|
لغة الماء عفاف خلف
رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4013 - 2013 / 2 / 24 - 21:54
المحور:
الادب والفن
لغة الماء عفاف خلف
هذا العمل الروائي الثاني الذي يقع بين أيدينا و يؤرخ لمرحلة الانتفاضة الثانية ( الأقصى )، وما يميز هذا العمل هو التركيز على المعارك التي دارت في مدينة نابلس القديمة، وأعمال والقتل والتدمير التي تعرض لها الأهالي والمباني على يد جنود الاحتلال، كما نجد وصف وتفصيل للبطولات التي قام بها بعض الأفراد وما يوازيها من تخاذل وخيانات، كما إن الرواية أعطت المرأة الفلسطينية دوراً أساسيا في دائرة الأحداث، وهذا الدور لم يمنح بهذا الحجم إلا على يد كاتبات وليس كتاب، وقد تضمنت الرواية الإرث الديني الذي يرسخ في نفوس أبطالها وشخوصها، فهناك العديد من الاقتباسات والتضمينات الدينية التي إشارة إليها الكاتبة عفاف خلف، ونعتقد أن حديثها عن مشاعر الإنسانية وما تحمل من الحب والعاطفة اتجاه الآخرين، في زمن الموت الذي يتفشى بين أهلي نابلس، ينم على إصرار أبطال الرواية على الحياة الإنسانية رغم البطش والتنكيل التي تعرضوا لها. الأعمال الروائية التي تحدثت عن الحرب بهذا الزخم وهذه التفاصيل محدودة جدا، فحسب معرفتنا المتواضعة هناك رواية آه يا بيروت والرب لم يسترح في اليوم السابع لرشاد أبو شاور ونشيد الحياة ليحيى يخلف، وإذا اعتبرنا رواية توفيق فياض المجموعة عكا 778 رواية حرب، نكون قد حصرنا الروايات الفلسطينية التي تناولت الحرب بطابع تاريخي روائي، مستخدمة الحدث الروائي مادة أساسية لها وبشكل يتماثل مع الواقعي التسجيلي للحرب، والروايات الحربية الفلسطينية كغيرها من الأعمال الروائية العربية والعالمية تناولت الشخصيات الايجابية والسلبية في الحرب، وذكرت البطولة والتخاذل التي حدث بشكل أنساني صادق، فليس هناك أبطال بشكل مطلق في زمن الحرب، وليس كل البشر في زمن الحرب والاحتلال أبطال أو كلهم جبناء، هناك خطوط للمسار الإنساني غير مستقر في زمن الحرب، وهذا العمل الذي بين أيدينا هو العمل الروائي الأول الذي تحدثت فيه كاتبة عن الحرب الفلسطينية الإسرائيلية بهذه التفاصيل وهذه الفترة (انتفاضة الأقصى)، وهذا لا يعني عدم وجود كاتبات للرواية الفلسطينية، ولكن هذا العمل الأول الذي يتناول الحرب بهذه الكيفية والتفاصيل. رواية لغة الماء تمتاز باللغة الأدبية الرفيعة التي كتبت بها، رغم انزلاق الكاتبة إلى لغة الصحف في بعض المقاطع والأجزاء، مما يوحي للقارئ بان هناك كاتبين للنص وليس كاتب واحد، ويمكن أن نعز ذلك التراجع إلى أهوال وجحيم الحرب التي تفقد الإنسان إنسانية، ولكن يبقى العمل من أهم الروايات التي حملت لغة رفيعة تجذب القارئ وتجعله يتماهي مع النص، متجاوزا حالة القتل والدمار الذي حل، وهذه اللغة لم تخصص لفعل البطولة وحسب،بل تناولت حالات الانهزام والقهر والدمار، ولم تخصص في فصل أو جزء دون أخر، بل تناثرت وتوزعت بشكل متقن، " خرج يئن في صميم الروح، يخدش كحل الليل الذي بدأ يسدل ستائره، ليخفي تحت طياته أصابع القاتل وجثة المقتول / تتناثر الأرض شظايا، يتكاثر الجرحى في الأزقة، وتنمو الجثث في الطرقات، تفوح رائحة الموت، وينقضون على المدينة كغربان تنعق بالخراب" ص48 هذه الصورة تظهر لنا هول الواقع الذي آلت إليه المدينة القديمة، فالمقطع يصور لنا الأرض وهي تتمزق وتتناثر وكأنها أصبحت كائن بشري، والضحايا اخذوا بالنمو وكأنهم كائن حي، والموت والدمار تفشى في المكان، رغم قسوة الصور التي تعكس الواقع للمدينة إلا أن الكاتبة استطاعت من خلال اللغة الرفيعة أن لا تجعل القارئ يمتعض أو يتململ من بشاعة الأحداث الدموية التي ألمت بنابلس، وقد أعطتنا