أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ماجد ديُوب - عبثية السؤال والفرض الخاطىء















المزيد.....


عبثية السؤال والفرض الخاطىء


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 4017 - 2013 / 2 / 28 - 08:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هو سؤالُُ صعب ويحمل مغامرة كبيرة في عملية طرحه :
السؤال :هو هل يستطيع الإنسان يوماً ما بعيداً عن الإجابة الدينية الجاهزة والمريحة للعقل البشري معرفة لماذا كان الخلق؟ أو بشكلٍ أدق لماذا كان الوجود برمته ؟,هذا السؤال الذي في طياته سؤالاً آخرأعتقده الأهم والأعمق هو ما هي الغاية من الخلق ؟بمعنى أكثر تحديداً ودقةً ما هو الهدف من الخلق ؟
يستطيع المتابع لسيرورة الفكر الديني في عملية تطوره أن يلاحظ كيف أن السؤال بدا مقلقاً منذ البداية وتعددت الإجابات عليه حتى وصلت إلى ذروة تطورها وإقتنع معتنقوا الفكر الديني أنها إكتملت مع محمد القرشي نبي الإسلا من خلال الآية وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون وهذه ال (ليعبدون )كانت مثار جدلٍ بين فئات المسلمين أنفسهم فمنهم من فسرها بحرفيتها أي لقيم الإنسا على الأرض الدنيا شعائر عبادة هذا الإله الذي تفضل على الإنسان بأن خلقه وجعله خليفته في الأرض فوجب على هذا الإنسان الذي تفضل عليه خالقه بنعمة الخلق والخلاقة أن يرد الجميل ببادة هذا الإله
ومنهم من فسرها تفسيراً تأويلياً فقال العبادة هنا المعرفة أي معرفة الله معتداً على فكرة توراتية تقول : كان روحاً ترف على الماء فأحب أن يُعرف فكان كل هذا الوجود بمن وما فيه فقط لهدف هذا الخالق الذي كان مجهولاً فأراد إشهار نفسه عن طريق خلق من هو واجبُُ عليه معرفته وبتمام المعرفة هذه يحق لهذا الكائن الذي هو بشر وعد هذا الله له بحياة في االنعيم الأبدي (الجنة ) مع مافيها من حورياتٍ أبكارٍ وأنهار من خمر وعسل ولبن
الملاحظ أن كلي التفسيرين يصبان في النهاية في خانة ٍ واحدة هي الوصول إلى الحياة في النعيم الأبدي إما عن طريق العبادة كشعائر وطقوس أو عن طريق العبادة كحالة عرفانية تقود إلى معرفة الله على حقيقته
نرى في العلم المادي البحت أن محولات العلماء في البحث عن نقطة إرتكاز أولية تعتبر نقطة إنطلاق عملية الخلق تكون هي اللحظة صفر معلنةً بدء سيرورة الخلق على سلم التطور هي أولية في كل أبحاثهم المتعلقة بعلوم الفيزياء الفلكية حتى وصل بهم الأمر أخيراً إلى نظرية مازالت فرضاً ( نظرية الإنفجار الكبير )يجاهد علماء فيزياء الفلك في محاولة إثباتها ليعلنوا مع تمام إثباتها أن الوجود إبتدأ من لحظةٍ إستثنائية في الزمن هي اللحظ صفر التي لابد من وجود محرٌكٍ بناءاً عليها لحركة الزمن نحو الأمام وعندما يعتقد العلعماء أنهم وصلوا إلى مايريدون سيجدون من البساطة الإجابة على السؤال الصعب لماذا كان الخلق على هذا النحو وليس على نحوٍٍ آخر
ولكن على الرغم من تراجع الفلسفة أمام العلم مع بداية عصر التنوير وسيطرة منهج آرنست رينان على العقل العلمي الغربي لتحتل المرتبة الثاني بعد كانت في المرتبة الأولى لآف السنين إلا أنها وبعد إتمام العلماء إن إستطاعوا البرهان على صحة نظرية الإنفجار الكبير ستعود وبقوة لتحتل المرتبة الأولى ثانيةً بطرحها للسؤال الأزلي لماذا كان الخلق ؟أو بالأحرى ماهو الهدف من الخلق؟ وهنا سنعود أدراجنا إلى المربع الأول أعني إفتراض وجود خالق أي إفتراض الله وجود الله وسنعود إلى الوامة ذاتها أي دوامة الفكر الديني وكأن شيئاً لم يكن في كل ماجاء به العلم
كيف نرى الأمر ؟بعد ما تقدم
إن العقل البشري هو بطبيعته عقل مغامر ولو مغامرات العقل البشري لما وصلت البشرية إلى ماهي عليه في كل المجالات من الفكر الديني صعوداً إلى عصر العلم والتكنولوجيا الراقية والتي قد تكون أخطرها تكنولوجيا النانو متر والتي على ما أظن ستفتح للبشرية آفاقاً هي أقرب إلى الخيال في الوقت الحالي منها إلى الواقع
هاذا العقل الذي وكما أنه أوصل البشرية من خلال مغامراته إلى ماوصلت إليه هو نفسه الوحيد القادر على الدخول في مغامرة هي أقرب إلى الجنون في نظر الكثيرين عندما سيعلن ومن خلال فهمه للوجود وبمنطقٍ علمي متماسك قد يكون في ظاهره ميتافريائياً لكنه في عمق فلسفته هو منطقُُ علميُُ صرف
لننظر إلى هذا الوجود أولاً ولنحدد بعلمية صرفة لايرقى إليها الشك بأيةٍ صورة من الصور :هل هذا الكون محدود ؟
إن الإجابة على هذا السؤال بنعم أو لا هي التي ستحدد وبقينية كبرى إن كان الله موجوداً لا
إن الكون المحدود هو بلا شك كون يمكن أن نجد خارجه نقطة مراقبة مثالية لمشاهدٍ يمكنه أن يقبع فيها يرى ويتابع بدقة مجريات حركته وحركة كل المكونات التي يحتويها كما لو كان عالماً في مختبر ٍ للفيزياء يراقب تجربةً يجريها وهو بالتأكيد سيكون على مقدرةٍ تامة ٍ في متابعة مجرياتها وبالتالي تفسير آليات حدوثها ومن ثم الإستنتاج منها على خلاصات منها القانون الذي تجري آلياتها وفقاً له أو إستنتاج ما يمكنه من معرفة ماذا يمكنه الإستفادة منها وبما أنه هو مصمم التجربة وهنا بيت القصيد والنقطة الأكثر حسماً وأهميةً فهو بالتأكيد من يحدد الهدف النهائي من عملية إجرائها أي أنه عندما صممها كان لديه هدفُُ ما كائن في رأسه هو وليس في رأس غيره من العلماء
فإذا ماأثبت العلم أن الكون محدود فهو بالتأكيد يكون أثبت أن هذا الكون هو من تصميم كائنٍ ما وربما أسماه الله
ولكن هل الكون محدود فعلاً أم أنه غير ذلك ؟
إن الفكر الديني بكل مشاربه إعتمد فكرة الخالق ليقينه بأن الكون محدود هناك سبع أرضين وسبع سماوات وهناك الكرسي وهناك العرش وهناك سدرة المنتهى وكلها في وجودها قائمة غلى فكرة الكون المحدود والله هو وحده اللامحدود واللامتناهي وبذلك تعود فكرة اللامحدود من جديدٍ للظهور لكنها لتكون صفة للخالق وليست صفةً للكون
أما العلم فهو إلى الآن وعلى الرغم من سعيه الحثيث إلى إثبات نظرية الإنفجار الكبير والتي أراها أن لن تحظى بفرصة إثباتها على الأطلاق لسببٍ بسيط هو أنها ستعود لتقع في في شرك السؤال: أي وجودٍ كان يحتوي تللك الطاقة الهائلة ومن أين أتت ؟وهل كان الزمن المتلازم تلازماً عضوياًمع جودها له وجودُُ قبلها ؟ وهل كان ما يحيط بها العدم ؟وهذا ماسيرفضه العلم الذي يؤكد في كل لحظة أنه لاوجود للعدم بمعناه الفلسفي
هذا العلم كما أسلفت يوكد بما لايقبل الشك أن الكون هو كونُُ غير محدود بالمعنى المادي لمفردة حدود وقد تحدثت عن لامحدودية الكون في مقالٍ سابق يمكن الرجوع إليه لكي لايكون هناك تكرار
إن لامحدودية الكون تعني بالضرورة إستحالة وجود تلك النقطة خارجه لكي يقبع فيها مراقبُُ ما كما أسلفت وبالتالي يصبح الحديث عن مصمم لهذا الكون كهذا الفيزيائي الذي مٌر ذكره في المقال هو حديث عبثيُُ تماماً وبالتالي البحث عن هدفٍ لوجود هذا هو أكثر عبثيةً ألا يعني هذا أن القول بوجود خالق لهذا الكون لامعنى له إلاٌ إراحة العقل البشري من هم السؤال ؟ والإستسلام لوهمٍٍ يلبي إشباع رغباته النتجة عن شعوره بالنقص ويهٌون عليه عليه فكرة الموت ويجعله أكثر تقبلاً لها



