أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - التجربتان العراقية والإيرانية: تبادلُ أدوارٍ














المزيد.....


التجربتان العراقية والإيرانية: تبادلُ أدوارٍ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4012 - 2013 / 2 / 23 - 05:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يجري التطورُ الجمهوري بشكلِ قفزةٍ مغامرة، وليس ثمة تراكمٌ ديمقراطي ولا حراكٌ تنويري علماني تقوم به المدنُ، فإن الشكلَ الجمهوري يغدو ليس نتاجَ الجمهور وتطوره السياسي الديمقراطي.
وقيامُ النخبِ العسكرية بالدور الحاسم في لحظات التأزم البنيوية العميقة يقودُ إلى حكم عسكري عنيف واسع القمع للجمهور.
العراق وإيران الملاصقان للخليج والجزيرة العربية أشعلا فتيلَ النظام الجمهوري، وهزا التطور المتدرج للأنظمة الملَكية، بدون ذلك التراكم الديمقراطي الطويل، حيث الشعبين بلا منظمات ديمقراطية واسعة وحيث الثقافة التقليدية وهيمنة الأرياف والبوادي المحافظة على المدن.
وكان يُفترض لو كانت الجمهورية شكلاً متطوراً في المشرق أن تُثري المنطقةَ الرعويةَ المتحركة نحو التقدم واستخدام النفط.
ولكن الجمهوريةَ كشكلٍ سياسي صاعق ابتدأَ من العراق كان وليدَ نخبٍ محدودة في الجيش والسياسة، لم تَنتج تراكماً ديمقراطياً عميقاً ولذا كانت الأحزابُ الشمولية هي التي تصارعتْ حول الشكل السياسي الفارغ من حداثتهِ وديمقراطيته، وكان الجمهور يُحركُ كأجسامٍ عاطفية حادة في الشوارع، فيما تبقى علاقاتُ الانتاج التي تكبلهُ في الزراعة والعائلة، وهيمنة الدولة الشمولية، متحكمةً في هذا الجمهور آسرةً إياه في علاقات ما قبل رأسمالية تحديثية سائدة.
وإذا كان الانتاجُ الحديث هو مؤسسُ البنية التحتية للشكل السياسي الديمقراطي، فإن الشكلَ الجمهوري المنفصل سيغدو مفتوحاً للمغامرات حيث سيتحول إلى حكمِ أفرادٍ عصابيين.
الجمهور العراقي الذي كان يُفترض أن يملأَ المضمونَ بعمالٍ أحرار متطورين، كان أبعد ما يكون عن الوجود الواسع المؤثر، ولهذا فإن البرجوازيةَ الصناعية الحرة كانت قوةً صغيرة كذلك. وحتى الشكل الجمهوري المنقطع بحدةٍ عن الشكل المَلكي قام بتخريب تطور حراك الجمهور نحو الحرية والصناعة والديمقراطية. ولهذا كانت الجمهوريةُ العراقية سلسلةً من المغامرات والانقلابات والتدخلات الأجنبية.
وفي غربِ أوروبا حين انفجرَّ الشكلُ الجمهوري في فرنسا احتاج الى قرن من أجلِ تغلغلِ البرجوازية الصناعية فيه، فيما كان حضورُ العمال تالياً ومتأخراً في السياسة الحاكمة، فحضورُ حتى العمال الإنجليز المتقدمين أوروبياً في المَلكيةِ البريطانية احتاج الى ثورة الشارتيين (النساجون) في القرن التاسع عشر فقط، ليؤكدوا حضورَهم ومطالبهم الملحة وكونهم أساس الانتاج والديمقراطية السكانية.
ولهذا مع هيمنة القوى العسكرية والبيروقراطية العراقية، فإن الشكلَ الجمهوري المُبعّدَ عن الواقع والناس أصبح أكثر فأكثر بيدِ المغامرين الدمويين. لهذا كانت الحقبة البعثية ذروةَ التلاعب بأسسِّ الواقع والخريطة السكانية والبشر خاصة. من هنا يأتي التأسيسلا الأمريكي للجمهورية العراقية مرةً أخرى شكلاً آخر للتلاعب بالمفرداتِ الموضوعية، وتدعيم البيروقراطية وقوى ما قبل الرأسماليةِ واللصوصية السياسية. فلم تنقلْ الجمهوريةُ الأمريكيةُ حتى سيادة البرجوازية المتطورة صناعياً في بلدها وإرثها العلماني الديمقراطي إلى العراق، وهي التي تدهسلا العمالَ الأمريكيين في زاوية المسرح السياسي حتى الآن.
