أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - دولة مدنية .. بشرطة سلفية














المزيد.....

دولة مدنية .. بشرطة سلفية


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 14:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فوجئ الرأى العامّ التونسى بعد اغتيال الشهيد شكرى بلعيد بظهور «شرطة سلفية» تجوب الشوارع على متن شاحنات. هم رجال ملتحون وبأزياء خاصّة وأعلام سوداء وسيوف وعصيّ يتولّون حماية الممتلكات ويشرفون على تسيير حركة المرور ويراقبون سلوك المنحرفين وغيرهم. والواقع أنّ هذه الشرطة الموازية لجهاز أمنىّ أراد أن يكون أمنا جمهوريّا، بدأت ارهاصات تشكّلها، منذ فبراير 2012، حين اُعلنت «إمارة سجنان» ونصبت جماعة سلفيّة نفسها وصية على الناس، تطبّق «الحدود» وتردع تاركى الصلاة وتؤدب شاربى الخمر وغيرهم. حينها كذّبت الحكومة ما راج من أخبار وها نحن اليوم أمام



●الشرطة الموازية» المنتشرة فى الأرض فى العاصمة وقبلى وصفاقس وغيرها من المدن التونسيّة.


ولئن اعترف وزير الداخليّة بظهور هذه الجماعات مبرّرا ذلك بحالة الاحتقان الاجتماعى السياسى الذى تمرّ به البلاد ومُنزّلا نشاطها فى إطار وعى المواطن بواجبه فى حماية الممتلكات مثلما كان الأمر زمن الثورة فإنّ الموضوع فى ظاهره أمنى ولكنّه سياسى بامتياز. فشتّان بين لجان حماية الأحياء التى ظهرت ليلة 14 جانفى/ يناير بمبادرة تلقائية تعبّر عن حسّ وطنى ووعى مدنى ولها مبرّرات مفهومة تكمن فى هشاشة المؤسسة الأمنية، وبين «الشرطة السلفية» التى تنخرط فى ممارسة «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» ، ومعنى ذلك أنّنا إزاء فئات انتقلت من مرحلة المطالبة بدولة إسلامية أو الخلافة وتطبيق الشريعة إلى مرحلة التمكنّ عبر فرض «أحكامها» وخدماتها طواعية أو قسرا على الناس.


وبصرف النظر عمّا تردّد بشأن هذه الجماعات من أخبار متباينة منها الإشادة بخدماتها والتنديد بطابعها الاستعراضى الذى يروّع الناس، خاصّة فى ظلّ غياب أجهزة الأمن، فإنّ هذه «الشرطة السلفية» التى تتبناها أنصار الشريعة (السلفية الجهادية) ولها ناطق رسميّ وصفحات على الفيسبوك ورابطها (الشرطة الاسلامية الموازية بالضاحية الشمالية تونس) تهدّد بنسف مدنيّة الدولة ذلك أنّها تتمأسس أى تنتقل من ظواهر معزولة إلى ظواهر منظّمة تشبه فى ذلك ما سميّ بـ«رابطات حماية الثورة» و «ميليشيات النهضة» وهى ذات هدف سياسى واضح يتمثّل فى استقطاب الخائفين وتأديب العصاة واحتلال الفضاء العمومىّ والتموقع السياسى فضلا عن محاولة كسب تعاطف الجموع وتغيير صورة السلفيين فى أذهان الناس الذين وقعوا تحت هول الصدمة بعد حادثة السفارة الأمريكية.



أمّا قبول فئة من المواطنين لهذه الظاهرة فإنّه يُعزى إلى غياب تجذّر فكرة المواطنة من جهة، والشعور بالخوف والحاجة إلى الحماية، من جهة أخرى. كما أنّ ارتياح فئة من المسؤولين الأمنيين وترحيبهم بهذا «التعاون» مفهوم فى ظلّ تصاعد وتيرة العنف وصعوبة السياق.



ولكن عندما تحلّ شرطة سلفيّة محلّ الجهاز الأمنى فنحن إزاء خطر يهدّد وجود الدولة ويغيّب وظائفها ومسؤوليات مؤسساتها. ولا يخفى أنّ ظاهرة «انتحال صفة الأمنيين» تُحدث اللبس لدى الناس وتذكّر بعضهم بالحرس الثورى الإيرانى و«إنجازاته»، ولا تخدم المسار الانتقالى.



إنّنا نشهد اليوم ولادة هياكل موازية: مجتمع مدنى يشتغل وفق الضوابط المتعارف عليها، ومجتمع مدنى فى نسخة مؤسلمة. خدمات صحيّة حكومية وأخرى تقدّم تحت مظلّة الجمعيات الإسلامية الخيرية. إعلام عمومى وخاص وإعلام متأسلم...ولا نحسب أنّ تنامى هذه الظواهر من شأنه أن يقيم الدليل على بناء دولة المؤسسات ودولة المواطنة وتحقيق الوحدة الوطنيّة والعيش معا غاية ما فى الأمر أنّنا قد نسير إلى تقسيم البلاد إلى معسكرين يعيشان على وقع «التدافع الاجتماعى السياسى الغنوشى» من يعملون على أن تكون تونس دولة مدنيّة فى مقابل من يؤمنون بالخلافة الإسلامية، ويسعون إلى إقامتها قسرا فى ظلّ حكومة عينها كليلة عمّا يجرى أو قد تكون مرتاحة لما يحدث.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حراك داخل المؤسسة الأمنية
- ثوابت الإسلام أم ثبات المواقف؟
- ربيع الثورات.. ربيع جنسى
- هل نحن فى تونس أم فى «تونستان»؟
- النسوية الإسلامية: حركة نسوية جديدة أم استراتيجيا نسائية لني ...
- استفزاز
- بشرى لرجال بلادي بإرخاء اللحى
- إن كان العهرفي شرعكم هو هذا ...فأنا عاهرة
- لا خوف بعد اليوم
- النساء والثورات والعنف
- التونسيات وبناء المسار الانتقالي نحو الديمقراطية
- بئس الراب / Rap music إن تحوّل إلى مديح للكراهية
- د.آمال قرامي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الفتاوى ...
- استرجل...أصل الرجولة مش سهلة
- كتابة الهجرة السرّية من منظور نسائي
- أن تكوني ناشطة حقوقية مستقّلة في مجال حقوق الإنسان للمرأة
- غزة والرابح الأكبر
- النساء بين عنف النصوص وعنف التأويل
- الجسد الأنثوي والعلامة: قراءة فيما وراء الحُجب
- المفكر العملاق


المزيد.....




- لحظات سعيدة مع أطفالكم! قناة طيور الجنة تتيح لكم مشاهدة أغان ...
- استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 نايل سات وعرب س ...
- “سلي أطفالك في الإجازة” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديده2024 و ما هي ال ...
- لا للتجنيد بالجيش الصهيوني.. لوفيغارو: اليهود المتشددون لن ي ...
- “أغاني البيبي الصغير المفضلة” تحديث تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- تقرير فلسطيني: عشرات المستعمرين يقتحمون المسجد الأقصى
- حميدو الولد الذكي والبندورة الحمرا.. مع باقة رائعة من الأغان ...
- الفاتيكان يحظر الوشم على العاملين بأكبر الكاتدرائيات
- مفتي داغستان يصدر فتوى بشأن النقاب خلال الأيام المقبلة


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - دولة مدنية .. بشرطة سلفية