أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصارعبدالله - مصر تمضى إلى الهاوية














المزيد.....


مصر تمضى إلى الهاوية


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4012 - 2013 / 2 / 23 - 15:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مصر تمضى إلى الهاوية د/ نصار عبدالله
كل الدلائل تشير إلى أن مصر تمضى بخطى متسارعة إلى هاوية سحيقة من الإنهيار الإقتصادى وما سوف يرتبط بهذا الإنهيار بالضرورة من انهيار شامل فى كل المجالات تتحول معه الدولة بأكملها إلى حطام ، أو بالأحرى إلى مجموعة من الحطامات المتناحرة، ولا يوجد حتى الآن ما ينبىء أنها سوف تنجو من الوقوع فى هذا المصير المروع الذى شاركت فى صنعه على مدى العامين الماضيين كل القوى والفصائل بلا استثناء، وإن كانت جماعة الإخوان المسلمين والمتحالفون معها ، كانوا وما زالوا يحملون الحزء الأكبر من المسئولية كما يحملون أيضا الجزء الأكبر من إمكانية الحل ، (إذا كانت هناك إمكانية للحل الذى أخشى أن يكون أوانه قد فات!!) ...الشىء الوحيد الذى يتشابه فيه جميع الفرقاء المختلفين والذى تتضافر فيه جهودهم فى آن واحد، هو أنهم جميعا يشتركون فى دفع مصر إلى الإسراع فى معدل السير نحو الإنهيار!! وذلك هو الإنجاز الوحيد الذى حققوه حتى الآن بنجاح تام!! . لم يتبق لنا إلا شهور قليلة حتى ينفد الإحتياطى النقدى من العملات الصعبة وعندئذ لن يكون بوسعنا أن نستورد حتى احتياجاتنا الغذائية ، وساعتها وربما قبلها سوف تخرج الملايين الجائعة لكى تحل مشكلتها الفورية، ولن يكون بوسعها أن تحلها سوى بأن يفترس الناس بعضهم بعضا ، بالمعنى المجازى أولا (وهذا ما بدأنا نشهد تباشيره بالفعل) ، ثم بالمعنى الحرفى لكلمة افتراس وهو ما سبق أن شهدته مصر فى القرن الخامس الهجرى خلال تلك الأزمة الغذائية التى عرفت بالشدة الكبرى فى عصر الخليفة المستنصر ، حيث بدأ المصريون ـ تحت ضغط الجوع ـ بدأوا بأكل الكلاب والقطط ، ثم انتقلوا إلى أكل جثث الموتى ، وأخيرا بدأوا يذبحون الضعفاء من بينهم ويأكلونهم!! ، كما انتشرت فى بعض أحياء القاهرة فيما يرويه لنا المقريزى وابن إياس ، انتشرت ظاهرة صيد البشر بواسطة الهلب ، حيث كان يقبع الصيادون على أسطح المنازل، فإذا ما مر عابر بالطريق ألقوا عليه هلبا مربوطا بحبل فإذا ما أمسك به الهلب (كما تمسك الصنارة السمكة) انتشلوه وذبحوه وأكلوه!!. ليس هذا تصورا خياليا ولا هو نوع من الفانتازيا السوداء لأنه قد حدث بالفعل وسجله لنا المؤرخون ، وهو ما زال قابلا للحدوث بصورة أو بأخرى حين يحدث الإنفجار ويشتد الجوع ويختلط الحابل بالنابل، ويصبح هم كل إنسان هو أن يستخدم ما هو متاح له من القوة لتلبية احتياجه الشخصية دون النظر إلى أى اعتبار آخر، والواقع أن ما تشهده مصر حاليا من تزايد مرعب فى حوادث الإختطاف والسطو المسلح والسرقة بالإكراه ماهو إلا التباشير الأولى لما يمكن أن يحدث فى ظل الإنهيار الإقتصادى الشامل خاصة لو اختفت أو لو شحت السلع الغذائية من الأسواق. وساعتها لن يكون بوسع القوات المسلحة أن تفعل شيئا حتى لوقررت أن تتدخل لضبط الأمن فى الدولة لأنه لن تكون هناك دولة أصلا حتى يتم ضبط أمنها. ولأن أفراد القوات المسلحة سوف يكونون هم أنفسهم على الأرجح سوف يكونون مشعولين بتأمين احتياجاتهم شأنهم شأن الآخرين!!.. إن كل القوى السياسية فى مصر مشغولة حاليا بأجنداتها الخاصة أكثر مما هى مشغولة بهذا المصير المرعب الذى ينتظر مصر بأكملها والذى يبدو أنها سائر إليه وأنها سوف تبلغه بفضل تلك القوى وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين لا محالة. وعلى سبيل المثال فإن تلك الجماعة ومعها حلفاؤها السلفيون لم يفكروا لحظة واحدة فيما يمكن أن يلحق بالإستقرار أو السياحة ( المورد الرئيس للعملة الصعبة ) لحظة الإعلان الدستورى المشئوم فى 22نوفمبر 2011 ، لم يفكروا سوى فى شىء واحد هو كيفية حماية جمعيتهم التأسيسية وإصداردستوهم الذى صاغوه على مقاسهم ثم فرضه على الجميع كأمر واقع، وعندما انتفض المصريون على ذلك الإعلان المشئوم انتفاضة عارمة، بدا على الرئيس مرسى أنه على وشك التراجع فدعا إلى حوار مع قادة جبهة الإنقاذ ، غير أن قادة الجبهة الذين فوجئوا مثل الرئيس مرسى وجماعته بحجم الرفض الشعبى رفضوا الدخول فى الحوار بحجة أنه لا توجد ضمانات لتنفيذ ما سوف يتفق عليه، رغم أنهم قد كان بوسعهم أن يشاركوا ويطلبوا ما يطلبونه من الضمانات فإذا لم يستجب الرئيس كان بوسعهم أن ينسحبوا، ... الحقيقة التى أرجحها أنهم قد رفضوا لأنهم كانوا يراهنون على استمرار الإنتفاضة بهذا الحجم وأنهم كانوا يتوهمون أنها سوف تستمر إلى أن يسقط حكم الإخوان المسلمين ، ويتولون هم الحكم ، وهم بهذا قد وقعوا فى نفس خطأ الإخوان أى أنهم فكروا فى أجندتهم ولم يفكروا فيما سيحل بالوطن بأكمله ، ولم يفكروا فى أنه حتى لو فاز رهانهم وسقط حكم الإخوان والسلفيين وتولى أحد قادة الجبهة الحكم فسوف يتحول الإسلاميون عندئذ إلى معارضة ، وغالبا سوف يكون أسلوبهم فى المعارضة أكثر أنانية وشراسة من أسلوبهم فى الحكم. ومن ثم فسوف ننتقل من سىء إلى أسوأ، ...وهكذا ضيع قادة جبهة الإنقاذ تلك الفرصة السانحة التى كان من الممكن أن تسفر عن إلغاء حقيقى لإعلان نوفمبر المشئوم وإصدار دستور يحظى بقدر معقول من التوافق المجتمعى ، وعندما انحسرت مظاهرات نوفمبر نسبيا، تشجع الإخوان مرة أخرى ففرضوا دستورهم الذى كان فى جوهره دستورا لتصفية الحسابات مع قوى كثيرة ، ثم أصدروا قانونهم الإنتخابى بناء على ذلك الدستور المعيب ، وما زالوا يواصلون مسيرتهم الفئوية، بينما القوى الأخرى تنتفض انتفاضات منهكة وواهنة مطالبة بالحرية وبالعدالة الحقيقية ، وفى جميع الحالات نجد أن القيادات والنخب سواء ما ينتمى منها إلى الحكم أو المعارضة، نجد أنهم ينظرون فى المقام الأول إلى أجنداتهم ومطالبهم الحزبية غير ملتفتين أنهم جميعا يدفعون بمصر خطوة فخطوة إلى الهاوية التى يبدو أنها سوف تسقط فيها لا محالة .
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن تعيين نجل الرئييس
- الإسلاميون فى مصر
- ليلى الجبالى
- شبيب وغزالة
- كم عدد المصدّقين ؟
- تساؤلات حول الإعلان الجديد
- الطائفية والدستور المصرى
- قراءة فى مسودة الدستور
- حتى يكتب عند الله كذابا !
- مرة أخرى: تحية إلى البديل
- 28سبتمبر1970
- عن انحسار الأمن والعدالة
- عن الضابط ذى اللحية
- مسئولية الأنثى عن التحرش
- نقيصة أعمال كمال
- عن جريمة رفح
- موسى يتحول إلى محمد
- فى الذكرى السنوية لأزمة الوقود
- سلامة: القيمة لا ترحل
- قانون حماية الضمير


المزيد.....




- ماذا قالت أمريكا عن مقتل الجنرال الروسي المسؤول عن-الحماية ا ...
- أول رد فعل لوزارة الدفاع الروسية على مقتل قائد قوات الحماية ...
- مصدران يكشفان لـCNN عن زيارة لمدير CIA إلى قطر بشأن المفاوضا ...
- مباشر: مجلس الأمن يدعو إلى عملية سياسية شاملة في سوريا بعد ف ...
- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصارعبدالله - مصر تمضى إلى الهاوية