أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الاحياء والاموات















المزيد.....



الاحياء والاموات


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4020 - 2013 / 3 / 3 - 20:28
المحور: الادب والفن
    


الأحياء والأموات

قسطنطين سيمونوف

إن الكاتب الجيد يترك اثر واضح عند القراء، ومن ثم يدفعهم إلى البحث عن كتاباته الأخرى، وهذا ما فعله قسطنطين سيمونوف فبعد أن انتهينا من رحى الحرب بجزأيها الأول والثاني، عدنا إلى ابحث عن الكتاب الأول للثلاثية "الأحياء والأموات"، الكتاب في حجمه يوازي رحى الحرب، حيث انه يتجاوز الخمس مئة صفحة حجم متوسط لكن الخط كان صغير جدا والصفحات تحتوي اثنان وثلاثون سطرا وعدد الكلمات اثنا عشر إلى أربع عشر كلمة في السطر الواحد، إن طريقة طباعة الكتاب ظلمت كثيرا، وذلك يعود إلى حجم الخط المزعج والمرهق للقارئ إلا أن الكتاب يستحق القراءة، وقد تم إنجاز كتابه ما بين أعوام 1955 إلى 1959 أي أن الكاتب كان يكتب في العام الواحد مئة صفحة من رواياته ، وهي نفس عدد الأعوام التي أنجز فيها الجزء الثاني رحى الحرب 1960الى 1964، العمل أعطى شخصية سينتسوف الدور الرئيس فيها، الذي نعتقد بأنه يمثل شخصية الكاتب تمام فكلاهما كان مرسلا حربيا، سيمونوف في جريدة لنجم الأحمر وسينتسوف راية الكفاح وكلاهما اخترق الحصار وساهم في الحرب بشكل فاعل، ونستطيع التأكيد إن الكاتب في هذا العمل يتحدث عن تجربة شخصية، وهو يقر في الجزء الثاني بان أحداث الرواية وشخوصها حقيقيون وقد قاموا بهذه البطولات فعلا، ولكنه عمد إلى تغير الأسماء حتى لا يجعلها نص واقعي تاريخي، و إذا عقدنا مقارنة بين الجزء الأول والثاني نجد هناك بعض التمايز حيث كان انفتاح على شخصيات عديدة وجغرافية أوسع من الجزء الأول، وفي الأول كان الشخصية الرئيسية سينتسوف أما الثاني هناك سربيلين الذي يمثل المحور الرئيسي في العمل، وتدور حوله شخصيات أخرى مثل سينتسوف وتانيا وزوجته وابنه، كما تم التطرق إلى الجبهة الداخلية في الجزء الثاني بشكل أوسع، فتم الحديث عن مشاكل التصنيع والمعاناة التي ألمت بالناس أثناء الحرب، وظروف العمل القاسية على الكبار والصغار معا، كما كانت الشخصيات التي تناولها المؤلف في الجزء الثاني اكبر وذات فاعلية أكثر، واستطاعت أن ترسم مسار واضحا يميزها أما سلبا أو إيجابا، فكانت هناك شخصية أم تانيا ومدير الورشة مالينين وستالين، أما الجزء الأول فكان خجولا ومتواضعا في نقد النظام السوفيتي وتحمله مسؤولية الاندحار في بداية المعارك – علماً انه تحدث عنها في الجزء الأول – بيمنا كان أكثر جراءة ووضوحا في الثاني بإلقاء مسؤولية الاندحار على القيادة العسكرية وعلى رأسها ستالين شخصيا، وقد تم ذكر أخطاء القيادة في أكثر من فصل والذي انعكس على حجم الخسائر حجما ونوعا، إن دور المرأة كان متوازيا في العملين، حيث تناول في الأول زوجة سينتسوف ماشا وزوجة سربلين فالنتينا وزوجة بارانوف وكذلك تانيا، وفي الجزء الثاني كانت تانيا وزوجة سربيلين وزوجة ابنه وأم تانيا، كما كان الجزء الأول اقل حياديا، حيث نجده استخدم ألفاظ تعبر عن انحياز سيمونوف إلى الروس، بينما كان في الثاني شبه منسلخ عن قوميته، فكان أكثر إقناعا في رحى الحرب منه في الأحياء والأموات، كما انه تحدث بحرية اكبر وتفاصيل أكثر دقة عن شخصية ستالين، بينما كان تناول هذه الشخصية في الجزء الأول شبه محذور، ونعتقد إن كتابة الجزء الأول 1954 إلى 1959والثاني 60الى 64 أعطى الكاتب انطلاقة لكي يكون أكثر نضوجا وإبداعا في رحى الحرب، من هنا كان تحميله القيادة السوفيتية وشخصية ستالين بشكل واضح وصريح مسؤولية الهزيمة وكل تبعيتها، ويمكن أن يكون وراء ذلك أن السوفيت كانوا اقل قمعا في عقد الستينيات منه في الخمسينات، و من هنا استطاع الكاتب تناول شخصية ستالين والقيادة العسكرية بتفاصيل أدق والحديث عنها أكثر حرية، إلا أن العملين يمثلان مقدرة الكاتب إلى جذب القارئ وجعله يستمتع بالقراءة، وما يمز العمل الأول تركيزه على الزوجة تحديدا، وكيف تنظر إلى زوجها وذلك من خلال زوجة سينتسوف ماشا وزوجة سربيلين فالنتينا وزوجة بارانوف، بينما كان في رحى الحرب التركز على المرأة بشكل عام، وقد حدثنا المؤلف في هذا الجزء بأكثر من فصل عن البيروقراطية والروتين القاتل في النظام السوفيتي من خلال الحديث عن سينتسوف وهو يتنقل من مكتب إلى آخر لكي يحصل على بطاقة عضوية الحزب التي فقدها أثناء إصابته في الجبهة، وكما انه خصص أكثر من فصل للحديث عن علاقة الزوج بزوجته بينما في رحى الحرب ركز على علاقة الأب والأم و الأبناء، ونستطيع القول إن هذا الجزء هو البداية التي انتقل منها سيمونوف إلى ذروة الإبداع والتألق، ونحن بعد هذه القراءة للجزء الأول والثاني سنندفع إلى البحث الجزء الثالث ( الصيف الأخير ) والذي نرجو أن نجده في مكتباتنا .



