أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ثورة الصورة الضوئية














المزيد.....


ثورة الصورة الضوئية


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 07:37
المحور: الادب والفن
    


منذ أن عرف الإنسان التصوير لأول مرة، فإنه قد دخل مرحلة جديدة من حياته، حيث لم تعد الصورة الشخصية"الفوتوغرافية" حلماً لديه، بعد أن كان يحتاج في ما قبل إلى ريشة ذلك الرسام الذي كان مطالباًُ بأن يمعن في ملامح الشخص الذي يهم بنقل تفاصيل صورته إلى الآخرين، عبر عمل فني استثنائي يخصص عادة لواحد من الشخصيات المهمة، كأن يكون ملكاً، أو بطلاً، أو رجل دين، أو أديباً كبيراً.أجل، إذ يمكن اعتبار ظهور الصورة الفوتوغرافية في التاريخ البشري ثورة مهمة ذات شأن خاص، حيث لم تعد الصورةترفاً ارستقراطياً صرفاً، أوامتيازاً، بل إنها باتت متوافرة للخاصة والعامة في آن واحد، وإنه من خلال جهاز التصوير نفسه الذي يلتقط صورة لشخصية اعتبارية في مكان ما،يتم التقاط صورة مماثلة لأي فرد بسيط في المكان نفسه، إنها تساوي بين الحاكم والمحكوم بين الملك والمملوك. والصورة وفق هذا المعنى كانت ثورة كبرى، ساوت بين كل هؤلاء، مادام أن آلة تصوير واحدة تلتقط صوة كل منهم على حدسواء، وإن كل وجه بشري بات في إمكانه أن يترك أثره وراءه، دون أن يمحى بعد رحيله، مادامت الصورة في متناول الناس أجمعين.
وربَّ قائل: إن الصورة لا تترك أثراً واحداً في نفس الناظر، فإن صورة محبوبة من قبل أحدهم، قد تكون مكروهة من قبل سواه، بل إن الناظر نفسه في صورة ما يتخذ منها أكثر من موقف، تبعاً لحالته النفسية وعواطفه، ولعل أشخاصاً نجلهم، فنعنى بصورهم، عندما نتوسم فيهم الخير، وننظر إليهم من خلال منظور خاص، بيد أن الأمر سرعان ما ينقلب رأساً على عقب، أمام هؤلاء أنفسهم عندما نكشفهم على حقائقهم، وكأن الصور ة التي يراها بعضهم باردة، لا تتحرك، بعكس لوحة الفنان التشكيلي، التي تنبض فيها الصورة وتمتلىء حيوية وحركة، إن تلك الصورة الباردة نفسها تكاد تتحرك في عين المحب، بيد أنها تغدو مجرد خطوط يابسة، متخشبة، لا روح فيها البتة، بل إنها قد تطفح بالشر في أحايين كثيرة، تبعاً لدرجة الوعي لدى المرء، وقياساً لطبيعة اللحظة التي يعيشها.
وقراءة الصورة من قبل المرء تتعلق-على صعيد آخر- بدرجة حساسيته، ووعيه، وإدراكه، ولعل أحدهم يجد في الصورة دلالات ما، لا يجدها سواه، كما أن هناك-في المقابل-من لا يستمتع برؤيا الصورة، بل يلقي عليها نظرة عاجلة، بيد أن هناك آخرين ينظرون إلى الصورة بعمق، وتشكل الصورة لديهم إحساساً عالياً بالتواصل معها، حيث صورة الطفل الجميل تعد لوحة لا أجمل منها، وقد يستغرق الناظر فيها مدة زمنية طويلة، ويجد فيها عالماً كاملاً، حيث تكون الصورة معادلاً جمالياً، يستفز روح وأعماق المتلقي، ويجسر بينها وصاحب الصورة، سواء أكانت لشخص غريب، أو تكون صورة شخصية، ولعل كثيرين يتألمون في مواجهة صورهم الشخصية، عندما ترتبط بذكريات أليمة مروا بها، بيد أنهم لا يكفون من العودة إلى بعض صورهم إذا كانت ترتبط بذكريات سعيدة.
إن ألبوم الصور في البيت، يحتوي أشجاراً كثيرة، ما يرشحه ليكون حديقة، مادام أنه يضم صور الأهل والأحبة، بيد أن هذا الألبوم قد يحمل بين دفتيه صورة تستدعي أحاسيس ومشاعر خاصة، وقد ضلت طريقها إلى جدار الغرفة، عندما يكون صاحبها قريباً، لم يعد يربط به إلا شبكة من الذكريات وخطوط الصور في أذهان ذويه.
[email protected]

إبراهيم اليوسف



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الاعتذار
- بين لغتي السرد والشعر
- أسئلة اللحظة2
- رأس أبي العلاء المعري
- العصرالذهبي للشعر
- سري كانيي: من بوابة الثورة إلى بوابة الفتنة- ومفرقعات منع رف ...
- أنا والآخر
- خصوصية الرؤية
- سري كانيي/رأس العين غموض الجليِّ وجلوُّ الغموض
- غموض النص الشعري
- نداء عاجل إلى الأخوة في حزب العمال الكردستانيpkk:
- كتابة في دفاتر-سري كانيي/رأس العين-2-3
- كتابة في دفاتر-سري كانيي/رأس العين
- سري كانيي امتحان الوطنية الأكبر..!
- الأُسرة الأكبر
- لعبة التماثيل:
- سوريا الآن: صورة فوتوكوبي بالأسود والأبيض
- بشارالأسد: كذاب سوريا الأول
- الكاتب بين الرؤية والممارسة
- أربع بوستات


المزيد.....




- ليلى علوي تخطف الأضواء بالرقص والغناء في حفل نانسي بالقاهرة ...
- -شرفة آدم-.. حسين جلعاد يصدر تأملاته في الوجود والأدب
- أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
- الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم ...
- التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
- التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
- بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري ...
- مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ثورة الصورة الضوئية