيطة / الطقطوقة الجبلية / عبيدات الرمى/ أجيدوس / الكناوي / الحساني / السوسي / الهيت / الملحون م الغرناطي / طرب الآلة .....) واللائحة تطول وداخل كل نوع وكل جهة فروع وأنواع كثيرة فيميز المرء مثلا في العيطة بين المرساوي والحوزي والعبدي ووو
لكن هذا التنوع والغني لا يبوئ الأغنية المغربية المكانة التي تستحقها عربيا وعالميا فما هي أسباب ضعف الأغنية المغربية ؟؟ وإلى متى ستظل هذه الأغنية تبحث عن نفسها ؟؟؟
يكثر الحديث عن أسباب ركود الأغنية المغربية وعجزها عم مسايرة شقيقتها العربية والغربية فأرجعها البعض إلى أسباب ذاتية تتعلق بالفنان ( المغني والملحن والشاعر كاتب الكلمات ...) وربطها آخرون بالإعلام وتقصيره في تسويق الأغنية المغربية والتعريف بالإنتاج الوطني ونشره .. وربطها آخرون بالجانب المادي وضعف الاستثمار في المجال الفني وغياب شركات مستثمرة في الغناء والموسيقى ....ومهما تكن الأسباب تبقى الأزمة قائمة والفجوة تتسع بين الجمهور والأغنية المغربية العصرية وإذا استمرت دار لقمان على حالها ستغدو أغنيتنا دون جمهور ، وقد يتبادر إلى ذهن البعض هذا السؤال : لمن يغني هؤلاء المغنيون في الأغنية العصرية؟؟ وهل فعلا يوجد من يتذوق أغانيهم ويشتري أشرطتهم؟؟؟ في مقابل ذلك يلاحظ إقبال مهم على الأغنية الشرقية والغربية مع حضور نسبي للأغنية الشعبية : إلا أن هذا الحضور غير مطرد وغير مستمر فالأغنية الشعبية عندنا كالموضة فما أن يظهر نمط غنائي ويطفو على السطح حتى يتبخر سريعا : هكذا سيطرت في نهاية السبعينات ظاهرة المجموعات ( ناس الغيوان / جيل جيلالة / لمشاهب ...) وفي وسط الثمانينات ظهرت بعض الظواهر الفردية كظاهرة رويشة ونجاة اعتابو ..ثم طفت على السطح ظاهرة الأركيسترا ومع بداية التسعينات طفت ظاهرة الراي ...لكن ما يميز الساحة الغنائية حاليا هو عدم تميزها بأي لون معين يشبع الذائقة الموسيقية عدا اجترار الأنماط السابقة اجترار يعكس استنفاد تلك التجارب لطاقتها وعجز الأجيال الجديدة عن الإبداع
في مقابل هذا الاهتمام النسبي بالأغنية الشعبية والحضور الهام لفنانيها في الحياة اليومية من أعراس وحفلات وسهرات جعلت معظمهم ( وهم أميون أو فاشلون دراسيا) يغتنون بسرعة ، يُـسجَّــل نفور كبير من الأغنية العصرية لحد يبدو سؤال : لمن يغني هذا الحشد الهائل من المغنيين والمغنيات ؟؟ مقبولا
إن الأغنية المغربية كباقي الفنون ليست إلا انعكاسا للواقع المغربي المهترئ ، الموبوء والمتجه من الحسن إلى الأسوء : فقد ولدت الأغنية المغربية العصرية ناضجة مع الرعيل الأول الذي تمكن من ربط الأغنية المغربية بنبض الشارع المغربي واهتماماته الوجدانية والوطنية بعدما تم استقدام عدد من الفنانين المصريين إلى المغرب أمثال :محمد المصري ،الطاهر المصري ، سامي شاوة ، بديعة مصابني محمد عبد المطلب وخاصة مرسي بركات ... هؤلاء الذين كان لهم كبر أثر على جيل جيل :
محمد البيضاوي الذي أثري الخزانة المغربية بأغنيات خالدة وطنية (يا صاحب الصولة والصولجان – نشيد التحرير ...) عاطفية ( حبيبي تعالى – أضحى الثنائي بديلا من تدانينا – قل لمن صد وخان ..) دينية ( البردة – تحية رمضان ...)
عبد الوهاب أكومي الذي يعود له الفضل في تأسيس أول معهد موسيقي بالمغرب بعد عودته من القاهرة حيث أرسله محمد الخامس . وخلف هو الآخر عدة أغاني لا زالت خادة إلى اليوم ومن أغانيه ما اتخذته بعض الهيئات نشيدا لها كنشيد الكشفية الحسنية
عبد النبي الجراري الذي يعود له الفضل في اكتشاف عدة مواهب سيكون لها وزنها في الغناء المغربي وستشكل الجيل الثاني وقد لحن عدة أغاني لهؤلاء الشباب كأغنية "أنت " لعبد الوهاب الدكالي وأغنية (أذكري ) لإسماعيل أحمد وأغنية (إن قلبي خالي) للمعطي بنقاسم وأغنية (حسبتك) لعبد الهادي بالخياط ....
عبد القادر الراشدي : الذي طبع الأغنية المغربية بطابع خاص خاصة بعد ترأسه للجوق الوطني خلفا لأحمد البيضاوي فقدّم تحفا كثيرة ستظل خالدة منها (من ضي بهاك) لمحمد الحياني " محال ينساك البال" لمحمود الإدريسي وأغنية "يمكن فايت لي شفتك" لسميرة بن سعيد واللائحة طويلة
لقد شكل هؤلاء جيل الرواد مع من عاصرهم كمحمد فيتح وإبراهيم العلمي وعبد السلام عامر ... لتنحط الأغنية المغربية قليلا دون أن تفقد رونقها ومكانتها مع الجيل الثاني الذي تحمل المسؤولية وكان في مستواها لأنه نهل من معين الرعيل الأول وصقل موهبته بالسفر إلى الشرق أو بدراسة الموسيقى ( عبد الوهاب الدكالي – عبد الهادي بالخياط نعيمة سميح – سميرة بنسعيد -عزيزة جلال محمود الإدريسي.....)
وبعد هذا الجيل هوت الأغنية المغربية في قعر سحيقة وعجزت عن مسايرة التطورات التي يعيشها المجتمع المغربي وقتلت نفسها باجترار أعمال الرادة الأوائل ففترت همم الملحنين وبحت حناجر المغنين وكادت تكون معظم أعاني الشباب نسخا لبعضها البعض تركز على موضوع واحد هو الحب والهوى والغرام ..في عصر لم يعد يؤمن بمثل هذه القيم دون التفاتة إلى أحوال الجماهير ومواضيع الحياة اليومية ، غير مدركين أن الحياة استضافت أبطالا جددا (المقهور والكادح) لا يحتل موضوع الغرام محل الصدارة في اهتماماتهم ...
إن الأغنية المغربية تعيش أزمة حقيقة رغم كثرة المهرجانات ورغم برمجة الثقافة الفنية في بعض الشعب التعليمية ، ورغم نجاح بعض الأفراد في المسابقات العربية ولن تخرج من هذه الأزمة ما لم تتحمل كل الجهات مسؤوليتها في تهذيب الذوق وعدم الاقتصار على المهرجانات السوقية والمناسباتية
إن رسالة الفن والفنان تربية الذوق والحفاظ على الهوية والثوابت المغربية والوقوف في وجه الاختراق الفني والثقافي والأنساق الفنية الهجينة
بقلم ذ. الكبير الداديسي



#الكبير_الداديسي (هاشتاغ)       Lekbir_Eddadissi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكبر من صدفة أن يقطع رأس طه حسين والمعري في نفس الوقت
- الإقبال المتزايد على البضائع والملابس المستعملة
- التقبيل بين الحب والتضليل
- كرتنا التي تنهزم بشرف
- عارك عليك أستاذ
- المغاربة يخلدون رأس السنة الأمازيغية في غياب أي احتفال رسمي
- منظر بيداغوجا الأهداف والكفايات والإدماج في المغرب يتنكر ... ...
- العنف المدرسي يغير جلده في المغرب
- هل أتاك حديث الدستور الذي قسم المصريين
- الدولة متهمة بقتل الفكر الإنساني مع سبق الإصرار
- دستور مصر العجلة والاستعجال
- مصر تصنع فرعونها الجديد
- عيد عاشوراء الثنائيات المتناقضة
- أغرب توصية في مناظرة
- مناظرة أصلاح عدالة المغرب بآسفي
- من حق العودة إلى حق الرؤية
- إعصار ساندي: علمهم اقتصادهم وقراءتنا الدينية
- الهوية والشعر في المغرب
- الهوية المغربية في الدستور الجديد
- مقامات الداديسي الائتلاف والاختلاف في خطاب نقابي أصيب بالاجت ...


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الكبير الداديسي - هل اقتربت ساعة الأغنية المعصرية في المغرب