على شكشك
الحوار المتمدن-العدد: 4022 - 2013 / 3 / 5 - 19:39
المحور:
الادب والفن
رسالة إلى الضمير
د.على شكشك
لنفعل شيئاً من أجلنا من أجل اكنمال حريتنا
في شخص سامر العيساوي
وهي ليست فقط حكاية فردية تخصُّ إنساناً اسمه سامر العيساوي، رغم أنها لو كانت فقط كذلك لكانت كافية للالتفاف حولها،
لكنها تلخص حالة قضية بأكملها هي القضية الفلسطينية والتي تعتبر حالة اعتقال كاملة وأسرٍ شاملٍ للارض والشعب والتاريخ والتراث، وحالة تزوير تامّة للوعي والوثائق ومحاولة لاستلاب وأسر الإرادة، ليس فقط إرادة العيساوي ورفاقه المضربين في سجنهم عن الطعام لليوم المائتين ولكن لإرادتنا جميعاً مادمنا سكوتاً عن استلاب زماننا،
هي نداء لكل الإرادات لتفعل ما تراه يليق بها هي ذاتها، ولتُفَعِّلَ بذرة الإبداع الكامنة في نواتها وتخترع وسيلتها التي تراها فاعلة لفك أسر إرادتها هي قبل إرادة سامر العيساوي، تلك الإرادات المؤمنة أن صوتها وقلمها وفعلها مؤثر في صياغة الواقع والدفع بعجلة التاريخ، للعاديّين البسطاء والروائيين والشعراء والفنانين والإعلاميين، والعاملين بحقوق الإنسان، حريتنا منقوصة إن صمتنا عن انتقاص حرية الآخرين،
وأصواتنا حين تجتمع تغير دفة الضمير وتفضح المجرمين وتنجز التاريخ،
إن لجهد أيٍّ منا قيمة أكبر بكثير مما نظن، والمستعمِرون اللصوص يراهنون على عدم إيماننا بهذه الحقيقة كما يراهنون على عجزنا وتيئيسنا، وما قصة سامر العيساوي وإعادة اعتقاله إلا ترجمة كاملة لمراهناتهم تلك، فهي تريد تيئيس فكرة المقاومة وقطع الطريق على إرادة الإنسان العربي أنّ فعله لن يؤتي ثمره، وأن كل من سيحاول سيموت جوعاً قبل أن يخرج من السجن، يريدون ترسيخ اللاجدوى الكاملة لنا مقابل الهيمنة الكاملة لهم، ليس فقط على جسد العيساوي ولكن وهذا هو الهدف على همّتنا واستجابتنا، لنصبح شللاً متموجاً كما يشاء، هي تحدٍ تامٌّ لجدارتنا بإمكانية المحاولة، فقط المحاولة.
وهي لسامر وكل متشوقي الحرية وقودٌ للمواصلة والاستئناس بقناديل الإنسان التي تنثر حبات ضوئها وتباركه، فكما أن الظلام يصطف ويدعم قطع الظلم فيه فكذا فوتونات الضوء تبارك الحرية والإنسان ..
سفارة فلسطين في الجزائر
د.على شكشك
أستمد قوتي من شعبي، ومن كل الأحرار في العالم والأصدقاء
#على_شكشك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