أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - سجن الجسد














المزيد.....


سجن الجسد


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4018 - 2013 / 3 / 1 - 10:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سجن الجسد
تلقيت دعوة وعبر زوجتي ، أطال الله بقاءها ، للمشاركة في يوم دراسي تنظمه العيادة المتخصصة التي تعمل فيها ، وهي عيادة للعلاج النفسي للاطفال ، ولها فروع في مدينتين عربيتيين في البلاد ، ويعمل فيهما طاقم كبير من كافة الاختصاصات والمجالات يهودا وعربا . ويمكن اعتبارها - اي العيادة -جزيرة هادئة في البحر متلاطم الامواج . اضافة الى أن الانتماءات الدينية للعاملين ولمتلقي الخدمات متعددة ومتنوعة .
ما جذبني حقا للمشاركة في اليوم الدراسي ، ناهيك عن مرافقة زوجتي ليوم كامل ، هو موضوع اليوم الدراسي الذي تمحور حول موضوع قلما ما نتحدث عنه في اليوم -يوم ، موضوع الترانس جندرية ، والانتر سكس في الوسط العربي في اسرائيل .
وتميز هذا اليوم بأنه اتاح للمشاركين فيه ، الالتقاء وجها لوجه مع اشخاص هذا حالهم والصعوبات التي يجابهونها يوميا ، سواء مع المجتمع او مع العائلة .
ولا بد بداية من القاء الضوء على معاني المصطلحات ، فالترانس جندر هم اشخاص يملكون جسدا ذا هوية جنسية واضحة ، لكن في دواخلهم فأنهم يحسون ويملكون الميل الجنسي النقيض للفيزيولوجيا ، كأن يكون احدهم ذكرا من الناحية الفيزيولوجية ولكنه مع ذلك يحس أنه انثى ، حبيسة جسد ذكوري والعكس بالعكس .
الشخص " السوي " ،ونضعها عمدا بين قوسين ، يستطيع أن يتفهم الصراع الذي يمزق الترانس ، لكنه لا يستطيع قطعا ، الاحساس ومعايشة هكذا شعور .
ويبدأ هذا التمزق الداخلي ، منذ اللحظة الاولى للاحساس بأن ، الرغبات والميول لا تتوائم مع المبنى الفيزيولوجي ، وعادة ما يبدأ في سن صغيرة ، ولكنه يكبر ويتعاظم في سن المراهقة ، السن التي تمثل بدء طور جديد في نمو الميول والرغبات الجنسية .
الخوف الذي يصاحب هذا الكشف الصادم ، يرافقه رفض تام من البيئة المحيطة وخصوصا العائلة التي لا تفهم ولا تريد أن تفهم ، أن ما يحدث هو واقع وليس كابوسا عابرا .
اما الانتر سكس ، فهم الاشخاص الذين يولدون فيزيولوجيا مع جهازين جنسيين (ذكريا وانثويا ) ، مما يصعب عليهم تحديد هويتهم الجنسية ، هل هم ذكور أم اناث؟؟؟ وهل يمكن التخلي عن نصف هويتهم للحصول على هوية جنسية كاملة ؟؟
بالانصات اليهم ، ترى وتسمع البلبلة ، التمزق ، الخوف ، اضافة الى أنك ترى طاقات انسانية هائلة للتأقلم مع الوضع المستحيل الذي وضعتهم فيه الطبيعة !!!!
قد يقول قائل ، ما هذا الترف الفكري ؟ اليست هناك قضايا أكثر الحاحا للتداول فيها والبحث عن الحلول لها؟ وما هي نسبتهم ؟ وقد يتعاطف أخر قائلا : كان الله في عونهم !!
وفي رايي فالقضية تحمل ابعادا اعمق من مجرد المعرفة والاطلاع ، فالقضية هي قضية مجتمعية ، تمس شرائح المجتمع كافة ، وهي قضية تقبل المختلف ، المغاير " والشاذ". فالتقبل والتفهم للاخر المغاير ، هي سمة من سمات المجتمع المتحضر ، الذي يتعامل مع الانسان لكينونيته الانسانية فقط . وليس وفق معايير التشابه والاختلاف ، الاغلبية والاقلية ، الانتماء العرقي او الديني .
الكل سواسية في الانسانية !!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرت أحمر في وجه -الخنزرة الرأسمالية -
- رصيف ومحطة -قصيدة
- التحرش والثقافة
- الاعتداءات الجنسية كوسيلة للانتقام
- الاعتداءات الجنسية ليس لها دين
- موت الفقير -قصة من الواقع
- هل انتهت الصهيونية حقا ؟
- فيليباستر سلفي متواصل
- المؤمنون بين مطرقة التطنيش وسندان التطفيش
- شعب واحد ودولتان ....
- سبعون وجها لها !!!!
- يهود....وعنصريون ؟!!!!!
- -العاقل - يحكي ... -والمجانين- يستمعون !!
- الرحيل (1)
- مساواة في الفقر
- حضارة الهدم
- من هو اليهودي ؟
- صراع الاديان ...والحوار
- الكاميرا الخفية وصناعة الوهم
- العرب...خارج الاسوار


المزيد.....




- تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم ...
- روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
- مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا ...
- السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
- بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
- إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
- السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
- إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ ...
- حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات ...
- واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - سجن الجسد