صورة أخرى للدمار الذي غشية المدينة " جدران بيوتنا تنز دما، وتصرخ النوافذ المغلقة، شوارعنا تغرق بدماء الضحايا، والحواري تضج بالألم، أعمدة الكهرباء والهاتف مشنوقة بالعتمة، والليل عناكب الظلام كفخ. ... وأنا أتكوم جثة بألم العجز الخانق رغم عنجهية آلات الموت، يحيط بي صنت قاتل " ص66 ، عندما يقتل الإنسان يفقد المكان مكانته، فما بالنا عندما يقتل الأول ويدمر الثاني، إن إعطاء الجدران صفة الكائن البشري الذي ينزف دما يعبر عن الحياة التي تفقدها المدينة على يد جلاديها وقاتليها، وهذا المظهر البشع جعل النوافذ عيون البيوت تصرخ ألما ووجعا على ما ألت إليه الأمور في البلدة القديمة، كما إن أعمدة الهاتف والكهرباء وهي من أهم صور الحياة في المدن لما لها من مظهر ومحضر عند السكان فقدت حياتها وذلك بقطع كوابلها وخلعها وتكسيرها، والحارات مثخنة بالجراح والقروح التي تنتظر العلاج، لكن كل هذه الصور المؤلمة لم تجد أي منقذ أو من يحرك ساكنا، من هنا قلبت عفاف خلف الواقع، فمن المفترض مقابل صور الموت والذبح والتدمير أن يكون هناك حركة ما تنم عن الرفض لما هو حاصل، لكن حجم وكمية الدمار والخراب، وصور القتل ونوعيته جعلت من الفعل أمر مستحيلا من هنا كان السكون والتسليم بالواقع، " تابعنا طريقنا صامتين، أقلب بصري في رحم الأشياء، يقشعر بدني لهول ما أرى، هي المرة الأولي التي تتلمس فيها عيناي ما حدث، الشوارع المبقورة،أخرجت أحشائها تتلوى، نوافذ المنازل تطبق ستائرها لتغفو على الم الظلام جنود عزرائيل في كل مكان، ورائحة الموت تعبق في الجو مزجا من الدم والبارود والتراب الخانق، وكأن مدينتي تحولت إلى مدينة أشباح أو مقبرة"ص99، هذه صور أخرى لحجم ونوعية الدمار الذي أحدثته يد الاحتلال، ولكن نجد في هذا المقطع الانتماء بشكل صريح للمكان، وذلك عندما قالت (مدينتي) وهذا لا يعني إنها لم تكن تنتمي له سابق، ولكن الواقع ألتدميري والتخريبي للمكان جعل الكاتبة تستخدم حرف الياء الذي يمثل الملكية، فليس من حق احد أن يقوم بالاعتداء على ما املك أنا سنكتفي بهذه الصور التي تتحدث عن موت المكان لنتحدث عن الصور التي استخدمتها الكاتبة في وصفها لقتل الزمن والوقت بعين اليد الأولي الاحتلال وجنوده، " الصبح يتنفس ناشرا غبشه الأبيض في الهواء تلوثه رائحة البارود والدم، والشوارع رمادية كالحة، تجيد حث التراب على رأسها، وكأنها تنعانا جميعا " ص60، هنا الوضع الطبيعي للصبح الذي يوحي بالاستشراف والحياة، لكن هناك ضيف غير مرحب به يمثله الاحتلال، وهنا تم التلاقي بين نقيضين صورة الحياة وصورة الموت، صورة الصبح والليل،وقد تم استخدام التورية عندما قالت " غبشه الأبيض" والغباش يكون لليل وليس للصبح، وهنا إشارة إلى الصبح الذي اخذ يتماثل مع ظلمة الليل ويوحي بالظلام وعدم الصفاء والوضوح، " الفجر يشقشق خيوط العتمة، ينسلها على الأرض خيوطا سوداء تفوح منها رائحة البارود، فتختنق مدينتي. لست قارئة الأبجدية الموت، حين تطلق الكلمات سهام اتهاماتها من جعبة الحروف وتمضي لتخط بالدم دليل الإدانة،ق ـ ت ـ ل ـ ذ ـ ب ـ ح ـ د ـ م، أحرق ليل أخر يطرق عتمته بابي، ليل أخر يأتي في وضح نهاري، تبكي السماء هسيسا ناعما، وكأنها ترداد لتهويدة أم تحرس ظلمة الكفن" ص101، هنا الفجر لم يوصف بنقيضه الليل، ولكن يذكر الكاتبة برائحة البارود والقتل والذبح والدم وهو عين ظلام الليل لان مدلولهما واحد ويعطيان صورة السواد، إن كان رمزيا أو حقيقيا، فالوقت والزمن هما أيضا رموز للموت ويذكران إلى النقيض الحياة، ولا يميز هنا بين الفجر أو الليل فالوقت اخذ صورة السواد والظلام فلم يعد يعني شيئا سمى هذه الصفة ويعكس صورة الواقع الدموي الذي