من الصحافة المصرية إلى وكالات الانباء الاسلامية... أين البحرين؟!!

محمود جابر

الحوار المتمدن-العدد: 4015 - 2013 / 2 / 26 - 01:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من الصحافة المصرية إلى وكالات الانباء الاسلامية...
أين البحرين؟!!

بعد ان وصلنى العديد من الاخبار والبيانات عبر بريدى الالكترونى عن ثورة شعب البحرين توقعت أن أجد اخبار شهداء ومصابى ومعتقلى البحرين تغطى عناوين الاخبار والنشرات وتتصدر وكالات الانباء المصرية والعربية والاسلامية ولكن ... خاب ظنى وياللاسف، فإذا قلنا لعنت أمة سكتت واغلقت اعينها ولم يعد لها ضمير يقيم الحق وينكر الباطل قالوا "رافضى"، نعم رافضى لكل ألوان الظلم والسكوت والهوان والتآمر على المظلومين بالسكوت ومجالسة الظالمين فضلا عن دعمهم ماديا واعلاميا، ولا احد يتذكر أن "الساكت عن الحق شيطان أخرس"، كما أن اعلامنا العربى الناطق باللغة القرآن لا يذكر قول الله تعالى" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر".
المعروف المسكوت عنه هو ثورة شعب البحرين، نجده مبتذلا فى مصر، حيث نشرت " الاهرام" خبرا يقول : الامر بالمعروف وانهى عن المنكر يبدا عمله الخميس" .. هذا الابتذال الممجوج الذى يحول جهاز الدولة مشاعا بين " خياط حريمى" و" بقال" و" وطبيب مواشى" حتى يحكموا مصر بمنطق اللادولة واللادين وهم رغم كثرة صلاتهم وصيامهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ..
ومن جملة الابتذال والضياع أن تنشر الاهرام تقول : " الاناضول" : الحوار الوطنى يستانف جلسته غدا بحضور مرسى". فإذا كانت "الاهرام" التى من المفترض انها مؤسسة قومية، أو هى المؤسسة القومية الاعلامية المعبرة عن المؤسسة الرسمية تنقل من " الاناضول" فماذا يمكن أن يقال ، هل الرئيس "والى تركى"؟!!
وربما هذا ما يفسر ما صرح به السفير التركى فى مصر من انه يجب تخفيض ميزانية الجيش ..." وماله" من اجل ان نكون ولاية عثمانية، ولكن يبقى هنا سؤال: من الذى اطلع " الباشمهندس عونى على ميزانية الجيش" وأين يقف الجيش من هذا الكلام ؟
ولكن يبدو ان الوضع فى مصر يشهد تنازع بين بيت السلطان العثمانى أردغان وبين خليفة الاخوان " اوباما" وفقا للخبر المنشور ايضا بالاهرام والذى يقول :كيرى اتصل بالرئيس والشاطر والبرادعى وموسى للجلوس على مائدة حواروتشكيل حكومة برئاسة مرسى" ... والخبر فى حد ذاته يكشف بما لا يدع مجالا للشك من الذى يدير مصر ويصدر التعليمات والاوامر ..
- خبر أخر لكنه يكشف مضامين البوصلة السياسية للنظام الحاكم وهذا ما يفسر خبر الاهرام الذى يقول " القبض على الشحات بطل انزال العلم الامريكى وأمن الشرقية يقول وجدنا بحوزته بانجو" ... فالبطل الشحات انزل العلم لانه مدمن بانجو، إذا رسالة النظام إلى الشعب كل من يعادى اسرائيل هو مدمن بانجو ومأجور !!
وإذا تركنا الاهرام المصرية إلى وكالة الانباء الايرانية "فارس" التى تحتفل اليوم الاثنين 25/2/2013 بالذكرى العاشرة لتأسيسها والتى تنطلق من مبدأ الحفاظ على الثورة الاسلامية والشعوب المسلمة، والتى وصفها وزير الارشاد الايرانى بأنها تمثل الخط الامامى للحرب الناعمة، ومن الطبيعى ان هذه الحرب تستهدف الاستكبار والامبريلية والصهيونية، مثلث العداء للامة الاسلامية وللمستضعفين بشكل عام، فلنا أن نلوم الوكالة لا باعتبارنا نتدخل فى شئونها الخاصة ولكن باعتبارنا جزء من المناط بالوكالة الدفاع عنهم، وقد لفت نظرى مجموعة من الاخبار التى نشرتها الوكالة ولكن هناك خبرين هامين يتعلقان بفلسطين المحتلة .
الخبر الاول يقول : " حماس تدعو لاطلاق يد المقاومين فى الضفة لردع الاحتلال".
بيد ان الخبر السابق له يقول :"تشكيلات حركة فتح العسكرية تطلق العنان لمقاتليها لنتقام لدماء الاسير جرادات".
إذا خبر حماس لايعدو سوى مزايدة سياسية من حركة لا تخدم سوى مصالحها الذاتية وتناور على حساب القضية الفلسطينية، ولكن قد يقول قائل إن الوكالة – فارس- وكالة اخبارية وهى تضع الخبر باعتباره خبرا، وهذا الكلام لا ينطلى الا على ضعفاء العقول وقليلى الخبرة السياسية والاعلامية، حيث إنه لا يوجد اعلام بلا انحياز، بل إن عدم الانحياز " نفسه" انحيازا.
مرور عشر سنوات على انطلاق الرسالة الاعلامية لـ " فارس" كان وجوبا عليها – من وجهة نظرنا- أن تضع قضية "ثورة البحرين" لعدة اسباب اهمها:
- اننا ما نزال نحيى ذكرى مرور عامين على انطلاق ثورة 14 فبراير .
- ان احياء ذكرى ثورة البحرين وابقاء اخبارها فى صدر الوكالة يمثل حالة من حالات الحرب الناعمة ضد الاستكبار العالمى والاقليمى والرجعية العربية.
- أن ثورة شعب البحرين يمثل انموذجا نادرا فى التكتم الاعلامى والحصار الاخبارى مما لا نريد ان تكون " فارس" جزء من هذا الحصار .

#محمود_جابر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات