|
الحب انواعه وتداعياته
عبد الحكيم عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 13:34
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
الحب انواعه وتداعياته السلام عليكم ورحمة الله:
الحب هو نوع من المشاعر الإنسانية التي تعتمل في النفس البشرية وفي النفس الحيوانية أيضا، ولكنها تختلف عند الحيوان عما لدى الإنسان فعند الحيوان تكون محدده ومؤقتة فتكون لديه مقتصرة على فترة التزاوج بين الذكور والاناث الحمل والولادة وفترة الرضاعة ورعاية صغارها حتى الاعتماد على النفس، وهذه الفترة تختلف بين نوع وآخر من الحيوانات فنراها مستديمة عند بعض الأنواع كما في بعض أنواع الطيور، وأيضا علاقتها تكون مقتصرة مع جنسها من الذكور في فترة التكاثر حصرا، أما لدي الإنسان فيكون الحب على نوعين:
الأول – أ - حب غريزي: ولكن لا يذهب فكر المتصفح بعيدا فكلمة غريزة تصريف للفعل غرس، يغرس، غرسا، بمعنى ما غرسه الله جل وعلى او الطبيعه في النفس البشرية فهو نوع من الحب الذي فطر عليه الإنسان من قبل الله عز وجل، ومنه حب الأم لأبنائها وحب الأب لأبنائه، فهو حب ثابت مستديم لا يتغير ولا ينضب فالأبوين يحبا بنيهما سواء من الذكور أو الإناث وعلى أية صورة كانوا، وحتى الأبناء العاقين يحبونهم أباءهم نعم تعاملهم معهم يتغير نعم يقسون عليهم نعم يظهرون لهم ما لا يبطنون نعم يغضبون عليهم نعم يلعنوهم ولكن لا كراهية لهم في قلوب الآباء ولا الأمهات، وأيضا حب الإخوة لبعضهم البعض والأقارب من الدرجة الأولى الأجداد من طرف والأخوال والخالات والأعمام والعمات والأحفاد والحفيدات.
النوع الثاني الحب العذري – ب -: وهي العلاقة بين الرجل والمرأة أي بمعنى الحب الذي يرتبطان به يكون على الأغلب الدافع وراء إقامة هذه العلاقة الدافع الغريزي وأقول على الأغلب وليس على العموم، بمعنى ليس كل العلاقات التي تقوم بين الرجل والمرأة تكون بدافع غريزي وتأكيدا أن بعض الزيجات التي كانت الغريزة وراء قيامها فيها الأزواج على خلاف دائم وعدم توافق وتشاحن وتباغض، ولا تجمعهم إلا تلك الغريزة وكان لوجود الأبناء بينهما والغريزة معا سببا في استمرار تلك الزيجات ولولاهما لانفرط عقد الكثير من تلك الزيجات، ومع هذا لا يمكننا أن ننكر أن الكثير من العلاقات الزوجية جمعها الحب الخالص وجمعها توافق الآراء والميول و وتطابق التوجهات والأمنيات والأخلاقيات والرغبات، إضافة إلى الغريزة أي أن الغريزة لم تكن السبب الرئيس لقيام تلك العلاقات ولكنها كانت سببا من الأسباب.
وللحب تفرعات وتسميات كثيرة فمنها:
الإعجاب: وهذا شكل بسيط من أشكال الحب ولا يمكن أن نطلق عليه حب ويمكن أن نعتبره من الممهدات لقيام علاقة الحب، والإعجاب هو الشعور الناجم عن إعجاب شخص لآخر سواء من الذكور أو من الإناث مبني على النظر أو على السمع فقط، وهو الدافع للقيام بأولى خطوات التعارف من بعضهما أو من كلاهما، فالإعجاب يولد الرغبة في التعرف على من تعجب به وقد يتجذر هذا الشعور ويتحول إلى حب بعد التعارف والمخالطة أو يضمر ويتلاشى ويتحول إلى شعور مضاد، للإعجاب أيضا بعد التعارف والمخالطة وأيضا ممكن أن يكون مصدر الإعجاب السمع وكما يقال: "الأذن تعشق قبل العين أحيان" بمعني سماع سيرة شخص ما سواء كان ذكر أو أنثى فيؤدي هذا السماع إلى الإعجاب و إلى المحبة أحيانا.
الارتياح: أيضا لا يمكن وصف هذا الشعور بالحب ولا يعدو كونه شعور بالارتياح للتعامل مع شخص ما دون عن غيره من الأشخاص الآخرين، أو باستدامة الرفقة مع شخص دون غيره لما يتميز به من الأخلاقيات المرغوبة والمحبة إلى النفس معها لا يحصل الشعور بالملل أو الاستثقال وممكن أن يتحول هذا الشعور إلى المحبة الدائمة أو إلى عدم الارتياح الدائم بفعل المعاشرة والاختلاط
الانجذاب: وهذا الشعور تلعب وتؤثر به القوى المغناطيسية التي توجد في الأشخاص، فترى شخص ينجذب إلى شخص آخر وبدون أن يكون بينهما أي نوع من أنواع الارتياح أو أي نوع من الإعجاب أو يكون سببه التشابه بين الأشخاص في الرغبات أو الميول أو الهوايات وكما يقال: "شبيه الشيء منجذب إليه" مثل حب رياضة معينة يجتمع اثنان في هوايتها، أو حب تربية نوع من أنواع الحيوانات كما يحصل عادة بين مربي الطيور أو حب لعبه من لعبات التسلية كما يحصل مع مرتادي المقاهي، وكما يوصف البعض بالجاذبية فيقال رجل جذاب وامرأة جذابة.
وهناك الكثير من تفرعات الحب وتسمياته ودرجات قوته ومنها العشق، الوله،الهيام،التيه، التيم – المتيم، الغرام، الوجد، الجنون بمعنى ما يوصله الحب إلى درجة الجنون كما معروف بقصة مجنون ليلى المعروفة، وقصة جميل وبثينة، وعنترة وعبلة وغيرها من قصص الحب والغرام والتي انتهت بفراق الأحبة، وهذا النوع من الحب يسمى الحب العذري والذي أخذت تسميته من قبيلة عذره العربية الذي شاع بين الشباب والشابات في هذه القرية وهو نوع من الروحي بين الرجل والمرأة، الخالي من الغايات ونوع من الحب العفيف والبعيد كل البعد عن الشهوة والغريزة وكل حب من هذا النوع وحتى لم يكن إبطاله من قبيلة عذره يطلق عليه الحب العذري وهو أرقى وأسمى أنواع الحب ويسمى أيضا بالحب المشروع.
النوع الثاني: الحب الكاذب: وأيضا يسمى بالحب الخداع، وهو الحب الذي يبنى أو يكون الرابط الأساسي له المصلحة الشخصيةفاماىتكون الغايه من هذا الحب جنسيه او ماديه اومكانه مجتمعيه ومن اجل تحقيق المأرب والغايات والوصول إليها بتقمص دور المحب المخلص والنزيه الغرض والغاية والعفيف النفس، وتصل به الأمور لإتقان ذلك إتقانا يفوق أكبر الممثلين ولو سنحت له فرصة التمثيل لحصل على أرقى الجوائز المحلية والعالمية في هذا المضمار، وينتهي هذا الحب فور الوصول إلى الغاية والهدف وتداعيات الحب معروفه للجميع ولا ضير من الاسترسال فيها، فمن الحب ما قتل كما يقال، فيحكى أن دبة قتلت صاحبها من فرط حبها له فكانت تحب صاحبها حبا جما ففي ذات يوم وصاحبها مستغرق في النوم تحت ظل شجره هانئ في نومه وهي واقفة على رأسه تحرسه وتحنو عليه كما تحنو الأم على صغيرها فإذا بذبابه تحوم وتحط على وجهه مسببة له الإزعاج فأغضب الدبة ما فعلت الذبابة فحاولت هشها وإبعادها فلم تفلح محاولاتها، فما كان منها إلا أن حملت صخرة وهوت بها على وجهه صاحبها فمات على الفور وما كانت هذه غاية الدبة.
