أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سليم نزال - حركة التغيير العربى و الافاق المجهوله!














المزيد.....

حركة التغيير العربى و الافاق المجهوله!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 01:47
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


حتميات التاريخ الماركسية و سواها من الايديولوجيات الدينية التى تنتمى لثقافة الحتمية باتت حسب
اعتقادى من التاريخ الماضى. فقد
اثبتت احداث التاريخ ان نظرية ان الشعوب تنتصر بالضرورة ليست دوما صحيحة .و التاريخ مليء بالثورات المضادة التى هى عمليا اكثر بكثير من الثورات. و التاريخ ايضا مليء بحكايا الشعوب التى لم تنتصر و فشلت فى ثوراتها بل تلاشت عن الوجود سواء على المستوى المادى او بالفعل او بالتاثير.
فكرة التقدم فى التاريخ كانت فكرة مثالية هيغلية تبناها ماركس بعد ان نزع عنها الثوب المثالى ووضعها فى اطار مادى.و اذا كان لا يسع المرء ان يقف تماما ضد فكرة التقدم فى التاريخ كما يلاحظ كلود ليفى ستراوس الا ان لنا ملاحظات كثيرة على فكرة الغائية و كل ما يرتبط بها من افكار هى اقرب للطابع الدينى خاصة تلك المتعلقة بفكرة البدايات و النهايات و الحتميات فى التاريخ.(و هو النقد الاساسى الذى تعرضت له نظرية فوكوياما المعروفه بنهاية التاريخ)

و هذا لا يعنى بطبيعة الحال تجاهل حقيقة ان الانسانية حققت الكثير من الانجازات الا ان الامر لم يزل فى طور الحركة بعدة اتجاهات و ليس باتجاه واحد .و هذه الاتجاهات تمر بمحنيات و منعطافات بل و تحتمل انقطاعات و انحرافات شاهدنا بعضا منها فى الثقافة العلمانية التى خرج من رحمها الثقافة النازية بكل ما تمثله من خطر وجودى على البشريه.(يمكن الاستفادة من نظرية باشلار حول مفهوم القطيعة فى الحضارة)

و الصورة للمنطقة العربية باتت واضحة على الاقل من حيث المنظر العام . و يمكن لنا بعد عامين من الثورات العربية ان نصف الوضع بمجمله كالتالى: جيل الشباب ينتفض على واقع القمع و الفساد الذى بلغ حدا لا يطاق. جاءت القوى الدينية و صادرت تطلعات هذه الحركات الشبابية تارة بحجة المظلومية التى تعرضت لها و هى مسالة حق يراد به السيطرة على السلطة ,او لانها تملك الاغلبية من الشعب و هى ايضا مسالة تحتاج لنقد و فحص .فعندما تختار الاكثرية قوى سياسية اشبعتها لقرون بروبوغاندا عن قدرتها السحرية على حل معضلاتها برفع شعار الاسلام هو الحل .

فان ذلك يجد له صدى ووقعا لدى عامة المؤمنين يصبح معها من الطبيعى لهذه الشعوب ان تختار قوى التاثير الدينى لما لها من سلطة رمزيه و معنوية . و عندما تحرم هذه الشعوب بسبب نظم الاستبداد لقرون من تعلم و ممارسة الحرية فليس مستغربا ان تختار قوى تطرح لها شعارات عامة و كان بيدها حلولا سحرية لكل المعضلات.
على كل حال ان اهم ما حققته الثورات العربية انها بثت افكارا هامة حول قدرة الشعوب العربية العيش بكرامه اذا ما امسكت مصيرها بنفسها.لكن نجاح الثورات و تحقيقق اهدافها يظل مرتبطا الى حد كبير بطبيعة القوى التى تقود حركة التغيير.

و من وجهة نرى ستعانى الحركات الاسلامية الحاكمة من الاخفاقات السياسية لاسباب متعددة .منها ما هو متعلق بطبيعة الاحزاب الدينية التى لم تغادر بعد موقعها الايديولوجى القديم الذى ينظر للمجتمع كرعية من اجل السمع و الطاعة و ليس كمجتمع مفتوح على الافكار و التيارات على اختلافها.كما هو متعلق بعدم جهوزيتها لقيادة مجتمعات حديثة فى عالم اكثر بكثير تعقيدا من دولة المدينة التى تتخذها هذه الجماعات قدوة لها.
.و هذا الامر سيقود كما راينا بعضه فى تونس و مصر لصراعات جديدة قد تتحذ اشكالا شتى من الصراعات و الاحتكاكات بل و المنعطفات التى يصعب معرفتها. و هذه الصراعات التى قد تاخذ اشكال الثورة المضادة او تصحيح الثورة الى ما هنالك من تسميات ستضع هذه البلاد و ربما المنطقة كلها فى زلازل سياسية ستمتد على الاغلب لفترة من الصعب تحديدها .
باحث و مفكر فلسطينى
كتاباته مترجمه للعديد من اللغات العالميه



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكالية انهيار النظام العربى القديم!
- غاندى فى ذكرى ميلاده ال 143 ! .
- نحو فهم افضل لما يجرى فى سوريا مقاربة انثروبولوجية
- صلاة من اجل الالهه ساراساواتى الهة المعرفة و الفن و الموسيقى ...
- سوق مزايدات لانتاج ثقافة الكراهية!
- على جسر نهر درينا)) رد هام على مقولة صراع الحضارات!
- ؟ لماذا لم يصل الربيع العربى الى البلدان الملكية العربية
- من الربيع الى الحريق: المشرق العربى يتجه نحو التفكك!
- فى النروج : ثقافة الاغانى و الورود تهزم ثقافة الكراهية.
- نحو مقاربة منهجية للربيع العربى
- حول الثورة العربية و افاق المستقبل
- لكى تتجنب سوريا طريق الانتحار
- البعد الثقافى فى الانفجار العربى
- لاجل تاسيس جائزة( نوبل) فلسطينية
- هل من المكن ان نقوم بعودة افتراضية لفلسطين
- اين المجلس الوطنى الفلسطينى,و اين المجلس التشريعى : اسئلة لا ...
- لم يحن الوقت لعباس لان يبق البحصة
- ماذا حققت جامعة الدول العربية بعد خمسة و ستين عاما على تاسيس ...
- الم يحن الوقت لجامعة الدول العربية ان تخصص مقاعد لتمثيل عرب ...
- المطلوب الان قرع الخزان بقبضات قوية


المزيد.....




- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سليم نزال - حركة التغيير العربى و الافاق المجهوله!