يتفشى في المدينة وبين سكانها. كل هذه المشاهد والأحداث الدامية لا يمكن لها أن تمر دون أن تترك تأثيرا على من عايشوها، فهي بالنسبة إليهم وشماً لا يمكن أن ينمحي من الذاكرة وهو أيضا جرحا مستديما يذكرنا دائما بوجوده فلا مفر منه ولا يمكننا تجاهله، " منذ فقتهم ما عادت الكلمات تستقيم معي، استشهدوا جميعا،ولم يترك الموت من احد، تركوني شاهد موت على الحياة، حفروا بصماتهم في وناموا"ص115،" حين تشاهدين موت الآخرين يا فاطمة، يموت شيء في داخلك معهم "ص117، هذه الحالة النفسية الكئيبة والمحبطة التي حلت بأبطال الرواية نتيجة طبيعية لما تم من قتل للسكان وتدمير للمكان، كما كيفية القتل والتدمير وحجمهما لهما تأثيرا في الشخصيات، ومن هنا تكمن إنسانية الضحايا التي لم تمر الأحداث فيها مرور الكرام، وترك هذا الأثر الذي لا ينسى، فيهي ليست مريضة بالمازوشية، ولكن الآخر ـ الاحتلال ـ مريض بالسادية الدموية، فمن الطبيعي إن يفتقد الإنسان الأحبة والأصدقاء، والتأكيد على إنسانية الضحية إنها تريد أن تحيى بصورة طبيعية وبدون أي اضطهاد أو الم، وهي تتمنى أن تنمحي من ذاكرتها تلك المشاهد التي أحدثها الاحتلال، وان لا تكون موجودة بتاتا، " ليت الجرح بابا نقفله، فتلتئم الروح"ص124، لم تكن الضحية تتلذذ بالعذاب وتطلب استدامته، بل إنها رغم هول الجحيم الذي حل إلا إنها تحاول أن تكون طبيعية ليس فيها أي خدوش أو جروح فما بالنا بمشاهد القتل والدم والدمار؟ هذه بعض الصور التي تعبق بها الرواية، مما جعل منها عملا فنيا يمتع القارئ رغم ما فيها من دم وقتل ودمار، ونعتقد أن الصور الفنية واللغة الأدبية التي استخدمت في تكوين الجمل، جعل العمل يتجاوز التعاطف الوطني إلى الاحترام الأدبي للنص وللكاتبة، فمشاهد الموت والدمار دائما تسبب النفور عند القارئ العربي تحديدا، لأنه يلتمس من العمل الأدبي التخفيف من الضغوط والإحباط التي تجثم فوق رأسه، إلا إن طريقة الطرح المشاهد والأحداث بهذه الألفاظ واللغة واستخدام الصور الفنية التي تقارب الشاعرية أن لم تتوازى معها، جعل القارئ يندفع إلى الاغتراف من اللغة والتوقف عن الصور التي رسمتها عفاف خلف بهذا الإبداع والدقة. إن الحب والعاطفة والمشاعر الإنسانية اتجاه الآخرين ـ أبناء وآباء وأمهات وأخوات، إخوة وأصدقاء، أحباء وجيران، جعل من أحداث الرواية وكأنها في صراع مع الموت والقتل والدمار، كما إن العلاقات الإنسانية في العمل كانت تخفف من وطأة المشاهد الدامية في الرواية، وأحيانا تتغلب عليها مما أراح القارئ وجعله يمضي في الاغتراف من ماء الحياة، كما كانت وصور المزاوجة بين الكتابة والجنس وانصهارهما معا، حتى إنهما بديا للقارئ شيئا واحدا يمثل ذروة الإبداع والتألق في الرواية، " فاطمة هذه الأوراق جزء مني. هي لك. تعرفين ولعي بالكتابة، لك حملت القلم أول مرة، وطرزت الكلمات. أريدك أن تحتفظي بها لأجلي، ستكون إرثنا المشترك، اعرف أحلامك السرية في امتهان الكتابة، والرواية التي تتمنين هي بذرة ستحملين بها يوما "ص14، نجد هنا استعارة فعل الكتابة كفعل جنس يؤدي إلى الحمل ثم الإنجاب ولذي يعني استمرار الحياة، " أتتني، وكما تطلب الأنثى من رجلها طفلا، طلبت مني قصة، ترغب في إن القح أصابعها بزهر الحروف"ص16، وهنا تم عكس فعل الجنس ليكون كتابة ثم قصة أو رواية، وهذا الاستخدام المزدوج للكلمات وبهذه المعاني يبين مقدرة الكاتبة الفنية واللغوية وكم هائل من المشاعر والأحاسيس تتراكم في قلبها، وإذا عدنا إلى خلفية غلاف الرواية نجد هذه الاستعارة قد ذكرت مرتين في العمل وإذا أضفنا إليها غلاف الخلفية تكون قد كررت ثلاث مرات، وكأن الكاتبة تريد من القارئ التركيز على هذه الفقرة بالذات