منطق الصراع في الحرب

وحتى لا نكون مكررين ما قلناه في الجزء الثاني، سنحاول في هذا المقال تناول الحكم والمعاني التي قدمها لنا سيمونوف في عمله الأحياء والأموات، وسنتحدث بداية عن مفهوم الموت في هذا العمل، "الكابتن يعرف جيدا إن الألمان ليسوا في منجى من الموت وأنهم عندما يموتون يتوقفون في زحفهم ، ... كان سينتسوف يريد إبعاد الخطر عن الأشخاص الذين هرعوا إليه طالبين النجدة، أما الكابتن فكان يريد إنقاذ الوطن بإرسال هؤلاء الأشخاص إلى المعركة" ص68، نجد هنا مفهومين لإبقاء الناس على قيد الحياة، الأول إبعاد الناس عن الخطر والثاني بزجهم لمواجهة الخطر، وقد يبدوا هذا الأمر فيه التناقض لكن على العكس تماما، إذا أرت أن تسلم نفسك واهلك ووطنك من الأخطار، فعمد إلى التصدي لها، حتى لو كانت نتيجة ذلك الموت، فهذا الموت يكون درعا رادعا وحصنا للناس والوطن معا، ويطرح الكاتب أيضا أن من يقومون بالقتل سيتوقفون تماما عندما يموتون، وموتهم لا يكون إلا بالمواجهة والقتال، وهذا الطرح يكون أكثر نجاعة وأكثر أمنا من الأول ـ إبعاد الناس عن الخطر ـ ، ويتحدث عند الجنود في الخطوط الأمامية وكيف ينظرون إلى الأعداء، وهواجس الخوف والرعب و كيف يتعاملون معها، "لأن الجندي في الخندق لا يشعر بالجبن ولا يصم إذنيه من الخوف كالأرنب" ص 87، "... ـ اجل، المذعورون كثيرون، ولكن ماذا تريد من الناس؟ خلال القتال يشعرون بالرعب، وبدون القتال يتضاعف الرعب" ص88، ها هو سيمونوف يضع معادلة الرعب والجرأة بكل بساطة ووضوح، وبدون أي فبركات لغوية، الرعب والخوف موجودين عند كل الناس، وهما يتفاقمان أثناء الشعور باقتراب الخطر، لكن علاجهما يكون بالمواجهة والوقوف أمام الخطر، لان هذه المواجهة تعطي بريق أمل في اندحارهما والانتصار عليهما، كما أن المواجهة تمنح الإنسان معنوية نفسية، ومقدرة على الفاعلية والإبداع في التعامل مع الأخطار، فلا يكون مجرد متلقي لا حول له ولا قوة، أو عاجزا ينتظر الغيث والرحمة من المجهول، أو يمكن أن يطلبها من أعدائه أنفسهم، كما أن المواجهة تمكن الإنسان من يكون دافعا لغيره وقدوة للآخرين، وذلك عندما يستبسل في عطاءه أو يجرح أثناء الصمود أو يستشهد في المعركة، فكل هذه الظروف والأحوال تكون دافعا للآخرين ليستمروا في هذا النهج ولا يتوقفوا أبدا إلا بعد انجلاء الخطر وتوقفه تماما،

