أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عادل امين - العلمانية والأسلام وحقوق المرأة ( الحلقة الأولى )















المزيد.....

العلمانية والأسلام وحقوق المرأة ( الحلقة الأولى )


عادل امين

الحوار المتمدن-العدد: 4010 - 2013 / 2 / 21 - 00:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ما فتئت العلمانية تتباكى بخطاباتها وشعاراتها في المحافل الاجتماعية والثقافية على المرأة ودعوتها الدائمة
المطالبة بحقوق المرأة في ظاهرها عبر منتميها ومحسوبيها دعات العلمانية واللادينية ، في حين أننا
كأناس مسلمون نعلم ونعرف جيداً من هو المسبب الرئيسي في دمار المرأة ومغتصب لحقوقها ونعرف جيداً
من هي الأفكار التي أهانت المرأة وأنزلت دورها ومكانتها التربوية الريادية في تقدم المجتمعات وقيمتها
الى الحضيض ، علمت الأنسانية منذ بدء الخلق وكقانون مقدمي أولي في البشرية أدواراً فطرية كانت قد أدتها
المرأة أتجاه عائلتها ، بداً من الدور المتوازن في الأتحاد الروحي والجسدي وتكامله ضمن حاجة كلا الطرفين
الطبيعية ومروراً بالدور الأنتاجي لتنامي الأسرة وديمومتها وأنتهاءً بالمشتركات التطويرية في تواصل العلاقات
الفردية ضمن الروابط الأجتماعية التي لن يكون وتحت أي ضرف كان تجاهل تلك الأدوار التي تعتبر من أهم
وأولى الستراتيجيات وأساسها في بناء الأنسانية والمجتمعات وتقدمها التي نالت المرأة من خلال أدائها تلك
الأدوار والمكانة التربوية بصورة فطرية قبل أن تكون حالة لثقافة اجتماعية ! أرفع الدرجات والمستويات
المثالية وأعلاها ضمن أستحقاقاتها الرسالية التي تميزها عن نصف المجتمع الثاني ، وفي هذا الأطار :
لم ينسى الأسلام الحنيف المرأة وحقوقها - ما لها من حقوق وما عليها من واجبات - ما هي مسؤولياتها
وواجباتها تجاه أسرتها ودينها ومجتمعها ، وماهي مسؤوليات وواجبات نصف المجتمع الثاني أتجاهها وأتجاه
أسرته ، وفي أستعراض بياني للقواسم والمشتركات التي أجتمعت بين هاتين الصنفين - العلمانية واللادينية
على مر التأريخ ومنهجهما في تعاملاتهم مع المرأة وتوضيح كيفيتها حتى تكون الأنسانية - المعتدلة - على
بينة في التفريق بين منهجية هاتين - التوجهين - العلمانية واللادينية وفهم ومعرفة معطياتها التعاملية مع المرأة
وهل حقيقة حفضت للمرأة حقوقها ؟ وأثرها على الواقع العصري ، وبين مناهج رسالة السماء - الأسلام
الحنيف - الذي لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا وتعرض لها ، والتي كانت المرأة لها الحظ الأوفر في أهتماماته
وأولوياته بدأً من بناء الأسرة وإنتهاءً بالمجتمع ، وماهو دور الأسلام الحنيف ومعالجاته التي حققها في حفض
المرأة وكيانها وماهي بوادره ؟

العلمانية تفتي واللادينية تنفذ :
رغم أن الظاهر للناس من تعريف العلمانية ( أنها من العلم, ونحن في عصر العلم, أو أنها المبدأ العالمي
السائد والمتفق عليه بين الأمم والشعوب غير المنحازة لأمة أو دين أو ثقافة معينة !!! إلا أنه في الحقيقه هذا
التعريف مزور وأصوله غير صحيحة فالعلمانية ترجمة للكلمة الأنجليزية secularism :
لأن الترجمة الحقيقية للكلمة الإنجليزية هي " لا دينية أو لا غيبية أو الدنيوية أو لا مقدس" , لكن المسوقون
الأول لمبدأ العلمانية في بلاد الإسلام علموا أنهم لو ترجموها الترجمة الحقيقية لما قبلها الناس ولردوها ونفروا
منها, فدلسوها تحت كلمة العلمانية ) (1) لذلك نحن نرى ونعرف أن اللادينية تشترك كثيراً في مبادئها وأهدافها
مع العلمانية ، وقد عزى أغلب الكتاب و الباحثين عن أصل العلمانية ونشوئها الى أيام الثورة الفرنسية أو ظهورها
في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ميلادي ، التي تنظر إلى الدين على أنه ينبغي أن يكون أمراً شخصياً
محصوراً بين العبد ومعبوده لا شأن للدولة به ، أو كما يطلق عليه في المصطلح السياسي الحديث :
- فصل الدين عن السياسة - الذي كان من نتائجه على الغرب الذي أعتنق وسار مع هذه الفكرة ، أحتدام الخلاف
ما بين رجال الدين ورجال العلمانية على السلطة، مما جعلهم ينادون بفصل الدين عن الدولة ليستقل كل فريق
بسلطته ، فحل الجانب المادي محل الدين وأقصي الدين تماماً ، ولم يعد الأيمان بالغيب أي مكانة في النفوس ،
إذ حل محله الإيمان بالمادي المجرد المحسوس

