أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - الحوار مع النظام قبض للريح















المزيد.....

الحوار مع النظام قبض للريح


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 00:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


*تجربة 24 عاما من حكم الانقاذ اكدت أن الحوار مع النظام قبض للريح، فقد تم افراغ الحوار من محتواه ، وبرغم مرارة التجربة التي كانت وبالا علي البلاد وتمزيق وحدتها، الا أنه توفرت لنا معرفة نظرية تم استخلاصها من تلك التجربة حول طبيعة النظام المغلقة التي ترفض الرأي الآخر، وسماته وخصائصه ، فما هي أهم سمات تلك التجربة ونتائجها؟ .
بعد انقلاب 30 يونيو 1989م، خاض النظام حربا شعواء علي الشعب السوداني وقواه السياسية والنقابية، وتم تشريد واعتقال وتعذيب الالاف من المواطنين ، وتزوير انتخابات النقابات والاتحادات والانتخابات العامة، والغاء قومية الخدمة المدنية والقوات النظامية والتعليم، وتم فرض نظام شمولي تحت هيمنة المؤتمر الوطني. واعلان الحرب الجهادية التي اتسع نطاقها لتشمل جبال النوبا، والنيل الأزرق والشرق ودارفور ، ورفعت الدولة يدها عن خدمات التعليم والصحة، اضافة للخصخصة وتشريد العاملين ونهب ممتلكات الدولة، وتحجيم الفئات الرأسمالية السودانية المنتجه من خارج الحزب الحاكم، وتم تكريس السلطة والثروة في يد الفئات الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية، و افقار الشعب السوداني حتي اصبح 95% منه يعيش تحت خط الفقر، وتكريس الفساد والتستر علي المفسدين. كما تم تمزيق وحدة الوطن بفصل الجنوب نتيجة لممارسات النظام الخاطئة واستغلال الدين في السياسة.
*وقّع النظام اتفاقات كثيرة مع قوي المعارضة والحركات المسلحة، وكان من الممكن أن تفتح تلك الاتفاقات الطريق لمخرج من الأزمة، ولكن تميز النظام بنقض العهود والمواثيق ، كما وضح من افراغ الاتفاقات التي وقعّها من مضامينها، وحّولها الي مناصب ومقاعد في السلطة والمجالس التشريعية القومية والولائية تحت هيمنة المؤتمر الوطني مثل الاتفاقات مع: مجموعة الهندي من الاتحادي، وجيبوتي مع الأمة والتي ادت الي انشقاق حزبي الأمة والاتحادي، ومجموعة السلام من الداخل التي انشقت من الحركة الشعبية، واتفاقية نيفاشا والتي كانت نتائجها كارثية ادت الي تمزيق وحدة السودان، بعدم تنفيذ جوهرها الذي يتلخص في : التحول الديمقراطي وتحسين الأحوال المعيشية ، وقيام انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية بحيث تجعل كفة الوحدة هي الراجحة في النهاية، وبالتالي، يتحمّل المؤتمر الوطني المسؤولية الأساسية في انفصال الجنوب. وبعد ذلك وقّع النظام اتفاقات أخري أيضا لم يف بعهودها مثل اتفاق القاهرة مع التجمع الوطني الديمقراطي، واتفاق ابوجا مع مجموعة مناوي، والاتفاق مع جبهة الشرق ، واتفاق التراضي الوطني مع حزب الأمة، واتفاق الدوحة مع مجموعة د. السيسي، واتفاق نافع / عقار في اديس ابابا، والاتفاق الأخير مع حكومة الجنوب حول النفط والذي مازال يراوح مكانه مع مواصلة ضغوط المجتمع الدولي لتنفيذه، والتفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال وغيرها، وكلها لم تؤتي اكلها، واصبحت حبرا علي ورق. ولم تّغير هذه الاتفاقات من طبيعة النظام وخصائصه وعقليته الاقصائية والشمولية حتي لو كان علي حساب وحدة الوطن، اضافة لمواصلة التنكر لوثيقة الحقوق في دستور 2005م التي كفلت حرية التعبير والتجمع والتظاهر السلمي، من خلال قمع المواكب وفتح النار عليها كما حدث في موكبي البجا في شرق السودان، وابناء كجبار، مما ادي لقتلي وجرحي، اضافة لقمع مواكب الشباب والطلاب والمعارضة والنساء والاطباء..الخ، ومصادرة الصحف واعتقال الصحفيين، والتهديد بسحق المعارضة بعد تكوين "كتيبة استراتيجية" لهذا الغرض، واجراء تغييرات شكلية في النظام عن طريق التضحية ببعض الفاسدين دون تغيير طبيعة النظام، وممارسة تعذيب المعتقلين السياسيين.
