طريف سردست
الحوار المتمدن-العدد: 4013 - 2013 / 2 / 24 - 14:43
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الاتراك والاجانب الذين دافعوا عن الارمن
البحث وتوثيق مساعدة المسلمين للارمن مسألة صعبة، إذ أن من يساعد الارمن من المسلمين يهدده الحكم بالموت، ولذلك كانت المساعدات تجري في السر. ومع ذلك توجد معلومات عن العديد من قضايا انقاذ الاطفال الارمن من قبل عوائل مسلمة، وايضا احتجاجات صادرة عن موظفين عثمانيين، حيث رفضوا المشاركة قي عمليات القتل الجماعي للشعب الارمني. مثلا جلال بك، مسؤول مدينة حلب، رفض تهجير الارمن وأعلن انه من الضروري حماية الارمن، من حيث ان حق الحياة هو حق اساسي لجميع البشر، ومنع اي اعتداء على السكان الارمن. والموقف نفسه وقفه راحمي بك، محافظ مدينة سميرنا وحجي عادل بكمحافظ ميناء ادريانا بوليس Adrianópolis . وفي يونيو من عام 1915 جرى اقصاء جلال بك من منصبه عن إدارة حلب. وقائد معسكر الابادة في صحراء دير الزور القومندان علي سعيد بك ، حاول تخفيف معاناة الارمن، فجرى عزله من منصبه وتعيين زكي بك مكانه، والذي مارس اقسى الاجراءات ضد الارمن. (في مدينة مرقدة القريبة من دير الزور لازال بالامكان العثور على مقابر الارمن الجماعية). جمال باشا، احد قادة تركيا الفتاة، كتب في مذكراته انه أصابه الرعب من الجرائم التي جرى ارتكابها ضد الارمن، وحاول تخفيف دوره فيها. غير ان المؤرخين يطعنون في صحة اقواله.[9]
الالمان، الذيم كانوا حلفاء الاتراك، وقفوا على العموم موقفا صامتا ضد جريمة ابادة الارمن. السفير الالماني البارون فون فانغيخين، على الرغم من الصورة الكاملة التي وضعها امامه القنصل، أحتج فقط على انتهاكات صغيرة. وفقط القنصل الثالث بعد فون فانغخين، الغراف فون فولف- ميترنيكس، وصف ممارسات الاتحاد والترقي على انها شوفينية، وتقصد إبادة الارمن. المبشر الالماني يوغينيوص ليبسيوس تمكن من زيارة السلطات في استانبول ، عام 1915، غير ان رجاءه بحماية الارمن والذي وجهه الى انور باشا بقي بدون اجابة. بعد عودته الى المانيا حاول ليبسيوس إثارة أهتمام الرأي العام الالماني بقضية الارمن في تركيا ولكنه فشل. الدكتور ارمين فيغنير ، والذي كان يخدم في تركيا لدى الفيلدمارشال فون غولتسه، جمع ارشيفا ضخما من الصور لعمليات الابادة الوحشية للارمن. في صوره نرى كيف ان طابور طويل من النساء والاطفال الارمن يسيرون تحت حراسة الجندرمة التركية، وهي احدى الصور التي اصبحت مشهورة للغاية، واصبحت من رموز ابادة الارمن. في عام 1919 قام فيغنير بكتابة رسالة الى الرئيس الامريكي ويلسون، يخبره فيها عن معلوماته وتفاصيل ابادة الارمن. والمعلم الالماني، Martin Niepage والذي كان يدرس في المدرسة التكنيكية في حلب، كتب كتابا عام 1916 وصف فيه عمليات القتل البربري ضد الارمن. [9]
المحكمة العسكرية الاستثنائية، 1919-1920
بعد هزيمة تركيا عام 1918 وعقد هدنة مودروس طالبت الدول المنتصرة بمحاكمة المسؤولين عن الجرائم ضد الاسرى والارمن. غير ان البريطانيين اولوا اهمية رئيسية لمعاقبة المسؤولين عن الانتهاكات الوحشية ضد اسرى الحرب البريطانيين، وفقط بعد ذلك يجري تناول إبادة الارمن. منذ بداية اعمال المحكمة العسكرية الاستثنائية هرب خارج البلاد المتهمون الرئيسيون من قادة الاتحاد والترقي، محمد طلعت باشا، أنور باشا، أحمد جمال باشا، بهاء الدين شاكر، الدكتور ناظم سيلانكيلي بك، عثمان بدري، وجمال عظيم.
لائحة الاتهامات أعتبرت أن عمليات التهجير لم تكن بضرورة الاعمال العسكرية او لاسباب تنظيمية دفاعية وانما بنتيجة خطة للجنة المركزية للاتحاد والترقي، ونتائجها اصبحت محسوسة في كل قرية وزاوية من زوايا الامبراطورية العثمانية. الوثائق الرسمية للدولة التركية كانت هي الادلة الرئيسية التي اعتمدت عليها المحكمة وليس على الشهود. المحكمة اعتبرت ان تنظيم مجازر الارمن من قبل قادة الاتحاد والترقي أمر لايرقى اليه الشك. وأعتبرت المحكمة المتهمين الغائبين: طلعت، جمال أنور وناظم، مذنبين وحكمت عليهم بالاعدام شنقا. ومن المتهمين الحاضرين جرى الحكم على ثلاثة بالادانة والموت شنقا. [26]
الامبراطورية العثمانية ونشوء الجمهورية الارمينية
بنتيجة هدنة مودروس، والتي جرى عقدها 30 اكتوبر 1918 استسلمت الامبراطورية العثمانية لقوات الحلفاء. طبقا لهذه المعاهدة تنسحب تركيا من القفقاس وكيليكي وكل البلدان العربية. بريطانيا على تغيير المطالبة بأنسحاب القوات التركية من ستة مناطق ارمنية الى حق الحلفاء ادخال قوات الى هذه المناطق " في حال نشوء فوضى". غير ان قوات الحلفاء لم ينفذوا هذه الفقرة. عند انسحاب القوات الرتكية من منطقة يريفان، قام الجيش التركي بنهب كل شئ وقع بين يديه: مخازن الطعام، قطعان الحيوانات، أدوات العمل، الملابس، الموبيليا وحتى ابواب ونوافذ الابنية الحكومية ونزعوا خطوط سكة الحديد بعد ان ساقوا عربات القطار. في اعوام 1918-1918 جرى موت جماعي في ارمينيا بسبب افتقاد الملابس والدواء والطعام. وبسبب ذلك اجتاح البلاد وباء التيفوس، بنتيجته مات 200 الف ارمني، اي 20% من السكان. هذه الممارسة يعتبرها بعض المؤرخين استمرار للابادة الجماعية للارمن.[9]
الجمهورية التركية والمسألة الارمنية
بعد نشوء الجمهورية التركية لم تشعر النخبة السياسية والثقافية بضرورة الابتعاد عن جريمة ابادة الشعب الارمني وادانة حوادثها او النأي بالنفس عن قادة هذه الجريمة. النخبة السياسية، بالاساس تتألف من من القادة السابقين للاتحاد والترقي، والكثير منهم شارك شخصيا في ابادة الارمن بالتحالف مع قادة و رؤساء عشائر وقبائل، حصلوا على ارباح كبيرة من نهب وتهجير الارمن والاغريق. إدانة إبادة الارمن ستؤدي الى فرط عقد هذا التحالف. [27]
في اكتوبر من عام 1927، في مؤتمر حزب الجمهورية، تكلم كمال اتاتورك عدة ايام، كيف انه في خضم النضال من أجل الاستقلال ولدت القومية التركية. نص خطاب كمال جرى إعتماده التاريخ الرسمي للدولة. القانون الجنائي التركي يجرم ويعاقب التشكيك او نقد تصورات كمال اتاتورك للتاريخ التركي، مما يجعل من المستحيل حدوث نقاشات في المجتمع التركي. [28]
حسب الاحصائيات الرسمية، كان عدد الارمن في تركيا عام 1927 يصل الى 77 الف شخص. وحسب اتفاقية لوزان، كان على تركيا ان تضمن الحماية والاستقرار وحرية الازدهار وبعض الامتيازات للارمن. غير ان بنود هذه الاتفاقية لم يجري تنفيذها. أستمر ارمن تركيا بالهجرة من البلاد او الاجبار على الاسلام. " قانون اسم العائلة" الذي جرى اصداره 21 يونيو من عام 1934، يجبر اليهود والاغريق والارمن على التخلي على اسماء عوائلهم التقليدية والتحول الى استخدام اسماء تركية. في فترة الحرب العالمية الثانية، جرى اصدار قانون ضريبة انتقائية على الممتلكات أدت الى افلاس التجار اليهود والارمن والاغريق. [29]
في السنوات الاخيرة اصبح الاعلام التركي ونخبته المثقفة والاكاديميات العلمية والمواطنين يناقشون المسألة الارمنية، الامر الذي عارضه القوميون والحكومة التركية. محرر الجريدة الارمنية غرانت دينك، والكاتب اورخان باموخ، وناشر رقيب زاراكولو اليف شافاق ، جرى توجيه تهمة "اهانة الاتراك" اليهم. جرى محاكمة دينك وزاركولو وادينوا. في 19 يناير من عام 2007 جرى اغتيال غرانت دينك من قبل احد الشوفينيين الاتراك. في جازته خرج مئات الاتراك رافعين لائحات مكتوب عليها " كلنا ارمن، كلنا غرانت". في ذات الوقت قسم من الاتراك يعتبرون قاتل غرانت على انه بطل قومي. [30]
--------------------------------------------------------------------------------
[1]Vahakn N. Dadrian. Armenians in Ottoman Turkey and the Armenian Genocide // Dinah L. Shelton. Encyclopedia of Genocide and Crimes Against Humanity. Macmillan Reference, 2005. ISBN 0-02-865848-5, 9780028658483
[2]Akçam. From Empire to Republic: Turkish Nationalism and the Armenian Genocide. — P. 68.
[3] المصدر السابق ص 116-117
[4] Stephan H. Astourian. Genocidal Process: Reflections on the Armeno-Turkish Polarization // Hovannisian. The Armenian genocide: history, politics, ethics. — P. 53—79.
[5] Stephan H. Astourian. Genocidal Process: Reflections on the Armeno-Turkish Polarization // Hovannisian. The Armenian genocide: history, politics, ethics. — P. 53—79—68—69.
[6]Suny. Looking toward Ararat: Armenia in modern history. — P. 106—106.
[7]Richard G. Hovannisian. The Armenian Question in the Ottoman Empire, 1876—1914 // Richard G. Hovannisian. The Armenian People from Ancient to Modern Times: Foreign dominion to statehood : the fifteenth century to the twentieth century. Palgrave Macmillan, 2004. ISBN 1-4039-6422-X, 9781403964229
[8] Bloxham. The great game of genocide: imperialism, nationalism, and the destruction of the Ottoman Armenians. — P. 51—57—60—62—65—71—75—76—78—80—82—83.
[9]Richard G. Hovannisian. The Armenian People from Ancient to Modern Times. — Palgrave Macmillan, 1997. — Vol. II. Foreign Dominion to Statehood: The Fifteenth Century to the Twentieth Century. — P. 221—222—233—239—245—249—255—493 — ISBN 0312101686, ISBN 9780312101688
[10]Лорд Кинросс. Расцвет и упадок Османской империи. — 1. — М.: Крон-пресс, 1999. — С. 600—611. — 696 с. — ISBN 5-232-00732-7
[11]Stephan Astourian. The Armenian Genocide: An Interpretation // The History Teacher. — Society for the History of Education, 1969. — Vol. 23. — № 2 (Feb., 1990). — P. 111-160.
[12]Vahakn N. Dadrian.The Armenian Genocide: an interpretation // America and the Armenian Genocide of 1915 / edited by Jay Winter. — P. 62—68—83—86.