و إنها تريد منه التعمق والتوقف عندها لعله يجد مفتاحا ما يساعده على دخول إلى النص بشكل أفضل وفهم ما تريد عفاف خلف من هذا العمل، " تحت وطأة الموت أغفو، أرسم نهرا يتوهج من نبع يظهر كل الاردان، يغسلني يتدفق، يتسلل إلي عبر الجلد واللحم والعظم، يصل القلب، وأولد من رحم الماء تقيا، أنصهر بمحرقة النقاء. هذه الليلة مولاتي، سأكشف كل أوراقي لديك، سأبكيك، وأعلن ضعفي أمامك، لن أواريك القلب، أريد عشقا فاضحا، وما همني إن راوك عارية في عيوني، ولم أغلق عليك ألف قفل وباب. تعالي الآن،دفؤك يغري، سأشاطر وإياك ملذات العشق الحرام، نتشارك الهوى ذاته، والحنين، والصداقة أيضا،سأتقاسم معك العمر والأيام.مهزوما أنا سيدتي، ارفع راياتي تمجدا لدمار يسكنني، هذا الجسد من الداخل منهار، لن تجدي حجرا يؤازر أخاه في هذا العمق المتصدع بانهيارات الخيبة وزلازل الفوضى، أرغب في دفء يعيد تنظيمي من جديد، في عمر من الأحلام التي لا تكسر، في جوع إلى رحم يعيد تشكيلي دون وجع، دون الم، هذا الجسد من الداخل منهار، أصرخ رعبا لاشلاء تتكوم في داخلي والركام يعشش في الزوايا" ص115، هذه الفقرة وضعت في النصف الأول من الرواية وفي نصفها الثاني ،ونعتقد هي زبدة التي تلخص نفسية الأبطال الذي عانوا مرارة الموت والقهر والهزيمة، الجمل السابقة قصيرة ومكثفة وقد استخدمت الفواصل بكثرة حتى بين الكلمة والأخرى لتجل القارئ يتوقف عندها ويتأمل الكلمة وما تحمل من دلائل ومعاني، في الجمل السابقة نجد اعتراف بالعشق ومطالبة صريحة بممارسة الجنس، وإقرار بالهزيمة والضعف والاستسلام للواقع المزري، والمطالبة بالراحة والحصول على فترة من اللذة والمتعة،والابتعاد عن كل مشاهد القتل والدمار. أما التأثيرات الفكرية التي انعكست في الرواية فهي تتلخص في الفكر الديني الإسلامي الذي يتوزع في كافة أنحاء الرواية، ولذي كان حاضرا ومهيمنا على تصرفات أبطال العمل "طلبت منك ألا تقاطعيني، لم افقد عقلي بعد، وما زلت عذراء، إطمئني، مثلك تماما، كلتانا تدعي الحب ولا تمارسه" ص8، هذه العقلية المحافظة لم تكن لتوجد لا من خلال ثقافية دينية متأصلة وراسخة ، ومن هنا كانت الكاتبة تعي ما تكتب وتكبح من تصرفات الأبطال في العمل، دون وعي مها، فإذا ربطنا هذه المحافظة بما اقتبسته عفاف خلف في لغة الماء عرفنا من أين جاءت هذه المحافظة، " ذات اليمين وذات الشمال" ص11،" كثيرا ما تراودني أضغاث التمنيات" ص18 " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" ص25 " ضاقت الأرض بنا فلفضناها"ص26 "وكأن على رؤوسهم الطير"ص33" وما النصر إلا من عند الله / وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله" 36، وهناك الكثير من هذه التأثيرات في الرواية وقد تضمنت أيضا تأثيرا بالكتاب المقدس ( ومكثت في العتمة استنطق روح الله ترف على الغمر) ص26، وقد استنتجت الكاتبة مفهوم جديد لسورة الفاتحة عندما قالت " كيف أضحى نداء الصلاة نداء لنهايات حزينة؟ولماذا لم نتعلم أن هناك فاتحتين، وتفسيرين للموت؟ فاتحة للصلاة، وأخرى للموت. موت يليق، وأخر عدم"ص52، ما كان للكاتبة أن تصل لهاذه المعاني دون التمكن والمعرفة التامة للثقافية الدينية والتمكن منها، لقد تم استخدام كلمة ( رائحة الموت ) بكثرة في هذا العمل وكأن الكاتبة تريدنا إن نشتم الرائحة أيضا، وإذا عدنا إلى الكائنات التي ذكرت في لغة الماء نجد العناكب والغربان واللذين يرمزان للشؤم والخراب، أما لغة الشخوص فكانت في مجملها تتكلم لغة واحدة، بحيث لم يستطع القارئ أن يميز صوت الراوي من صوت الشخصية الروائية، فكان الشخوص يتكلمون لغة هي لغة الراوي الرفيعة والتي مزجت بين كلام الراوي والشخصيات الروائية.
