|
يا روح ..ما بعدك روح..!!
توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 4010 - 2013 / 2 / 21 - 01:44
المحور:
كتابات ساخرة
من فترة ،وانا اعاني من صداع ماضوي..!! تصحبه منخفضات استوائية ماطرة من الكأبة قد تستمر أسبوعا أواكثر..!! صداع لم تجد معه كل المسكنات بما فيها الترامال الممنوع علنا ، ومن تحت لتحت سرا ..!! لم اعرف طبيبا حتى( نساء وولادة) إلا وزرته، ومعي صور رنين مغناطيسي ، وأشعة مقطعية للدماغ ..!! اتفق الجميع على أن دماغي أفضل صحة من دماغ حمار..!! ولمح بعضهم إلى اني( اتدلع.). !! فدعوت في سري ان يبتليهم الله بما أعاني ، والا يضع لهم البركة في الكشفيات التي يلهفونها ..!! بقيت في حيرة من امري حتى اخبرني صديق بوجود طيبب جديد في غزة يتعامل مع الدماغ ك (فلاش) .. ويفحص ملفاته الكترونيا.. ويستطيع ان يخلصني من أي ملف تالف ،او مفيرس..!! رقصت فرحا .. ،وأسرعت مع صديقي الى غزة التي لم اعد اعرفها.. فقد تغيرت ملامحها البريئة كثيرا فأصبحت بأحيائها الفخمة ،وفنادقها البحرية أشبه بالغنوجة هيفا..،بينما بقيت المخيمات، والحواري الاثرية على حالها أشبه بالأرملة أمينة رزق في بداية ،ونهاية ..!! وصلنا ،وبحمد الله بعد جهد جهيد بسيارة عانس هي اقرب للتوكتوك. ،وقد سبقتها كل الكايات ،والماجنومات والجيبات التي تخفي الكامل ،والهامل وراء زجاج البيرسن..!! وهذه الظاهرة مكررة وللأسف متفق عليها بالتمام بين طرفي الانقسام ..!! دفعنا للسمين الذي يجلس على مكتب 50شيكلا ،واعطاني ورقة صغيرة عليها رقم(49 ).. يااااالله . ألم يجد الا هذا الرقم ..تذكرت ان اليابانيين المتطورين جدا.. يتشائمون جدا من رقمي 4 و9 والاربعين للميت عندهم يوافق اليوم 49.. اللهم ما اجعله خير.. ،وبعدين إلى متى سأنتظر..؟!! طمأنني الكاتب ،وقال مؤكدا : بعد ساعتين..!! جلست ،ورفيقي..تأملت ما حولي..من الوجوه الشاحبة ،والصور،والسقف .،.ثم استرخيت....
لحسن حظي ،وبعد 3ساعات من الانتظار نادى الكاتب بصوته الأجش (49) الرقم 49 يدخل ..قمت متثاقلا ،وصديقي من ورائي.. دخلت.. رحب بي الطبيب بقدر ال 50شيكل وهو يفرك أصابعه.. شرحت له ما أعاني وهو يهز راسه،ويكرر اوكي..اوكي. فحصني ع الواقف.،.وتلفظ لنفسه ببعض عبارات لاتينية ،وهمهمات وانا (زي الأطرش في الزفة )..!! ثم اخبرني ان الامر بسيط جدا ،والصداع سببه بعض ملفات تالفة حفظتها في الذاكرة قبل سنوات ..!! بعد اخذ ،ورد كما في سوق الحلال .. اتفقت مع السيد (أوكي) كما أسميته... ان يخلصني من صداعي بعملية فنية لا تستغرق أكثر من خمس دقائق مقابل 1000دولار..!! سالت بصوت خافت: متى..؟!! رد واثقا:الآن..!! فزعت ،وقلت برجاء .. يا سيدي أعطني فرصة إلى الغد..كي أرى أهلي، وأودعهم ..و(اللقا ليوم اللقا) كما كان يقول جدى رحمة الله عليه فلربما تفشل العملية ،أو تحدث سكتة دماغية لم تكن بالحسبان ..!! قاطعني ساخرا..:لا.. لا تخف ..لا تكن جبانا..