( العلمانية قبل الأسلام )

لكن الحقيقة التي ربما لم يلتفت لها المسلمون في أصل نشوء العلمانية ، ( من وجهة نظرنا ) هي أن العرب
والجزيرة العربية في زمن الجاهلية أساس العلمانية ونشئتها ، فقد كانت عبادة الأصنام والوثنية وإن زعموا
أنها لا تعدو أن تكون وسائط بينهم وبين الله ، والأنحرافات الخلقية والاخلاقية والأجتماعية والفوضى
السياسية والتشريعية سائدة عند العرب في تلك الفترة التي لو فصلناها بصورة أعمق وأدق وتقنينها ضمن
المستويات - العقيدية - والسياسية - والاجتماعية - وغيرها من المستويات
لوجدنا أن - العلمانية اللادينية - هي الفكرة والمفهوم العام الذي يتعاطى معه مجتمع العرب الجاهلي في داخل
الجزيرة وخارجها ، المجتمع الذي أهتم بتراث الآباء والأجداد واتباع ما كانوا عليه مهما يكن فيه من الزيغ
والانحراف والضلال ، من ضمن سلوكيات العرب الجاهلية التي تخجل منها علمانيتهم ولادينيتهم :
( إزهاق نفس بغير ذنب ) وهو قتل الموؤودة - المرأة - التي هي ( أهتمام مقالتنا ) فقد قال تعالى بكتابه
الكريم : ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ : بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ) (2) وقال سبحانه وتعالى وهو يصف علمانية ذلك الزمان
وجهلته :
(وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ. واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهوكظيم. يَتَوَارَى
مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ) (3)
أن مجرد تذكر هذا الفعل الشنيع لعلمانية ذلك الزمان ولادينيتهم المعبرة بسلوكياتهم في قتل بناتهم ووأدها
لالذنب فقط لأنه ولدت لأحدهم بنت الأمر الذي يشعر معه علمانية ذلك الزمان بالعار والخجل من هذا المولود
قد يسأل سائل أو يقول : أن علمانية العرب ولادينيتهم في تلك الفترة غير مقصودة كفكر علماني على وجه
التحديد ذلك لأن المجتمع العربي لذلك العصر لم يكن يدين بدين معين أو أنه مجتمع جاهل ولا يعي أو يفهم
أو يدرك أبعاد أنحرافاته تلك فيما لو كان يدين بدين !!
ويرد هذا القول والتعليل أمران :
الأمر الأول :
هو أن الجزيرة العربية والعرب ككل كانت حنيفية على ملة نبي الله أبراهيم ( عليه السلام ) أي أنها تدين بدين
الأسلام أنهم يعرفون الله الواحد الخالق ، ولكنهم يشركون معه هذه الأوثان والأصنام كوسيلة يتقربون بها إلى
الله الواحد الخالق ، ففي قوله تعالى : ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) (4) فهم عبدوا الأوثان والأصنام
لذاتها وأشركوها مع الله رب العزة والجلال لذلك سماهم القرآن الكريم بـ المشركين ونستنتج من ذلك أن ديانة
عرب الجزيرة قبل مجيء الإسلام العظيم وثنية وصنمية لكنها غير معقدة كوثنية غيرهم من الأمم الأخرى
كاليونانية والرومانية والفارسية ، مع أن وثنيتهم لم تكن عميقة الجذور ولم تكن أصيلة. فأن عرب الجاهلية هم
بالأساس موحدون أدخلوا مع الله شريكا من خلقه فصاروا مشركين فانحرفوا عن جادة أجدادهم الأقدمين .
الأمر الثاني :
بالنظر مع ماجاء في الأمر الأول :
فأن هذا الأشراك وهذا الأنحراف عن الخطوط الأسلامية الحنيفة التي هي بالأساس مناهج وقوانين أنزلت لكي
تسير عليها الأنسانية لما فيه خيرها وصلاحها ! هو أرتداد وكفر بكل ماهو إنساني وديني وقانوني وأجتماعي
وسماوي سواء أكان بأعتناق العلمانية أو غيرها من الأفكار والمعتقدات والمذاهب اللادينية الأخرى .
(1) د . عوض بن محمد القرني ( العلمانية التأريخ والفكرة ) .
(2) التكوير 8:9 .
(3) النحل 57 -59
(4) الزمر - 3



#عادل_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى - سمفونيا المرجعية - تعزف على جروح الشعب
- ستراتيجية التشخيص وايديولوجيا النجاح ( الفصل الاخير )
- مقتدى الصدر بين مهارات القيادة وصفات القائد
- البطاقة التموينية في سيناريو المرجعية الجديدة
- ستراتيجية التشخيص وايديولوجيا النجاح ... ( الفصل الاول )
- رسالة مفتوحة للأخ توفيق أبو خوصة
- سورية إسقاط ...أم إصلاح...؟
- انعقاد المؤتمر السادس لرابطة الانصار الشيوعيين في ستوكهولم
- نظرية المؤامرة... تنفض عن نفسها الغبار
- حركة الأنصار سينمائياً
- العراق المتوسط
- نعم لاتحاد الشعب...لكن‏
- الحزب الشيوعي العراقي والتحالفات المجدية


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عادل امين - العلمانية والأسلام وحقوق المرأة ( الحلقة الأولى )