رائد الحواري لغة الماء عفاف خلف
هذا العمل الروائي الثاني الذي يقع بين أيدينا و يؤرخ لمرحلة الانتفاضة الثانية ( الأقصى )، وما يميز هذا العمل هو التركيز على المعارك التي دارت في مدينة نابلس القديمة، وأعمال والقتل والتدمير التي تعرض لها الأهالي والمباني على يد جنود الاحتلال، كما نجد وصف وتفصيل للبطولات التي قام بها بعض الأفراد وما يوازيها من تخاذل وخيانات، كما إن الرواية أعطت المرأة الفلسطينية دوراً أساسيا في دائرة الأحداث، وهذا الدور لم يمنح بهذا الحجم إلا على يد كاتبات وليس كتاب، وقد تضمنت الرواية الإرث الديني الذي يرسخ في نفوس أبطالها وشخوصها، فهناك العديد من الاقتباسات والتضمينات الدينية التي إشارة إليها الكاتبة عفاف خلف، ونعتقد أن حديثها عن مشاعر الإنسانية وما تحمل من الحب والعاطفة اتجاه الآخرين، في زمن الموت الذي يتفشى بين أهلي نابلس، ينم على إصرار أبطال الرواية على الحياة الإنسانية رغم البطش والتنكيل التي تعرضوا لها. الأعمال الروائية التي تحدثت عن الحرب بهذا الزخم وهذه التفاصيل محدودة جدا، فحسب معرفتنا المتواضعة هناك رواية آه يا بيروت والرب لم يسترح في اليوم السابع لرشاد أبو شاور ونشيد الحياة ليحيى يخلف، وإذا اعتبرنا رواية توفيق فياض المجموعة عكا 778 رواية حرب، نكون قد حصرنا الروايات الفلسطينية التي تناولت الحرب بطابع تاريخي روائي، مستخدمة الحدث الروائي مادة أساسية لها وبشكل يتماثل مع الواقعي التسجيلي للحرب، والروايات الحربية الفلسطينية كغيرها من الأعمال الروائية العربية والعالمية تناولت الشخصيات الايجابية والسلبية في الحرب، وذكرت البطولة والتخاذل التي حدث بشكل أنساني صادق، فليس هناك أبطال بشكل مطلق في زمن الحرب، وليس كل البشر في زمن الحرب والاحتلال أبطال أو كلهم جبناء، هناك خطوط للمسار الإنساني غير مستقر في زمن الحرب، وهذا العمل الذي بين أيدينا هو العمل الروائي الأول الذي تحدثت فيه كاتبة عن الحرب الفلسطينية الإسرائيلية بهذه التفاصيل وهذه الفترة (انتفاضة الأقصى)، وهذا لا يعني عدم وجود كاتبات للرواية الفلسطينية، ولكن هذا العمل الأول الذي يتناول الحرب بهذه الكيفية والتفاصيل. رواية لغة الماء تمتاز باللغة الأدبية الرفيعة التي كتبت بها، رغم انزلاق الكاتبة إلى لغة الصحف في بعض المقاطع والأجزاء، مما يوحي للقارئ بان هناك كاتبين للنص وليس كاتب واحد، ويمكن أن نعز ذلك التراجع إلى أهوال وجحيم الحرب التي تفقد الإنسان إنسانية، ولكن يبقى العمل من أهم الروايات التي حملت لغة رفيعة تجذب القارئ وتجعله يتماهي مع النص، متجاوزا حالة القتل والدمار الذي حل، وهذه اللغة لم تخصص لفعل البطولة وحسب،بل تناولت حالات الانهزام والقهر والدمار، ولم تخصص في فصل أو جزء دون أخر، بل تناثرت وتوزعت بشكل متقن، " خرج يئن في صميم الروح، يخدش كحل الليل الذي بدأ يسدل ستائره، ليخفي تحت طياته أصابع القاتل وجثة المقتول / تتناثر الأرض شظايا، يتكاثر الجرحى في الأزقة، وتنمو الجثث في الطرقات، تفوح رائحة الموت، وينقضون على المدينة كغربان تنعق بالخراب" ص48 هذه الصورة تظهر لنا هول الواقع الذي آلت إليه المدينة القديمة، فالمقطع يصور لنا الأرض وهي تتمزق وتتناثر وكأنها أصبحت كائن بشري، والضحايا اخذوا بالنمو وكأنهم كائن حي، والموت والدمار تفشى في المكان، رغم قسوة الصور التي تعكس الواقع للمدينة إلا أن الكاتبة استطاعت من خلال اللغة الرفيعة أن لا تجعل القارئ يمتعض أو يتململ من بشاعة الأحداث الدموية التي ألمت بنابلس، وقد أعطتنا صورة أخرى للدمار الذي غشية المدينة " جدران بيوتنا تنز دما، وتصرخ النوافذ المغلقة، شوارعنا تغرق بدماء الضحايا، والحواري تضج بالألم، أعمدة الكهرباء والهاتف مشنوقة بالعتمة، والليل عناكب الظلام كفخ. ... وأنا أتكوم جثة بألم العجز الخانق رغم عنجهية آلات