محمود عبد الغفار غيضان
الحوار المتمدن-العدد: 4018 - 2013 / 3 / 1 - 17:07
المحور:
الادب والفن
ملامح مصرية أصيلة ... نبل فطري وُهبه ذات وحيٍّ خاص بعد انقطاع كل وحيٍّ عمن سواه... ادخر من خبرات الزمن ما وزعه باقات محبةٍ على كل المحيطين... بودٍ غير معهودٍ يزيح كل الحواجز بينك وبينه في لقائكما الأول... ثم بمهارة ساحرٍ يلقنك الشعور بالرضا لتقبل ذاتك بكل صخب السخط الملازم لوصفها عندك... لتقبل الخلايا السرطانية كما قال أحد الشعراء الكوريين باعتبارها جزءًا مِن سنن الحياة... في أول دروسه التلقائية... يعلمك الانشغال بذاتك فحسب لأنه لا يحدثك عن الآخرين قط... منذ زمن... عقدت أصوات اللغات التي يعرفها اتفاقًا أبديًّا مع ابتسامته، فأصبح لا يتحدث إلا على شاكلة يمكن التعرف عليها وسط ملايين الوجوه.... يشاكس كل أشياء الحياة بحثًا عن جوهرها السمح... ويشاكس الربَّ بحثًا عن ضمير الحياة الأزلي... أكسبته الوحدة حساسية مفرطة فعرف كيف ينزع عن الآخرين كل عزلةٍ... وكأبرع مخرج مسرحي في التاريخ يشدك نحوه... ثم مختارًا تمنحه ببعض القرب كل الأدوار التي تبحث عنها في أبيك وأخيك وصديقك الصدوق ووجه أمك الصبوح مختلطًا بتجاعيد راكمتها هموم المعرفة... قد تنسى مشيته المميزة... إحسانه المفرط... ضحكته الهادئة... وقاره في جوف الهزل... ملامح وجهه حتى... لكنك لن تنسى حديثًا واحدًا طبع فيك علامة مميزة للتصالح مع ذاتك للأبد... شيئًا كحلوى طفلٍ لا يكبر قط ترطب به لسان الأيام كلما داعبتك بثقيل حزنٍ قد يستوقفك بمكانٍ ما في هذا العالم العبثي دون أدنى استذانٍ.
محمود عبد الغفار غيضان
1 مارس 2013م
دهاليز عالم ثالث
#محمود_عبد_الغفار_غيضان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