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون والمعرفة العلمية
- كلاب بافلوف
- العلاقة الجدلية بين الفكر والمادة
- أنا مدين للحوار المتمدن بالشكر
- بالعقل عُرف الله أم بالعقل إنتفى؟
- لغة الرياضيات ولغة السياسة
- أمام الله وجهاً لوجه
- هل علينا تفسير العالم أم فهمه والعمل على تغيير؟
- همسة لأجل المرأة في عيد الأم
- الإيمان ب(الله) :حقيقة موضوعية أم وهم ضروري؟ إهداء إلى الكات ...
- المعرفة واليأس
- هل تبوح لنا الطبيعة بسرها؟
- الوجود صوت وصورة وعلاقات تعبر عن مضامينهما
- شكراً عدنان عرور شكراً برهان غليون
- لذة وألم أم رياضيات وفيزياء ؟
- إنه عالم اللذة المتجددة
- هل هو عالم اللذة المتجددة؟
- إله الرعاة
- بحث عن ملكوت الله أم بحث عن مأزق الوجود؟
- هل كان محمد يجهل ما سيأتي به العلم؟


المزيد.....




- وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل ...
- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...
- ماما جابت بيبي ياولاد تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر ...
- ماما جابت بيبي..سلي أطفالك استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- سلطات غواتيمالا تقتحم مجمع طائفة يهودية متطرفة وتحرر محتجزين ...
- قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وم ...
- مصر.. مفتي الجمهورية يحذر من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ماجد ديُوب - عبثية السؤال والفرض الخاطىء