أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى زكريا - هل يتحكم القدر فى حياتكم ؟ (1 - 2)














المزيد.....


هل يتحكم القدر فى حياتكم ؟ (1 - 2)


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 11:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" ألا نو دو. " فى اللغة البامبارية فى مالى , افريقيا الغربية , تعنى هذه العبارة, " انه عمل الله. "
ان شعارات كهذه شائعة جدا فى هذه الناحية من العالم. وفى اللغة الولفية يقال " يالا مو كو دف " ( الله فعل ذلك ). وفى احدى لهجات الدوغون الريفية يقولون " أما بريه " ( الله سبب ذلك ).
ولهذه العبارات نظير فى بلدان اخرى. فكثيرا ما نسمع اقوال مثل " اتت ساعته " و " انها ارادة الله " عند حدوث كارثة او موت. وفى افريقيا الغربية من الشائع ان تكتب بالدهان شعارات مثل " الانسان فى التفكير , والله فى التدبير " على وسائل النقل العام وتوضع كلافتات فى المتاجر. وبالنسبة الى كثيرين , هذه الاقوال مجرد تعابير متداولة. ومع ذلك , كثيرا ما تعكس ايمانا عميق الجذور بالجبرية او القدرية.
فما هى الجبرية ؟ تعرفها دائرة الكتاب العالمى بأنها " الاعتقاد ان الحوادث تقررها قوى لا يمكن للكائنات البشرية ان تتحكم فيها. " وماهى هذه القوى ؟ اعتقد البابليون منذ الاف السنين , ان تشكيلة النجوم تؤثر بشدة فى قدر الشخص عند ولادته. ( قارنوا اشعياء 47 عدد 13 ) واعتقد اليونانيون ان القدر فى ثلاث الهات قويات يقمن بغزل وقياس وقطع خيط الحياة. لكن لاهوتيى العالم المسيحى هم الذين اقترحوا الفكرة القائلة ان الله نفسه يقرر قدر الانسان.
على سبيل المثال , رفض القديس اوغسطين " الاراء الزائفة والمفسدة ". للمنجمين. ومن ناحية اخرى , ادعى انه " من السخافة جدا ان نعترف بوجود الله وأن نرفض فى الوقت نفسه الفكرة انه يعرف المستقبل مسبقا. " وأكد انه كى يكون الله حقا قادرا على كل شئ , لا بد ان " يعرف جميع الاشياء قبل حدوثها ". دون ان يترك شيئا غير مقدر. ومع ذلك ادعى اوغسطين بحماسة انه رغم معرفة الله المسبقة لكل ما يحدث , لا يزال البشر يمتلكون ارادة حرة. - مدينة الله.
بعد عدة قرون طور اللاهوتى البروستانتى جون كالفن الفكرة اكثر , مدعيا ان فى حين قدر الله ان يكون البعض اولادا وورثة للملكوت السماوى , قدر لاخرين " تلقى سخطه "
واليوم , يحمل الايمان بالقدر محمل الجد فى انحاء عديدة من العالم. تأملوا فى اختبار عثمان , شاب فى افريقيا الغربية. كان عثمان من افضل التلامذة فى مدرسته , ولكن عندما اجرى امتحانات اخر السنة , رسب. ولم يعن ذلك اعادة السنة الدراسية فحسب بل معاناة الاحراج ايضا امام عائلته وأصدقائه. فحاول صديق له ان يعزيه قائلا انها مشيئة الله. وكذلك والدة عثمان لامت القدر على رسوبه.
فى بادئ الامر كان سعيدا بتقبل محاولاتهم للتعاطف. فاذا كان رسوبه هو ارادة الله فعلا , فلم يكن بامكانه فعل شئ لتجنب ذلك. ولكن والده كان ينظر للامور بطريقة مختلفة. وقال لعثمان انه هو المسؤول عن رسوبه فى الامتحانات وليس الله. فانما رسب عثمان لأنه اهمل دروسه.
فقرر عثمان ان يتحرى المسأله هو بنفسه بعد ان تزعزع ايمانه بالقدر.
تشهير افتراء عندما يعتقد شخص محترم فى المجتمع ان اشاعة كاذبة الحقت الاساءة باسمه او سمعته , يشعر بانه مرغم على اصلاح الامور. حتى انه قد يتخذ اجراء قضائيا ضد المسؤولين عن التشهير.
فى الواقع , ليست الجبرية الا افتراء على الله القادر على كل شئ. فهذه النظرية تدعى ان الله مسؤول شخصيا عن كل الماسى والمصائب التى تحل بالجنس البشرى. واذا كنتم تؤمنون بالقدر , فربما تتخيلون حاكم الكون وقد جمع فى مذكرة امورا مثل : سوف يتأذى اليوم جون من جراء حادث سيارة , وسوف تصاب فانو بالملاريا , وسوف تدمر عاصفة بيت مامادو. فهل تندفعون حقا الى الايمان باله كهذا ؟
ولكن يسأل المؤمنون بالقدر : ان لم يكن الله هو المسؤول عن بلايانا , فمن المسؤول ؟ هذا ما تساءل عنه عثمان الشاب المذكور. ولكن لم يكن عليه ان يخمن او يتحزر كى يصل الى الحقيقة. فقد تعلم ان الله برأ نفسه من هذا الافتراء من خلال التعاليم الموجودة فى كلمته الموحى بها , الكتاب المقدس. ماذا سيقول الكتاب المقدس عن هذا الموضوع ؟
" يتبع "



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اولئك المدعوون - الهة
- من يقف وراء كل الشرور ؟ (2 -2)
- الشيطان خرافة ام واقع مشؤوم ؟ (1 - 2)
- بهلوان الصخور
- هل الدين وراء مشاكل البشر (2 - 2)
- هل للدين - تأثير بناء ام هدام ؟ (1 - 2)
- من هو الاله الحق الوحيد ؟ (2 - 2)
- من هو يسوع المسيح ؟ (1 - 2)
- عجز الانسان عن الثبات وحده
- زيارة لأرض الموعد (2 - 2)
- زيارة لأرض الموعد (1 - 2)
- معارف واضاءات
- قيمة - الاناء الاضعف
- العهد القديم - كتب لارشادنا (2 -2)
- ما قيمة - العهد القديم - ؟ (1 - 2)
- حرقة فى القلب لا تنطفئ
- لم يحسن بنا تجنب التطرف ؟
- هل الله سر ؟
- أعجوبة بيضة النعام
- هذا مستحيل !


المزيد.....




- المرشد الأعلى الإيراني: المحادثات مع أمريكا ليست ذكية ولا حك ...
- قائد الثورة الاسلامية: إذا هددت أمريكا أمننا فسنهدد أمنها
- قائد الثورة الإسلامية: لم يلتزم الأمريكيون بتنازلاتنا السخية ...
- قائد الثورة الإسلامية: المفاوضات مع هذه الحكومة الأمريكية لي ...
- قائد الثورة الإسلامية: إذا اعتدى الأمريكيون على أمن شعبنا سن ...
- قائد الثورة الإسلامية: التفاوض مع أمريكا ليس له أي تأثير في ...
- قائد الثورة الإسلامية: إذا تم هددونا سنهددهم وإذا نفذوا الته ...
- قائد الثورة الإسلامية: إذا هددونا سنهددهم وإذا نفذوا التهديد ...
- قائد الثورة الإسلامية: إذا اعتدوا على أمننا سنعتدي على أمنهم ...
- قائد الثورة الإسلامية: إذا هددنا الأمريكيون سنهددهم نحن أيضا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى زكريا - هل يتحكم القدر فى حياتكم ؟ (1 - 2)