أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمران عز الدين أحمد - الموقع الشعري ل -هم الآن يكنسون الرذاذ- على الخارطة السيميائية















المزيد.....


الموقع الشعري ل -هم الآن يكنسون الرذاذ- على الخارطة السيميائية


عمران عز الدين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4013 - 2013 / 2 / 24 - 10:03
المحور: الادب والفن
    


تقتصر مهام الناقد، الذي يفترض به أن يكون قاضياً محايداً، مؤتمناً على العملية الإبداعية، على سعي جاد، حثيث ومنهجي لاستجلاء جماليات النص أو المادة الإبداعية. فلا يروج البتة لنص تافه أو ضعيف، أو يلغي ويقصي نصاً ما لكاتب ما، اعتماداً على لعبة الأنا والأمزجة والأهواء الشخصية، إذ يفترض به أن يكون محركه الكشف والنبش، من المنبع إلى المصب، في جوهر العملية الإبداعية ولا شيء سواها.
وبما أننا بصدد تقديم مادة عن كتاب أو مقاربة في السيمياء، فمن باب أولى أن نعرج على التعريف بهذا العلم النقدي. يعرف الكاتب محمد عزام علم السيمياء في مقاله الموسوم بـ "تأصيل المناهج النقدية..السيمياء نموذجاً"* بالقول: "إن مصطلح (السيمانتيك) مشتق من الأصل اليوناني (سيميو) الذي يعني العلامة، ويرجع مصطلح (السيميولوجيا) إلى الألسني السويسري دي سوسير (1857-1913) الذي كان أول من استعمل كلمة (سيمياء) لأول مرة في فرنسا. أما مصطلح (السيميوطيقا) فيرجع إلى الفيلسوف البراغماتي الأمريكي شارل ساندرز بيرس (1839-1914) الذي استعار المصطلح من التسمية التي أطلقها جون لوك على علم خاص بالعلامات ينبثق عن المنطق. وقد كان الاثنان: سوسير وبيرس، أول من أسس لهذا العلم في الألسنية الغربية. وأما في اللغة العربية فإن مصطلح (السيمياء) مصطلح عربي قديم، يقابل العلامات، وقد فسر الراغب الأصفهان (502هـ) الآية الكريمة "ومنه شجر فيه تسيمون" بأن السيمياء هي العلامة. وهكذا يمكن القول إن (السيمياء) هي علم يبحث في اللغات والإشارات والتعليمات، وأن تعريفها في العربية هو نفس تعريفها في اللغات الأروبية، باعتبارها مأخوذة من (السمة) و(الوسم) والسيمياء، وكلها يعني العلامة والدلالة".
كتاب الناقد المغربي سعيد بودبوز، الموسوم بـ "بين ضفة السراء وضفة الضراء..مقاربة سيميائية" الذي يقع في 138 صفحة من القطع المتوسط، كتاب ممتع جداً، مبهر وسلس على حد سواء، لأسباب سنعرج عليها لاحقاً في هذا المقال، الذي يعبر عن انطباع شخصي لنا بعوالم هذا الناقد المتميز. فسعيد بودبوز، وناهيك عن كونه ناقداً غزيراً يتحفنا بين الفينة والأخرى بدراسات ومقالات نقدية هامة، كاتب متعدد الاهتمامات والانشغالات، فهو شاعر، وروائي، وقاص، وكاتب محترف للمقال.
في كتابه النقدي هذا، الذي تصدى فيه بالنقد لكتاب شعري بعنوان "هم الآن يكنسون الرذاذ" للشاعر المغربي بن يونس ماجن، استوقفني أمر في غاية الأهمية، وهو سعي الناقد الحثيث على مشاركة القارئ له، لا بل تشبثه به، في فكه وتركيبه للكتاب المنقود، وهو مسعىً نجح فيه بودبوز أيما نجاح، وانتزع عن جدارة واستحقاق إنصات القارئ لحججه وبراهينه واستدلالاته الرامية إلى فك الشيفرات السرية لمغلوقات أو مغاليق ودهاليز هذا الكتاب، كتاب يُعيد يقيناً الكثير من التألق والتوهج للعملية النقدية، السيميائية منها تحديداً، سيشكل هذا الكتاب حسبما ذهب إليه الناقد المغربي الدكتور جميل حمداوي:
"إضافة هامة للمكتبة السيميائية المغربية، حيث لا يمكن لأي كان الاستغناء عنه إطلاقاً، نظراً لأهمية هذا الكتاب معرفياً ومنهجياً ونظرياً في مقاربة النص الشعري تشريحاً وتركيباً، وإن سطحاً وإن عمقاً، وإن فهماً وإن تأويلاً". لا ريب، أن المكتبة العربية أيضاً، وليست المغربية فقط، تكاد تفتقر إلى هذا النوع من الكتب. لقد اعتمد الناقد تقنية الفصول للإحاطة الكاملة بخبايا وخفايا الكتاب المنقود، فبدأ بتوطئة مبتسرة، لكنها مكثفة، ومحرضة للقارئ للمضي به قدماً في قراءة هذا الكتاب وفصوله، فشرح له-أي للقارئ- في ذلك الفصل الموسوم بـ"التوطئة" خطة عمله بعد أن أحاطه بأجواء الديوان المنقود، ثم أنهى كتابه بخاتمة، وأدرج، من ثم، مقاطع للديوان المنقود في الملحق بعد أن كرس لهذا الأمر برمته فصولا ثمانية لمفردات تعتبر مفاتيح بالنسبة للمنهجية التي ستقوم عليها قراءته لهذا الديوان، وهي على الترتيب:
الفصل الأول: البحر والمطر
الفصل الثاني: البحر واليابسة
الفصل الثالث: الشمس والغروب
الفصل الرابع: الإحلال والاستبدال
الفصل الخامس: الإثبات والنفي
الفصل السادس: الطائر والطفل
الفصل السابع: سكون الزمان
الفصل الثامن: تحليل العنوان
في كل فصل من تلك الفصول تحليل وازن وعميق لمقاطع مستلة من متن ديوان "هم الآن يكنسون الرذاذ"، ولتقديم صورة حية عن عمل الناقد، سأتوقف هنا، وبعجالة، عند تلخيص سريع للفصل الأول فقط، حرصاً منا على عدم تقسيط أو تجزئة متعة القراءة التي سيكتشفها القارئ بحواسه الخمس بعد أن يقوم هو بقراءة العمل بنفسه. ففي هذا الفصل، الذي تطرق فيه لمفردتي "البحر" و"المطر": يستهله الناقد بمقتطف للمسعودي لشرح ثنائية البحر والمطر في أعتباب هذا الديوان تأكيداً منه على العلاقة الدلالية والرمزية العميقة بين مفردتي البحر والمطر وعلى مكانة الماء في الفكر الأسطوري القديم وتناصاً مع الآية القرآنية "وجعلنا من الماء كل شيء حي"، وبعد الشرح والنبش والفحص الدقيق جداً لمقاطع مائية في هذا الديوان يؤكد الناقد على أنه إلى جانب الوظائف الخطابية والتقريرية والواعية التي تؤديها مفردتا "البحر"و"المطر" هناك وظائف منطقية ورمزية ولاواعية موازية في عمق النص، ليخلص في المجتبى إلى إدراج هذا الفصل في حقل"السراء".
بعد أن قرأت هذه الفصول بتمعن واهتمام، وبعد أن استفدت منها شخصياً، يمكنني، وعطفاً على ما جئت عليه في مقدمة هذا المقال، إجمال النقاط التي تنصب في مصلحة فرادة هذا الكتاب:
- إن الناقد اعتمد في كتابه هذا نهجاً مغايراً لأسلافه من النقاد عندما قدم لقارئه وجبة ثقافية أو نقداً ثقافياً خلاقاً، تحليلاً وتركيباً على حد سواء، كما أشار إلى ذلك الناقد السعودي "عبد الله الغذامي" في كتابه "النقد الثقافي"، وذلك بتوسيع دائرة النقد الأدبي ليصبح نقداً ثقافياً لا أدبياً فقط. ونأى بودبوز بذلك نفسه قدر الإمكان من الولوج في ذلك الفخ أو الشرك اللعين، بأن آثر الابتعاد عن تلك النخبوية المقعرة البلقاء التي انتهجها جُلُّ من سبقه من النقاد في المعمورة العربية، إذ كانت من سمات تلك النخبوية نفور القارئ-أي قارئ-من كلمة "نقد"، ولعل أوقع وأبلغ ما قرأته في هذا الصدد جملة لكاتب لم أعد أذكر اسمه قال فيها: "عندما أسمع بكلمة نقد أتحسس مسدسي". لما كانت تنطوي عليها تلك الكتب النقدية من زج عرمرم لمصطلحات ونظريات يكاد لا يفهم منها الناقد المختص ذاته إلا النزر اليسير. وجاء كتاب "بين ضفة السراء وضفة الضراء..مقاربة سيميائية" ليساهم في إلمام القارئ بأدوات الناقد، وليساهم يقيناً هذا الكتاب تالياً في تثقيف القارئ والكاتب تثقيفاً موظفاً ومبرمجاً لاستبيان مواطن الضعف والقوة في النص المنقود.
- القدرة العجيبة على المحاججة وإقناع القارئ لإفهامه خطته المتبعة في تحليل وتأويل نصوص الكتاب المنقود، ومن ثم تركيبها، أو كشف عن أوالياتها ومراميها وأبعادها القريبة والبعيدة على حد سواء.
- اللغة النقدية الرصينة.
- المتعة والفائدة.
هذه هي النقاط التي تستوقفني شخصياً، لأحكم-بحسبي- على عمل نقدي، ما إذا كان عملا يستحق القراءة. لننتقل الآن إلى أمر أو بحث آخر، على الناقد-أي ناقد- أن يعتبره من صميم عمله وهو يعكف على قراءة نقدية ما لعمل إبداعي ما. هذا الأمر هو:

-اكتشاف الموهبة من صميم عمل الناقد:

أعتقد أن سعيد بودبوز يشاطرني الرأي بأنَّ المبدع والناقد هما من أهم أركان الأدب والعملية الإبداعية، كل وفق تخصصه ورؤاه، وقد لعب كل منهما على مر العصور والأجيال، دوراً محورياً وتوجيهياً هاماً في الارتقاء بمختلف الفنون والأجناس الأدبية بدءاً، وبذائقة الجمهور تالياً، ما أدى إلى وجود قارئ حصيف، متلهف للجديد المبتكر، يميز وفقاً لقناعاته فقط، دون ضغوط وإملاءات ذاتية/خارجية بين الغث والسمين في أي عمل أدبي ما، وقد اتخذت العلاقة بين المبدع والناقد أشكالاً ومسميات مختلفةً، من عدوين لدودين تارةً، إلى شريكين مكملين لبعضهما بعضاً تارةً أخرى. وما أكثر النصوص الإبداعية الفارهة التي كُتبتْ عنها دراسات نقدية متجاوزة، تلك الدراسات النقدية لم تكن تقل مطلقاً عن النص الإبداعي إبداعاً، بل رتقت به تأويلاً وتحليلاً واستنطاقاً، فاحتفي بهما وبتوأمة إبداعية بين نصين يكمل أحدهما الآخر. فالناقد المصري "رجاء النقاش"، الذي أغنى المكتبة العربية بكتب نقدية كثيرة، وتصدى لقامات أدبية كبيرة، ساهم في اكتشاف مواهب كان لها الشأن الهام والدور الكبير في رفد الساحة الأدبية صدىً وارتقاءً، كما فعل محمود درويش وسميح القاسم والطيب صالح، بل أنه كتب في عقده الثاني مقدمة ديوان "مدينة بلا قلب" للشاعر عبد المعطي حجازي. فكان ناقدا نافذاً يُعتدُّ به وبصواب رأيه، وبجُلِّ ما أرَّخ له من دراسات نقدية متجاوزة.
الأمر هنا مختلف على نحو ما، فنحن في هذا الكتاب إزاء ناقد من طينة النقاد الكبار، متمكن ورصين، بارع ومحاجج من الطراز الرفيع، مخلص وأمين للعملية النقدية، لكننا في المقابل، إزاء كتاب شعري مراوح، يفتقد/يفتقر لأبسط المقومات الشعرية. فالمعادلة-وكما أرى-غير متكافئة في وجه من وجوهها الهامة، لكن، وما هو مؤكد، أن سعيد بودبوز قد أشبع ذلك الكتاب الشعري شرحاً وغوصاً وتحليلاً وتأويلاً واستغواراً. لم يتوقف هنا فقط، بل حمَّل أشعار بن يونس ماجن ما لا تحتمل حقيقةً، وأمام ذلك، سرعان ما وجدتني عرضة لسيل منهمر من الاستفسارات، كنت أتساءل في إحداها مثلاً، حول ما إذا كان بودبوز راضياً كناقد عما جاء من شعر في كتاب بن يونس ماجن؟ !. إذ بدا الأمر لي، وكأن ناقدنا لا يعنيه في شيء استواء أو كمال المادة الإبداعية/الشعرية. نعلم جميعاً أن الفن عموماً، والشعر خصوصاً، عملية خلق واكتواء وابتكار، ومن ثم خرق للسائد والمألوف والممجوج من المفردات والصور والاستعارات والكنايات !. ولا غرابة، فالناقد يوضح لنا ذلك صراحةً من خلال هذا المقتبس الذي جاء عليه في التوطئة: "الطرح المباشر على حساب الطرح الفني لنصوص هذا الديوان اختلط فيه السردي بالشعري، فهي سردية وشعرية ونثرية، في الوقت نفسه، وعبارة عن خواطر في بعض الحالات".
في مقال للفرنسي رولان بارت بعنوان "ما هو النقد؟" يقول: "النقد هو خطاب حول خطاب..أو هو لغة واصفة" ثم يوضح في ظل ذاك التعريف أن النقد قائم على علاقتين: علاقة الناقد بلغة الكتاب وعلاقة الكاتب بالعالم. وهو بالضبط ما فعله سعيد بودبوز في نقده لهذا الكتاب الشعري، بل زاد على ما قاله " بارت" نفسه بأن استفاض في شرح هذا الديوان سيميائياً/معرفياً/منهجياً/ونظرياً، وهو جهد عملاق يشكر عليه حقيقة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- بين ضفة السراء وضفة الضراء..مقاربة سيميائية" كتاب نقدي صادر عن دار سجلماسة كوم عام 2011. المؤلف: سعيد بودبوز. الطبعة الأولى. عدد الصفحات: 138 صفحة. القطع: الوسط.
- مقال "تأصيل المناهج النقدية..السيمياء نموذجا" للكاتب محمد عزام/موقع "ديوان العرب" 19 أيلول/سبتمبر 2008
***



#عمران_عز_الدين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -نقطة فارقة-: كيف غير عدوية تاريخ الغناء الشعبي في مصر؟
- -طيور مهاجرة- لإبراهيم السعافين تفتح صندوق الذكريات وتؤكد: ا ...
- “حليمة تعطي ترياق السم لــ علاء الدين“  مسلسل المؤسس عثمان ا ...
- البلاغي المغربي سعيد العوادي يكشف عوالم جديدة لحضور الطعام ب ...
- الكريسماس .. قائمة أفلام رأس السنة الميلادية 2025 الجديدة
- مصر: وفاة أحمد عدوية أحد رموز الغناء الشعبي عن عمر 79 عاما
- الغرافي يرصد مظاهر البلاغة الجديدة في الخطاب البلاغي الحديث
- الممثلة الأسترالية ريبل ويلسون وزوجتها رامونا أغروما تحتفلان ...
- مؤرخ أميركي للمقابلة: واجهت الرواية الإسرائيلية لحرب 48 من م ...
- وفاة الممثلة دايل هادون بسبب تسرب غاز قاتل في منزلها


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمران عز الدين أحمد - الموقع الشعري ل -هم الآن يكنسون الرذاذ- على الخارطة السيميائية