أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سعد الشيباني - الاسد وتطيف المجتمع: صراع الأقلية ضد الاكثرية (ج2)














المزيد.....

الاسد وتطيف المجتمع: صراع الأقلية ضد الاكثرية (ج2)


عمر سعد الشيباني

الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصراع بدء بين الحزب القومي السوري وحزب البعث على استلام السلطة من خلال الجيش. فقد فتح حسني الزعيم طريقا لكل مغامر بأن يحقق احلامه السلطوية من خلال الجيش. ومن المفروض أن يكون الجيش حياديا من السلطة والسياسة ومهمته حماية الوطن، لكن في سوريا اصبح مطية للمغامرين. تنبه حزب البعث على ذلك، فأخذ يبني علاقات معقدة مع الضباط الكبار وينسبهم للحزب. حلم حافظ الاسد بدء مع انتسابه لحزب البعث وكشف عن نواياه في اجتماع الحزب في عام 1961 في حمص عندما كان يجادل في أن القيادة في الحزب يجب أن تكون عسكرية. والسبب في ذلك، يكمن أنه لو انتظر حزب البعث خمسون سنة لنيل السلطة عن طريق الانتخابات، ماحصل عليها. ولذلك قام الحزب بانقلاب على الحكومة ونصب نفسه قائد للمجتمع والدولة. ولأن الحزب في مضمونه وممارساته، حزب اقليات، قامت شخصيات مغامرة بانقلاب داخل الحزب تحت مسميات تقدمية ويسارية مثل صلاح جديد. وحكم سوريا من سنة 1966 حتى انقلاب رفيقه الاسد. صلاح جديد حكم من خلال نور الدين الاتاسي. الاتاسي كان الواجهة السنية، لكن القرار كان لصلاح جديد. راقب حافظ الاسد كل هذا عن كسب وادرك أنه بالامكان حكم سوريا من خلال الجيش، أي بالقوة بعد مشاهدته لحكم رفيقه صلاح جديد.
وحسب شوهود عيان من الجيش، تم تصفية الالاف الضباط السنة تحت مسميات تشبه اليوم. ( زعزعة الوحدة الوطنية، وتهديد الامن القومي وكلام فاضي عمل عليه حافظ الاسد منذ توليه) . أنتقلت هيكلية الجيش من هيكلية بعثية مختلطة في اوئل الستينات، إلى هيكلية عليوية في القيادات لمنع أي محاولة انقلاب على الاسد. ووضعوا مكياج على الجيش والنظام، من أمثال مصطفى طلاس الذي كان مشغولا منذ توليه وزراة الدفاع بتأليف الكتب عن فن الطبخ من خلال داره (دار طلاس). أما الوزارات فكانت غير ذات اهمية، لأن الحكم الحقيقي اصبح لجهاز الأمن والمخابرات، والجيش. وبعد تصفيات عديدة اصبحت قيادات الجيش ومخابراته من لون واحد موالي للأسد ومن طائفة واحدة. وبالطيع استفاد الكثير من الطائفة العلوية من النظام، امتيازات المواطنة، فكان لازاما لأي سني أن يتوسط له رجل علوي في المعاملات الحكومية. ووزع الاسد، المناصب الحساسة عليهم مثل الجمارك لكثرة المال فيها، وشرطة السير، والنفوس، والاعلام، حتى مثلوا في هذه الوظائف 90% بالمئة. وهنا كانت محاولة الاسد في توريط الطائفة معه كي تصبح غير قابلة للرجوع. بمعنى أن اخذ كل هذه الامتيازات، من الصعب أن يصبح هو الهدف بل اصبح الهدف بقاء امتيازات الطائفة. أي ربط مصير الطائفة بمصيره. وهذا مايفسر القتال الدامي الذي تخوضه الطائفة بابنائها من أجل بقاء الاسد، ليس فقط دفاعا عنه كرمز لهم، بل للحفاظ على الامتيازات التي منحت لهم في مجتمع الاسد. ولذلك بنى الاسد لنفسه دولة هي دولته وهي مكونة من الجيش والمخابرات وروتوش من الحكومة غير الفاعلة. ثم كي يعمق الصراع في المجتمع، أعطى بعض الطوائف امتيازات، لكن بعد طائفته وهي المسيحيين. فعندما تدخل دائرة حكومية مثل الجمارك والنفوس تستغرب أن 90 % من العلويين وخمسة من طائفة اخرى وخمسة من السنة، هذا اذا وجدت ذلك.
وهذه الهرمية خدمت في لجوء الجميع بشكل ضمني إلى الطائفة ومنافع الطائفة وتحييد الوطن. واصبحت بذلك جميع الطوائف تشك في بعضها من خلال هذه السياسة. هي في الاصل سياسة استعمارية ( فرق تسد). واقنع الاسد جميع من في الطائفة بأن العدو الاكبر هو الكيان السني. حشد مشاعرهم وسلاحهم كي يأتي اليوم الذي يحمونه من عدوه،الا وهو غالبية الشعب السوري السني. اليس هذا الذي يفسر الطريقة الهمجية والوحشية التي يقتل فيها الشبيحة اسر الشعب السوري من الطائفة السنية. لأنه ليس القتل هنا الهدف فقط، بل التعبير عن مكنونات الكراهية التي تسلح بها الموالون له. هي جرائم كراهية بامتياز.
وهنا أطرح سؤال، إذا فشلت فرنسا في تطيف الشعب السوري من قبل وتقسيمه . وفشلت اسرائيل في مجابهة سوريا قبل الاسد، من الذي نجح اخيرا في تنفيذ المخطط الاستعماري والصهيوني، أليس الاسد. وعائلته التي عملت على تحطيم الوطن والشعب. وهنا أريد أن ادل على مصطلحات الاسد لأن الكثير يجهلونها. وهي ، عندما يقول الشعب يعني، الطائفة الموالية له. هذا الشعب الذي يقصد، وهذا شعبه. وعندما يقول الوطن، يقصد السلطة التي يحكم بها ونظامه. ولذلك بنى الوطن على امتياذات طائفية وبنى علافته الخارجية على اساس طائفي، إذ لايجمع افكار حزب البعث العربي والاشتراكي أي جامع مع ايران الفارسية والدولة الدينية إلا التقاء الطائفة. ونفس الشيء على حزب الله، فماذا يجمع بين حزب من المفروض أن يكون علمانيا وحزب مكون على اساس الطائفة مثل حزب الله. فقد قسم المجنمع السوري إلى طوائف، وقسم الجيران إلى طوائف ايضا.
والمضحك في الامر، يسألون صباح مساء على شاشات الاعلام، "على الثورة تطمين الاقليات". عن أي اقليات يتحدثون، وهل في وطن الحقوق والوجبات يوجد اقليات واكثريات. إليس حقوق المواطنة كفيلة بالعدالة الاجتماعية التي كانت سائدة قبل أن يأتي سرطان البعث وسرطان الاسد. أظن الان وفي كل هذا القتل الطائفي، على الاقليات أن تطمئن الاكثرية على مستقبل سوريا وولائها للوطن وليس لأرعن دمر مفهوم الوطن والدولة لحقده الطائفي



#عمر_سعد_الشيباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسد وتطيف المجتمع: صراع الأقلية ضد الاكثرية (ج1)
- بشار الأسد التقدمي والشعب السوري الرجعي
- حذاء حلبي مفصل لأحمد نجاد
- الاسد والعراعير والاخونجية
- مابين خوار الأسد وحيرة معاز الخطيب
- الاسد ونبيل فياض والعلمانية الطائفية
- التصريحات الكرتونية لفاروق الشرع
- فرار ام انشقاق: الاسد وعصابة الزعران
- الأصفر الابراهيمي واستمرار المؤامرة
- يابواسل الجيش الحر احذروا المؤامرة
- قوات حفظ سلام وتقهقر عصابة الاسد
- الدكتور عبد الرزاق عيد والكتابة الملهوجة
- هل ستجن قرداحة
- الثورة السورية: لاتنسوا هؤلاء
- حلب: أم المعارك أم أم الهزائم
- آل الاسد وتاريخ من الخيانات
- الممانعة ومنع حرية الصحافة
- تفاسير في الممانعة والمجابهة والمصامدة
- الطغاة العرب : تشابه وتباين وسيناريو سوري
- انتفاضة حمص الثانية


المزيد.....




- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-
- ثوران بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية (فيديو + صور)
- جي دي فانس: يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن لعب دور شرط ...
- هيئة الأركان الأوكرانية تعترف بتوتر الوضع بالنسبة لقواتها عل ...
- جنرال بولندي يتوقع حربا وشيكة بين أعضاء الناتو
- والز يعلن استعداده للمناظرة مع فانس
- ديمقراطيو كاليفورنيا يدعون إدارة بايدن إلى تجنب -دوامة الموت ...
- وزير الخارجية المغربي: خطاب العرش وضع المحددات الثلاثة لموقف ...
- إعلام إسباني: تعرض والد نجم برشلونة لامين يامال إلى عملية طع ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل استنفدت إمكاناتها العسكرية في المعر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سعد الشيباني - الاسد وتطيف المجتمع: صراع الأقلية ضد الاكثرية (ج2)