|
نحو هبة جماهيرية لإنقاذ الأسرى
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 4010 - 2013 / 2 / 21 - 00:01
المحور:
القضية الفلسطينية
نحو هبة جماهيرية لإنقاذ الأسرى بقلم عليان عليان يواصل أبناء شعبنا العربي الفلسطيني ، في الأراضي الفلسطينية المحتلة الكشف عن إبداعاتهم الكفاحية ، مبددين الصورة التي راح البعض يرسمها لهم ، عن حسن نية ، بأنهم استكانوا لقدرهم جراء أوسلو واستحقاقاته ، ومن ضمنها رهن كتلة جماهيرية ضخمة بالراتب وبالقروض المبرمجة من البنوك ، وتأثير ذلك كله على البعد النضالي للمواطنين الفلسطينيين. فبعد إقدام أبناء شعبنا ، على بناء قرى باب الشمس ، وباب الحرية وكنعان ، في المناطق ، التي ستجري مصادرتها ، لغايات الاستيطان ولجوء قوات الاحتلال إلى هدمها ، ومن ثم إصرار شعبنا على بناء المزيد منها ، وجعل العدو ، يعيش حالة استنفار دائم ، في مواجهة الإبداع الفلسطيني. بعد هذا كله ، جاء الإبداع الكفاحي الفلسطيني الجديد ، انتصاراً للأسير سامر العيسوي ورفاقه ، الذين ضربوا رقماً قياسياً في الإضراب عن الطعام " ما يزيد عن 200 يوماً"ولإنقاذ عموم الأسرى الفلسطينيين حيث تمثل الإبداع هذه المرة ، ليس بالاعتصام أمام مقرات الصليب الأحمر الدولي ، ومقرات الأمم المتحدة ، وليس ببناء خيمات الاعتصام في مختلف المدن والتجمعات الفلسطينية ، بل عبر زحف الجماهير إلى المعتقلات الإسرائيلية يوم الجمعة الماضي تحت شعار " كسر الصمت" والاشتباك مع جنود العدو ، وحراس السجون وعبر زحف الجماهير ، إلى المستوطنات ، ومحاصرتها ، والاشتباك مع المستوطنين ومع حرس المستوطنات. وهذا ما حدث يوم الجمعة الماضي ، عندما حاصرت جماهير شعبنا سجن عوفر ، واشتبكت مع جنود العدو الصهيوني ، في مواجهات أسفرت عن إصابة ما يزيد عن 200 مواطن فلسطيني ، وإصابة عدد من جنود العدو ، وعندما حاصرت جماهير شعبنا مستوطنة أفرات قرب بيت لحم ، وعندما دخل الشبان الفلسطينيون ، في مواجهات ، مع قوات الاحتلال ، عند الحواجز العسكرية في الخليل وبيت لحم وجنين والعيسوية . وقيمة هذا التطور النوعي ، في التفاعل الكفاحي ، مع قضية الأسرى وعبر الضغط الميداني ، على العدو ، لإطلاق سراح سامر العيساوي ورفاقه الأبطال ، يكمن فيما يلي : أولاً: أن التضامن مع الأسرى ، وقضيتهم ، انتقل من شكل تضامني سلمي ، إلى مواجهة واحتكاك مباشر ، مع قوات الاحتلال أمام السجون وفي محيط المستوطنات ، وهذا تطور نوعي جديد ، في عملية التضامن مع الأسرى. ثانياً: أن التضامن مع الأسرى ، على هذا النحو ، بمثابة رسالة للعدو الصهيوني ، بأن استشهاد العيساوي ورفاقه ، قد يشعل انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، تكون رافعةً حقيقية للربيع الفلسطيني المنتظر ، في مواجهة الاحتلال ، والأغلال المقيدة لشعبنا. ثالثاً: أن التضامن مع الأسرى ، عبر المواجهات ، مع قوات الاحتلال أمام بوابات سجن عوفر ، وعلى مسمع من الأسرى ، وراء القضبان يرفع من الحالة المعنوية للأسرى ، ويجعلهم يشعرون بأن شعبهم الفلسطيني لم ولن ينساهم ، وأن القضية ، التي اعتقلوا من أجلها لا تزال حية ، في وجدان ، وضمير الشعب الفلسطيني. رابعاً : كما أن التضامن مع الأسرى ، في إطار الاشتباك مع الاحتلال يفعل قضية الأسرى ،على الصعيد الدولي ، حيث أعربت الأمم المتحدة على لسان منسق الشؤون الإنسانية فيها " جيمس دبليو راولي " عن قلقها بالنسبة لوضع المعتقلين الفلسطينيين ، في السجون الإسرائيلية وبخاصة مصير الأسير سامر العيساوي ، وبقية رفاقه ، الذين ينفذون الإضرار الأطول في التاريخ عن الطعام . في ضوء ما تقدم ، من تداعيات إيجابية ، لهذا التطور النوعي في الفعل التضامني مع الأسرى ، يتوجب ما يلي: 1-لا بد من الاستمرار ، في هذا الفعل المقاوم ، وتطويره باتجاه هبات جماهيرية متلاحقة ، على طريق توليد انتفاضة جديدة. ولعل استمرار المسيرات ، والمواجهات ، حتى اللحظة مع قوات الاحتلال والمستوطنين ، تنبئ بتطور الأمور ، باتجاه إشعال الانتفاضة الثالثة . 2-ولا بد من الاستمرار أيضاً ، في الأشكال التضامنية الأخرى من اعتصامات ، ومسيرات ، ومخاطبات للصليب الأحمر ، والأمم المتحدة . 