... ضدنا، ضد المجموعات الصغيرة من الاشتراكيين المضطرين إلى العمل في "السرية" على طول روسيا الشاسعة، ينتصب الجهاز الرهيب للدولة الحديثة الجبارة، و الذي يستعمل كل قواه من اجل خنق الاشتراكية و الديموقراطية. إننا مقتنعون بأننا سوف ننتهي إلى القضاء على هذه الدولة البوليسية لان الديموقراطية و الاشتراكية تمتلكان إلى جانبهما جميع الفئات السليمة و المتنامية من الشعب بأسره. لكن يتوجب علينا من اجل قيادة نضال منظم ضد الحكومة أن نرتفع بالتنظيم الثوري، بالانضباط و تقنية العمل السري، إلى أعلى درجات الكمال. انه من الضروري أن يتخصص أعضاء أو مجموعات من الحزب في مختلف ميادين نشاطه: نسخ النصوص، إدخال المنشورات الصادرة في الخارج إلى روسيا، النقل عبر روسيا، التوزيع داخل المدن، تجهيز مقرات سرية، جمع المساهمات، إرسال البريد و جمع المعلومات حول الحركة، تنظيم العلاقات... الخ. إن تخصصا كهذا يفترض، كما هو معلوم، الكثير من الصبر و الاستعداد للتركيز على عمل متواضع غير معروف و مستتر، عمل اكثر بطولية في الواقع من العمل المنجز عادة داخل الحلقات.
لكن الاشتراكيين الروس و الطبقة العاملة الروسية قد أعطوا الدليل على انهم يعرفون كيف يكونون أبطالا، و على العموم، سنكون مخطئين إذا ما نحن اشتكينا من انعدام الرجال. إننا نلاحظ عند العمال الشباب حمية متقدة، لا تقاوم لأفكار الديموقراطية و الاشتراكية. و يسارع المثقفون باستمرار إلى مساعدة العمال، رغم امتلاء السجون و المنافي. و إذا ما نحن عملنا على نشر الدعاية (بين جميع المنتمين إلى القضية الثورية) إلى فكرة، ضرورة وجود تنظيم صارم و تأسيس جريدة للحزب، تطبع و توزع بانتظام، فإن كل هذا لن يظل حلما.
كتبت في أكتوبر 1899 (أو فيما بعد)
نشرت للمرة الأولى سنة 1925.