بس طلع المصاري ،و اتكل على الله.. ، وهز صديقي رأسه مؤيدا..!! تمتمت مستسلما :والنعم بالله رقدت ،وراسي بين يدي الطبيب ،وهو يمضغ علكة كأنه يشاهد مباراة مضمونة لنجوم الأهلي مع كفرالبطيخ .. ليوحي الي بزيادة في الثقة ،و موسيقى (المونامور) الهادئة تنبعث من مكان قريب.. كنت حقا في منتهى الرعب ..وهو يغرس إبرة مهدئة في ذراعي، فانا يكاد يغمى علي من مجرد رؤية حقنة البنسلين ..!! لحظات، وبدأت اشعر بالتمبلة اللذيدة ..كتلميذ ثانوي بليد لم يقرأ جيدا ليلة امتحان الكيميا.. وضع أوكي خمسة مجسات على انحاء مختلفة من رأسي ، وبدأ من خلال حاسوبه الخاص يتجول في ذاكرتي ويهمس يااااه... يا أستاذ ذاكرتك مكتظة بملفات قديمة معظمها يغلب عليه الألم و الحزن.. ،وبعضها ملوث بفيروسات قرصنة ،ولابد من حذفها .. أومأت موافقا وأنا آخر سلطنة.. بدا الطبيب بحذف الملفات واحدا تلو الآخر ..أخذت اشعر براسي تخف شيئا فشيئا..وان لي رغبة غريبة في الطيران مع النهيق والرفس..!! الا ان الصداع لازال يؤرقني ،وبصورة اشد مع تجل واضح لصور، وأحداث بعينها أمام عيني بقوة.. !! ساد صمت مريب ..الطبيب يظهر على وجهه القلق وحبيبات من العرق... !! هتفت :ايش فيه؟!!..حاول تجاهل السؤال وتحت الحاحي قال بصوت مرتبك: لا اخفي عليك..يا أستاذ..يوجد ملف (ابن ستين كلب)..!! غير قابل للحذف وفشلت معه كل محاولاتي ..!! هتفت به حاول مرة اخرى.. ارتبك وهو يري الدم ينزف من انفي ومن اذني.. وانا الح متوسلا : ولايهمك .. حاول ..حاول... تركني ،وانهار على الكرسي المقابل.. لا استطيع وقف النزيف..!! صرخت: ،وما العمل..؟!! فقال: العمل عمل ربنا ..!! وجدتني ابكي بصوت مسموع .. اشهد الا اله الا الله.. واشهد ان محمدا رسول الله .. يد تهزني برفق ،ولسان يقول :وحد الله..!! فتحت عيني، فإذا بي لا أزال مع صديقي،والكاتب يغط في النوم مع أربعة من المراجعين في صالة الانتظار..ابتسم صديقي قائلا :صح النوم.. نظرت الى الجوال.. الساعة 9 مساء.. قلت: ما بدهاش اليوم شؤم من اوله.. ياللا..ياعلي ..، فاندهش صديقي أكثر.. : وووين ..؟!! قلت :خلاص بطلنا ..!! فرد : وال 50 شيكل ؟!! قلت: في داهية.. يا روح ما بعدك روح..!!
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اغتيال..!!
-
بنت ناس وبنت كلب..!!
-
يااااللهول..قول على قول..!!
-
صفقوا معي لهذا الرجل..!!
-
ويقتلني نصف الراتب اكثر..!!
-
الامتحانات الموحلة..!!
-
من واحد الى عشرة..!!
-
مابين فضفضة .. وخضخضة..!!
-
وما أدراك ما الخيانة..!!
-
نموت..نموت.. ،وتحيا الانطلاقة..!!
-
برقوق..ودستور مسلوق..!!
-
جريمة حرب..جريمة كلمة..!!
-
كلنا جبناء..!!
-
اقرءوا الفاتحة..!!
-
عاجل: غزة تشهر المقلاع..!!
-
من يبول ..على الجندي المجهول..؟!!
-
الأساس في غلطة عباس..!!
-
آه..لو كنت حمارا..!!
-
كل نكتة ..وانتو طيبين..!!
-
من حرق.. الى شنق..!!
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|