الموت، يحيط بي صنت قاتل " ص66 ، عندما يقتل الإنسان يفقد المكان مكانته، فما بالنا عندما يقتل الأول ويدمر الثاني، إن إعطاء الجدران صفة الكائن البشري الذي ينزف دما يعبر عن الحياة التي تفقدها المدينة على يد جلاديها وقاتليها، وهذا المظهر البشع جعل النوافذ عيون البيوت تصرخ ألما ووجعا على ما ألت إليه الأمور في البلدة القديمة، كما إن أعمدة الهاتف والكهرباء وهي من أهم صور الحياة في المدن لما لها من مظهر ومحضر عند السكان فقدت حياتها وذلك بقطع كوابلها وخلعها وتكسيرها، والحارات مثخنة بالجراح والقروح التي تنتظر العلاج، لكن كل هذه الصور المؤلمة لم تجد أي منقذ أو من يحرك ساكنا، من هنا قلبت عفاف خلف الواقع، فمن المفترض مقابل صور الموت والذبح والتدمير أن يكون هناك حركة ما تنم عن الرفض لما هو حاصل، لكن حجم وكمية الدمار والخراب، وصور القتل ونوعيته جعلت من الفعل أمر مستحيلا من هنا كان السكون والتسليم بالواقع، " تابعنا طريقنا صامتين، أقلب بصري في رحم الأشياء، يقشعر بدني لهول ما أرى، هي المرة الأولي التي تتلمس فيها عيناي ما حدث، الشوارع المبقورة،أخرجت أحشائها تتلوى، نوافذ المنازل تطبق ستائرها لتغفو على الم الظلام جنود عزرائيل في كل مكان، ورائحة الموت تعبق في الجو مزجا من الدم والبارود والتراب الخانق، وكأن مدينتي تحولت إلى مدينة أشباح أو مقبرة"ص99، هذه صور أخرى لحجم ونوعية الدمار الذي أحدثته يد الاحتلال، ولكن نجد في هذا المقطع الانتماء بشكل صريح للمكان، وذلك عندما قالت (مدينتي) وهذا لا يعني إنها لم تكن تنتمي له سابق، ولكن الواقع ألتدميري والتخريبي للمكان جعل الكاتبة تستخدم حرف الياء الذي يمثل الملكية، فليس من حق احد أن يقوم بالاعتداء على ما املك أنا سنكتفي بهذه الصور التي تتحدث عن موت المكان لنتحدث عن الصور التي استخدمتها الكاتبة في وصفها لقتل الزمن والوقت بعين اليد الأولي الاحتلال وجنوده، " الصبح يتنفس ناشرا غبشه الأبيض في الهواء تلوثه رائحة البارود والدم، والشوارع رمادية كالحة، تجيد حث التراب على رأسها، وكأنها تنعانا جميعا " ص60، هنا الوضع الطبيعي للصبح الذي يوحي بالاستشراف والحياة، لكن هناك ضيف غير مرحب به يمثله الاحتلال، وهنا تم التلاقي بين نقيضين صورة الحياة وصورة الموت، صورة الصبح والليل،وقد تم استخدام التورية عندما قالت " غبشه الأبيض" والغباش يكون لليل وليس للصبح، وهنا إشارة إلى الصبح الذي اخذ يتماثل مع ظلمة الليل ويوحي بالظلام وعدم الصفاء والوضوح، " الفجر يشقشق خيوط العتمة، ينسلها على الأرض خيوطا سوداء تفوح منها رائحة البارود، فتختنق مدينتي. لست قارئة الأبجدية الموت، حين تطلق الكلمات سهام اتهاماتها من جعبة الحروف وتمضي لتخط بالدم دليل الإدانة،ق ـ ت ـ ل ـ ذ ـ ب ـ ح ـ د ـ م، أحرق ليل أخر يطرق عتمته بابي، ليل أخر يأتي في وضح نهاري، تبكي السماء هسيسا ناعما، وكأنها ترداد لتهويدة أم تحرس ظلمة الكفن" ص101، هنا الفجر لم يوصف بنقيضه الليل، ولكن يذكر الكاتبة برائحة البارود والقتل والذبح والدم وهو عين ظلام الليل لان مدلولهما واحد ويعطيان صورة السواد، إن كان رمزيا أو حقيقيا، فالوقت والزمن هما أيضا رموز للموت ويذكران إلى النقيض الحياة، ولا يميز هنا بين الفجر أو الليل فالوقت اخذ صورة السواد والظلام فلم يعد يعني شيئا سمى هذه الصفة ويعكس صورة الواقع الدموي الذي يتفشى في المدينة وبين سكانها. كل هذه المشاهد والأحداث الدامية لا يمكن لها أن تمر دون أن تترك تأثيرا على من عايشوها، فهي بالنسبة إليهم وشماً لا يمكن أن ينمحي من الذاكرة وهو أيضا جرحا مستديما يذكرنا دائما بوجوده فلا مفر منه ولا يمكننا تجاهله، " منذ فقتهم ما عادت الكلمات تستقيم معي، استشهدوا جميعا،ولم يترك الموت من احد، تركوني شاهد موت على الحياة، حفروا بصماتهم في وناموا"ص115،" حين تشاهدين