معنويات الجنود


"أن القضية الرئيسة تتوقف عليك وليس عليهم ؟ أنها تتوقف على صمودك وليس على تجميد دهان آلياتهم" ص357 هذا زبدة الكلام، كل المسائل تتوقف علينا نحن، فلا ننتظر أي معونة خارجية، طبيعية أو غير طبيعية، علينا العمل ضمن الظروف الراهنة، ومن هنا يمكننا أن نحقق انجازا ما، وبدون هذه المعادلة لن يكون هناك إلا الهزيمة والتي يتبعها إما الموت أو الأسر، نجد ضمن هذا الكلام نجد دوافع للإبداع ولابتكار في التعامل مع الأخطار ومواجهته الأعداء، فليس المطلوب أن تكون أفعالنا مجرد ردات فعل، بل أفعال إبداعية تربك الأعداء وتوقع بهم اكبر الخسائر والإصابات، ويعود سيمونوف للحديث عن أهمية المعنويات وقيمة الإيمان في المعارك، ودورهما في تحقيق النصر وهزيمة الأعداء ".... ولكن فلنتساءل : لماذا لا ينفذ المرء الأوامر؟ في اغلب الأحيان لأنه يخاف الموت بتنفيذ تلك الأوامر، ونتساءل من جديد : كيف نذلل هذا الخوف ؟ بشيء أقوى من الموت، فما هذا الشيء ؟ انه متباين في مختلف الملابسات : الإيمان بالنصر والشعور بالكرامة الشخصية" ص 461 ، أنها من أهم المقولات في هذه الرواية، وهي تؤكد دور الإيمان في أي عمل، فبدون القناعة ورسوخ الفكر عند الأفراد والمجتمع والإيمان بالنصر، يصبح التغير وإزالة الأخطار ودحر الأعداء من الصعوبة بمكان، إذا لم يكن مستحيل، وهنا يحضرنا مقولة ياسر عرفات وهو في الحصار "إني أرى في نهاية النفق ضوء، وسيحمل شبلا أو زهرة علم فلسطين فوق أسوار القدس"، أن المرض المتفشي بيننا نحن العرب عامة والفلسطينيين خاصة يكمن بفقدان الأمل وانعدام الإيمان، من هنا نجد أنفسنا وفي دوامة وفي التيه وبدون بوصلة توجهنا إلى أين المسير، لا شيء يرهب الإنسان أكثر من الموت، فهو يشكل النهاية له والانتقال إلى المجهول، من هنا يعمل على الابتعاد عنه بكل ما واتيه من طرق وأساليب وبما يمتلك من قوة وإرادة، ولكن العقلانية في مواجهة الموت تكمن في الإيمان بالنصر، والحفاظ على الكرامة الإنسانية التي منحت لنا وعدم التفريط بها رغم هول الموقف .




