|
الاخوان الافاعي
محمد رجب التركي
الحوار المتمدن-العدد: 4019 - 2013 / 3 / 2 - 07:11
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
رغم أن ثورات الربيع العربي كانت من فعل الشرائح الاجتماعية التي تتبني المطالبة بمنافع اجتماعية و اقتصادية وليست من فعل التنظيمات الاخوانية او الاسلام السياسي التي انقضت على تلك الثورات ( سواء في تونس او ليبيا او مصر علي وجة الخصوص ) وتبنتها بشكل براجماتي وانتهازي الا أن الولايات المتحدة رأت أن ثورات الربيع العربي ربما تسهم في الدفع بالخطط الأمريكية التي ترمي إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط سياسيا واقتصاديا. كما ان الادارة الامريكية فوجئت و لم تصدّق أبداً أن التنظيمات والحركات الإسلامية السياسية وخصوصا الاخوان المسلمون قادرة بل وتقبل تبني قوانين الديمقراطية الغربية والالتزام بها والحفاظ على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة ... وهنا التقت المصالح بين الولايات المتحدة الأمريكية والاخوان المسلمين الساعين الى تحقيق هدف قديم يتمثل في الوصل الى السلطة والحكم، وتصفية الحسابات مع الانظمة السياسية العربية وربما مع رموز النظام البارزين. والغريب أن تلك التنظيمات الاخوانية أظهرت براجماتية وانتهازية منقطعة النظير تمثلت في انهاء لهجة العداء للولايات المتحدة الامريكية بل وتقديم ضما نات عديدة بخصوص المصالح الامريكية وضمان أمن اسرائيل ما دام الدعم الامريكي متوفرا لهم . ما يحرك الساسة الأمريكيين منذ عصر الآباء العظام الذين وضعوا الدستور الأمريكي هو مصلحة الولايات المتحدة وشعبها وما يربط الولايات المتحدة بالعالم منذ نشأة الدولة التي تمثل الآن القطب الأوحد هو صالح المواطن الأمريكي، ومنذ قيام الدولة العبرية أضيف هدف آخر هو الحفاظ علي أمن إسرائيل حتي لو خسرت أمريكا مصالحها القومية ولهذا كانت الضغوط الامريكية ومعها الاوربية واضحة وفاضحة لتسليم السلطة للاسلاميين وعلى رأسهم الاخوان المسلمون وذلك فى الوطن العربى ومحيطه المعروف بالشرق الاوسط. فعلي سبيل المثال قبول الحزب الإسلامي العراقي (الإخوان المسلمون) المشاركة في العملية السياسية تحت الرعاية الأمريكية مخالفا لموقف أهل السنة وعموم الشارع العربي والإسلامي.. ودخول الإخوان المسلمين السوريين في التحالف المعارض المدعوم أمريكيا لإسقاط النظام السوري وعدم اعتراض قيادة التنظيم الدولي للإخوان أو تنظيماتهم القطرية على موقف الإخوان العراقيين ثم السوريين ثم قبول جماعة الإخوان في مصر وهي الجماعة الأم والأكبر بعلاقات مباشرة كانت ترفضها من قبل مع الإدارة الأمريكية . وهذا ان دل فانما يدل على تفاهمات جعلت المصلحة العليا الامريكية تقتضى هذا الضغط وتتلاقى مع النهم والتلهف للسلطة لدى هذه الحركات الاسلامية . ولقد نشر موقع ( نيويورك ديفيد بوك ) الأمريكي كتاب تحت عنوان (( علاقتنا السرية بالإخوان المسلمين )) للكاتب ( آيان جونسون ) حاول فيه كشف العلاقة الشائكة بين الإخوان وحكومات الولايات المتحدة المتعاقبة منذ نشأة حركة الإخوان المسلمين في مصر. وقال الكاتب ان الإدارة الأمريكية اعتادت دعم الرجال الأقوياء والديكتاتوريات في الشرق الأوسط والشمال الإفريقي. كما يؤكد الكاتب علي ان جماعة الإخوان المسلمين والولايات المتحدة تربطهما علاقات قوية وتحالف سري كان هدفه محاربة الشيوعية وتهدئة التوترات..كما ويضيف الكاتب ( أنك إذا نظرت إلي التاريخ ستجد ان نموذجاً مألوفا ومعتادا لتلك العلاقة يتمثل في ان الولايات المتحدة وإدارتها وقادتها يرون ان الجماعة يمكن ربطها بالأهداف الأمريكية بحيث يمكنها تحقيق هذه الأهداف. ان زيارة جون كيري للقاهرة يوم السبت 2 مارس والتي سيلتقي فيها مع الهارب من العدالة الرئيس محمد مرسي هي دلالة قاطعة على مواصلة أمريكا واللوبي الاسرائيلي في واشنطن التعامل مع الإخوان المسلمين باعتبار أن هؤلاء هم خير ضامن لمصالح أمريكا في الوقت الراهن لقدرتهم على التحكم بشعوبهم بخطاب ديني ينفذ إلى أعماق البسطاء والعامة والمغيبين عقليا من المنتمين الي تيار الاسلام السياسي جون كيري يدرك جيدا بأن مرسي ونظام الاخوان خانعون خاضعون لساسة البيت الأبيض شأنهم شأن أسلافهم في الديكتاتوريات المطاح بها ولا يمثلون أي تهديد لا للولايات المتحدة الامريكية ولا لاسرائيل . وليس أدل على ذلك من الرسالة العاطفية والاخوية التي بعث محمد مرسي إلى شمعون بيريز مع سفيره الجديد إلى تل أبيب الذي أعاده بعد أن سحب في عهد مبارك. كما أن كيري اكد ( في جلسة استجوابه بالكونغرس اثناء تقديم ترشيحه لمنصب وزير للخارجية ) بأن الرئيس مرسي يخدم مصالح أمريكا وإسرائيل ..كما دافع كيري عن مرسي بشأن تصريحات الأخير بخصوص اليهود معتبرا أن مرسي لم يقصدها ليعرف شعب مصر كم هو ضحية لمؤامرات دنيئة تدار لتدمير هذا الوطن حيث خرجت أفاعى الإخوان المسلمين من جحورها ... وللحديث بقية
#محمد_رجب_التركي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل نشارك ام نقاطع الانتخابات النيابية القادمة ؟؟؟!!
-
رسائل من الميدان
-
عين حورس لمواجهة نحس شرارة
-
استراتيجية الحارة المزنوقة
-
مصر.. بين الماضي والحاضر وطموحات المستقبل .الجزء (2)
-
مصر.. بين الماضي والحاضر وطموحات المستقبل
-
انعاش الذاكرة لمصرية..مخاطر الدولة الفاشية
-
المتأسلمون يبدأون هجومهم
-
انتخابات الرئاسة بين الانهزامية والمقاطعة والامل والمشاركة ؟
...
-
من سأنتخب لرئاسة مصر ؟؟
-
تبرع اهل القبور وادارة اهل القصور
-
التخوين والتكفير ليست من الديموقراطية
-
دولة المواطنة هي الحل
-
الجيش لايستطيع قتل الشعب كلة
-
هل سينجحون فى خداع المصريين مرة اخري؟
-
شعب الفول ..وانعاش الذاكرة
-
انا من احفاد هؤلاء النساء
-
المستقبل بعد الثورة بين التفاؤل والتشاؤم
-
الخروج داخل الحدود - مفتاح الحل
-
دين الدولة .. التدين الكاذب
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|