تركي عبدالغني
الحوار المتمدن-العدد: 4022 - 2013 / 3 / 5 - 03:10
المحور:
الادب والفن
الله
*******
سَكَنَ الضَّجيجُ
فلا صُراخَ ولا صَدى
مُذْ جاءَ يُنْزِلُني التُّرابَ لأصْعَدا
.
سَكَنَ الضَّجيجُ وقدْ أناخَ على فَمي
زَمَناً ... على قِصَرِ المكوثِ تأبَّدا
.
وَلَدَيَّ ما اقْتَطَعَ الزّمانُ على يَدي
وَمِنَ المسافَةِ ما اقْتَنَصْتُ مِنَ المدى
*
*
ولقدْ تعاظمَ فِيَّ حتّى اجْتازني
في عُقْدَةٍ .. تزدادُ فِيَّ تَعَقُّدا
.
في لَحْظَةٍ كَبُرَتْ عَلَيَّ كأنّما
هَرِمَ الزَّمانُ على يَدي فَتَجَعّدا
.
فازْدادَ مِنّي .. بالْيَقينِ تَمَكُّناً
وازْدَدْتُ منهُ على اليَقينِ تَكَبُّدا
.
وأنا سليلُ الماءِ, قَلْبٌ مُتْرَفٌ
يخشى على الأيّامِ أنْ تُسْتَنْفَدا
.
وأنا دُخانُ المِلْحِ .. آخِرُ مَيِّتٍ
مِنّي , على الرّمَقِ الأخيرِ تَمَدّدا
.
وكَأنْ تَسَلّلَ كالكلامِ إلى فَمي
خَدَراً .. يَمُدُّ إلَيَّ مِنْ فَمِهِ يَدا
حتى انْسَكَبْتُ على يَدَيْهِ كأنّني
وَجَعٌ على التّعَبِ الأخيرِ تَمَرّدا.
فَمِنَ التّجَدُّدِ أن نجيءَ عِنايَةً
وَمِنَ العِنايَةِ أنْ نَعودَ مُجَدّدا
والآنَ يُكْمِلُني الزّمانُ بِنَقْصِهِ
وَغَداً أُقابِلُ مَنْ .. أُفارِقُهُ غَدا
فَفَتَحْتُ عَيْنِيَ لِلْوُجودِ فَلَمْ أَجِدْ
بَيْني وبينَ الحُسْنِ باباً موصَدا
وَتَرَكْتُ قَلْبِيَ كَيْ يَشِفَّ فأرْتَقي
مِنّي إلَيْهِ مُجَرّداً .. مُتَجَرِّدا
حَتّى تَخَلّلَني هَواهُ .. كأنَّما
مِنْ كُثْرِ ما اسْتَغْرَقْتُ فيهِ .. تَجَسَّدا
فَهْوَ الهُدى وَهْوَ الدّليلُ إلى دَمي
وَدَمي دليلُ الكائناتِ إلى الهُدى
وَهْوَ الذي في كُلِّ ما اسْتَغْرَقْتُهُ
مَلِكٌ ... يَحِقُّ لِمِثْلِهِ أنْ يُعْبَدا
لَمْ ألْقَ في مَلَكوتِهِ إلّا الذي
أصْغى فَكَبّرَ واهْتَدى فَتَشَهّدا
رَبٌّ .. عَلِيٌّ .. مُطْلَقٌ .. مُتَفَرِّدٌ
فَرْدٌ .. على عَدَدِ القُلوبِ تَعَدّدا
لو كان لي أمْرُ الوجودِ عِنايَةً
لأَمَرْتُهُ ... بالحُبِّ أنْ يَتَزَوّدا
وَلَعَلَّ أجْمَلَ ما يكونُ عِبادَةً
قَلْبٌ .. تَوَحّدَ بالجَمالِ فَوَحّدا
*********
*********
*********
#تركي_عبدالغني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