المنهزمون والإنتهازية

العمل الأدبي يحافظ على جودته وديمومته من خلال الأفكار الإنسانية والمبادئ الأخلاقية التي يطرحها أولا، ومن خلال الأسلوب الفني والمقدرة على صياغة الأفكار في عمله ثانيا، و اللغة التي تحمل وتخرج المؤلف إلى الجمهور ثالثا، هذا العناصر تمكن سيمونوف من النجاح في تعاطها فكان مبدعا رغم الهوة الزمنية التي كتب رواية فيها ـ أكثر من أربعون عام ـ وأيضا تجاوز الحدث القومي الروسي ليكون حدثا عالميا، يستفاد منه كل من يطلع عليه
وما يميز هذا العمل طرحه للانتهازية والانتهازيين والطرق التي يعملون بها والكيفية التي يواجهون، فكما هناك أبطال، هناك جبناء وكلما هناك شجعان هناك انهزاميون، وكما هناك أصحاب مبادئ هناك انتهازيون، فقد تناول الكاتب في رواية الكثير من هذه المواقف التي تجعلنا ننحاز إلى الجانب المبدئي ونعزف عن الانتهازي، "ما حاجتك إلى السؤال منه بحضوري؟ كان بوسعك أن تسألني ولا تشوه سمعتي أمام الجندي
ـ سألته لأني أثق بكلام جندي يحمل هوية الجيش الأحمر أكثر مما بكلام عقيد استبدل بزته ولا يحمل شارة ياقة ولا هوية" ص 144 نجد هنا صورة العقيد الجبان وتصرفه المشين، في المقابل نجد الجندي الذي تصرف بمبدئية وكيف تم التعامل مع الشخصين ـ الرتبة العقيد والجندي ـ في الأول تم اهانة العقيد رغم علو رتبته، وفي الثاني تم احترام الجندي وتقدير موقفه رغم تدني رتبته، وهذا الطرح يوضح بان الإنسان يحترم ليس لمكانته أو لمنصبه أو للوظيفية التي يشغلها، وإنما من خلال موقفه والقيام بواجباته، ليس أكثر من هذا، هذه الصيغة الإنسانية ـ باعتقادنا ـ تصلح لكل المجتمعات التي تنادي وتعمل على تحقيق العدالة وتحترم الإنسان.
وأخطار هؤلاء الانتهازيين لا تكمن بالتصرفات الفردية التي تأثر على شخصهم وحسب، بل هناك تصرفات تدمر المجتمع وتكون تبعيتها وبالاً على الأفراد والمجتمع والوطن معا "فقد اعتبره شخصا وصوليا لديه بعض القابليات ويهتم بالترقية في الخدمة وليس بمصلحة الجيش، فعندما كان بارانوف مدرسا في الأكاديمية كان مستعد لتأييد هذا المبدأ اليوم وذاك غدا، وكان مستعدا لنعت الأبيض بالأسود والأسود بالأبيض، فهو يتكلف بمهارة لما قد يعجب كبار المسئولين حسب رأيه ولا يستنكف حتى عن تأييد الضلالات السافرة المستندة إلى الجهل بالواقع التي يعرفها هو تمام المعرفة" ص 147،هنا تكمن الأخطار التي يقوم بها هؤلاء الانتهازيون، فهم على استعداد لدمار الوطن والمواطن في سبيل مصالحهم، وهم على استعداد لتبني كافة الأفكار المتناقضة والمتعارضة في نفس الوقت، كل ذلك فقط ليحصلوا على مكاسب شخصية ، فهم بهذا ينشرون الفساد والخبث والجبن في المجتمع، كما إنهم يعملون على قتل روح الإبداع فيه من خلال نهج المصالح الذاتية، فليس لهم منطلق فكري واضح، بل متقلبون في طرحهم، أينما تكون مصالحهم يتكلمون بهذا الاتجاه أو ذاك، وهم من خلال هذه المصالح على استعداد لدمار كل شيء في سبيل تحقيقها والوصول إليها، من هنا يملكون المقدرة في التملق وتزيف الحقيقة والنكوص والتخلي عنها بسرعة كبيرة، فهم بمثابة الزئبق الذي يستحيل إمساكه، ولكن هل تكمن خطورة الانتهازية في أفكارها وعلاقتها بالمسئولين الكبار وأصحاب النفوذ، أم تتجاوز ذلك بحيث تدمر وتحطم حتى أفراد العامة كما تفعل مع الخاصة؟ "انه مجرد الإيمان والشرف والضمير، عندما كانت الحرب تبدو بعيدة كان يجأر بأن النصر لنا، وعندما بدأت كان أول الهاربين، فلماذا ارتعب واستولى عليه الخوف فذلك يعني، برأيه، إننا ننتصر؟" ص 158 ، إننا أمام دلاهقة الانتهازيين الذين يقولون ما لا يفعلون، فكم من الاقول المطمئنة نسمعها منهم، والعبارات الجميلة والطنانه التي يطربون بها الآخرين، فهم رجال أقول فقط، وهذه يقولونها لأنها تتوافق مع مأربهم ومصالحهم ليس أكثر، وكما قلنا سابق فهم على استعداد للتخلي عنها في عين الموقف الذي قيلت فيه، فهذه الكلمات والألفاظ ليست أكثر من مكياج يضعونه على وجوههم لكي يخفوا بشاعتها وقبحها عن الآخرين، فإذا كان استعدادهم السريع للتخلي عن القول فكيف سيكون الأمر مع الأفعال، التي تتطلب مجهودا اكبر، ويلازمها التعب والإرهاق وأحيانا الأخطار التي يمكن أن تنهي كل شيء!، من المؤكد سيعزفون عنها ويظهرون بشاعتهم وقبحهم للآخرين، وهذا ما فعله بارانوف العقيد المحاضر في الأكاديمية العسكرية، في أول المواجهات مع الاحتلال الألماني، وهذا الأمر لم يكن يخص العسكريين وحسب بل طال السياسين أيضا، والذين يكونون أكثر مقدرة على التخفي وذلك لعدم إخضاعهم للسلوك العملي، فالظروف وطبيعة عملهم تمنحهم البقاء أطول وعدم إظهار ماهيتهم أكثر من العسكريين، إلا إنهم في المحن والشدائد يكونون أسرع وأوضح في نزع أقنعتهم من الآخرين، "... ألقى بمفاتيح هذه الشقة إليه شخص غادر موسكو لان الألمان ـ كما يعتقد هذا الشخص ـ سيدخلون موسكو غدا، هرب هذا الشخص من موسكو في سيارة مشحونة بالعفش، وسينتسوف واثق تماما انه هرب بدون أمر رسمي، هرب لإنقاذ رقبته الميتة كرقبة ثور ويديه القويتين المكسوتين بالشعر واللتين يتعين عليهما بالذات حمل البندقية" ص 290، في حالة العسكري كان الهرب من المعركة ليس بنفس السرعة التي ينطلق بها السياسي، ففي الحالة الثانية نجد سرعة مذهلة ومقدرة فائقة على انجاز الهرب، حتى لو بدا ذلك بمظهر سافر وقبيح، على العكس من العسكري الذي يحمل نوعا ـ ولو شكليا ـ من الخجل، وكما انه ـ السياسي ـ يتخلي عند ابسط المسائل الإنسانية ـ مساعدة شخص على إيجاد مفتاح شقته ـ فنجده ترك كل عهدته وتخلى عنها، رغم أن الخطر بعيد وليس في قريب.

