أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - القتل التكنوقراطي














المزيد.....

القتل التكنوقراطي


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 4017 - 2013 / 2 / 28 - 22:04
المحور: كتابات ساخرة
    


ما هو القتل التكنوقراطي ؟
أيّ الرايات سنرفع بعد مرور تابوت المدينة .؟ تبّا لكلّ السياسات القاتلة ..تبّا لكلّ أنواع القتل الديمقراطي و التكنوقراطي و الشرعقراطي ..تبّا لكل شرعيّة تستقي نفوذها من دموع أغلبية الجوع و التعب..
جهد اليائسين في اعادة المياه الى مجاريها ..لكن لا المياه مياه و لا المجاري مجاري.. ، و يبدو أنّ المجاري السياسية لم تعد تتسع لغير السوائل الكريهة الرائحة ..السفلية جدّا ..حذو مستنقعات لا تُصلّي لأحد .يستثمرون في جوع الأغلبية .. يتاجرون بأحلام الخبز الحافي..يمرّون الى الكراسي عبر موتنا ..كراسي متحرّكة و دُمى لا تصلح لغير الوكوكة في بهو المهزلة ..يتآمرون ..يتعثّرون في أرواح من رحلوا ..يسّاقطون تحت وقع أوجاعنا ..سياسات الصيد في الماء العكر ..و مستنقعات و نقيق ضفادع ..و حشرجة في حناجر غصّت عن الرغيف الأخير ..و حين تختنق الشعاب في بصمات القتيل ..يهرعون الى جثامين جديدة و يمنحونهم مصدح الهزيمة ..و بصوت عال ، و رائحة الرصاص تفوح من أشداقهم ..و بقلخ الأسنان و وسخ الآذان ، ينطقون :" نحن هنا من أجل حكومة أخرى و من أجل قتل آخر ..فمن يًرشّح نفسه ..و من يقاوم ؟سنعدُّ له قتلا تكنوقراطيا و جنازة ديمقراطية تسير فيها الأغلبية ..و سنضرم الحرائق من جديد ..الينا بالرعاع ..الينا بأغلبية أخرى..لحما انتخابيا شهيا للمرور على دماء القتيل ..دماؤكم أشهى و حزنكم أبقى و الله أكبر ..هذي موائدنا مبسوطة و عهوننا مبثوثة ..سنهيّء لكم المقصلة.سنهيّء لكم المهزلة .."
لا شرعية مع الدماء ..و الوطن مسبيّ بين الوعود الفاشلة و مكر الثعاليب الانتقالية ..و الشعب واقف ينتظر دوره في الانتماء الى الحياة في بلاد لم يعد فيها الحقّ في الحياة بديهيا ..خليط من السياسات الحمقاء و من أحزاب الكرتون و من عشّاق الخشب ..وحطب لاضرام حرائق تكنوقراطية ..و زبائن و حوانيت لبيع الجوع للجياع ..آه يا وطني كم ثمن هذا القتل التكنوقراطي ؟ كم ثمن هذه المسرحية المأساوية ؟ و يظلّون يعلّقون هزائمهم على دمائنا ..و يظلّون يعبرون من أحلامنا الى أطماعهم..أرجوحة في جهنّم همّها الوحيد الدفاع المستميت عن شرعية لم تعد تملك مشروعية وجودها ..شرعية ماذا ؟ شرعية التجويع و التسويف و الأكاذيب و خيبات الأمل ؟ شرعية القتل بأيادي أعدّوها خصّيصا للقتل ..تكنوقراطيون بامتياز ..أرجوحة في الجحيم بين أحلامنا و دمائنا .. شعب منح اردته لحوانيت حزبية لم تفلح الاّ في تسويق الخطب من أجل الاستثمار في البؤس و الحطب ..سنون عجاف ..و بلاد لا تعرف السمان الاّ في لحم البقر المعلّق بعيدا عن أفواه الجائعين ..
لكنّ الشعب لن يصدّق الأكاذيب مرّة أخرى ..لن يصطفّ ثانية من أجل كذبة أخرى..فلتسقط الأقنعة ..و ليحدّق ساستنا جيّدا في المرآة هذا اليوم .و ليسأل كلّ منهم نفسه ان مازال يملك نفسا : هل يصلح هذا الوجه للعدل بين الناس بعد اليوم ؟ ..هل لازال هذا الوجه شرعيّا أم انتهت صلاحيّاته منذ دماء لا زالت تسيل في قلب نيروزة صغيرة ..ستظلّ تسألنا كلّ يوم :" من قتل أبي ..؟ من مرّ غدرا من دمي ؟ من حكم عليّ باليتم و التعب ؟ من اغتصب الحلوى في يدي؟" من لا يخجل من هذه الأسئلة القاتلة عليه أن يسلّم جثمانه الى أقرب مقبرة ..



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنام خارج أحلامها ...
- يبيعون الأصفاد بالحلوى ..
- عائد من موته الى موتنا ..
- قتلوه خوفا من صوته فقتلهم بموته ..
- شهادة وفاة حكومة لم تعرف الطريق الى القبر ..
- يغتالون حلما و يصنعون دولة
- هل أنت من الصالحين أم من الفاسدين ؟ ..
- االعشق الشعبي..
- من سيجمع هذا الغسق ؟
- غزل تاء التأنيث مع دولة الزقوقو.
- ثورة التُكتُك على أولاد الهامر ..
- زهور جهنم فصل من رواية جرحى السماء
- ماذا بعد الحائط ؟
- هدية تأبّط شرّا الى الشنفرى في رأس العام ...
- في كلّ زيتونة صداع قديم .......
- من أين سيأتي المستقبل ؟
- اعلان زواج ..ثور مثقف يبحث عن ثورة مناسبة ..
- جائزة ملوك البريطان الى ثيران العربان ..
- تجمّع أسمائها و تصلّي ...
- صمت قليل يكفينا كي نموت معا ..


المزيد.....




- مجدي صابر.. رحلة كاتب شكلته الكتب وصقله الشارع
- البحث عن الملاذ في أعمال خمسة فنانين من عمان في بينالي فيني ...
- تادغ هيكي.. كوميدي أيرلندي وظف موهبته لدعم القضية الفلسطينية ...
- الحكم بسجن الفنان الشعبي سعد الصغير 3 سنوات في قضية مخدرات
- فيلم ’ملفات بيبي’ يشعل الشارع الاسرائيلي والإعلام
- صرخات إنسانية ضد الحرب والعنف.. إبداعات الفنان اللبناني رودي ...
- التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي ...
- الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - القتل التكنوقراطي