أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 4014 - 2013 / 2 / 25 - 23:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التوقيت مهم جدا ،في تشخيص الحالة المراد تسليط الضوء عليها،ذلك أنه " بيضة القبان" التي ترجح الإحتمال الوارد في الذهن، والأقرب إلى الحقيقة.
التقسيم هو قدر العراق الظالم المفروض عليه منذ الإحتلال الأمريكي له في ربيه العام 2003،لكن إنطلاق المقاومة العارقية الباسلة غير المحسوب ،ولا المشار إليه في تقارير السي آي إيه ،والعملاء العراقيين آنذاك،والذي أتشرف بأنني الصحافي العربي الوحيد الذي نشر بيانها الأول،حمت العراق من التقسيم آنذاك.
كما أنها حمت سوريا من الإحتلال الأمريكي ،لأن العراق كان أولا تليه سوريا ،حسب مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أنيط بأمريكا في تلك الفترة تنفيذه بحجة دمقرطة المنطقة.
لكن ما يؤسف له ،هو أن المقاومة العراقية هذه الأيام قد خبت،وإختلط الحابل بالنابل ،وجيء بالقاعدة ومن بعدها الصحوات ،وسمعنا بإمارات إسلامية في العراق،كما إنحرف الصراع عن مساره الطبيعي مع الإحتلال ليصبح صراعا داخليا ،إرتقى في بعض صوره إلى الحرب الأهلية الطائفية ولا يزال.
الغريب في الأمر ،أن التفجيرات كانت هي العنوان الأبرز في العراق ،وشكل العراقيون الهدف الأول والأخير لها ،بينما كنا نرى المحتلين "يتبغددون" بخيرات العراق وينعمون بالأمن وبالهدوء وكأنهم ضيوف مرحب بهم،إلى درجة أن هناك منهم من علق في صنارة حب عراقية.؟!
سمعنا عن مسرحية الإنسحاب الأمريكي من العراق،ورأينا مهازل الإنتخابات التي تشكل عنوان الديمقراطية الأبرز،لكنهم في الإنتخابات الأخيرة صدمونا بعدم التسليم بفوز د.إياد علاوي وقائمته،وآثروا بقاء نوري المالكي في الحكم ،رغم أن هدف الإحتلال الأبرز هو دمقرطة العراق.
ماهو ملاحظ ،أن العراق غرق في بحر الطائفية اللجي بعد الإحتلال،وخيم عليه شبح التقسيم،بعد أن كوفيء الحزبان الكرديان الرئيسيان في الشمال ،بدويلة نفطية ينتظر ترسيم حدودها وترفيعها إلى دولة بعد السيطرة على كركوك الغنية بالنفط.
كما طالب البعض بإستقلال البصرة والموصل،ولكن الظروف وعلى ما يبدو، لم تكن مواتية لمثل هذا العبث،فطويت الأوراق والصحف إلى حين.
اليوم ،وفجأة تبين أن السنة في العراق،إكتشفوا أنهم مظلومين ،وأن مظلوميتهم باتت تؤرقهم،ولم يعودوا قادرين على تحمل حكم المالكي الذي تجذر وبات مرغوبا.
هنا تبرز أهمية التوقيت في التحليل ،ولذلك فإن السؤال الذي يطل علينا بقرنيه الحادين:لماذا الآن؟ولماذا التحرك السلمي؟ولماذا لم يتحركوا عسكريا ،مع أهم أصحاب القاعدة والصحوات؟والحزب الإسلامي العراقي الذي شارك بالترحاب بالإحتلال ،وشارك في حكم بريمر وما بعده ،وتسنم زعيمه طارق الهاشمي منصب نائب رئيس جمهورية العراق ما بعد الإحتلال؟
مختصر القول أن هناك حربا بين قوتين إقليميتين تدور في العراق ،وأوعز للسنة أن يتحركوا.
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