هذا فضلا عن رفع شعار الشريعة بهدف ارهاب وقمع الحركة الجماهيرية، كما حدث ايام نميري والتي طيلة ال 24 عاما الماضية، لم يري فيها الشعب السوداني غير شريعة الغاب والنهب والسلب والفساد والقمع ومصادرة الحقوق والحريات الأساسية، وتدمير المؤسسات الزراعية والصناعية المنتجة، ولم يذهب جزء من عائدات البترول للتعليم والصحة والخدمات، وتوفير فرص العمل للعاطلين ، اضافة الي افقار الملايين من جماهير شعبنا، وتمزيق وحدة السودان وبالتالي، فان استغلال شعار الشريعة لم يعد ينطلي علي أحد.
*ورغم رفع شعارات الحوار، الا أن النظام يستمر في سياساته نفسها التي قادت الي الكارثة والانهيار وتمزيق وحدة البلاد مثل : تصعيد الحرب في دارفور وجنوب النيل الأزرق
وجنوب كردفان، وتصعيد التوتر مع دولة الجنوب ومصادرة الحريات الصحفية وحرية التعبير وتسيير المواكب السلمية، ومحاولة فرض الدستور الآحادي في غياب الآخرين والتي محكوم عليها بالفشل، ومواصلة الاعتقال التحفظي لقادة قوي الاجماع " حول وثيقة الفجر الجديد"، وبيع اراضي السودان، واغراق السوق بالاغذية والادوية الفاسدة ، والفشل في حماية الموسم الزراعي نتيجة لعدم التصدي الفعّال لاسراب الجراد، وتصفية مؤسسات القطاع العام مثل مصانع السكر، والغاء مجانية العلاج بتصفية مستشفيات جعفر ابنعوف ، والحوداث، ومصادرة الحريات الدينية.
ومعلوم أن من مقومات الحوار أن يعترف النظام بالازمة ، وتفكيك النظام الشمولي واطلاق الحريات العامة ، والغاء القوانين المقيدة للحريات ، والسماح بحرية اصدار الصحف الحزبية وندوات الأحزاب في الاماكن العامة، واطلاق سراح المعتقلين، ووقف الحرب والتفاوض مع الحركات المسلحة، وفتح ممرات آمنة لتوصيل الاغاثة والمساعدات الانسانية للنازحين، والتفاوض مع حكومة الجنوب بجدية حول بقية القضايا العالقة بين الدولتين. وهذا مالم يحدث حتي الآن.
بالتالي، فان طبيعة النظام لم تتغير، والتي تقوم علي النهب والقمع والمرواغة وكسب الوقت، وأن يكون الحوار والمشاركة تحت هيمنته وفرض "اجندته"، وهو نظام فاسد حتي نخاع العظم، لايجدي الحوار معه، فهو بطبيعته لايقبل الحوار والرأي الآخر، وشعاره سحق المعارضة، والتصوير بأنه لابديل غيره، وأنه اذا ذهب فسوف تعم الفوضي في البلاد، علما بأنه هو السبب الأساسي في الفوضي التي ادت لفصل الجنوب، وخطر تمزيق ما تبقي من الوطن اذا كابر واستمر في سياساته السابقة.
وبالتالي، لابديل غير اسقاط النظام اذا اردنا انقاذ الوطن، والحفاظ علي وحدة ماتبقي منه، واعادة توحيده مرة أخري علي أساس الدولة المدنية الديمقراطية، وانجاز التحول الديمقراطي وتحسين الاوضاع المعيشية، والحل الشامل والعادل لقضية دارفور، واصدار قرار سياسي بارجاع المفصولين، وضمان استقرار البلاد وحسن الجوار وعلاقاتنا الخارجية المتوازنة، وتحقيق وحدة وسيادة البلاد.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصادرة الحريات وتوسيع دائرة الحرب طريق مسدود.
- نظام الانقاذ وسياسة اغتيال الذاكرة: سوق عطبرة نموذجا
- احداث جامعة الخرطوم وضرورة وقف العنف
- قراءة في وثيقة الفجر الجديد
- هل تراجع الحزب الشيوعي عن مواقفه؟
- لابد من الوصول الي حل وطني شامل
- في الذكري الخامسة لرحيل أ. د. محمد سعيد القدال
- الايديولوجيا : صورة حقيقية أم زائفة عن الواقع ؟.
- في الذكري ال 57 لاستقلال السودان.
- الطلاب بأي ذنب قتلوا ؟
- الماركسية وقضية المرأة
- حركات الاسلام السياسي تدخل النفق المظلم
- ما هو المخرج من الأزمة الراهنة؟
- الذكري ال 95 لثورة اكتوبر الاشتراكية
- ماهي أبعاد ضربة مصنع - اليرموك- ؟
- الماركسية وتكوينات ماقبل الرأسمالية في السودان
- كيف تمّ اعادة انتاج التخلف في السودان؟
- اتفاقية اديس ابابا: هل تجد طريقها للتنفيذ؟
- المنهج الماركسي وتغيير الواقع
- مصادر ثراء الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - الحوار مع النظام قبض للريح