3-ويتوجب على قيادة منظمة التحرير وكافة الفصائل الفلسطينية الاستمرار في تقديم الدعم المطلوب، لهذا الحراك الجماهيري النوعي والبناء عليه ، والتحرك فورا باتجاه مجلس الأمن ، ومجلس حقوق الإنسان ، للضغط على حكومة العدو ، لتحقيق مطالب الأسرى الأربعة الذين يواجهون ، خطر الموت ، بين لحظة وأخرى . 4- يتوجب على قيادة المنظمة ، أن تترجم وعودها ، بعد تحقيق الانجاز الهام ممثلاً في حصول فلسطين على صفة " دولة غير عضو في الأمم المتحدة " بشأن التوقيع على اتفاقية روما ، وعلى اتفاقات جنيف الأربعة ، من أجل محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين ، على جرائمهم ، بحق الشعب الفلسطيني أمام محكمة الجنايات الدولية ، ومن ضمنها جرائمهم بشأن الاستيطان، وجرائمهم ، ضد الأسرى الفلسطينيين ومن أجل تطبيق اتفاقات جنيف ، التي تعتبر المعتقلين الفلسطينيين أسرى حرب، يتوجب معاملتهم ، على هذا الأساس ، ومن ثم إطلاق سراحهم . 4-ولا بد من التحرك ، صوب الحكومة المصرية التي لعبت دور الوسيط الضامن ، لعملية تبادل الأسرى ، في إطار ما سمي "بصفقة شاليط " لاسيما وأن سلطات الاحتلال ، أخلت ولا تزال تخل ، بشروط الصفقة التي أبرمت قبل تسعة شهور ، ولعل إقدامها على إعادة اعتقال الأسير المحرر سامر العيساوي ، وبعض زملائه ، وإعادة تأكيدها على الأحكام السابقة الصادرة بحقهم ، لمثال صارخ ، على نكث العدو بالوعود والعهود . كما يتوجب ، على الجماهير الفلسطينية ، في الشتات أن تأخذ دورها في الفعل المقاوم لإنقاذ الأسرى ، وأن تبتدع هي الأخرى أساليب متطورة لتفعيل قضية الأسرى ،على الصعد العربية والإقليمية والدولية. ولعل السلسلة البشرية ، التي جرى تنفيذها مؤخراً في عمان من قبل عدد من الفعاليات الشعبية ،، تضامناً مع العيساوي ورفاقه ، ومع كافة الأسرى ، في سجون الاحتلال " وتحت شعار " سامر العيساوي 193 يوماً من الحرية" ، خطوة هامة ،على طريق ، تطوير الأساليب التضامنية ، مع قضية الأسرى .
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شعار الاستقلال الفلسطيني مناقض للمرحلية وللهدف الاستراتيجي
-
كفى رهاناً على الانتخابات واليسار الاسرائيلي
-
نحو أوسع حملة تضامن مع المناضل الأسير سامر العيساوي
-
الرئيس مرسي يعيد إنتاج تجربة مبارك
-
باب الشمس : إبداع نضالي فلسطيني جديد
-
على هامش مهرجان فتح في قطاع غزة
-
مجزرة الاستيطان تجهض حلم الدولة الفلسطينية
-
مبادرة عربية جديدة للسلام ... أية مهزلة هذه ؟
-
حول التحديات والمهام الفلسطينية الراهنة
-
فلسطين - دولة غير عضو - إنجاز كبير ..ولكن ؟
-
اتفاق القاهرة لوقف إطلاق النار في الميزان
-
صواريخ المقاومة تصنع ملحمة النصر وتاريخاً جديداً للشعب الفلس
...
-
الجبهة الشعبية تعيد الاعتبار للفعل المقاوم ضد الاحتلال
-
ذكرى بلفور مناسبة لاستخلاص الدروس وليس لممارسة طقوس كربلائية
-
مرسي يصدم مصر والأمة العربية برسالته الحميمية إلى بيريز
-
المحرقة في مدارس الأونروا مجدداً !
-
رسائل طائرة حزب الله للعدو الصهيوني ولكل من يهمه الأمر
-
فوز شافيز : هزيمة للنيوليبرالية وانتصار للشعوب ضد جلاديها
-
قراءة أولية في التصعيد الإسرائيلي ضد إيران واحتمالات الحرب
-
مؤامرة صهيو - أمريكية لشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين
المزيد.....
-
أيّ استراتيجية أميركية تجاه نووي إيران ودعمها لحزب الله في أ
...
-
يورو 2024.. فرنسا تهزم البرتغال وتضرب موعدا مع إسبانيا في نص
...
-
-أسوشيتد برس-: بايدن يجري استعدادات كبيرة قبل المقابلة مع شب
...
-
مصر.. وزير التعليم الجديد يعلق على ادعاءات حصوله على شهادة د
...
-
انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات الإيرانية بمشاركة أولية
...
-
ما بعد الانتخابات.. أولويات رئيس إيران
-
-تسنيم-: بزشكيان يتقدم على جليلي في الفرز الأولي لأصوات الان
...
-
شاهد.. جرحى جراء انفجار ألعاب نارية ضربت حشودا خلال احتفال ب
...
-
كأس أمم أوروبا: فرنسا تثأر من البرتغال وتهزمها بركلات الترجي
...
-
عزوف واسع عن التصويت في انتخابات الرئاسة الإيرانية
المزيد.....
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
المزيد.....
|