الحركة المتعاكسة

ولتوضيح التناقض بين مسلك الانتهازي والمبدئي، أعطانا سيمونوف اتجاهين متعاكسين في الحركة، سينتسوف الداخل إلى موسكو، والشخص المسئول عن مفاتيح الشقق المتجه خارجها، وكأن سينتسوف يطرد الانتهازية المتمثلة بهذا الشخص من موسكو ليحل مكانه، فهذا المكان الحميم يتوجب التواجد فيه لمن هم أهله، ورغم الإرهاق والتعب والاحتقان والارتباك الذي يعاني منه سينتسوف إلا انه تجاوز كل ذلك، وأصر على الاتجاه إلى المكان والزمان المتناسبين مع أخلاقه ومبادئه ، على النقيض من الشخص الأخر، وفي هذه الظروف التي تظهر الناس على حقيقتهم، يبان الغث من السمين .
ولكن الإنسان عندما يكون وحيدا تصعب علية الأمور، و يبدأ التساؤل عن ماهية الحقيقة، وأين تكمن وأين الصواب والخطأ ومن هو الجريء ومن هو الجبان، فاذا كانوا أصحاب القرار يقومون بما هو غير صحيح فمن يكون على الخطأ ومن يكون على الصواب؟ ليس من شيء أصعب على الإنسان أن يكون في دوامة من الاضطرابات الفكرية، وعندما يكون مرهقا وجسديا ونفسيا، وهذا ما كان عليه سينتسوف عندما ذهب إلى موسكو بعد أصابته بجروح في الجبهة وفقدانه البطاقة الشخصية وعضوية الحزب، فضلا عن عدم تصديقه ـ من المسئولين ـ ونعته بالجبن وبأنه تخلى عن بطاقته وعضوية الحزب طواعية، هذا فضلا عن اتهامه بترك الجبهة هاربا، وهنا يتجلى الصراع، الحفاظ على الذات النزيه المبدئية المعطاءة، وألا مبالاة اتجاه ما يحصل والوقوف بأقل تقدير في الحياد، لكن الإنسان صاحب الفكر والإيمان لا يمكن أن يقبل هكذا وضع، ويبدأ سينتسوف بطرح المسائل بهذه الطريقة "أنا شيوعي سينتسوف أريد أن أدافع عن موسكو، ألم اعد شيوعيا؟ ذاك الثور الهارب بالشاحنة شيوعي، وإنا لم اعد شيوعيا؟" ص 291، هنا تكمن المأساة يخون الأمين ويؤمن الخائن، يصدق الهارب ويكذب الصامد .

المنتمي

كل هذا لن يكون حائلا دون القيام بالواجب وعلى أكمل وجه، وهذا ما فعله سينتسوف حيث ثبت في موسكو وأوقع اكبر عدد من الايصابات في صفوف الاحتلال، واثبت براءته من الجبن والهرب، وضمن مسار الرواية تناول سيمونوف العديد من المواقف المبدئية لتواجه تلك الانتهازية والوقوف أمامها، الصراع بينهما يبدو للقارئ انه طويل وصعب، لكن النصر فيه للحق والصواب، وسنتناول هنا المواقف المبدئية التي طرحها سيمونوف في الأموات والأحياء، "كانت فترة السجن في أدراك سربيلين وقتا مضيعا هباءا قبل كل شيء، لكنه طوال هذه السنوات الأربع لم يلق على السلطة السوفييتية مرة جريرة ما حدث له، فقد اعتبر ذلك سوء فهم فظيعا وخطأ وحماقة ما بعدها حماقة، أما الشيوعية فقد كانت وستظل بالنسبة له قضية نظيفة مقدسة" ص106، التعامل مع الوطن وقضاياه لا يمكن أن تخضع لعين المعاير والمفاهيم الفردية التي يتعامل بها بين الأفراد، هنا القضية تختلف كثيرا، مصير الوطن ومصلحته فوق كل اعتبار، حتى لو ظلمنا في الوطن ووقع علينا الجور، نتجاوز ونصفح ونعفو عن الماضي، لا نرد على الجريرة والمظلمة بمثلها، وهذا درس لكل من يريد أن يقتص من وطنه ويطالب بمظلمة، ونجد التوافق في المعنى مع بيت الشعر "بلادي وان جارت علي عزيزة وعلي وان ظلموا كرام" وما يميز طرح سربيلين انه اعتبر الأخطاء شخصية من الآخرين وأبقى الفكرة والايدولوجة نظيفة طاهرة لا يمكن المساس بها، وهكذا يعمل المبدئي، فبعد أربع سنوات من الاعتقال وما تبعها من عذاب نفسي وجسدي لسربيلين وعائلته إلا انه عفا وصفح وتجاوز، وأراد أن يكرم الوطن بالتفاني في خدمته، حتى لو كان ذلك فيه اهانة وانتقاص من مكانته الشخصية، وها هو يطالب بالذهاب إلى الجبهة وحتى لو كانت رتبته اقل بكثير من مكانته العسكرية، فقط يريد أن يخدم الوطن "... وسافر لكي يتسلم قيادة الفوج، كان مستعدا حتى لقيادة فصيلة بشرط أن يعود بلا تسويف إلى ممارسة عمله الذي تحول مرة أخرى إلى من خدمة عسكرية إلى حرب، كان يريد أن يثبت مقدرته بأسرع ما يكون" ص107، قد يبدو أن المسألة شخصية وحسب، وان الدافع هو ذاتي فقط، وكأن الأمر منوط بسربيلين وحده فهو ينطلق في تصرفاته بدوافع شخصية، ليس لها علاقة بالوطن ولا المواطن، قد تبدو شخصية، لكنها ليست وحدها المحرك، بل هناك دوافع وطنية وتتعلق بالوطن والمواطن "ولكنه كان يريد أن يثبت بقدوته الشخصية أن الحماقة التي اقترفت ضده قد اقترفت أيضا ضد الكثيرين ممن لا يزالون هناك من حيث جاء" ص107، الهم الوطني والإنساني يثقل كواهلنا وأيضا يعطينا دافعا لكي نمارس دورنا رغم كل الاحباطات والمعيقات، فلا يمكننا البقاء ساكنين وهناك مظلومون ينتظروننا، لنعمل أي شيء من اجلهم، ومن هنا يكون عبء الوطن والمواطن جزءا أساسياً من المكون النفسي والفكري لنا، ودافع ومحرك للعمل بتفاني وإخلاص، وإذا تتبعنا الجزء الثاني من رحى الحرب نجد سربيلين خط كتاب لأعلى سلطة في الاتحاد السوفييتي، ستالين شخصيا يطالب فيها بإخراج رفاقه من المعتقل وإعطاءهم حقهم في الدفاع عن الوطن أو إرساله هو إلى المعتقل، ومع أن الرسالة تحمل شيئا من عدم الكياسة، لا أنها تعبر عن التماهي مع مصالح الوطن والمواطن، وتمثل صورة الإنسان الكريم الذي يحترم ذاته .

