|
المرافقة
اميرة بيت شموئيل
الحوار المتمدن-العدد: 4017 - 2013 / 2 / 28 - 13:46
المحور:
الادب والفن
خرجت سهى غاضبة من عملها، تغمغم بينها وبين نفسها ، بعد ان قدمت استقالتها ، على اثر خناق لفظي بينها وبين صاحب المطعم ، الذي عملت معه لاكثر من خمسة سنوات . فقد اصرت على صحة موقفها من خلافها مع احد الزبائن الذي استدرجها الى السياسة وسط عملها الخدمي في المطعم ، فاضطرت الى الخوض فيها مستخدمة حقها في الرد بحسب رؤيتها . - سهى ، تعلمي جيدا ان رأي الزبون هو الاصح مهما كانت الظروف ، فما الذي طرأ في رأسك ؟؟ هل انت بخير ؟؟؟ - انا بالف خير ... ولكني لا اسمح لاحد ان يدفع بما يريد عندما يمس قضية وطني .. هل فهمت ؟؟؟ - هل تعرفين من هو هذا الزبون وما اهميته ؟؟؟ دعيني اقولها بصراحة ، لقد جنيتي على نفسك . اما ان تهاتفيهم وتعتذري اليه او بمكالمة واحدة سيرميك الى الشارع . - مقدما ، كتبت طلب استقالتي الموجز لاقطع له الطريق. - سهى عودي الى رشدك .. من اين ستجدين عمل اخر بعد الذي فعلتيه وقلتيه للسيد جوزيف. - الله لن يترك عباده ... ساجد عملا اخر ولن انحني لاحد. مر اسبوعان على خروجها من العمل وما زالت تحاول العثور على غيره دون جدوى ، وفيما كانت عائدة الى البيت متعبة من التجوال في البحث عن عمل جديد ، رن التلفون فاذا به مسؤولها القديم : - كيف احوالك سهى ؟؟ هل حصلت على عمل جديد ؟؟ - مازلت احاول. - لقد وجدت لك عملا .. ما رأيك ان تأتي لاعطيك العنوان وتذهبي للمقابلة. - هل هو عمل جيد ؟ - جيد جدا ومريح . - ماهو؟؟ - رفيقة. - ماذا تعني؟؟ - هنالك عوائل غنية جدا ولهم افراد كبار في العمر بحاجة الى من يرافقهم ويتحدث معهم لان ابنائهم او احفادهم لا وقت لديهم لمرافقتهم . ما رايك ؟؟ - هل تعني ما تقول ؟؟؟ هذا ، بالنسبة الي، ابسط ما يكون يا رجل. - عال . اذا تعالي غدا لاعطيك العنوان . - كم ساقبض عليه ؟؟ - اعتقد انه قد يصل الى 15 دولار في الساعة حسب الظروف - هل انت متأكد انهم يريدون امرأة وليس رجل لهذا العمل ؟؟؟ - نعم متأكد. - جيد جدا .. غدا صباحا ساكون عندك. في اليوم التالي اخذت منه العنوان ورسالة موجهة الى اصحاب العمل الجديد وذهبت اليهم وهي في احسن هندامها. عندما وصلت، وجدت نفسها امام قصر فاره تحيطة حديقة غناءة غنية بانواع رائعة من الازهار والاشجار. سلمت على الحارس الخاص ودفعت برسالة مسؤولها القديم له ، لترافقه الى الداخل ، وتقابل مسؤول القصر الذي اشر لها بالجلوس قائلا : - هل لك تجربة في هذا العمل من قبل ؟؟ - لي تجربة ولكن ليس كعمل ، فقد كنت مرافقة جيدة لجدي وجدتي رحمهما الله وكنت احسن الحديث اليهما واحبهما واحترمهما . - ولكن هنا لستي ملزمة بالحب والاحترام وحسن الحديث. - ماذا تعني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ - سادفع لك خمسة وعشرون دولار في الساعة والمطلوب منك ان تخالفي وتختلفي وتتصارعي من اجل الفوز في الحوار، كما فعلتي قبل اسبوعين في المطعم الذي كنت تعملين فيه. وقفت سهى على اقدامها وهي لاتصدق انها جاءت باقدامها لمواجهة متداعيات موقفها مع الرجل العجوز في المطعم قبل اسبوعين. - اسمع يا هذا ، السيد جوزيف هو الذي بدأ ولم يتوقف عن استفزازي الا بعد ان واجهته. - انتي لم تفهمي كلامي. - ماذا تريدني ان افهم ؟؟؟ الم تكتفوا بخروجي من المطعم بسبب هذا العجوز الثرثار ؟؟؟ هل تريد ان تلفق تهمة وتلصقها بي وانا في دياركم؟؟؟ - يا سيدتي اهدأي فالامر ليس كذلك. - واذا لم اهدأ ماذا ستفعل ؟؟ بينما كانت سهى واقفة تريد استعادة انفاسها المتقطعة غضبا على ما تسمعه دخل جوزيف العجوز الى الغرفة ليقف في مواجهتها . - ها هي العراقية الجريئة التي حاولت مصارعتي . - وعليك الاعتراف باني صرعتك. - بماذا صرعتيني ايتها الغبية، من تسميها اليوم حكومة ليست الا فقاعات في الهواء . - بل انها افضل من النظام السابق بالاف المرات ايها المتعجرف. - فلماذا اذا لم تعودي الى موطنك . - لان لي الحق ان اتمتع باستخدمات نفطي واموالي التي ما تزال في حوزتك. - اما زلتي تصدقين بكتاب ( جمهورية الخوف) يا بلهاء ؟؟ - وتركتك تصدق بكتاب ( اطلع منها يا ملعون ) ايها الجاهل . خرجت من الغرفة والغضب يتطاير منها كانه النار وسط رياح هائجة ، فلحقها الحفيد باصرار - انتظري .. انتظري لنتحدث ارجوك. - لا اريد ان ارى وجوهكم القبيحة . - الم تري ما فعلتي بجدي ؟؟ - ليذهب الى الجحيم جدك الثرثار. - لا اعني ذلك . - لا اهتم بما تعنيه انا ذاهبة . - انتظري قليلا وامعني النظر جيدا فيما اقوله ارجوك. مع هبوب نسائم الصدق من كلمة ارجوك ، وقفت سهى لتستمع الى محدثها - لقد كان جدي سياسي بارع في شبابه وشارك في ادارة اغلب سياسات الشرق الاوسط وخاصة العراق، والان كما ترين ، ليس الا عجوز ثرثار لا احد يعرف ماذا يقول او حتى يحتمل ثرثرته ، وقد استدعينا العديد من المرافقين له ولكنه كان يطردهم دائما ويعود الى مضايقتنا ، وقد اصيب ايضا بالاحباط والضيق في الفترة الاخيرة لانه لم يرى احدا يرافقه، الى ان شاهدك في المطعم وحدث ما حدث بينكما ، ومنذ ذلك اليوم قد تغيرت حالته كليا ، طبعا الى الافضل، فقد وجد اخيرا من يبادله اطراف الحديث الذي يرغب به وكيفما يرغب به، لهذا لا نريدك ان تتغيري معه او تتخاذلي، بل ابقي كما انت ... والان هل تقبلي بالوظيفة الجديدة ؟؟؟؟؟؟؟
#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراقيون القدماء وفن التجميل والخياطة والنسيج
-
حريم السلطان بين العمل الفني والتاريخي
-
الصراع
-
بابا نوئيل
-
الحب الممنوع
-
الاقدار
-
من قتل ايماما ؟؟
-
منوعات ممنوعة
-
لك الحق يا ظالمي
-
دور المرأة في العصور المختلفة
-
في عيد المرأة اطالب بتخصيص يوم لعيد الرجل
-
القديسة مومس
-
اليس في الاقليم قانون؟
-
لا تقترب
-
هل ناديتني؟
-
ثورة الانترنيت تسقط الانظمة الفاشية
-
ساقول
-
نحمل السلاح ام لا
-
الحوار المتمدن وشمعته التاسعة، مناشدة الحكومة العراقية
-
رفض نتائج الانتخابات، هل يستند الى منطق حكيم؟
المزيد.....
-
Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي
...
-
واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با
...
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|