الانتحار: كم من المحبين الذين لم تتوج قصص حبهم بالنجاح بسب عناد الأهل ورفض ارتباطهم، فبعد محاولاتهم المتواصلة من أجل إقناع الأهل بمشروعية حبهم وفشلها وشعورهم بالفشل وعدم تحقيق أمانيهم بالارتباط المشروع ووقوف العادات والتقاليد عائقا أمام الارتباط، ولشعورهم باليأس بادروا إلى الانتحار، وهناك قصه حصلت بين محبوبين من اليابان فهم مؤمنون بموضعة تناسخ الأرواح فما استطاع المحبوب أن يحظى بمحبوبته لرفض أهلها له وبعد أن افتضح أمرهم فرضت عائلة البنت الحظر عليها ومنعتها من التواصل مع من تحب ووضعت تحت الرقابة المشددة، فبطريقة ما أخبرها الحبيب أنه يروم لقاءها وأنه وجد الحلول التي تنهى معاناتهما وأنهم سوف يبقون إلى الأبد معا، وبعد أن التقيا اصطحبها إلى الجبال وفي مغارة هناك وأقنعها ورغب إليها الأمر وحببها له وأقنعها بخطته ومن اجل أن يكون تلاصقهما الروحي إلى الأبد ولن يقف بعد هذا أحدا حائلا بينهما فأقنعها أنه حتى يتم لهما كل هذا عليه أن يذبحها ويأكل لحمها فبهذا تكون هي في داخله إلى الأبد وفعلا وافقت وفعلا فعل بها ما أراد، وبعد أن طالت غيبة الابنة وبعد بحث الأهل عنها اخبرهم الحبيب بما جرى له فكان الحب سببا في هلاكهما معا.
وكم من المخادعين الذين شوهوا الحب وهو هذا الشعور الراقي التي تجتمع به الأمم والشعوب والأفراد، والذي دائما ما حثت عليه الأديان السماوية ومنه ديننا الحنيف كم من المخادعين تلاعبوا بالعذارى وكم سببوا لهن الأذى النفسي وعقاب الأهل والأقارب والمجتمع، وكم من المخادعين وأصحاب المصالح والأطماع والرغبات الشخصية تسببوا في عدم إيمان الكثيرين بالحب والحذر منه والخشية من الوقوع فيه حتى لا تصيبهم الخيبة، حتى وصلت مرحلة وضع اللاءات عليه والكثير من علامات الاستفهام وعلامات التعجب.
#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سكوت ألمرأه وسلبيتها في عالمنا العربي والاسلامي هي احد اسباب
...
-
عندما قلت اي نوع من التحرش علينا التصدي له قامت الدنيا ولم ت
...
-
التحرش الجنسي لايقتصر انتشاره في دول الثقافه الاسلاميه
-
هل ماتكتب سيد الناصر لعماري عن تجاهل للتاريخ البشري أم ماذا؟
-
هل ماتكتبه سيد اسعد اسعد هو بفعل تناسخ الارواح؟
-
ما معنى قوامة الرجل على المرأة: :
-
كذالك المسيح لاينطق عن الهوى وله شفاعه ومن يعترف به يدخله ال
...
-
عندما نقارن تاريخنا الاسلامي مع تارخ من سبقهم ومن لحقهم من ا
...
-
رحله مع غزوات الرسول لنرى من هو الكاذب والمخادع ومن نقظ العه
...
-
المسلمين ودينهم نفاق, عدما كانوا ضعفاء.لكم دينكم ولي ديني وع
...
-
ومن قال لك ان الجنس في الاسلام حرام/احمد عفيفي
-
المسلمون..النضال المسلح..ضرورة فرضها الواقع /محاكة لمقال احم
...
-
وما الذي سلبه منك الاسلام حتى تهاجمه احمد داؤود
-
لو ان الزبيبه علامة المؤمن حقا لقال الله سيماهم في جباههم
-
فنون مصادرة الحقوق والحريات استقاها الاسلام من الكتاب المقدس
...
-
تعجبني جدا شجاعة وانسانية الكاتب عبد الكريم نبيل سليمان ولكن
...
-
فتوى الداعيه محمود شعبان فتوى باطله
-
ان فهمت الاديان حقا فلن تعاني اخي المسلم
-
تفاسير انجيليه لما وصف به السيد المسيح اليهود
-
لايقل المسلمون وصفا لليهود عما وصفهم به السيد المسيح
المزيد.....
-
وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل
...
-
وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال
...
-
هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية
...
-
بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال
...
-
حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام
...
-
معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و
...
-
قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي
...
-
قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في
...
-
الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
-
قائد الثورة الاسلامية يستقبل الآلاف من النساء والفتيات بمناس
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|