موت الآخرين يا فاطمة، يموت شيء في داخلك معهم "ص117، هذه الحالة النفسية الكئيبة والمحبطة التي حلت بأبطال الرواية نتيجة طبيعية لما تم من قتل للسكان وتدمير للمكان، كما كيفية القتل والتدمير وحجمهما لهما تأثيرا في الشخصيات، ومن هنا تكمن إنسانية الضحايا التي لم تمر الأحداث فيها مرور الكرام، وترك هذا الأثر الذي لا ينسى، فيهي ليست مريضة بالمازوشية، ولكن الآخر ـ الاحتلال ـ مريض بالسادية الدموية، فمن الطبيعي إن يفتقد الإنسان الأحبة والأصدقاء، والتأكيد على إنسانية الضحية إنها تريد أن تحيى بصورة طبيعية وبدون أي اضطهاد أو الم، وهي تتمنى أن تنمحي من ذاكرتها تلك المشاهد التي أحدثها الاحتلال، وان لا تكون موجودة بتاتا، " ليت الجرح بابا نقفله، فتلتئم الروح"ص124، لم تكن الضحية تتلذذ بالعذاب وتطلب استدامته، بل إنها رغم هول الجحيم الذي حل إلا إنها تحاول أن تكون طبيعية ليس فيها أي خدوش أو جروح فما بالنا بمشاهد القتل والدم والدمار؟ هذه بعض الصور التي تعبق بها الرواية، مما جعل منها عملا فنيا يمتع القارئ رغم ما فيها من دم وقتل ودمار، ونعتقد أن الصور الفنية واللغة الأدبية التي استخدمت في تكوين الجمل، جعل العمل يتجاوز التعاطف الوطني إلى الاحترام الأدبي للنص وللكاتبة، فمشاهد الموت والدمار دائما تسبب النفور عند القارئ العربي تحديدا، لأنه يلتمس من العمل الأدبي التخفيف من الضغوط والإحباط التي تجثم فوق رأسه، إلا إن طريقة الطرح المشاهد والأحداث بهذه الألفاظ واللغة واستخدام الصور الفنية التي تقارب الشاعرية أن لم تتوازى معها، جعل القارئ يندفع إلى الاغتراف من اللغة والتوقف عن الصور التي رسمتها عفاف خلف بهذا الإبداع والدقة. إن الحب والعاطفة والمشاعر الإنسانية اتجاه الآخرين ـ أبناء وآباء وأمهات وأخوات، إخوة وأصدقاء، أحباء وجيران، جعل من أحداث الرواية وكأنها في صراع مع الموت والقتل والدمار، كما إن العلاقات الإنسانية في العمل كانت تخفف من وطأة المشاهد الدامية في الرواية، وأحيانا تتغلب عليها مما أراح القارئ وجعله يمضي في الاغتراف من ماء الحياة، كما كانت وصور المزاوجة بين الكتابة والجنس وانصهارهما معا، حتى إنهما بديا للقارئ شيئا واحدا يمثل ذروة الإبداع والتألق في الرواية، " فاطمة هذه الأوراق جزء مني. هي لك. تعرفين ولعي بالكتابة، لك حملت القلم أول مرة، وطرزت الكلمات. أريدك أن تحتفظي بها لأجلي، ستكون إرثنا المشترك، اعرف أحلامك السرية في امتهان الكتابة، والرواية التي تتمنين هي بذرة ستحملين بها يوما "ص14، نجد هنا استعارة فعل الكتابة كفعل جنس يؤدي إلى الحمل ثم الإنجاب ولذي يعني استمرار الحياة، " أتتني، وكما تطلب الأنثى من رجلها طفلا، طلبت مني قصة، ترغب في إن القح أصابعها بزهر الحروف"ص16، وهنا تم عكس فعل الجنس ليكون كتابة ثم قصة أو رواية، وهذا الاستخدام المزدوج للكلمات وبهذه المعاني يبين مقدرة الكاتبة الفنية واللغوية وكم هائل من المشاعر والأحاسيس تتراكم في قلبها، وإذا عدنا إلى خلفية غلاف الرواية نجد هذه الاستعارة قد ذكرت مرتين في العمل وإذا أضفنا إليها غلاف الخلفية تكون قد كررت ثلاث مرات، وكأن الكاتبة تريد من القارئ التركيز على هذه الفقرة بالذات و إنها تريد منه التعمق والتوقف عندها لعله يجد مفتاحا ما يساعده على دخول إلى النص بشكل أفضل وفهم ما تريد عفاف خلف من هذا العمل، " تحت وطأة الموت أغفو، أرسم نهرا يتوهج من نبع يظهر كل الاردان، يغسلني يتدفق، يتسلل إلي عبر الجلد واللحم والعظم، يصل القلب، وأولد من رحم الماء تقيا، أنصهر بمحرقة النقاء. هذه الليلة مولاتي، سأكشف كل أوراقي لديك، سأبكيك، وأعلن ضعفي أمامك، لن أواريك القلب، أريد عشقا فاضحا، وما همني إن راوك عارية في عيوني، ولم أغلق عليك ألف قفل وباب. تعالي الآن،دفؤك يغري، سأشاطر وإياك ملذات العشق الحرام، نتشارك الهوى ذاته، والحنين، والصداقة أيضا،سأتقاسم معك العمر والأيام.مهزوما أنا سيدتي، ارفع راياتي تمجدا لدمار يسكنني، هذا الجسد من الداخل منهار، لن تجدي حجرا يؤازر أخاه في هذا العمق المتصدع بانهيارات الخيبة وزلازل الفوضى، أرغب في دفء يعيد تنظيمي من جديد، في عمر من الأحلام التي لا تكسر، في جوع إلى رحم يعيد تشكيلي دون وجع، دون الم، هذا الجسد من الداخل منهار، أصرخ رعبا لاشلاء تتكوم في داخلي والركام يعشش في الزوايا" ص115، هذه الفقرة وضعت في النصف الأول من الرواية وفي نصفها الثاني ،ونعتقد هي زبدة التي تلخص نفسية الأبطال الذي عانوا مرارة الموت والقهر والهزيمة، الجمل السابقة قصيرة ومكثفة وقد استخدمت الفواصل بكثرة حتى بين الكلمة والأخرى لتجل القارئ يتوقف عندها ويتأمل الكلمة وما تحمل من دلائل ومعاني، في الجمل السابقة نجد اعتراف بالعشق ومطالبة صريحة بممارسة الجنس، وإقرار بالهزيمة والضعف والاستسلام للواقع المزري، والمطالبة بالراحة والحصول على فترة من اللذة والمتعة،والابتعاد عن كل مشاهد القتل والدمار. أما التأثيرات الفكرية التي انعكست في الرواية فهي تتلخص في الفكر الديني الإسلامي الذي يتوزع في كافة أنحاء الرواية، ولذي كان حاضرا ومهيمنا على تصرفات أبطال العمل "طلبت منك ألا تقاطعيني، لم افقد عقلي بعد، وما زلت عذراء، إطمئني، مثلك تماما، كلتانا تدعي الحب ولا تمارسه" ص8، هذه العقلية المحافظة لم تكن لتوجد لا من خلال ثقافية دينية متأصلة وراسخة ، ومن هنا كانت الكاتبة تعي ما تكتب وتكبح من تصرفات الأبطال في العمل، دون وعي مها، فإذا ربطنا هذه المحافظة بما اقتبسته عفاف خلف في لغة الماء عرفنا من أين جاءت هذه المحافظة، " ذات اليمين وذات الشمال" ص11،" كثيرا ما تراودني أضغاث التمنيات" ص18 " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" ص25 " ضاقت الأرض بنا فلفضناها"ص26 "وكأن على رؤوسهم الطير"ص33" وما النصر إلا من عند الله / وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله" 36، وهناك الكثير من هذه التأثيرات في الرواية وقد تضمنت أيضا تأثيرا بالكتاب المقدس ( ومكثت في العتمة استنطق روح الله ترف على الغمر) ص26، وقد استنتجت الكاتبة مفهوم جديد لسورة الفاتحة عندما قالت " كيف أضحى نداء الصلاة نداء لنهايات حزينة؟ولماذا لم نتعلم أن هناك فاتحتين، وتفسيرين للموت؟ فاتحة للصلاة، وأخرى للموت. موت يليق، وأخر عدم"ص52، ما كان للكاتبة أن تصل لهاذه المعاني دون التمكن والمعرفة التامة للثقافية الدينية والتمكن منها، لقد تم استخدام كلمة ( رائحة الموت ) بكثرة في هذا العمل وكأن الكاتبة تريدنا إن نشتم الرائحة أيضا، وإذا عدنا إلى الكائنات التي ذكرت في لغة الماء نجد العناكب والغربان واللذين يرمزان للشؤم والخراب، أما لغة الشخوص فكانت في مجملها تتكلم لغة واحدة، بحيث لم يستطع القارئ أن يميز صوت الراوي من صوت الشخصية الروائية، فكان الشخوص يتكلمون لغة هي لغة الراوي الرفيعة والتي مزجت بين كلام الراوي والشخصيات الروائية.
رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لعبة المتناقضات في رواية - إنهم يأتون من الخلف
-
وادي الصفصافة
-
لغة الماء غفاف ىخلف
-
من اجل غدا افضل
-
رواية الاشباح
-
جدارية درويش والنص الاسطوري
-
رسائل لم تصل بعد
-
أتذكر السياب
-
رواية الخواص
-
أدب القذارة
-
لينين القائد
-
حكايات العم اوهان
-
اتشيخوف ونقد المجتمع
-
الراوي وأحداث قصة الأم
-
سلام على الغائبين
-
غوركى بين الفرد والمجتمع
-
ماذا يحدث في سوريا
-
قصر رغدان والقمع الادبي
-
مريم الحكايا
-
شوقي البغدادي
المزيد.....
-
مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” ..
...
-
مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا
...
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|