ومن هنا، فإن الفاشيةَ العراقية حركتْ العناصرَ الفاشية المتنامية في إيران. وراحت كلُ دابةٍ وحشيةٍ تتغذى على الأخرى.
فلم تكن الجمهوريةُ في إيران نتاجَ ديمقراطية الجمهور وحراكه الحر، بل فُرضتْ عليه قبل أن يعي السياسة عبر الهيمنة الدينية الرجعية، بعد أن ضُربتْ القوى البرجوازية الوطنية والعمالية خلال عقود من قِبل نظام الشاه. وساهم النظامُ العراقي السابق في تصعيد القوى العسكرية الريفية المتخلفة الإيرانية، وكانت المذبحةُ المشتركة في الحرب دليلاً ساطعاً على الفاشية وتحويل البشر الى مادةٍ محروقة.
وهكذا بدلاً من أن يتحول شكلا النظامين الجمهوريين الزائفين العراقي والإيراني إلى زخمٍ تجديدي لحياة العرب والمسلمين في المنطقة غديا كارثتين على تطورهِ وسلامة حياةِ شعوبه، وصارا مركزين لإعادتهِ الى الوراء والى الحروب والعداء الطائفي القديم.
إن الشكلَ السياسي الحديث سواءً كان جمهورياً أو مَلكياً ينبغي أن يرتكزَ إلى تطور مقومات الحداثة وتطور حياة المنتجين ومساهماتهم في السياسة والثقافة، وأن يكون العامة متطورين لا متخلفين يُستخدمون ضد مصالحهم.
إن قيام مجموعات من المستبدين بالهيمنة على الشكل السياسي الجمهوري هو كارثةٌ مناطقيةٌ وليست كارثة وطنية للبلد التي تحللا به فقط.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المَلكيةُ والجمهوريةُ وتناقضاتُ الوضعِ العربي
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (4 -4)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (3 - 4)
- الفاشيةُ الإيرانيةُ وذيولُها
- هل يمكنُ إصلاحُ رأسمالية الدولة؟!
- شكري بلعيد.. اغتيالٌ يكشفُ أزمة (2-2)
- شكري بلعيد اغتيالٌ يكشفُ أزمة (1-2)
- تركي الحمد والقراءةُ التقليديةُ
- مرحلةٌ جديدةٌ من التغيير
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (2- 2)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (1-2)
- التوصيفُ الطبيعي للربيع العربي
- تسريحُ العمالِ ومسئوليةُ الانتهازيين السياسيين
- أسباب تمكن الحركات الطائفية من الاختراق
- تصادمُ المذاهبِ المُسيّسة
- مشكلاتُ عمالِ الريف
- ثورةٌ مع مَن وضد مَن؟
- الجمهوريةُ والمَلكيةُ عربياً
- الأشكالُ السياسيةُ والتطور الصناعي
- الجمهورية والرأسمالية


المزيد.....




- منها النفط والغاز.. الصين تفرض رسوما جمركية على واردات أمريك ...
- القناة -14-: ارتفاع عدد إصابات عملية تياسيير إلى 8 بينها حا ...
- بينها -طعام لداعش- في سوريا.. البيت الأبيض ينشر قائمة بنفقا ...
- لافروف: شعار -الولايات المتحدة أولا- يتناغم مع شعارات هتلر
- كيف تعمل النقطة الزرقاء الصغيرة في دماغك على تنظيم نومك؟
- أ ب: الصين تعلن فرض رسوم إضافية على العديد من المنتجات الأمر ...
- روسيا تطلب اجتماع مجلس الأمن لبحث أزمة أوكرانيا
- -كان- عن مسؤولين إسرائيليين: مستعدون للقبول ببقاء -حماس- لكن ...
- وسائل إعلام أوكرانية تبلغ عن انفجارات في كييف
- حرب الغواصات.. كانوا ذئابا في البحر وسكارى في البر!


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - التجربتان العراقية والإيرانية: تبادلُ أدوارٍ