أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مازن كم الماز - فلسفة التمرد الكامنة وراء تكتيكات البلاك بلوك














المزيد.....

فلسفة التمرد الكامنة وراء تكتيكات البلاك بلوك


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4017 - 2013 / 2 / 28 - 08:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


1 – هذه السطور محاولة لتكثيف تجربة الأشهر السابقة لجماعات البلاك بلوك , ليست محاولة للتنظير و لا لفرض موقف ايديولوجي أو سياسي ما على هذه الظاهرة الأمر الذي يتناقض مع فكرة البلاك بلوك نفسها المعادية لفكرة الإكراه و القمع أو التبعية كشكل لعلاقة الإنسان بالإنسان .. إن البلاك بلوك كفكرة , قبل أن تكون تكتيكات قتال و صدام مع قوى القمع , لا تنتمي لأحد بعينه , إنها تنتمي لكل أعضائها أولا على التساوي , و أيضا منطقيا لكل المقموعين و المهمشين في مجتمع ما أو بين البشر .. يقوم البلاك بلوك على أوسع تعددية ممكنة , دون أية تراتبية هرمية صارمة لا تنظيميا و لا فكريا , إنه ثقافة مقاومة تؤسس على مبدأ الاختلاف و التعدد
2 – أهم نقطة يمكن استقراؤها من تكتيكات البلاك بلوك هي أولوية الحرية الإنسانية كجوهر للوجود الإنساني نفسه .. ينتج مباشرة و فورا عن مركزية هذا الحق المطلق و غير القابل للمساومة في الحياة بحرية الحق في الثورة .. الحق في الثورة هو المكمل الضروري للحق في الحرية الذي تصبح من دونه الحرية مجرد كلام فارغ
3 – الحرية بهذا المعنى ليست شيئا يمنح من أعلى , من سلطة أو نخبة ما .. الحرية هي الشيء الأثمن على الإطلاق , أكبر من أن تكون كنز أو ثروة , بل إنها المدخل الحقيقي لتوزيع الثروة بين البشر .. بكلمة : الحرية تؤخذ و لا تعطى , و لذلك فأنت حرا ما دمت مستعدا للدفاع عن حريتك
4 – عندما يكون الناس معا يكونون أقوى بما لا يمكن تصوره من مجموع قوة كل منهم على حدة .. إن القوة التي يكتسبها الناس عندما يكونون معا في الشارع هائلة جدا لدرجة أنها أثبتت في كثير من المناسبات أنها أقوى من أجهزة قمع مسلحة و مدربة جيدا , أو حتى من الجيوش الجرارة أحيانا .. إن الحشد في الشارع يمنح الناس المشاركين فيه قوة فعلية هائلة , أكبر بكثير مثلا من تلك "القوة" التي تمنحهم إياها مثلا صناديق الاقتراع .. لكن الحشد أيضا بقدر ما قد يكون ظاهرة مقاومة فعالة و مؤثرة جدا , يمكن أن يكون آلية تدجين و إخضاع عندما يكون خاضعا لتأثير أو توجيه فرد أو قلة من الأفراد , عندما يكون طقسا سلطويا كما في المظاهرات الحزبية أو الطقوس الجمعية السلطوية الأخرى ( مثالها الأقرب هو الحشود الستالينية – الهتلرية التي تحول الحشد إلى قطيع من الأتباع المنبهرين بالزعيم , الذين تسحق فرديتهم و عقولهم لصالح الفرد – الزعيم مركز مثل هذا الحشد – الطقس ) .. إن الحشود العفوية خلافا للطقوس الجماعية السلطوية السياسية أو الدينية المعدة سلفا , هي أبعد ما يمكن عن حالة القطيع السابقة رغم أنها أيضا تملك ميكانيزماتها الخاصة الداخلية : يفترض أن يكون هدف تكتيكات البلاك بلوك هو خلق و تطوير ثقافة الاستقلال الذاتي عند المشاركين في الحشد و تكريس ثقافة اتخاذ القرارات الجماعية الحرة لا أن تكون المشاركة في الحشد آلية لإنتاج الخضوع الآلي لسلطة ما أو لتدريب الناس على الخضوع ..
5 – قد تكون مجموعات البلاك بلوك في مصر مثلا اليوم في مواجهة مباشرة مع أجهزة قمع النظام الذي يسيطر عليه مؤقتا الإخوان , لكن البلاك بلوك كثقافة مقاومة ليس جزءا من التنافس السياسي داخل الطبقة السائدة , تفترض ثقافة المقاومة التي يجسدها البلاك بلوك أنه يقف ضد طبقة السادة بكل فئاتها و تجلياتها .. لا تهدف مقاومة البلاك بلوك إلى إحلال شخص مكان آخر في القصور التي تحاصرها أو تهاجمها , يفترض بثقافة المقاومة تلك أن تهدف إلى إلغاء انقسام البشرية بين سادة و أتباع , لأن يصبح كل إنسان حرا , أي سيد نفسه .. في الحالة السورية , حيث أعلن عن تشكيل البلاك بلوك في المناطق الجنوبية منها , يفترض هذا أن يعني أن مقاومة البلاك بلوك تعبر عن مقاومة النظام الديكتاتوري الحالي و ذلك الذي سيحل محله ( و الذي سيكون سلطويا غالبا رغم أن شكل هيمنته سيكون مختلفا بالتأكيد بشكل من الأشكال عن النظام الحالي ) و ما سيأتي بعده هكذا حتى يأتي فيه وقت يعيش كل السوريين , و كما يفترض بقية البشر أيضا , بحرية



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو فرات , أبو حاتم , زاباتا الثورة السورية
- تحية للحوار المتمدن
- نحو جيل جديد من الغاضبين
- سيد قطب في الجنة
- حشيش سوري
- الثورة السورية , ابن تيمية , و الحرية
- كلمات عن الله
- مطاردة الساحرات مرة أخرى , عن احتمالات صعود هستيريا جماعية ج ...
- الله غير موجود في حلفايا
- اليونان : الشرطة تهاجم فيلا أمالياس
- في نقد الديمقراطية التمثيلية أو سقف الحرية عند الإسلاميين و ...
- حوار مع عبد الله اغونان , ما معنى أن أؤمن بنفسي
- هل أنا مؤمن ؟ أو بماذا أنا مؤمن ؟
- محاولة طبقية لفهم احتمالات تطور الثورة السورية
- حكاية سورية أو حكاية كل زمان و مكان
- دلالات المواجهة العنيفة أمام قصر لاتحادية
- حوار ودي مع الرفيق علي الأسدي , أو لماذا تحيا الكومونة
- مصر : نحو اللجان و المجالس الشعبية , نحو بناء البديل التحرري ...
- ما بعد صواريخ غزة ؟
- عن ائتلاف المعارضة السورية الجديد


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مازن كم الماز - فلسفة التمرد الكامنة وراء تكتيكات البلاك بلوك