ظروف المعركة والقائد

ظروف الحرب قاصية وصعبة، وليس كل احتياجات الجنود متوفرة، والمقصود هنا بالاحتياجات نقص المعدات والقذائف العسكرية، ومع هذا كان هناك إبداع وتألق في الدفاع واستبسال في المواجهة "وبسبب عدم كفاية المدفعية والقذائف كان عدد الدبابات المحترقة اقل مما في الأيام السابقة، ومع ذلك احترقت تسع دبابات في أماكن مختلفة ... وهناك أحرقت وظلت واقفة كالتمثال" وهذه الصور تعبر عن قرار القيادة الميدانية بعدم التراجع أو الانسحاب، رغم شح وقلة الإمكانيات، فلم تكن القيادة المتمثلة بسربيلين تتصيد الفرص لكي تأمر بالانسحاب والتراجع أمام الهجوم الشرس الألماني، بل قررت البقاء وعدم ترك الموقع تحت أي ظرف، وهذه من الصور المبدئية العديدة التي خاضها المقاومون على مر التاريخ، وما مخيم جنين إلا احد الصور الباسلة لهذا الموقف، لن تتوقف الصور الرائعة فقط والرجال أصحاء معافين، بل تنتقل إليهم وهم مصابون مثخنون بالجراح، فها هو القائد زايتشيكوف يتخذ قرارات مذهلة أثناء إصابته القاتلة في المعارك "أمر قائد الفرقة بان يحملوه إلى مركز القيادة مباشر، إلى سربيلين لأنه تصور الجرح مميتا وكان يريد إحالة القيادة إلى سربيلين، تهيأ الطبيب وهو يطهر الجرح لزرق القائد بالمخدر، اعترض علية خشية أن يفقد وعيه ولو لدقيقة واحدة" ص113، المسؤولية عبء إضافي على صاحبها وليست رفاهية يتمتع بها، وهذا ما أوضحه قائد الفرقة أثناء الإصابة ، وكان مثلا يحتذى عند الآخرين، فعندما أصيب سينتسوف لم يكن ليقبل الذهاب إلى المشفى للعلاج وأصر على البقاء في الجبهة لإكمال الانتصارات التي حققها، وهذا أيضا ما فعله سربيلين عندما أصيب فكان كل همة العودة إلى ساحة المعركة رغم عدم شفاءه تماما، "فقال سربيلين بقساوة تأججت في فؤاده، بخصوص صحتي على العموم لا تذكر شيئا ولا أريد للآخرين، وحتى لك شخصيا، أن يذكرني بذلك، أما بخصوص الحصار فان عشرات الجنرالات خرجوا منه عبر المعارك واكتسبوا خبرة قتالية بالتجربة الشخصية ليس من اجل الجلوس مع هذه الخبرة في المؤخرة، حالما أكون صالحا للخدمة فإما أن ترسلوني إلى الجبهة وما أن اذهب إلى ستالين" ص 394، الذين حاربوا في الجبهات كان البعض منهم يطلق النار على نفسه بأماكن غير قاتلة، لتكون تلك الإصابة مبرر وحجة للخروج من ساحة المعركة، أما في هذه الحالة فان الإصابة تدفع بصاحبها للعودة إلى الجبهة واستكمال المهمة القتالية، وطلب سربيلين أما العودة إلى المعركة أو الشكوى لستالين شخصيا، يمثل هذه النفس الحرة التي تأبى السكينة وترفض القعود أو حتى العمل بالجبهة الداخلية، فمثل هذا النبل قليل في عصر ذوبان المبدأ وطغيان المصلحة.