[13]Suny, Göçek, Naimark.A Question of Genocide: Armenians and Turks at the End of the Ottoman Empire. — P. 32. См. также Henry Morgenthau. Ambassador Morgenthau’s Story.ISBN 1-4191-0572-8, 9781419105722. P. 221
[14] Donald Bloxham. The First World War and the Development of the Armenian Genocide // A Question of Genocide: Armenians and Turks at the End of the Ottoman Empire. — P. 765—767— 270—272.
[15]Fuat Dündar.Pouring a People into the Desert. The “Definitive Solution” of the Unionists to the Armenian Question // A Question of Genocide: Armenians and Turks at the End of the Ottoman Empire. — P. 276—284.
Despite the order to deport «all Armenians without exception» Armenians in some regions as well as a few Armenian families were spared The main reason for the expulsion of Edirne was geopolitical: as the city was on the European border, any drastic movement could easily be observed by foreigners. Alarge number of foreigners also resided in Istanbul, the capital. For the case of Izmir, the deciding factor was the governor Rahmi Bey within the CUP and his belief that the removal of the Armenians would be the death sentence for the commerce of the city.
[16]Akcam, Taner, «Armenien und der Völkermord: Die Istanbuler Prozesse und die türkische Nationalbewegung». Hamburg: Hamburger Edition, 1996. P.59
[17] Aram Arkun.Zeytun and the Commencement of the Armenian Genocide // A Question of Genocide: Armenians and Turks at the End of the Ottoman Empire. — P. 221—243.
[18]Taner Akçam. From Empire to Republic: Turkish Nationalism and the Armenian Genocide. — Zed Books Ltd, 2004. — 273 p. —ISBN 1842775278, ISBN 9781842775271, глава «The Decision for Genocide in Light of Ottoman-Turkish Documents»
[19] Rouben Paul Adalian. The Armenian Genocide //Totten, Parsons, Charny. A century of genocide: critical essays and eyewitness accounts. — 2nd ed.. — P. 81—83.
[20]James Bryce, Arnold Joseph Toynbee, Ara Sarafian.The treatment of Armenians in the Ottoman Empire, 1915-1916: documents presented to Viscount Grey of Falloden by Viscount Bryce. — Gomidas Institute, 2000. — 667 p. — ISBN 0953519155, ISBN 9780953519156
[21] المصدر رقم [12] الصفحة 70-77
[22]Hans-Lukas Kieser.From «Patriotism» to Mass Murder: Dr. Mehmed Reșid (1873—1919) // A Question of Genocide: Armenians and Turks at the End of the Ottoman Empire. — P. 126—148.
[23] Adam Jones. Genocide : a comprehensive introduction — 2nd ed. Routledge, 2011.ISBN 0-203-84696-6. P. 157
[24] Raymond Kévorkian and Paul B. Paboudjian. Les Armeniéns dans l’Empire Ottoman à la veille du genocide. Editions d’art et d’histoire, 1992. ISBN 2-906755-09-5, 9782906755093
[25]Robert Bevan «The Destruction of Memory» pages 56—59. 2006, 240 pages ISBN 1-86189-205-5
[26]Vahakn N. Dadrian. Armenian Genocide, court-martial of perpetrators //Israel W. Charny.Encyclopedia of genocide. — Santa Barbara, California: ABC-CLIO, 1999. — 718 p. —n ISBN 0874369282, ISBN 9780874369281
[27]Erik Jan Zürcher.Renewal and Silence. Postwar Unionist and Kemalist Rhetoric on the Armenian Genocide // A Question of Genocide: Armenians and Turks at the End of the Ottoman Empire. — P. 306—316.
[28]Fatma Müge Göçek. Reading Genocide: Turkish Historiography on 1915 // A Question of Genocide: Armenians and Turks at the End of the Ottoman Empire. — P. 42—52.
[29] Киреев Николай Гаврилович.История Турции ХХ век. — Крафт+, ИВ РАН, 2007. — 609 p. —ISBN 978-5-89282-292-3
[30]Ronald Grigor Suny and Fatma Müge Göçek.Introduction: Leaving It to the Historians // A Question of Genocide: Armenians and Turks at the End of the Ottoman Empire. — P. 306—316.
#طريف_سردست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