سعيد بلغربي
الحوار المتمدن-العدد: 1157 - 2005 / 4 / 4 - 11:26
المحور:
الادب والفن
* داء الكتابة اللعين *
الكتابة مرض خطير ولعين ، يتضاعف في الانسان كلما تضاعفت الكتابة ....
أشياء لابد منها لكي نكـتب ، أنامل طائعة ، وزاد يسير من اللغة ، قلم حسب المزاج أفضله أسوادا قاتما ،يحرث بياض الورقة بكل ليونة ، أريده أن يحبو كما تحبو يدا جائعة نحو نهد إمراة ناعمة ، وقهوة مرة سوداء ، وليل ساكن وشئ من الغربة بالاضافة الى حبة من الاسبرين اذا كنت من غير المدخنين .
ليس مهما ان تحتاج إلى ضمير حي لكي تكتب فاذا كان ضميرك ميتا يمكن أن تصبح كاتبا ، ستكون الكتابة حينها كفنا لضميرك ...
كل هذا والكتابة تأبى في بعض الاحيان أن تولد ، فمخاضهـا عسير ....
هناك كتاب يتلذذون بهذا المخاض ، لكن دائما مكتئبون ، لانهم مصابون بداء الكتابة اللعين ...هذا هو العذاب
* الكتابة كذب عذب*
الكتابة كذب عذب ، كل الكتاب كذابون ومنافقون كالمنجمين تماما ،لكن عاديون لا يستعينون بالطلاسيم ولا المنازل السماوية . اعلم انني أقراء نصا روائيا أو بوحا قصصيا أو أحساسا شعريا كاذبا، شخصيات متزاحمة من هنا وهناك ،بعضها مبتورة اليدين واخرى باقنعة و أخرى بلا ملامح لكنها تتحرك تبكي و تضحك ... أماكن من طين الفراغ شوارع كالسراب ...في عالم من حروف وورق ، ضجيج صامت دم بلا لون بحار بلا ملح ، حب إنتحار وجنون ...كل شيء .
إنها الكتابة عالم متحرك بلا حركة ، عالم من الضجيج الصامت ، عالم من الحياة الميتة بين الاوراق .
* توسلات حروف *
تأبى حروفي أن تتوحد لتشكل قصيدة أود أن اهديهـا هدية لصباحي . لي صباح يحيا بالشعر ويموت على أخر تأوهات حروفي .
كلما رسمت حرفا اراه يذوب أمامي توسلا أن لا أشنقه في تلك القصيدة ، فذاك إنتحار وهذه رغبة ؛ كل شيء في ذلك الصباح كان ضد التيار . فتحت جريدة أخبرني فيها المحرر الثقافي أن رسالتي في سلة المهملات وأن قصيدتي لا تصلح للنشر .
طبعا كانت رسالتي جافة و ينقصها كلمة مجاملة الى حضرته الموقرة ،وكان حظ الصباح كحظي ، تعيسا تماما .
#سعيد_بلغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