رسالة (الهارلم شايك )الى الحكومة التونسية ...هل وصلت الرّسالة ?!

سيدة عشتار بن علي

الحوار المتمدن-العدد: 4019 - 2013 / 3 / 2 - 13:12
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

الهارلم شايك هي رقصة يقوم بها شخص واحد أمام جمع من الناس الذين يظهرون لامبالاة في البداية ثم تتحول الرقصة الفردية خلال ثوان الى رقصة جماعية بطريقة غريبة ومضحكة يرتدي فيها الراقصون أقنعة على وجوههم ويقومون بحركات غير متناسقة او منظمة وقد اثارت هذه هذه الرقصة في تونس جدلا كبيرا بعد غزوها للمدارس والجامعات والاماكن العمومية فتواترت الاخبار والاراء حول هذه الظاهرة بين مؤيد ورافض
وبعيدا عن كل المهاترات سوف نحاول البحث عن اصل هذه الرقصة وابعادها الثقافية والفنية
تؤدّى هذه الرقصة على انغام مقطع لمؤلف الموسيقى الإلكترونية الأمريكي «باور» وهو «دي جي» ومنتج موسيقى الـ «Trap Music وقد وقع تركيب اغنية Con lo terroristasبصوت هيكتور ال فاذر Hector el Fatherالمغني البورتوروكي والمتخصص في موسيقى Regeation
أمّا كلمات الأغنية بالإسبانيّة «Con lo terroristas» فتعني حرفيّا: «مع الإرهابيّين
ظهرت رقصة الهارلم شايك الحقيقية في الثمانينات في الحي الشعبي هارلم بمدينة نيويورك الامريكية حيث قام فيها فيلثي فرانك الياباني بتصوير اول فيديو هارلم شايك كتقليد للرقصة الامريكية hip hop التي ظهرت في اوائل الثمانيناتوقد لاقت الرقصة رواجا هائلا في جميع انحاء العالم مما جعل موظفي سفارة الولايات المتحدة الامريكية في الجزائر يقدمون مقطع فيديو يؤدّون فيه الهارلم شايك من داخل مكاتب السفارة وهو ما صنع الحدث الذي جعل عددا كبيرا من المؤسسات الرسمية والتعليمية والجامعية في اوروبا وأمريكا واليابان وباقي انحاء العالم يقلدونها حتى انه ظهر فيديو هارلم شايك قدمه عسكريون بالزي الرسمي اثناء التدريب
اما في تونس فقد استقبل شبابنا هذه الرقصة مع اعادة صياغتها وتونستها ببصمة الشباب التونسي الذي اعتمدها وسيلة للتعبير فقد قدم تلامذة معهد الامام سحنون بالمنزه اول مقطع فيديو للهارلم شايك على الطريقة التونسية وذلك بارتداء ازياء خليجية واخرى راى فيها البعض خدشا للحياء مما جعل وزير التربية يستنكر ذلك ويعتبره اهانة للمؤسسة مهددا بفتح تحقيق ومعاقبة المذنبين حسب رايه وقبل قيام الوزير باي اجراء رسمي بعد تصريحه كانت فيديوهات الهارلم شايك تكتسح المدارس والجامعات والساحات والاماكن العمومية في رسالة تحدّ واضحة الى الوزير والحكومة بل ان الامر وصل الى درجة ان مجموعة من المحامين قاموا بتقديم فيديو هارلم شايك على الطريقة التونسية كاسلوب للتعبير عن الاحتجاج ودعوة الى القطع مع الحكومة القائمة التي تصم اذانها وتغمض عيونها عن الخطر الحقيقي المحدق بالبلاد والمؤسسات التربوية من مخدرات ورشاوي وتسريب للامتحانات وتعد واضح من طرف جحافل السلفية التي اصبحت تستبيح بكل حرية وهمجية مؤسساتنا التربوية لاستغلال ابناءنا وغسل ادمغتهم كتهيئة لهم ليكونو كباش فداء باسم الجهاد
وفي هذا الاطار اصدر القطب الحداثي الدّيمقراطي بيانا استنكر فيه رد فعل الوزارة تجاه رقصة الهارلم شايك وقال "القطب" في بلاغه: "مشاكل المؤسسات التربوية حلت كلها، انتفى العنف بجميع أنواعه، المدارس والمعاهد مؤثثة بالكامل وفي حالة جيدة، الإطارات التربوية كاملة، المنظومة التربوية على أحسن مايرام، وسائل الترفيه متوفرة، لذلك ما كان يحق لتلاميذ معهد "الإمام مسلم" أن يجتمعوا ليروحوا عن أنفسهم في فضاء مؤسستهم مساء ذات سبت بأداء رقصة وقع فيها بعض التجاوز"
الهارلم شايك لا تتضمن رسالة واحدة بل هي خلطة من رسائل الشباب التونسي الذي اختار اسلوب الصدمة من خلال رقصته المتضمنة للكثير من الايحاءات المعبرة عن الرفض والتحدي لكن يبدو ان الرسالة لم تصل وان اسلوب التعبير هذا لغة غريبة عن منطق حكومتنا التي تعاملت مع الظاهرة بالتهديد والوعيد الذي تلاه هجومات محمومة من طرف السلفيين المسلحين بالعصي والسلاسل على المؤسسات التربوية التي يعلن تلامذتها وطلابها عن اقامة عرض للهارم شايك فاين الحكومة من هذا ام انها سياسة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بامضاء وهابي خالص ??

#سيدة_عشتار_بن_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات