أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - لماذا لا يسمي الغرب أبناءهم على أسمائنا كعرب مسلمين؟















المزيد.....

لماذا لا يسمي الغرب أبناءهم على أسمائنا كعرب مسلمين؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 10:49
المحور: كتابات ساخرة
    


معظم البشر يبحثون -على اختلاف مذاهبهم الدينية والعقائدية والفكرية والفلسفية- عن تسمية أبنائهم على أسماء العلماء الذين غيروا بعلمهم وجه الزمان والتاريخ وأدخلوا البشرية جمعاء إلى عصر حديث جدا مثل (فورد) ومكتشف الكهرباء الألماني(فون غير كيه) عام 1671م,وتشارلز داروين صاحب نظرية النشوء والارتقاء,ومن المستحيل أن نجد عربيا مسلما سمّى ولده على اسم(أديسون) المخترع العظيم أو إن وجد ذلك فمن الممكن أن تكون النسبة تقريبا تساوي 1من 10مليون, و(جوتنبرغ) مخترع الطباعة, ونجد العرب المسلمين يسمون أبناءهم على أسماء عربية إرهابية وفي النهاية يقولون للموظف البسيط في دائرة الأحوال المدنية حين يقطع شهادة ميلاد مع ابتسامة شفافة: (خير الأسماء ما حُمّدَ وعُبِدَ).

فكيف نريد تحقيق النهضة والثورة البيضاء ونحن لا يوجد بيننا اسما واحدا على اسم أفضل عالم من علماء الغرب ونبحث في كتب التاريخ عن أسماء الدجالين والنصابين والنسونجية لنسمي أبناءنا على أسمائهم في الوقت الذي يسمي فيه الغرب أبنائهم على أسماء علماء غيروا وجه الحضارة والتاريخ, وإذا كان العالم الغربي فعلا يحترمنا فلماذا لا يسمون أبناءهم على اسم نبي الرحمة والإنسانية(محمد) كما يقول عنه كافة العرب المسلمين؟,كم صيني سمى ابنه محمد أو عمر أو خالد؟وكم ...إلخ.

وكيف مثلا نعتبر نبينا نبي الرحمة وبنفس الوقت نقول بأن الغرب يعرفون النبي محمد على أنه صاحب رسالة سمحة وكلها محبة وبنفس الوقت لا أحد في العالم الغربي يسمي ابنه على اسم(محمد,ص)!.

تشير معظم الفتاوى الإسلامية أنه لا يجوز ولا يحق للمسلم أن يسمي أبناءه على أسماء علماء الغرب ورموزهم التاريخية والدينية بالإضافة إلى أسماء علماء الغرب في شتى العلوم ورغم ذلك هنالك تجاوزات من المسلمين المعاصرين على هذه الفتوى بحيث يسمي بعض المسلمين أبناءهم من إناث وذكور على أسماء غربية أجنبية انكليزية وفرنسية كتعبيرٍ عن بداية تغيير وجهات النظر في العالم الغربي وهذا دليل على أننا بدأنا نتوجه توجهات صحيحة,نعبر فيها عن حبنا للعالم الآخر بطريقة عفوية,ومع هذا لا يسمي الغربيون أبناءهم على أسمائنا ولا فنادقهم على أسمائنا ولا محلاتهم التجارية ولا مطاعمهم ولا منتجعاتهم.., طبعا علماء الإفتاء لهم في عملية المنع من تسمية الأولاد بأسماء أجنبية رأيٌ وهو : أن هنالك من علماء عرب ومسلمين ما يكفي لتسمية أبناءهم على أسمائهم.

وتشير الدلائل إلى أن العرب المسلمين لا يسمون أبناءهم مثلا على اسم(أفلاطون,سقراط,جاكبسون,جيمس.واط,ماركس,نلسون,لينين,غاندي,مرسيدس,ميتسوبيي,استالين,جيمس بيتر,روزفلت,أجاثي كريستي,كافكا,رونالدو,بوش,) والقائمة تطول,ونظرا إلى الفتاوى بضرورة منع تلك الأسماء فإن بلادنا العربية الإسلامية خالية تماما من اسم(نيوتن) الذي يعد بحق من العلماء الذين قلبوا في زمانهم نظام العلم في العالم على حسب تخصصه, ومثلا لم نسمع بعربي مسلم واحد قام بتسمية ابنه على اسم(نوبل)أو(آينشتين),نابليون.. رغم أنه من الممكن أن نجد مثل هذه الأسماء في الوطن العربي بنسبة 1 من مليون,أو نجدها كلقب للتهكم وللسخرية,وأنا ما زلت أشاهد رجالا يطلق عليهم بعض الناس ألقابا أجنبية للمزاح وللتهكم وللسخرية فقط لا غير.

والأدهى والأمر من كل ذلك أن المسلمين أيام بداية الدعوة الإسلامية وبعد نجاحها كانوا مستمرين جدا بتسمية أبنائهم على أسماء الكفار والمشركين الذين ماتوا دون أن يؤمنوا بالدعوة الإسلامية, والغريب والملفت للانتباه أن المسلمين اليوم لا يسمون أبناءهم على أسماء الغرب الذي يقولون عنه بأنه كافر, رغم أن المسلمين في البداية كما أشرنا سموا أبنائهم على أسماء الذين ماتوا ولم يؤمنوا بالدعوة,ولذلك ما المانع اليوم من تسمية بناتنا على أسماء راقصات وممثلات أجنبية؟,حتى أن (هند.. الهنود أكالة الكبود) التي مضغت من كبد حمزة عم الرسول في معركة أحد بحيث ما زال العربُ المسلمون إلى اليوم يسمون بناتهم على اسمها,أليست هذه ظاهرة غريبة؟إذا ما المانع من أن نُسمي أبنائنا على اسم(بوش) أو على إسم(نتنياهو) أو(رابين) ففي مثل هذا السلوك تتغير نظرة العالم العربي الإسلامي عن العالم الغربي وتصبح هنالك فرصة كبيرة أخرى لتساقط حبات المطر والخير والبركة لتحقيق السلام بين المسلمين وبين اليهود وبين العالم المسيحي, وإن كان في ذلك شكٌ مريب حول الفنانات والراقاصات فإنني أقول:ما المانع من تسمية بناتنا وأولادنا على أسماء علماء الغرب؟ دون التسمية على أسماء الرموز العسكرية والسياسية إذ نختصر ذلك على أسماء العامة من الطرف الآخر.

إن هذا السلوك والتصرف هو الذي يجعلنا في مصاف الأمم الأخرى غير المتقدمة بحيث أننا مثلا لا نجد عالما عربيا بمستوى علماء الغرب في كل شيء وفي كافة التخصصات, ومن النادر فعلا أن نجد عربيا سمى ابنه على اسم مؤسس الشيوعية أو عالم الذرة اليهودي.

وهنالك مشكلة أخرى عند الشيعة المسلمين الذين يرفضون أن يسموا أبناءهم على أسماء الخلفاء الراشدين مثل(بكر,عمر,عثمان),في الحقيقة العالم كله يكرهنا ويكره رموزنا الفكرية والدينية والسياسية, فهل هنالك مواطن أمريكي يسمي ابنه على إسم(أسامه)أو(صدام) أو(القذافي)...والقائمة تطول.

وهنالك شيء ملفت للانتباه أكثر وهو أن علماء الإفتاء الغربيين كل على حسب دينه لا يمانعون على ما أعتقد من تسمية أبنائهم بأسماء غير عربية مسلمة ورغم ذلك من المستحيل أن تجد أجنبيا يسمي أبنه على أسم عربي مسلم حتى الرسول نفسه لا يسمي أصحاب الديانات الأخرى أبناءهم على اسمه,فمثلا لا أحد يسمي ابنه (محمد) في المجتمعات الغربية حتى لو كان الأب والأم ملحدان تماما ولا يؤمنان ولا بأي دين, وهذه الظاهرة تجعلني أقف حائرا حولها,زد على ذلك ورغم التشديد على منع التسمي بأسماء علماء الغرب إلا أن هنالك ظاهرة أخرى وهي المراكز والأسواق التجارية بحيث يسمي العرب المسلمون محلاتهم والمولات الكبيرة التجارية بأسماء أجنبية وأسواقهم وشركاتهم ومؤسساتهم في الوقت الذي لا نجد فيه غربياً أجنبياً يسمي شركته أو دكانه باسم عربي مسلم مثل مطعم(إسماعيل الفوال)أو(إبراهيم الفلافل),هذا الشيء يجعلنا ننظر لأنفسنا على أن العالم الآخر يكرهنا ويكره كل تصرفاتنا ويستحون من تسمية أبنائهم على أسمائنا العربية,وهذا الشيء يجعلنا نستحي من أنفسنا لأننا في الواقع نحن ورموزنا عبارة عن مخربين ومصدر خطر على البشرية كلها.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورتي2
- عاري
- أنا إنسان فاشل
- إبرة مخدر
- هذه هي حياتنا
- هل تريد أن تحكم مصر؟
- أنا مثل إسرائيل
- اللعب مع الكلمة
- جهاد في عالم الضياع
- اليوم الذي كنت خائفا منه
- الكل مشهور
- ألم الحرمان
- الأصدقاء المزيفون
- رحلة العذاب
- الإنسان مخلوقٌ فوضوي
- مساعدة الفقراء تؤجل الثورة
- كيف يختار الله الرسل والحكام وكبار رجال الأعمال
- العبور من ديانة إلى ديانةٍ أخرى
- سنه حلوه يا ثقافه
- الخلوة أحيانا ضرورية


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - لماذا لا يسمي الغرب أبناءهم على أسمائنا كعرب مسلمين؟