|
يدنين عليهن من جلابيبهن - رؤية حداثية لنص قديم
زاهر زمان
الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 16:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فى مايطلق عليه المسلمون سورة الأحزاب ، وردت الآية رقم ( 59 ) ومنطوقها هو [ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ] . وجاء تفسير ابن كثير لها كما يلى : ((يقول تعالى آمرا رسوله ، صلى الله عليه وسلم تسليما ، أن يأمر النساء المؤمنات - خاصة أزواجه وبناته لشرفهن - بأن يدنين عليهن من جلابيبهن ، ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية وسمات الإماء . والجلباب هو : الرداء فوق الخمار . قاله ابن مسعود ، وعبيدة ، وقتادة ، والحسن البصري ، وسعيد بن جبير ، وإبراهيم النخعي ، وعطاء الخراساني ، وغير واحد . وهو بمنزلة الإزار اليوم .)) ونقول : تلك هى بدايات الفرز الطائفى بين نساء محمد وبناته خاصة ونساء عامة من اتبعوه وبين باقى نساء من لم يصدقوا دعواه أو يؤمنوا بأنه رسول من السماء . ليس ذلك فقط ، بل هو فرز طائفى لنسائه ونساء من اتبعوه وتمييز لهن حتى عن النساء اللاتى كن من أتباعه ، غير أنهن كن اماء وجوارى ! هل الالاه الذى أوحى اليه هذا النص يحتقر الاماء والجوارى ولم يكن يريد لهن أن يحظين بذلك التشريف الذى حبا به نساء محمد وباقى نساء من اتبعوه ممن لم يكن من الجوارى أو الاماء ؟ وهل ذلك يتفق مع مايصفه به الآباء المؤسسين للديانات الابراهيمية من صفة العادل بما فيهم محمد نفسه ؟ ودعونا نسأل : أليس حرص أى مؤسس لمشروع اصلاحى على تمييز أتباعه بالزامهم بزى معين أو طقوس أو سلوكيات خاصة بهم دون غيرهم ؛ أليس ذلك من صميم التحشيد الجماهيرى السياسى فى مواجهة المخالفين لمشروع ذلك المفكر أو هذا النبى أو ذاك ؟!! دعونا نستطلع السبب الذى من أجله أصدر الاه محمد اليه هذا التشريع . أيضاً من تفسير ابن كثير والذى من الواضح أنهم نقحوه من أمور كثيرة رأوا أنها لا تتماشى مع العصر . يستمر التفسير المعدل فيقول : [قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في ( ص : 482 ) حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ، ويبدين عينا واحدة .] ويستطرد : [قال السدي في قوله تعالى : ( [ يا أيها النبي ] قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) قال : كان ناس من فساق أهل المدينة يخرجون بالليل حين يختلط الظلام إلى طرق المدينة ، يتعرضون للنساء ، وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة ، فإذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق يقضين حاجتهن ، فكان أولئك الفساق يبتغون ذلك منهن ، فإذا رأوا امرأة عليها جلباب قالوا : هذه حرة ، كفوا عنها . وإذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب ، قالوا : هذه أمة . فوثبوا إليها .!!!!!!!!!!!!! ] كانت بيوتهم ضيقة فى ذلك الزمان ولم يكونوا يعرفون مانعرفه اليوم من كيفية بناء المساكن الفاخرة الحديثة ولم يكن لديهم حمامات أو دورات مياه فى منازلهم التى كانت بالطوب اللبن ووالتى كانت عبارة عن كوخ صغير مسقوف بالسعف وجريد النخل كى تسترهم جدرانه عن أعين الغرباء وكذلك تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء . وكانت طرقاتهم ضيقه كما يقول السدى ، وكانت هناك طبقية وتفرقة عنصرية بين النساء ، هذه عليها جلباب : إذن هى حرة ! فلا يصح أن يتحرش بها الرجال !! وتلك ليس عليها جلباب ، فهى – كما يقول السدى – أَمـَة ( جارية يعنى ) وليس على الرجال من وزر اذا وثبوا اليها وتحرشوا بها جنسياً !!! أى الاهٍ هذا الذى يشجع على التمييز والطائفية ويحرض الرجال على التحرش بالنساء اذا لم يرتدين النقاب حتى ان الظلاميين باتوا ينعتون المرأة التى لا تضع الحجاب على شعرها بأنها فاسقة وفاجرة وداعرة ومن أهل الجحيم ؟ !! ماهذا التعسف المقيت ضد المرأة والاصرار على اذلالها وتطويعها لتنظر لنفسها وينظر اليها الرجال على أنها مجرد وعاء جنسى مملوك حصرياً للسيد الرجل يفعل به كيف يشاء للدرجة التى يحتقرها ويعتبرها جارية اذا لم تتحجب أو تضع النقاب على وجهها ؟ عموماً كان ذلك زمان محمد وكانت تلك تقاليد قومه فى زمانه . أما أن يحاول الظلاميون تعميمها ونشرها فى زماننا هذا وفى بلاد غير بلادهم فتلك هى الصفاقة والوقاحة بعينها ! فى زمن محمد وفى موطنه فى يثرب لم يكن هناك المنازل الفاخرة أو غير الفاخرة المجهزة للعيش فيها وحتى الانعزال عن العالم الخارجى تماماً اذا أراد الانسان ولن ينقصه شىء كما هو عليه الحال الآن . فى زمننا هذا ، لن تحتاج المرأة للخروج الى الطرقات لكى تقضى حاجتها كما كانت النساء يفعلن فى زمن محمد . فى زماننا هذا هناك قوانين أممية تحرم وتجرم الرق والاستعباد سواء للمرأة أو الرجل أو الأطفال ! فى زماننا هذا ، المرأة أصبحت فى الدول المتقدمة تنافس الرجال حتى فى أصعب المهن والوظائف وأشقها . المرأة فى زماننا هذا لا تحتاج لولى أو وصى عليها لكى ترتبط بمن تختاره ليكون شريكاً لها فى حياتها وذلك فى الدول المتحضرة . لكنها فى بلادنا مازالت رهينة طقوس الأديان الابراهيمية سواء أكانت مسلمة أو مسيحية أو يهودية ! لقد تجاوزت مواثيق الأمم المتحدة لحقوق الانسان خطايا الأديان الابراهيمية فى حق المرأة وقامت الدول المتحضرة بتعميق وتفعيل تلك الحقوق الخاصة بالمرأة على أرض الواقع ، فانطلقت المرأة للمساهمة فى صنع الحضارة وفى صنع الحياة هناك وتقدمت تلك الدول وسادت براً وبحراً وجواً وحتى فى خارج كوكبنا صارت لتلك الدول مناطق نفوذ ومحميات ، بينما مازلنا فى دولنا نصر على العيش بأسلوب وبطريقة ونهج وتفكير أهل القرون الأولى ونزعم زوراً وبهتاناً أن ذلك منهاج ذلك الالاه القابع فى السماء السابعه هناك وأنه مازال مصراً على أن يسير البشر جميعاً وخاصة النساء على مايقول وكلاؤه من مؤسسى الأديان الابراهيمية ووكلائهم ووكلاء وكلائهم أنه نهجه هو الصالح لكل زمان ومكان . ¥ الأديـــان مشاريع سياسية بشرية أسسها عباقرة من البشر لاصلاح أقوامهم ، انطلاقاً من أوضاعهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التى كانت فى زمانهم ¥ رؤية حداثية بقلم / زاهر زمان
#زاهر_زمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى - رؤية سياسية حداثية
-
التجارة الدينية لأغراض سياسية - دعوى قضائية لتجريم الرقص ومع
...
-
رؤية نقدية لمقال شاهر الشرقاوى [اللبس الشيطانى ..ما بين الفك
...
-
فى زمن الاخوان .. لا أمن ولا أمان !
-
حلم الخلافة ومشروع الشرق الأوسط الجديد !
-
السببية بين العلم والدين ! 1
-
خواطر متدين سابق ( 4 ) المطوع ..وأنا..وصلاة الصبح !
-
الرائع سامى لبيب ..وأنا...والله
-
أين أنت ياعهد صوفان ؟
-
مطلوب تفكيك الجيش المصرى بعد تدمير الشرطة !
-
نواب الشعب المصرى وثورة الشعب !!
-
أشهد أن لا اله الا الله !!
-
تلك المسماة بالجامعة العربية !!!!!
-
ثورة علياء ماجدة المهدى
-
ولا زال البعض يحلم بدولة الخلافة !
-
هل محمد ابن سفاح أم نكاح ؟ لا يهمنا ذلك الأمر !
-
هل الله موجود أم لا ؟
-
مراجعات نقدية لبعض الأحاديث النبوية ( 1 )
-
خواطر متدين سابق ( 3 ) أنا وزوجتى وصغيرتى
-
خواطر متدين سابق ( 2 ) الله والشيطان ومحمد وأنا
المزيد.....
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|