نهله آسيا
الحوار المتمدن-العدد: 4017 - 2013 / 2 / 28 - 08:34
المحور:
الادب والفن
تراتيل 2
كان يرتقب قدومها من بعيد عبر السحب الماطرة التي تزيده من الشوق والحنين .... ينتظرها أمام الطرقات العتيقة التي حلم يوما ما أن يلتقيها ...ليكحل عيناه برؤياها لطالما بقي سنوات عدة حبيس وحدته أرقته في منامه فكانت تأتيه مثل حلم جميل ...سرعان ما ينتهي بكابوس ..... لم تشعر يوما ما أن قلبه بات كشظايا تؤلمه كل حين دون أن تجداليد الحانية التي تطبطب عليه ...أو يجد دواءا لهذا الألم ... فراحت تسخر من توسلاته وتسقيه صنوف العذاب وتزيد من جرعات الألم عله يستقيظ من حلمة
كان يتساءل كم من الغباء بمقدرتي أن أحمل على كاهلي بعد أن أصبحت لعنة تطارده وتوقف قطار عمره لديها فراح ينقشها وشما على روحه وعطرا يعطر أجواء الغرفة المهملة التي تركتها تئن منذ أن غادرتها فراحت الجدران تستصرخها والأبواب الخشبية تقف أمامها مثل مارد ترفض خروجها ... حتى الوسائد الباردة كانت تناديها وتلك أواني الكرستال كانت ترى ملامح وجهها المتعبة من زواياها الأربعة ....حين ألقت بكل شئ من ذكريات جمعتها به وأغلقت الباب هاربة من هذا الجحيم .
أطلق عليها كل الأسماء بدءا من المها وحتى االفرس الجامح التي داسته ومضت لحياتها.... بينما هو بقي في غرفته الكئيبة يحدق في وجهه التعب وقد توقفت كل الأسئلة فلم يعد يحتمل الغياب فخر صريعا باكيا عما إقترفته يداه حين تركها تغادر دون ان يلحق بها ..وقد أحرق كل خيالاته السابحة وراءها دون ان يدري
#نهله_آسيا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