محمد هالي
الحوار المتمدن-العدد: 4018 - 2013 / 3 / 1 - 01:58
المحور:
كتابات ساخرة
إلى الفيلسوفة الصغيرة "منال"
عالمنا العربي اعتقدنا أنه انطلق بالقضاء على أمثال بنعلي و مبارك
عالمكم النفطي، حصنتموه بالنهضة التونسية، و مرسي المصري ...
عالمنا العربي يسير ببطء، يسير بخطى متثاقلة، رغم الظلم، و الظلام..
عالمكم النفطي يسير بسرعة، بقتل المعارضين، و تفقير المواطنين، و تتفشى صور من صكوك الغفران، باسم الشورى تارة، و باسم قيم العدالة تارة أخرى..
عالمنا العربي يئن، ينتفض في كل بقعه: تونس، مصر، اليمن، البحرين ... في كل شبر يصرخ، تحاصره أبواق الإعلام الرسمي، و الأجنبي، و هو يصرخ.. و يصرخ ...
عالمكم النفطي هادئ، تحققت الديمقراطية، و العدالة، و توقفت بعض القنوات عن بث الصور، و المعاناة..
عالمنا العربي يستمر في البحث عن شرفائه، و يشيع شهدائه بصمت القنوات، و ضجيج شعوبه، باحثا عن مكانه وسط الأمم المتحضرة، يريد أن يخرج من بهتانه، يريد أن يصبح خيرا على مواطنيه، يريد أن يكون سعادة لقاطنيه ...
عالمكم النفطي تريدونه أن يبقى كما كان، لا يتغير، و لا يتبدل، يستمر مفسديه، و ناهبيه، و عرضة للقواعد الأمريكية، و الأجنبية، طاقته تخدم الأجنبي أكثر مما تخدم قاطنيه، و تبقى شعوبه في العوز، و الظلم، و الفساد، تئن، تنبطح للحكام و الحاكمين ...
عالمنا العربي سيصل إلى مبتغاه، لأنه بدأ، و من المستحيل سيتوقف، سيستمر كما بدأ اشتعاله ، نهض من سباته ضد الظالمين، من اجل المظلومين، ستعترضه صعوبات، و عراقيل، و سيستغرق الأمر شهورا، و سنين، لكنه بدأ، و سينطلق، و باغتيال أمثال شكري بلعيد، و هيجان شعوبه، و بالتجربة، و الممارسة، سيدرك أعداءه، و أصدقاءه، و سيغربل، و يكنس، إلى أن يرسو على بر الأمان، آنذاك سيتحول عالمكم النفطي، إلى عالمنا العربي..
#محمد_هالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