نفاياتُ الإتحاد الاوروبي

جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4013 - 2013 / 2 / 24 - 18:16
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

نفايات الإتحاد الاوربي


تتوالى على بلادي الويلات والعثرات الجسام وكأن مابها من اسقام ومصاعب جمّة لايكفيها ،وها هو الاتحاد الاوربي طلع علينا بكارثة جديدة ؛ انه يريد ان تكون بلادي الموجوعة مكبّا لنفاياتهم النووية ليزيدوا همّ العراق همّاً اخر لايقلّ خطورة عن المآزق والمشاكل السياسية والاقتصادية والصحية التي تعصف بنا ، يريدون ان يخنقوا العراق وأجياله المقبلة ليس لسنوات عديدة وانما قد يمتدّ هذا الخناق قرونا طويلة
لو صحّ ان الاتحاد الاوربي قد قام بالتنسيق مع وزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية في ضوء مذكرة التفاهم كما تقول منظمة (كرين بيس –العالم العربي ) فان الكارثة واقعة لامحالة اذ تتناقل الاخبار ان الاتحاد الاوربي سيمنح العراق مبلغ 2،6 مليون دولار اميركي لاجل وضع تصميم وتجهيز المكبّ ..غير ان منظمة كرين بيس العربية ابدت دهشتها وقالت على لسان السيدة صفاء الجيوسي /منسقة حملات الطاقة والمناخ في المنظمة المذكورة بأنه لاتوجد طرق آمنة لدفن مثل هذه النفايات ويصعب جدا عزلها عن البيئة المحيطة بها ولابدّ ان يتأثر مناخ العراق وأرضه وتخريب بيئته اكثر فاكثر مما يزيد الأمر تعقيدا ويجعل المرض داءً عضالا ويجعل المشاكل نكبةً تضاف الى نكبات العراق الجمّة
امَا يكفي معاناة العراقيين وتفاقم الامراض المستعصية والتشوهات التي تطال ابناءنا وتفتك بنسلنا بسبب استعمال الاسلحة التقليدية وغير التقليدية في ارضه وسمائه طوال حروب لامثيل لبشاعتها منذ الثمانينات ومازلنا نكتوي بآثارها المدمرة
لقد احسنت المنظمة صنعا حين طالبت بإلغاء الاتفاقية حرصا على سلامة الشعب العراقي وأجياله المقبلة نظرا لان كمية النفايات الناتجة من دورة الوقود النووي سواء من عملية استخراج اليورانيوم حتى تخصيبه ومن ثم تشغيل المفاعلات النووية يؤكد بدون ادنى شكّ خطورة تأثيرها الضار جدا على اجيال لاحقة ولاحقة
أليس حريّاً ان يفكر الاتحاد الاوربي ببناء مستشفيات حديثة لمعالجة مرضى السرطان الذي اخذ يفتك بالعراقيين بسبب تلك الحروب القذرة التي توالت على رؤوسنا عقودا ؟؟؟ ، وهل صار شعبنا فائضا على البشرية ولم يعد وجوده نافعا في هذا الكوكب ؟! وما ذنب الشعب المسكين حتى يدفع ثمنا باهظاً من تراكم الاسقام وضرائب الموت لسياسات رعناء وديكتاتوريات ظالمة وعتاة حروب سقطوا وانتهى دورهم وطمروا في قبورهم
يبدو ان ماقاله جيمس بيكر/وزير الخارجية الاميركي الاسبق عام/1991 حينما استعرض عضلاته ووعد بإعادة العراق الى عصور ماقبل التاريخ لم تكن من اقاويل الحرب النفسية المعتادة في اروقة السياسة الماسخة فحسب ، ويبدو ان " نبوءته " الشيطانية هذه قد تجسّدت كواقعٍ مريرٍ في ربوعنا وستفعل فعلها اذا ارتضى ساسة بلادي ان يتم بناء وتشييد مكب النفايات السيئ الصيت ، فحذارِ حذار قبل ان تستفحل القيامة السوداء ونحن لاطاقة لنا بتحمّل المزيد من المنغصات السياسية التي تخنق الانفاس

جواد كاظم غلوم
[email protected]

#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات