أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رفعت السعيد - عن الوطن - الطبقة.. والتأسلم














المزيد.....

عن الوطن - الطبقة.. والتأسلم


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4012 - 2013 / 2 / 23 - 11:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



تعلمنا كيف نحب مصر. وكأننا ولدنا كى نحبها. وكنا ونحن صغار نصطف فى طابور الصباح لننشد فى زهو.

أنا مصرى بنانى من بنا .. هرم الدهر الذى أعيا الفنا

وقفة الأهرام فيما بيــننا .. لصروف الدهـــر وقفتى أنا

وعندما دخلنا غابة السياسة تذوقنا طعم الانتماء الطبقى وانحاز بعضنا إلى فريق طبقى ضد الآخر.

ويأتى زماننا محاولا وبنجاح كبير طمس ذلك كله عبر آليات التمييز الدينى والعرقى والتعصب لهذا الانتماء وحده. وهكذا تفرقت بنا سبل جديدة «مسلم – مسيحى». ثم مسلم «سنى – شيعى». ثم مسلم «معتدل – متطرف»، ثم متطرف «إخوانى – سلفى– النور – الجماعات»...إلخ. والأمر ليس مقصورا على مصر، لكنه امتد ودون حواجز ليصل بالعالم إلى مؤشرات خطيرة.

وكان هنتنجتون قد تحدث منذ عشرين عاما عما سماه صراع الحضارات بما أثار صخباً سياسياً وفلسفياً ومعارضة ترفض هذا التقسيم العشوائى الذى يصطنع عدواً مرغوباً فى توجيه السهام إليه. وإذ يتصور البعض أن نبوءة هنتنجتون توشك أن تتحقق فإنه لا يدرك أن الأمر لا علاقة له بالحضارة وإنما بالتخلى عن العقل الحضارى والفهم المتحضر، فالإسلام كمحتوى ليس نقيضاً للغرب إلا إذا انتزعنا نصاً من هنا أو هناك، والإسلام كدين مقدس يختلف عن الفهم والتلقى لدى المسلمين الذين يتفرقون شيعاً لكل منهم فهمه الخاص للنص المقدس. فالأفكار العامة قادت إلى تقسيم غير صائب بين مجموعة صالحة فى مواجهة مجموعة فاسدة، وهذا يقتادنا إلى مسالك فكرية وسياسية وفلسفية خاطئة. فالارتداد الحضارى من التمسك بالوطن والانحياز الطبقى ينحدر بالكثيرين جداً إلى مواقع غير حضارية مفعمة بالتعصب غير الحميد للدين أو للعرق أو المذهب أو حتى الجغرافيا. ولعل الغزو السوفيتى لأفغانستان قد أسهم فى ذلك، حيث اندفعت أمريكا وباكستان والسعودية فى مساعدة الأفغان ليس على أساس أنهم حركة تحرر وطنى وإنما كمسلمين يحاربون الإلحاد، بما فتح الباب أمام الامتثال لمقولات تحولت بأصحابها إلى فرق تختلف على أساس التطرف والمزيد من التطرف. ومن ثم انقلب المجاهدون على بعضهم البعض عقب الاندحار السوفيتى يقتلون بعضهم البعض باسم الدين، والدين من ذلك براء.

ولم يقتصر الأمر على الإسلام والمسلمين؛ فيوغسلافيا تمزقت بين صرب أرثوذكس وكروات كاثوليك وبوسنيين مسلمين ومن ثم مذابح ضد المسلمين بحجة النقاء الثقافى، وهناك مالى وميانمار والبحرين والكويت التى تتجلى صراعاتها بصور مختلفة، ويستخدم ذلك كله فى بحور السياسة وإلهاب المشاعر المذهبية [لاحظ الفرق بين المذهبية والدينية والعرقية] وغيرها من عوامل التفتيت مع التأكيد على جوهر أن الخلاف ليس دينياً لكنه سياسى بامتياز، أما الدين فهو مجرد ستار وعملية حقن بفيروس متأسلم ولا علاقة له بصحيح الإسلام، كما أنه لا علاقة له بأى دين أو معتقد سماوى أو غير سماوى فهو مجرد اتجار بالعواطف والمشاعر البسيطة. ونعود لنتذكر ما كنا عليه ونأسى.



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يتثاءب د. مرسى
- والقط يأكل ويستمع
- إخوانيون عقلاء
- لندن.. واشنطن.. الإخوان.. والقاعدة
- مصر بين صراع الهوية والصراع الاجتماعى
- رغم الأزمة.. اليونان تفكر
- بعد أن سكتت الصواريخ
- ولعل البعض يتعظ
- ليس مجرد صراع ميادين
- دستور «تيك أواى»
- الطبقة العاملة المصرية .. في غمار النضال (1)
- «الدستورية».. والشريعة فى الدستور
- الإخوان – قطب – مدينة نصر
- الإخوان.. جحا.. قطعة الصلصال
- الإخوان.. الفن.. الفنانين (٢)
- ثورة 1919.. وثورة 25 يناير الفارق بين الثورة وسارقي الثورة
- مرسى بين مستشاريه وآمريه
- إخوانيون ضد الإخوان
- د. مرسى.. الدين.. المصريون
- عندما تغضب مصر ضد حكامها وشيوخها


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رفعت السعيد - عن الوطن - الطبقة.. والتأسلم