صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1156 - 2005 / 4 / 3 - 12:09
المحور:
الادب والفن
[ 2 ]
... .... ..... ..... .....
تغمرني آهات أعلى
من قممِ الجبالِ
آهات لا تتحمّلها قامات الأشجار
آهات أكثر إهتياجاً
من أمواجِ البحارِ
كيف سأهدِّئُ
من رَوعِ الدموعِ
وقبلتي غرقى في هطولِ
قطراتِ الحنين
حولَ خاصرات ِ الشموعِ؟!
تلوحُ حولي بهجة العيد من بعيدٍ
فأرى أمّي في بصيرةِ روحي
وأغفو هناك بين أحضانِ
الهواءِ العليلِ!
كم من الشوقِ تلظّى
بين سفوحِ القلبِ
وكم من العشقِ تماهى
بين أوجاعِ الغربة
تحتَ ظلالِ الأرخبيلِ؟!
رحلتُ دونَ أن أضعَ في الإعتبارِ
خشونةَ الآهاتِ
عظامَ الأحبّةِ
قبورَ الآباءِ
وشهقةَ الشوقِ عند الأمّهاتِ!
ما هي الغلالُ التي جنينا،
ما هي فراديسُ النعمةِ
التي في كنفاتها ارتمينا
أين سنخبّئُ دمعةَ الشوقِ
الطافحة في ليلةِ الميلادِ
من مآقينا؟!
هل في ربوعِ الكونِ كنوزٌ
تعادلَ إحتضانُ الأمِّ
في صباحِ العيدِ
أو تضاهي قبلةَ الأبِّ الحنونِ؟!
يراودني في أعماقِ الحلمِ
أنّي قصيدةُ عشقٍ مفتوحة
فوقَ شهقةِ الكونِ!
قبلتان!
على وجنةِ الروحِ قبلة
أعذب من ندى الريحانِ
وعلى وجنةِ الشوقِ عطراً
أعبق من نكهةِ البيلسانِ!
تهتُ في ربوعِ الكونِ
أزرعُ أزاهيرَ عشقٍ
تاركاً خلفي أوجاع السنين
آهٍ ..
ما كنتُ أدري أن أوجاعي
ستولدُ مثل زهرةٍ يانعة
تضاهي أوجاعَ البنين!
أين المفرّ
من دموعي الساخناتِ
كم من الآهاتِ
حتّى تصدّعت خواصر الجبال
كم من الحنين
حتّى تهدّلت أعناقَ التلالِ!
.... ..... ..... يتبع!
ستوكهولم: كانون الأوّل (ديسمبر) 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
*مقاطع من أنشودة الحياة.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