التوحد بين الجبهة الداخلية والخارجية

الموقف ألمبدئه لم تقتصر على العسكريين في الجبهة وحسب بل أيضا طالت الجبهة الداخلية، فهم يحملون هم وأعباء الحرب بكل صدر رحب ومستعدون لتقديم لكل ما يلزم في سبيل الصمود في وجه الغزاة، وبدون أي تذمر أو امتعاض، أو حتى من، بل بكل طيبة نفس "هل بخلنا نحن بشيء للجيش الأحمر في زمن ما رغم كل الصعاب التي واجهناها ؟ وهل حدث يوما أن الجيش الأحمر احتاج إلى شيء ورفض الشعب تقديمه ؟ / ... كان بوسعي على الأقل أن اسلم هذه الشقة وأعيش في غرفة واحدة، وكان بوسعي أن أعيش على كسرة من الخبز وعلى مرق الأعشاب مثلما في الحرب الأهلية، من اجل أن يكون عند الجيش الأحمر كل شيء كلا ينسحب من الحدود" ص 280، ما أعظم أن يكون التلاحم ما بين المواطنين والجنود في الجبهة، كل طرف يفكر بالأخر، لتقديم المزيد وان تطلب ذلك الحرمان النفس من الكثير من الأشياء الضرورية، فها هي زوجة سينتسوف ماشا تذكر باستعدادها لتقديم كل ما يلزم في سبيل إبقاء المحتلين خارج ارض الوطن، تتخلى عن رغد ورفاهية الحياة من اجل الوطن، ـ نعتقد أن هذه الكلمات لم يعد من يسمعها في زمن الردة واجتياح المصلحة ـ لكن كما قلنا سابقا الأدب الجيد يصلح تناوله في كل زمان ومكان .

المرأة والرجل

ولان لنقرأ كيف تناول سيمونوف العلاقة بين لزوج وزوجته، فها هو سربيلين يستذكر زوجته وفضائلها علية، والعذاب والمشقة التي ألمت بها بسبب زوجها "آه، يا زوجتي العجوز، شاب شعرك كليا، تعذبت في كتابة الرسائل وحمل الطعام إلى السجن والتردد على رفاقي ورؤسائي لكي يشفعوا لي، فما كان أجملك زمان، وما أكثر الحمقى ذوي الرؤوس الساخنة في مختلف الحاميات والذين دهشوا قائلين : لماذا تزوجت من هذا الدميم الطويل ولا تخونه؟" ص 108، هنا يكمن الإخلاص واستمرار العطاء رغم الإحباط والاقوال التي تحطيم العزيمة، فقد عملت فالنتينا بكل عزيمة واصرار لتفك قيد زوجها المظلوم في سجون السلطة، ورغم عدم الاستجابة والكلمات المثبطة والمحبطة لم تتوقف عن الذهاب إلى هذا وذاك، إنها على يقين ببراءته ومؤمنه بنزاهته، فلهذا اندفعت بكل همة وعزيمة للدفاع عنه، وهذا الحب لا يعني لاستملاك والحفاظ على الأخر، بل يعني السماح له بالابتعاد وتركه يذهب إلى الأخطار أو الموت إذا كان ذلك يرضي الحبيب ويلبي رغباته، "... مدركا بان زوجته ستفهمه رغم قلقها على صحته، فان عدم الالتحاق بالجبهة بعد المستشفى تعاسة بالنسبة له، وهي لا تريد له التعاسة، بالعكس، فهي تريد أن يكون كل شيء كما يرغب فيه هو، ولو بثمن من القلق الجديد بالنسبة لها، ولذلك كان يحبها حبا جما لا يشيخ، حبا لا يهبه القدر للناس كل يوم ولا في كل منزل" ص 402، رغم العذاب القديم الذي سببه لها سربيلين في السابق ها هي فالنتينا زوجته، على الاستعداد بالقبول بالابتعاد عن زوجها وذهابه إلى الجبهة إذا كان ذلك يفرحه، نحن نقرأ كلمات في الحب والمحبة والتماهي مع الأخر وكأننا في قصة حب وليس في حرب وجحيمها، وهذا الحب متناسب مع الحب والعطاء الكبير للوطن والمواطن .كم نفتقد هذه الطروحات والمواقف المبدئية في الأدب الحديث الذي يبخل علينا بالكثير من أفكار العطاء اتجاه الوطن والمواطن، ولا يهتم إلا بألفرد وهمومه وما عدى ذلك ليذهب إلى الجحيم
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الرعب والجرأة
- الانسان اللآلي
- الخندق الغميق سهيل إدريس
- قلادة فينسي
- ام سعد
- صورة (صورة الروائي) مرآة الضحية والجلاد
- لغة الماء عفاف خلف
- لعبة المتناقضات في رواية - إنهم يأتون من الخلف
- وادي الصفصافة
- لغة الماء غفاف ىخلف
- من اجل غدا افضل
- رواية الاشباح
- جدارية درويش والنص الاسطوري
- رسائل لم تصل بعد
- أتذكر السياب
- رواية الخواص
- أدب القذارة
- لينين القائد
- حكايات العم اوهان
- اتشيخوف ونقد المجتمع


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الاحياء والاموات